Saturday, January 09, 2021

الصمت غير السكوت - بقلم العارف الحكيم

 

ألصّمت غير السكوت:
ألصّمت مُنتج و السّكوت جدب!
ألصّـمت إحياء و السـكوت موت!

كتبت قبل أعوام موضوعاً عن السّكوت بعنوان:

لماذا لا يسمع العراقيّ إلا نفسه؟ و له إرتباط بموضوعنا التالي, لأنه يدخل ضمن اسّ الأساسات التي تؤهلنا لنكون صاحب عقيدة سليمة قادرة على بناء العائلة الكريمة الهادفة لتشكيل مجتمع سليم بعكس الحقائق الواقعة و ما هو موجود لدى مجتمعنا!

بداية يجب أن نُفرّق بين (آلصّمت) و (آلسّكوت) كما أشرت إبتداءاً!

ألصّمت على نوعين:

صمتٌ إيجابي منتج و مُعبّر يحصل من ورائهِ الصّامت على مبغاه و معناه و أسراره, و أوّلها معرفة النفس عقدة العقد!

صمتٌ سلبيّ غير منتج بسبب الضغوط والقهر و الحرمان والظلم و الكآبة , و يقترب صاحبه رويدا .. رويداً من الموت.

و الصمت السّلبي نتيجة الدين و التعليم الخاطئ و الظلم و الأجواء الإرهابية و الدكتاتورية, و التي تتحوّل عادة بمرور الزمن إلى عُقد و مرض يصاحب الأنسان المقهور لآخر العمر لأسباب عديدة, لكنه أقل وطأة و تبعة من ذلك الذي يُعبّر عنه بآلعنف و الضرب في الواقع أو الثورة ليس فقط ضد زوجته و والديه و أبنائه و جيرانه و أهله؛ بل حتى ضد نفسه بأساليب شتى!

لقد إنتقدت في مقالي الآنف؛ التعامل مع هذا الموضوع الحساس و الخطير في نفس الوقت, نتيجة الوضع المزري الذي عاشه العراق و الكثير من الشعوب التي وصلت لتلك الحالة بل الأزمة الأجتماعية على كل صعيد؛ للأسباب الثلاثة التي طالما أشرنا لها في مقالاتنا و هي : التعليم و الأعلام و المسجد؛ بسبب ثقافة الحشو الفارغ و نشر مبادئ الجهل ألتي إنتشرت في العراق و التي تسببت بفقدان الثقة حتى بآلمسلّمات و بكل ما يتعلق بآلمحبة و العلاقات الأنسانية و التعامل الأجتماعي و الأنصاف و التواضع ؛ حتى عاد العراقي لا يثق حتى بنفسه .. بل بإيّ متحدث حتى لو كان إمام معصوم, فهناك دائماً درجات من الحذر و الشك تفصله عن المقابل .. لذلك لم يعد يسمع ألعراقيّ إلّا نفسهُ؟

و فوق هذا قد يبدو أمامك مستمعاً هادئاً .. لكنه لا يستمع ليتعلم الحقائق و القيم الكونية الكبرى؛ بل يستمع .. علّه يتعلم شيئا يفيده شخصياً فقط أو يستمع ليكتشف شيئا سلبياً بطريقه ليحاكمك عليه و يُشهّر بك أمام الناس بغيابك, كآلمتصيد في الماء العكر أو الباحث عن أبرة وسط كومة من التبن ..

ظاهرة غريبة شدّت إنتباهي و حيّرت و غيّرت عقيدتي كلّياً تجاه آلوضع في ألعراق و تعامل ألعراقيين, أ لا و هي مسألة عدم ألأنصات و آلفهم حين تتكلّم معهم أو تكتب لهم خصوصا عن الدين و القيم و كأنهم ملّوها نتيجة نفاق المدّعين, فهُم و إن قرؤا مقالاتكَ أو سمعوا خطابك و فلسفتك أو سكتوا منصتين أثناءَ حديثكَ في أفضل ألحالات؛ فأنّهم إنّما يفعلونَ ذلكَ .. لا لفهم و وعي أسرار ما تقولهُ أو تكتبهُ لأنهم يحسبوك كفاسد أو منافق من المنافقين تريد سرقتهم؛ بلْ يسمعكَ من أجل أنْ يكتشف نقطةَ ضعفٍ أو ثغرةٍ أو شكّ في مجالٍ فرعيّ من حديثك ليهجم و يردّ عليكَ كلّ دعوتك أو ما تُريد قولهُ جملةً و تفصيلاً, ولا يستحي لو إستشهد بموقفه بإنسان معاند أو منحرف أو مُغرض!؟

هذا آلوضع ألنّفسيّ ألمُتأزم ذات آلطابع الخبيث و ألهجوميّ سبّبَ فساد آلقلوب و إنتشار ألشّك و آلكذب و آلتدليس و نكران كلّ جميل .. بعد ما أشاعَ هدّام حسين و من تبعه و لحقه الغيبة بكتابة التقارير و ألفقر و آلحرب و آلعنف بين آلعراقيين .. حتى شاعتْ ألفوضى و عدم ألأنسجام بين آلجّميع .. بدءاً بذاتِ آلعراقيّ ثمّ آلعوائل و حتى المؤسسات البعثية نفسها بل حتى الدائرة المحيطة به حيث جعل كل واحد يتجسس على صديقه و حتى أبوه فالهيئات و آلجّماعات و آلكتل و آلكيانات ألدّينيّة و آلسّياسيّة وووو كلّ أصناف ألمجتمع ألعراقيّ اليوم تسير وتتعامل و للأسف ألشّديد على هذا الأساس!

و آلسّبب هو تعاظم الإنّية و طغيان ذاته حتى بات ألعراقيّ - و العربي لا يسمعْ و لا يرتاح إلّا لمكنونِ نفسهِ و هواه من وحي ذاته .. بلْ و محاولة آلأنتصار لها في كلّ ألأحوال و بكل السّبل الممكنة بآلباطل و آلكذب و آلنّفاق و غيره و نادراً ما تجد من يستسلم للحقيقة معترفاً؛ و لعل السبب الأكبر هو؛ كونه لمْ يتربّى أساساً على ألقيم ألصّحيحة و آلمُثل ألأنسانيّة ألعُليا و آلمنطق و آلرّحمة و آلشّفقة و حبّ آلخير و آلأيثار و التواضع بسبب مناهج البعث الجاهلية الإرهابية .. إلى جانب آلفقر و آلحرب و الذل الذي وصله هذا الشعب المسكين, مُتحسّساً على آلدّوام ألشّعور بآلنّقص و آلضّعف و إنحطاط آلشّخصيّة .. نتيجة ألتربية الخاطئة و آلضّغوط آلتي واجهها في آلبيت و آلمدرسة و آلقوانين ألوحشيّة و إنعكاس الشخصيّة الصدامية - ألبعثيّة و ألعشائريّة و آلنّظريّات ألخاطئة على طبيعة الحياة ألّتي تربّى عليها مُذ كان جنيناً في بطن أمّه حتى المراحل اللاحقة حين كان يسمع صرخاتها بسبب الضرب و وحشيّة ألأب و قسوتهِ و آلعُنف ألأسريّ ألذي سادَ و لا يزال في كلّ ألمُجتمع حتّى صاحَ آلجميع؛ (ياحوم إتْبع لو جرينه لكن لا على الاعداء الحقيقيين ؛ بل على زوجته و إبنه و أرحامه و جيرانه) و تعاظم هذا الامر خصوصاً بعد رحيل ألبعث ألجّاهل ألمجرم عام 2003م بسبب الحرية النسبية التي أعطيت لهم .. لذلكَ و بسبب جُبن ألعراقيّ و خنوعه و بُعده عن ألحقّ وتكوره على ذاته الخبيثة توسّل أخيراً بآلعشيرة و آلحزب و آلخلايا ألأرهابيّة و آلعصابات و المليشيات و آلمحسوبيّة و آلمنسوبيّة بعيداً عن ولاية الله و آلمُؤمنين و شرّع الله الذي للأسف لا يعلمه مراجعهم لأنهم لا يدرسون من كتابه سوى 500 آية فقط .. كل هذا ليُحقّق مبغاهُ الشخصي و أهدافه الخاصة بتبريرات جاهليّة و وحشيّة, مُحطّماً آخر ما تبقى من آلقيم و آلأسلام ألمُغيب أساساً ألّذي حاول يائساً معدودين ممن تبقى لإحيائه و لو بشكل محدود!

و لا أجانب الحقيقة لو قلت بأن تلك آلقيم أصبحتْ آلآن عاراً على كلّ من يُنادي بها أو يريد تطبيقها في العراق و آلّتي تأمرنا أوّل ما تأمرنا بآلتواضع و آلمحبّة و آلتّسامح و آلإيثار و آلشّرع و آلأخلاق ألفاضلة و حمل آلأخوان على محامل ألحسن و إحترام آلأنسان و ألقانون و آلتي جميعها باتتْ للأسف لا تتطابق مع نَفَسِ و روح ألعراقي – ألغالبيّة ألعُظمى منهم – بسبب تشبعّ أرواحهم بآلظلم و آلحُقد و آلخبث و آلكراهيّة و آلقسوة و آلفساد و الخيانة و آلأنحراف و آلضّعف و آلأستعداد ألكامل لإرتكاب آلجرائم و آلسّرقات و النصب و الغيبة و الكذب و النفاق التي يعتبرها زاده اليومي, بآلطبع نستثني منهم ألثّلة ألقليلة ممّن قد تبقى من ألمؤمنين ألّذين بقوا و ثبتوا على إيمانهم و لم يشتركوا بهذا الدمار و آلإرهاب لأنهم تغرّبوا في بلاد العالم و لم يشاركوا العراقيين في الظلم و الفساد!

و هذا هو سبب تفاقم و شيوع الفساد و ألظلم و القتل و آلأرهاب و آلذبح و الطلاق و رمي حتى الأطفال في البحر من قبل الأمهات و حتى قتلهم من قبل آلآباء و رجوعهم للوراء و تعصّبهم للعشيرة و آلحزب و آلقبيلة بدل مبادئ الأمام الحسين(ع) العادلة و مبادئ آلأسلام ألحقيقيّة ألتي تمسكوا بظاهره فقط, و إنغلقوا عن ألحقّ و آلتّواضع و آلرّحمة و آلأنسانيّة و التضحية لأنقاذ مظلوم أو الدفاع عنه لإبتعادهم عن العشق و المعرفة و حقائق الوجود و غايته, لهذا إستحقوا عملية الإستبدال التي وصلت لأشواطها الأخيرة ............ و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله.

ألحل الوحيد للقضاء على هذا المسخ الشامل, و عملية الإستبدال بآلأستخلاف هو :

فتح المراكز و المنتديات و الندوات الفكرية و الثقافية و مشاركة الناس الفعالة في إحيائها بشرطها و شروطها التي بيّناها في كتاب:

[أسس و مبادئ المنتدى الفكري].

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.

 

لماذا سقطت أمّتنا؟ بقلم العارف الحكيم

 

لماذا سقطت أمّتنا؟
بقلم : ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
كثيراً ما سعيت لمعرفة أهمّ سبب أدّى لسقوط الأمة و هزيمتها, لأن معرفته تُمهّد للحل الأمثل و الأنجع, موعزاً الأسباب إلى النفاق و الكذب و فقدان النزاهة و الأدب و الأخلاق في تعاملهم سواءاً كان فرداً أو عشيرة أو حزباً , و ذلك من خلال منطقهم و تعاملهم و مُدّعياتهم و ثقافتهم و مدى الإكتراث في حفظ أمانات و حقوق الآخر و عدم التعدي عليها, تلك الحدود التي لا يستطيع حتى الله تعالى تجاوزها!؟

لكن العالم كله شهد تحايل حكوماتنا و أحزابنا و محاولات تبرير فسادهم و سرقاتهم التي دمّرتنا بغطاء الشهداء و الدعوة و آلأسلام الذي بات عندهم كآلطين الأصطناعي يحوّرونه كيفما إقتضت مصالحهم و بآلأخص جيوبهم, لذلك صار هضم ألحقوق و هدر خيرات البلاد و العباد مسألة عادية و ربما إعتبروه جهاداً في طريق "ذات الشوكة", و يكفي معرفة عدم نزاهتهم و فقدان القيم و الاخلاق في سلوكهم؛ من خلال نتائج حكمهم و أعمالهم الخطيرة على مستقبل البلاد و العباد و الأجيال القادمة .. و آلبوادر التي لم نشهدها في أفقر و أدنى آلشعوب في آلعالم
!

و إليكم الحقيقة ألمُرّة و المؤسفة التالية التي كشفتها قبل ساعات و أسميتها بمحنة العُربان و لعلها علّة العلل في سقوطهم:
سبق و أن كتبت أكثر من مرّة عن فساد الأمّة العربية و عدم نزاهتها و كما تشهدون سعيها و مواقفها إزاء القضايا المصيرية بسبب الأعراف القبلية و الحزبية و الدِّين المؤدلج و التربية و الأعلام و غيرها, و بشكل عام يعيشون اليوم نتيجة إنعكسات فساد رؤوس الأمة و حكوماتها؛ بذلة و مهانة ونكوص على كل صعيد, وإن الأواسط التي تدير دفة الحكم والوزارات والمؤسسات و الأعلام و الكُـتّاب خصوصا الأدباء و الشعراء  و المدارس و الجامعات التي تُشكل ثقافة ألأمة هي آلسبب المباشر في تحمّل تلك التبعات و النتائج ..

فقط إطلعت اليوم على موقع يدعي روادها و رئيستها النهضة و العلم و البناء و التقدم لأمّة العرب .. و يبدو الموقع و كأنه مدعوم من شخصية أو شخصيات كبيرة و قد تأسّس بآلمناسبة  بحسب المعروض بداية هذه السنة - أي قبل أيام فقط - و أوّل موضوع منشور في الصفحة كهوية لمنهجهم مقتبس بشكل شبه تفصيلي من (فلسفتنا الكونية العزيزية) التي قدّمناها في بداية الألفية الثالثة و التي قطعنا منها عقدين من الزمن بآلأعتماد على كمٍّ و خزين كبير و تأريخ طويل من الفكر و التراث الذي خلّفناه و عرضناه منذ نصف قرن, و الأغرب أن تأريخ تدوينهم للمقال المعني كإفتتاحية قد خُتمت كتابتها في شهر مارس(آذار) عام 2017م بأسفل المقال, ليكشف زيفهم و كذبهم!

لهذا لم أخطأ أبداً .. حين نعتّهم و قُلت و برهنت بأنّ:

أمّتنا أمة ضالة و أكثر مثقفيها - إن لم نقل كلّهم - مضلّون للعوام و البسطاء و يفتقدون النزاهة و الأمانة و حتى المهنية, و لا أدري كيف يُفسّر و نُفسر هذا الوضع الخطير مع رؤوساء أحزابنا و حكوماتنا الجاهليّة التي سرقت دولة بأكملها كما يشهد الواقع .. بل شهدوا حتى بأنفسهم, و رغم هذا ما زال الشعب يُصفّق و يهتف بغباء مفرط نتيجة الثقافة المكتسبة ؛ [بآلرّوح؛ بآلدّم نفديك يا هو الجان]!؟

لقد وصل آلنّهب و السرقات و الفساد لأبعد الحدود .. و الذي يحصل في أمتنا من فساد و سرقات للأموال و الأراضي و المناصب و الإئتلافات الباطلة و إستخدام الدِّين و الحزب و كل وسيلة ممكنة لأجل الثراء و النهب؛ قلّما نشهده في الأمم و الشعوب الأخرى ..
فربما يسرق البعض "ألمثقّف" من هنا أو هناك أو من لغة أخرى مفهوماً أو عبارة أو جملة أو مصطلح أو عنوان , و هذا ما شهدناه و نشهده كثيراً و لا يزال و مثبت أيضا في كتابات و دواوين الذي يُسميّهم بعض الاوساط العربية الفاسدة في هذه الأمة؛ بآلرّواد و المتميزين و آلكُبراء ووو غيرها من الأوصاف التي لا تتطابق مع الحقيقة ؛ لكني لم أشهد سرقة نظريات و بحوث و حتى مقالات كاملة و بلا حياء أو خجل من قبل بعضهم, مِمَنْ يدعون الأبوية والأكاديمية والأنسانية والأسلام و السّلام و الدّعوة و العروبة و الادب و ...إلخ
حيث نقلوا نصوص كاملة(بحث كامل) عن كتبنا و (فلسفتنا) و مقالاتنا و لم يُشيروا حتى من بعيد ولا مرة لواحدة منها بل لفقرة من فقراتها كمصدر .. على الاقل و للأسف  لجهلهم بأن ذكر المصدر من عوامل توثيق البحث و إصالته .. ممّا يعني سقوط الأخلاق بآلكامل و فقدان النزاهة و آلحياء و الادب عملياً من منهجهم و بآلتالي فشلهم الحتمي .. لأن الكاذب و المخادع و الفاسد لا يمكن أن ينجح حين يسرق أفكار الآخرين لأنه لا يفهم أبعادها و أهدافها بشكل واضح و دقيق, فكيف بهذا "الباحث" أو "الباحثين"  أو "الشعراء" إذا تسلطوا على أموال و أرواح العباد .. فهل سيتركون مجالا للحياة و آمالاً للأمة و سعادتها و كما نشهد اليوم في العراق و البلاد العربية رغم كونها من أغنى دول العالم!؟

و آلأغرب أنّ المشرفة على الموقع و القضية؛ إسمها (موزة بنت محمد) تشرف بدورها على مجموعة متخصصين من العاملين معها في مجال الموقع .. و لا أدري .. هل هي زوجة أو بنت أحد "أمراء" الخليج الأثرياء المعروفين بفسادهم و ذلتهم و الذين لنا معهم حكاية لا تُحكى و قصّة لا تُقصص!؟
و أيّا كانت نسبها و أصلها و فصلها فهي من هذه الأمة؛ و إن فعلها يدلل على مستقبل غامض و خطير و فساد كبير يتجه بقوة نحو الفناء و المسخ و الدمار الحتمي!؟و الله يستر على مستقبل أمّتنا الساقطة في وحل الذلة و النكوص و الفساد و التبعية و الجّهل و  التكبر و لقمة الحرام, و فلسفتنا المنشورة .. المسروقة نصّاً كأساس للموقع منشور حالياً عبر الرابط أدناه مع تقديم وتأخير في بعض الفقرات:
https://arsco.org/aboutus-Arab
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

كتاب القرن : مستقبلنا بين الدِّين و الدِّيمقراطية - بقلم العارف الحكيم

 

كتاب القرن: مُستقبلنا بين آلدِّين و آلدِّيمقراطيّة
بقلم العارف ألحكيم: عزيز حميد مجيد ألخزرجي

قضيّة (ألدّولة آلعادلة) و (آلدّولة آلفاضلة) أو (آلدّولة آلجّاهلة) و غيرها مِنَ آلصّفات و آلتّسّميّات؛ ما زالت محلّ بحثٍّ و جَدَلٍ في أوساط ألفلاسِفة و آلمُفكريين, بضمنهم لجان (هيئة ألأمم ألمُتحدة) بعد مآسي حكوماتّ آلحُقب ألتّأريخيّة ألسّوداء, و هي بحقّ من أهمّ ألقضايا ألرّاهنة آلتي ترتبط بحياة و مستقبل ألبشريّة آلتي تعيش المأساة على كل صعيد, لأنّ أكثر ألحركات و آلكيانات و آلأحزاب و حتّى آلدّول بل و آلأمبراطوريّات و آلحضارات على عظمتها وتَمَدّنها عبر التأريخ؛ إنّما سقطتْ لِفقدانها آلقاعدة آلفكريّة ألتي تتأسّس على فلسفة كَونيّة, و لهذا قال الفلاسفة ؛ كلّ ألأمبراطوريّات تزدهر و تتألّق و تصل ألذّروة ثُمّ تسقط بحسب ألسُّنن ألتأريخيّة لكن لم تكن مُوفقة لبيان آلأسباب بوضوح و لم تُشر للجّذور و آلعلل!

و فلسفتنا هي آلتي حلّت الّلغز في هذا آلكتاب, بعد إسْتلهامنا من آللّه و (آلعليّ ألأعلى) ألمُنطلَقات ألأساسيّة لذلك, كقوله تعالى؛
[مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ] ألحشر - آية(7), إذن بروز ألطبقيّة و تعاظمها يوما بعد آخر هو أوّل سبب في هدم الدّول و سقوط الأمم, و كذلك قول آلأمام عليّ(ع): [يُستدلّ على إدبار ألدّول وزوالها نتيجة الظلم الذي يتجسّد بأربعة: [ترك ألأصول؛ ألعمل بآلتّكبر؛ تقديم ألأراذل؛ تأخير ألأفاضل]

[ترك الأصول و آلعمل بآلتكبر و تقدیم ألأراذل و تأخير ال تأخیر الأفاضل].
 و حدیث آخر: [الله ینصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، و لا ینصر الدّولة الظالمة و لو كانت مسلمة], و قوله أيضا (ع):
[ما جاع فقير إلّا بما مُتّع به غنيّ], و أبرز علامة في أسباب زوال الدول قوله (ع):
[من علامات ألإدبار؛ مُقارنة ألأرذال], و نُقل عن ألنّبي (ص) في وصف ألدّولة ألعادلة و صفات ألأمام ألمطلوب و سبب هدم ألدّول بعبارة بليغة نصّها:
[مَنْ أَمَّ قومَاً و فيهم مَنْ هو أعلمُ منه, لم يَزل أمرهُم إلى سِفال إلى يَومِ ألقيامة], هذا بجانب إشارة (إبن خلدون) و (وول ديورانت) للأسباب إجمالاً إستنباطاً من أقول النبيّ(ص) و وصيه الأمام(ع).

 و بدورنا بيّنّا للعَالَم عِبر هذه ألدّراسة ألّتي إعتمدتُ لأعدادها أكثر من 250 مصدراً و وثيقة؛ لعرض تفاصيل ألقضيّة آلتي تُحدّد (مُستقبلنا و مصيرنا بين آلدِّين و آلدّيمقراطية), خصوصاً بيت القصيد و آلغاية مِن آلحكم و هي جم المال و الثروة عادة و للأسف, و قد لخّص ألإمام عليّ(ع) ألقضيّة منذ آليوم ألأول لبدء حكومته: 
[أتيتكُم بجلبابيّ هذا ، فإنْ خرجتُ بغيرها فأنا خائِن]!

لذلكَ أجريتُ مُقارنة إيبستيمولوجيّة (معرفيّة) بين منظومة (ألدِّين ألحقّ) و (آلدِّيمقراطيّة ألحقّة) لبيان مدى إمكانيّة تحقّق ألعدالة و آلحريّة و المُساواة بظلّهما معاً, بَدَلَ آلفصل و آلتّناحر بينهما و كما هو آلسّائد للآن!

فهل يُمكن إتّحادهما لتشكيل نظام مُوحّد عادل يُحقّق ألهدف ألمنشود من فلسفة ألحُكم – آلحياة لنيل ألسّعادة بَدَلَ آلشّقاء و آلمظالم ألّتي جَرَتْ للآن بسبب تجربتها للأنظمة المختلفة و أخيراً ألدِّيمقراطيّة ألمُستهدفة من جهة و آلدِّين ألمُؤدلج من آلجّهة الأخرى و كما شهد آلعَالم للآن فظلّ سائباً تتلاعب به أهواء المتسلطين لمنفعة المنظمة الأقتصادية العالمية,بجانب دكاكين تُجّار أهل ألدِّين و آلمذاهب و آلأحزاب بعد إنقطاع الناس عن ألغيب!

لهذا لم يُوصلنا آلدِّين السائد اليوم للسّعادة .. كما لا يُمكن بنفس ألوقت الأستغناء عنهُ و هنا تكمن جانباً من آلمُشكلة, لأنّ (ألدِّين) منبع آلأخلاق و آلرّحمة و آلتواضع و آلعلاقات الأنسانيّة ألمبنيّة على إحترام كرامة ألأنسان رغم إختلاط المبادئ و القيم!

و آلدِّيمقراطيّة بآلمقابل كنهج لإنتخاب ألحُكومة؛ هي آلأخرى و كما شَهَد آلعَالم؛ ليس فقط لم تُحقّق ألعَدالة و آلمُساواة و آلرّفاه و آلسّعادة للجّميع؛ بل و خَلّفَت ألمزيد من ألفقر و آلجّوع و المرض و آلحروب حتّى في أمريكا نفسها آلتي تُعتبر آلنّموذج ألدِّيمقراطيّ ألأوّل في آلعَالَم, حيث أدّت لمُجتمع رأسماليّ طبقيّ ظالم, لأنّها آيدلوجيّة آلأثرياء بإدارة ألتكنوقراط للحفاظ على مصالحهم و أملاكهم من خلال ألدّعوة للحريّة و الأنعتاق من الدِّين و آلأخلاق و آلقيم و إستبدالها بآلدعارة .. كيّ تُمكّنهم – أيّ آلأغنياء بواسطة طبقة التكنوقراط – من آلسّيطرة بسهولة على موارد رزق الناس و آلإقتصاد عموماً – بعد مسخ إرادة الجماهير و تشويه أفكارهم و تميع شخصيّتهم الأنسانيّة – لسنّ قوانين تُحصن و تحفظ ما يملكون بغطاء الديمقراطية ضدّ تجاوزات ألطبقة الفقيرة على تلك آلمُلكيّة و حقوق تلك الطبقة آلتي تعيش حياةً مترفة لوحدها تختلف عن حياة عامّة المجتمع كلّيّاً, و رغم هذه الحقيقة؛ فأنّ كلمة (ألدِّيمقراطيّة) و بسبب ألأعلام ألقوي ألنافذ في العالم كلّه و جهل الناس العوام؛ أعْتُبرتْ فتحاً جديداً في تفكير ألناس و أُفقاً تشرق منه شمس ألسّعادة المطلقة! بإعتبارها تُعَيـّن “سلطة” الشّعب! و أنّ آلقانون مصدره إرادة الشّعب! و مقتضيات حياته الأجتماعيّة! حتىّ خَلَقَتْ الدِّيمقراطيّة في المُواطن شعوراً بأهمّيتهِ و كرامتهِ, و كأنّه سيّد نفسهِ لا نكرةً مهملةً في عمليّات ألكبار! و قد تعمّقت هذه النظرة بعد إنتهاء الأتحاد السوفياتي التي أُتهمت من قبل ألغرب, بإتخاذها دكتاتورية “البروليتاليا” كأساس في نظام ألحُكم!

هذا هو آلظاهر, و آلأعلام ألمُزيّف ألذي قلب آلحقائق ألمؤلمة حتى إنفعل آلعقل الجمعيّ كإفرازات لـ (ألدِّيمقراطيّة) ألكاذبة, و لو تفحّصنا باطن آلأمر, و واقع ألحال, و آلعِلل ألغائيّة آلكامنة و إفرازات الدِّيمقراطيّة آلغربيّة؛ نراها و كأنها نظامٌ حديديّ مُحصّن و مُكتمل ألبناء و آلأوجه .. مُحاطٌ بسجنٍ قضبانهُ مِنَ آلذَّهب, بداخله ألشّعوب ألّتي ضَلّتْ آلطريق بعد ما فَقَدَت آلأرادة و آلقِيم و آلمعنى, و لا محيص للخروج من هذا آلأسْر, لأنّ الخروج منهُ, يعني ألتّمرّد, ثمّ آلضّياع فالموت على أيدي ألسّجانيين! فلا بُدّ للمواطن تَحَمّل ضيم ألأرباب في آلعّمل, و دكتاتوريّة ألقرارات, و ظلم آلأكثريّة بحقّ آلأقليّة, هذا فيما يخصّ ألمواطنين داخل إطار آلوطن! و آلشّئ نفسه يتحقّق عندما القضيّة تَعْبُر ألحُدود آلجغرافيّة لتدمير ألسّيادة الوطنيّة و لغات ألشّعوب و ثقافتها في باقي الدّول!

كلّ ذلك قرباناً لمصالح تجاريّة و بتروليّة لمنفعة ألشّركات ألمُتعدّدة, و إنصياعاً لإرادة الهيمنة العالميّة للأمبراطوريّة آلأمريكيّة ألّتي بدأت تَقلَق مؤخّراً لظهور قوّة ألصّين وروسيا بمعيّة إيران
و لكن مع كلّ هذا .. لا يُمكننا ألأستغناء عن ألدّيمقراطيّة أيضاً, خصوصاً بعد إنقطاعنا عن آلسّماء و آلقيم ألكَونيّة!

لذلك توصّلنا لنظام توافقيّ بينَ (آلدِّين و آلدِّيمقراطيّة) بشروط كونية لدرء ألمظالم و ألمصائب آلتي ولّدتها كلّ جهة على حدة – لتَعصّب و تَعنّت مُدّعيها ألمُغرضين – لتحقيق ألمنشود و آلغاية من آلحُكم بشرطها و شروطها, و آلمُساواة في آلحقوق أهمّ وأوّل شروطها, لأنّ :
[ آلذي (يَغتَنيّ مِنْ وراءِ ألدِّين و آلسّياسَة فاسدٌ و عدوٍّ للأنسانيّة و لرسولنا محمد و آلعليّ آلأعلى)]
.



لذا لا بُدَّ (للعالم و آلمثقّف و آلمُفكّر و آلفيلسوف) من قرائته, فلو إجتَمَعتْ آلأنس و آلجّنُّ على أنْ يأتوا بمثل بيانهِ لعجزوا و لو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً وآلحمد لله أبداً.

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D9%8A%D9%86-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A-%D9%87-pdf
ملاحظة لجميع المنتديات ألفكريّة في آلعالم: نتمنى أيّها الأعزاء؛ إدامَة ألمُنتديات ألفكريّة ألأسبوعية  لمُدارسة ألكِتاب (كتاب القرن) لإحتوائه فلسفة ألحُكم و آلحياة و آلطريق للسعادة بعد الخراب الذي تركه الأحزاب و الأئتلافات الفاسدة.

تحميل كتاب مُستَقْبَلنا بَينَ آلدِّينِ وَ آلدِّيمُقْراطيّة pdf – مكتبة نور لتحميل الكتب الإلكتروني

وصف الكتاب. وصف كتاب (مُستقبلنا بين الدِّين و آلدِّيمقراطيّة): قضيّة (ألدّولة آلعادلة) و (آلدّولة آلفاضلة) أو (آلدّولة آلجّاهلة) و غيرها مِنَ آلصّفات و آلتّسّميّات؛ ما زالت محلّ بحثٍّ و جَدَلٍ في أوساط ألفلاسِفة و هيئة الأمم المتحدة و… …

تحميل كتاب مُستَقْبَلنا بَينَ آلدِّينِ وَ آلدِّيمُقْراطيّة pdf – مكتبة نور لتحميل الكتب الإلكتروني