Monday, September 09, 2019



مأساة الحسين(ع) بين جفاء الشيعة و ظلم السّنة – الحلقة الأولى
المقدمة: رغم إنّي كتبتُ مضمون و أصل هذا المقال قبل أكثر من 4 عقود, لكنّهُ ما زال جديداً في بيانه و أبعاده في الواقع الذي يعيشه العراقيون و باقي شعوب العالم و حقيقة وعي الناس بمن فيهم العلماء و المراجع التقليديين و النخب و الأحزاب الدّينية .. و كأنّي بفضل الله و نوره قد سبقتُ الزمن بعقود و ربما قرونٍ بعد ما نشرته و وزّعته كبيان للعالم نهاية سبعينات القرن الماضي و بداية الثمانينات و ما زلت أعيد نشره كل عام, لكونه ما زال جديداً على العالم الذي لم يفهم فلسفة و هدف ثورة الحسين .. ثورة المحبة ضد القسوة؛ ثورة العدالة ضد الظلم؛ ثورة التواضع ضد التكبر؛ ثورة التضحية ضد الأنا؛ ثورة الله على الشيطان!
و ممّا يقوي يقيني بما كتبت و إعتقدت, و صِدق و حقيقةَ ما إدّعيتهُ في مقالي الكوني هذا و الذي أعدت صياغته ليناسب النشر؛
هو زيارة الأمام الحسين(ع) لي بعد عملية جراحية أساسية معقدة قبل عامين بتُ بعدها وحيداً في المستشفى بسبب إنشغال العائلة و العمل الدؤوب من قبل أبنائي لأجل لقمة الحلال التي باتت صعبة المنال حيث لقمة الحرام باتت هي المبغى حتى لمدعي الدين و الدعوة, فحزّ في نفسي غربتي و آلمتني الوحدة, حتى سقطت دمعه مقهورة, في منتصف شهر أوكست من هذا العام2017م, و بينما أنا في يقظتي التامة و إذا بآلامام الحسين(ع) بنفسه يزورني في غرفتي و قد جلس أمامي وجها لوجه ليحدثني عن واقع الناس و عاشوراء و ووووو حديث الروح للروح
!
ممّا قاله: لا تنزعج ممّا أنت فيه من وحده و غربة .. فآلحياة باتت هكذا .. و إعلم بأنّ حالك أفضل بكثير من حالي الذي كنت فيه يوم عاشوراء, أنت الآن محاط بعناية تامّة في مستشفى راقٍ من قبل الممرضات و الأطباء و الخدمات و كل شيئ على ما يرام , لكن هل تعلم ما جرى لي يوم عاشوراء!؟
بإختصار .. إن العراقيين و بعد ما حَلَلْتُ عليهم ضيفاً و بطلب و إصرار منهم عبر أكثر من 100 ألف رسالة؛ تركوني وحيداً محاطاً بجيش من القساة الجهلة الذين مُسخت قلوبهم و هم يشهرون سيوفهم بوجهي .. لم يسمحوا لي و لعائلتي حتى بآلرجوع أو الهروب من الجحيم الذي أحاطنا, بل وصلت الأمور حدّاً باتوا معه لا يعيرون أهمية للحُجج و للمنطق و الحق الذي إدّعيته, فحين كنتُ أقول لهم أنا لستُ طالباً ولا محارباً و لم أظلم منكم أحداً و هذه عائلتي و أطفالي عطاشى لا ذنب لهم, لكنهم كانوا يقولون: لا نفهم ما تقول, و كانوا يتظاهرون بعدم الفهم و يشهرون بوجهي سيوفهم و رماحهم و يرموني بآلحجارة و الكفر و النفاق!
و أكثر من ذلك, حين قدّمت طفلي الرضيع (عبد الله) ليسقوه, طعنوه بسهم في عنقه فذبحوه من الوريد إلى الوريد بلا رحمة!ّ
و ليس هذا بل ذبحوني و قتلوا كل رجالي في أسوء واقعة تأريخية لا تنسى!
عندها خنقتني العبرة و قلت كفى يا سيدي .. يا أبا عبد الله .. لقد خنقت أنفاسي و لا طاقة لي بسماع المزيد, و أشكرك على زيارتك لي في هذه الليلة و مواساتك لألمي و غربتي التي في بعض جوانبها تشبه غربتك, و حقا أنتم أهل البيت(ع) الذين جعل الله حبهم و طاعتهم سبيلاً للنجاة في الدارين, و إن زياراتي لك كلّ يوم خمس مرات عقب كل صلاة لم تذهب هدراً .. بل يبدوا أنها بعينيك .. فلكّ و لله الشكر على هذه النعمة العظيمة التي لا أظن أن احداً من العالمين قد فاز بها من قبل إلا ما ندر!
إستغرب كثيراً و بعد كلّ تلك السّنين العجاف لِما حدث و يُحدث بإسم الحسين (ع) و من قِبَلِ من إدّعى حُبّهُ و موالاتهُ و جيرته معه عليه السلام؛ لكنه و رغم إنتصار الأسلام في الجمهورية الأسلامية و إنتشار نظريات أستاذنا الفيلسوف محمد باقر الصدر و الفيلسوف مطهري و الآملي و المفكر شريعتي؛ لكن ما زال الكثير يُحاول جاهداً حصر و تحجيم القضيّة الأسلامية و على رأسها (الحسينية) في طقوس دينية و مراسم تشبه المراسم الهندوسية كعادات و تقاليد في كلّ موسم من محرم من دون أي وعي أو تجديد!
هذا بجانب أن واقعة الطف في كربلاء تتكرّر أمام عينيه اليوم و في ساحات المواجهة في كل مكان؛ في العراق و سوريا و بلاد الشام و اليمن و كل بلاد العالم من دون أن يهزّ ضمير أو وعي الناس خصوصا الحكام الممسوخين و كأنهم قفلوا على عقولهم و سمعهم!؟
و آلذي زاد من عجبي و مقتّي لهؤلاء .. هو ما شهدته من آلظواهر المقززة و المؤلمة الكثيرة التي ظهرت بإسم الحسين(ع) و آلتي عايشناها منذ الطفولة يوم كان جدّي رحمه الله يفعل ذلك في بيته, و منها ظاهرة خطيرة جذبتْ إنتباهي و شدّتني كثيراً و كانت تتعاظم بحلول شهر المصيبة و الحزن و آلمآساة (محرم) و هي كثرة التظاهر و التّطيّن و التّطبير والمشي على النار والفحم المتجمّر من قبل بعض الناس الذين أكثرهم كما أشياخهم و مراجعهم لا يدركون حقيقة ثورة الحسين(ع) و منهجه .. بل يحاولون البقاء على تلك الحالات الطقوسية المبتذلة رغم مرور ما يقرب من 14قرناً على ثورته بجانب ثورة الاسلام العملاقة في إيران في عصرنا الراهن و كأنهم يجهلون حتى النّصوص التي أعلنها الحسين(ع) بوضوح قبيل ثورته و أثناء مسيره من الجزيرة نحو العراق و حتى في يوم عاشوراء كحجج دامغة على كلّ العباد!
لكن من دون فائدة, و تكاد تلك التظاهرات الطقوسية التقليدية الموسمية في فحواها و نتائجها تغطي آثار جرائم (داعش) رغم قساوتها و مرارتها لأسباب لم تعد خافية على الجميع!
و أسوء ما سمعته, هو ما كان قبل أيام .. و من فم أحد خطباء المنبر الحسيني في النجف, قوله: إن تراب العراق و ثمر العراق و لحوم العراق و رائحة أجساد العراقيين طيبة من دون كل العالمين, لأنهم يأكلون و يشربون من دماء الحسين(ع) التي إختلطت بتراب أرض العراق!
و سبحان الله على هذا الغباء و القساوة و التزوير و سوء فهم علماء العراق لثورة و نهج الحسين(ع) ناهيك عن العوام و المثقفين منهم, حيث يفسرون كل شيئ من خلال البطن و الشهوة و الأكل و لحم الجسم و السلطة و الراتب!
أتمنى على المحبيّن الحقيقيين الواعيين لمنهج أهل البيت(ع) أن يراجعوا على الأقل نصوص الأمام الحسين(ع) الموثقة في مصادر الفريقين و كذلك خطابات زعيم الأمة الأسلامية و الأنسانية الأمام الخامنئي بهذا الشأن ليتعرفوا على حقيقة و هدف ثورة الأمام الحسين(ع) و نهجه العلوي المحمدي ألأصيل لتجاوز تلك الحالات الدخيلة على الأسلام و الثقافة و الفكر الأنساني و الذي لا يرتضاه حتى الأمام الحسين(ع) نفسه ..
بكلمة واحدة و مختصرة جداً و قبل عرض الموضوع: الأمام الحسين(ع) يمقتُ كلّ إنسان .. كائن من كان(شيعي و سنّي و غيرهم من الأديان) يلبس السّواد و يلطم و يبكي و يتطيّن و يُطبّر رأسه بآلقامات و ظهره و جبهته بآلزنجيل و الآلات الجارحة في المناسبات خصوصاً في (عاشوراء)؛ و لكنه في نفس الوقت يسكت أمام الظلم و الظالمين و المنافقين و أسادهم المستكبرين في البيت الأبيض و في لندن بل و يسرق الناس لو سنحت له الفرصة و كما رأيناهم في بغداد و المحافظات, و بآلتالي لا يسعى أو يُفكّر بإقامة حدود الله عبر نظام إسلاميّ مقتدر بعيداً عن تسلط أنظمة الحكم الوضعية التي دمّرت العالم و مزّقته بآلحروب و الفتن و ا لأرهاب لأجل منافع المستكبرين!
و الذي زادني حيرة و عجباً بعد كل الذي كان : هي تلك الظاهرة المؤلمة التي رافقت و إنتشرت عبر (الفضائيات الصّفراء)الأجيرة في (لوس أنجلس) و (لندن) و (سنتياكَو) و غيرها من بلاد الغرب مع مواكب العزاء و اللطم و التطبير و التّطيين خصوصاً في كربلاء و النجف و الكاظمية و غيرها من المحافظات و المدن الأسلامية حين أحطوا من مكانة و قدر ثورة الأمام الحسين(ع) إلى حدّ تمثيله بأسد أو حيوان و كما تفعل الجماعة الشيرازية المتخلفة عقلا و عقيدة و منطقا و إنسانية و تديّناً؛ بينما الحكام الظالمين و السياسيين المجرمين ينهشون لحوم الفقراء أمامهم علناً و بحماية اهل اللطم و التّطيّن و التطبير أنفسهم!؟
إن الحسين أراد العدالة و الكرامة الأنسانية و التساوي في لقمة الخبز و الفرص, و رفض الواسطات وآلعلاقات الحزبية و الرشوة!
إنه زمن الهرج و المرج و الفوضى و الجهل المطعم بظواهر آلدّين بسبب تلك الفضائيات والمراجع التقليديون و حالة الخنوع و الذل و الدّجل و النفاق و العمالة التي سيطرت عليهم بسبب شهواتهم و مآربهم الشيطانية!
تلك الفضائبات و المواكب الكثيرة و الضّخمة نسبياً؛ تدعي الحزن و الأسى و البكاء والصراخ و الموالات لأهل البيت(ع) و تنصب العزاء و آلمآتم و تنقلها مباشرة على الهواء من واشنطن و سنتياكو و لندن و كربلاء و النجف والكاظمية نفسها؛ لكنها في عين الوقت و بكلّ قباحة و بلا أدنى خجل من أنفسهم و من الأمام الحسين(ع) تتّكأ على كراسي و منصات الظالمين و المستكبرين الذين يخططون من ورائهم لقتل الناس وزرع الفتنة بين المسلمين ليسهل هدر و هضم حقوقهم على يد الأرهابيين الداعشيين, و هؤلاء جميعاً(الشيعة و السنة) يتحصنون بغباء مفرط لضرب و تحطيم مبادئ الحسين بآلصّميم خصوصا أؤلئك الذين يعادون الدولة الأسلامية المباركة التي تُطبق آيات القرآن و مبادئ الأمام الحسين(ع) عملياً عبر الحكومة الأسلامية بقيادة الولي الفقيه!
هؤلاء الفسقة المتلبسين بعمائم سوداء و بيضاء و رمادية و خضراء و حمراء و صفراء مقززة للناظر .. بدء يسخر بسببهم كلّ مؤمن .. بل كل إنسان واعي مثقف و حتى غيرهم من المؤمنين بآلأنسانية الذين عرفوا سرّ و قدر الحسين(ع) و فلسفة شهادته و غاية منهجه الذي بيّنه في كلمات واضحة المعالم و البيان لا تقبل التزوير و التدليس, و خلاصته تتمحور في إقامة حكم الله لنشر العدل و الرفاه و الأمان و السعادة بين الناس جميعاً بدل حكم الظالمين!؟
و في هذه المناسبة العظيمة الأليمة, أقول و أؤكد لكم؛ بأنّ حبل نفاق و دجل هؤلاء المتسننين و قبلهم المتشيعيين المعاندين قصير جداً, و زوالهم من آلجسد الأسلامي المُدمى المثقل بآلهموم و المآسي أصلاً سيكون قريباً جداً, و محطة (سلام) للشيخ هدايتي, كذلك (أهل البيت) لحسن ياري الأمريكيتين و كذا محطة ياسر الخبيث المدعين بموالاة أهل البيت(ع) و في مقابلهم محطة وصال للذين يدعون التسنّن وأمثالهم؛ نماذج حيّة و صارخة و أمثلة واضحة على سفاهة وعمالة وخبث هؤلاء الذين لم أجد صفة تناسبهم غير النفاق ..
إنّ هذه الأبواق العميلة .. المأجورة إستطاعت أنْ تستحمر عقول الملايين من الشيعة و السّنة البسطاء بإستثارة عواطفهم وتجيش السُّنة الأجلاف كردّ فعل سلبي ليتأزم الصراع بين الطرفين ممّأ سبب وخلال بضع سنين قتل أكثر من مليوني شيعي وسني ومسيحي و غيرهم!
و نحمد الله الذي نصر الدولة الأسلامية (الأمل) بقيادة الأمام الخميني(قدس) ليكون معيارنا في معرفة الحقّ و الباطل و فضح أمر هؤلاء المنافقين بعد ما إنكشف دجلهم للجميع, على أمل إغلاق مكاتب و محطات تلك الفضائيات المنافقة في أمريكا و لندن التي قتلت فكر الحسين(ع) بعد ما حصروه في طقوس دينية لتأمين منافعهم الخاصة و مصالحهم المحدودة رافعين راية المعارضة ضدّ كل مّنْ يريد تطبيق مبادئ الحسين(ع) على أرض الواقع كآلدولة الأسلامية الوحيدة القائمة اليوم و هم يحسبون أنهم فوق تلك الدّولة و الحال أنهم ينامون على أسرّة الطواغيب ويأكلون آلدّنيا بآلدّين على موائدهم ويطبقون مناهجهم لتفريق صفوف المسلمين بدعوى موالاة أهل البيت(ع) في الظاهر, لذلك و في هذا السياق نعاود نشر ما كتبنا أساسه قبل نصف قرن تقريباً .. بشأن حقيقة ثورة الحسين(ع) بعنوان:
مأساة الحُسين(ع) بين جفاء الشـــيعة و ظلم ألسُّـــنّة .. فتابعوا معنا المقال للنهاية.
الفيلسوف الكوني


مأساة الحسين(ع) بين جفاء الشيعة و ظلم السُّنة – الحلقة الثانية
قبل عالم الذّر .. بستة آلاف عام, أبْرمَ الباري ميثاقاً مع آلأمام الحُسين (ع) ليصبح معرفة الجّمال قانوناً و معياراً للخلود, و يكون قدر الكون الذي سيتحدى به ربّ العباد أصل الشّر الذي سيظهر في الكائنات بما فيهم الملائكة و آلجّن بسبب رئيسهم ألشيطان الّلعين الذي سيُخلع رداء الحياء في لحظة تكبّر وعلو ليُطرد من منصبه بسببها, عندما يَعترضون بآلعقل – لا بآلقلب على خلق (آدم) لاحقاً: [قالوا أ تَجعلُ فيها من يُفسد فيها و يَسفك الدّماء و نحن نسبّح بحمدك و نقدّس لك]؟ فكان الأمر فصل الخطاب الألهي مباشرةً مع أؤلئك المُعترضين على خلق أبونا آدم (ع) ألذي سقط في الأمتحان هو الآخر للأسف (فعصى آدم ربه فغوى)(1) و كان الباري تعالى على عظمته يناقشهم بكل "ديمقراطية" و "أدب" .. لأنه هو نفسه خالق الأدب, و لولا توبته – أي آدم ألذي توسّل بآلحُسين - لكان من الخاسرين, و كان فصل الخطاب بقوله تعالى وهو يختم الحوار بعد مباحثات طويلة و عريضة إحتوتْ الكثير من آلأسرار الغامضة بقوله: (إنّي أعلمُ ما لا تعلمون)!

فما الذي كان يعلمه الله؟ و ما هي أصل القصة (ألمحنة) التي ما عرف لا الشيعة و لا السنة ناهيك عن أصحاب الكتب السماوية - تفاصيلها و أسرارها الموثقة؟
بعد أنْ أتمّ الباري تعالى خلق أهل الكساء ألخمسة, قال تعالى للحسين (ع) : أريد تجلّياً في هذا الوجود العظيم بظهورٍ يليق بوجهي و مقامي فيه, لردم الشر الذي بدأ الشيطان يكتنفه ! فهل لك يا شُبّير (ألحسين) أنْ تكون لها؟
أجاب الحسين (ع) غير مبالياً و بكل بساطة : سمعاً و طاعة .. إنّه من دواعي الفخر و آلأعتزاز أنْ أكون أنا الذي منْ سيتحمل تلك الأمانة التي تبدو أنّها عظيمة جدّاً! لكن منْ أنا مُقابل عظمتك يا خالقي و ربيّ حتى تستشيرني بالرّفض أو القبول؟

 
ثمّ أنهُ معيَ منْ هم أولى بهذا الأمر العظيم كجديّ و أبي و أميّ و أخي, فلماذا وقع التقدير علينا؟
و ما هذا الأمر الذي يحتاج كلّ هذه المُقدمات و آلأذن و آلتحضير و أنت القاهر فوق الخلق و الكائنات و الوجود؟
أجابَ تعالى : سأخلق بشراً من صلصالٍ من حمأ مسنون, و سيكون هناك مراتب و أحداث و محن, و الكثير منهم سَيَكْفرون و يستكبرون, لأنّ الذي  يُقدسني حتى هذه اللحظة ذو شأن عظيم,  هو رئيس ملائكتي , و قد عبدني أربعة آلاف عام و ما يزال, إلاّ أنه سيختار طريقاً آخر لأستكباره مُتأملاً نيل ما ليس من حقّه, بعدما أصيب بالعُجْب,  و هو ماردٌ أقسمَ على غواية العباد إنتقاماً, لأني شئْتُ أنْ أجعلكم خلفائي في هذا الوجود بعدما أثْبَتّم صدقكم و وفائكم لي من قبل, لذلك سيسعى بكلّ كيده كي يعلو عليكم و على أتباعكم, مُحاولاً إثبات موقفه تكبّراً و علواً أمام إرادتي, و ستكون أنت يا حُسين من يتصدى لهذه الأمانة العظيمة لإثبات حقيّ بمشيئتي, و سيأتي دورك بعد خيانة القوم لجدّك  و أبيك و أمك الزهراء و أخيك شبر (ألحسن), حيث سينقلب القوم على أعقابهم, لكن يومك سيكون غريباً على أهل السموات و الأرض, و وحدك من يس حمل أمانتي و صورتي الحقيقة للأجيال بعد شهادتك الكونية المباركة, لتكون مثلاً أعلى للأنسان الكامل ألذي وحده سيعرف سرّ الوجود عبر الأزمان و آلأكوان
!
قال الحسين (ع) ما آلأمر يا معبودي ؟ و قد شغل وجودك وجودي,  و هواك هواي , فهل لي الخيار مقابل خيارك و أنا العاشق المتيم؟ 
و هل سينقلب الكون بعد إنقلاب القوم على أعقابهم بعد رحيل جدّي ألذي هو أمينك و حبيبك و خاتم رُسلك و أنبيائك ؟
قال تعالى : نعم هو كذلك لكنّك ستكون ناجياً و حائلاً عن وقوع هذا الأمر العظيم ؟
قال الحسين (ع) إذن و الله فُزْتُ فوزاً عظيماً.
قال تعالى هو كذلك , لكنك ستقتل و يقطع رأسك ثمناً لذلك!
قال : و عزتك و جلالك إنها أهون ما يكون عليّ ما دام في رضاك!
ثم أعقب تعالى : لكن يا حسين ؛ ليس هذا فقط , و إنما أصحابك الأوفياء و أهل بيتك الأبرار و هم خير البرية سيقتلون أمامك بإبشع صورة .. هنا أعقب الحسين بالقول : و هل ذلك سيكون يا إلهي برضاهم أيضاً أم مُجبرون علىه؟

قال تعال ى : بل بكامل رضاهم و إختيارهم, ثم قال تعالى : لكن يا حسين؛ لا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ ! بل سَيَقِتِلُ القومُ إخوتكَ و أوّلهم قمر الكونين أبا الفضل العباس.
قال الحسين: لقد عرفت هذا فقد أخبرني للتّو أبي, و كأنهُ يُواسيني, و تَعَهّدَ بأنْ يكون أخي العباس من خيرة الأصلاب قوياً شهماً ليدافع عني في تلك الواقعة.
 
فقال تعالى : نعم و هو كذلك.
ثم قال تعالى : يا حُسين عَلَيّ أنْ أُخبركَ بشئ مَهيب و إنْ كانَ يحزّ في نفسي قوله؛ لكني أنا الله المَلكُ العادل الحقّ المُبين وعَلَيَّ بيانه وهو: إنّ فصول المحنة لا تكتمل حتى يستشهد أصغر جنديّ معك لتكون واقعة   الطف و هو إبنك الرضيع عبد الله ليكون واقعة الكون بحقّ.
هنا نَظرَ الحُسين و قد تمالك وجوده المقدس شيئاً من التوجس و التّرقب قائلاً : يا إلهي أ وَ يكونُ ذلك حقاً؟ لأنّ الطفل بكلّ المقايس;لا ذنبَ عليه؟
قال تعالى : إيّ و عزّتي و جلالي, بلْ إنّ أعوان الشيطان سيُقطّعونَ جسدكَ إرباً إرباً و سَيَسْبُونَ حرَمك و عيالك, و سَيَلْقونَ منْ بعدكَ الكثير من الأذي و الغربة و الذلة؟ لأنّ تلك الشهادة ستفصح عن الحق, و هي العَلَمُ الذي سترفعها من بعدكَ أختك زينب(ع).
قال الحسين (ع) رضاً برضاك .. صبراً على قضائك .. لا معبودَ سواك .. إقضِ ما أنتَ قاضٍ, ستجدني إنشاء الله من الصّابرين.
و هكذا قضى الله أمراً كان مقضياً.. يُتبع
الفيلسوف الكونيّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
نقطة هامة؛ البشر لا خوف ولا تردّد ولا حساب عليه حين يدّعي الأيمان والربوبية لله وعمل المعروف وهو أمر سهل؛ لكنه عند الأمتحان والعمل يختلف الأمر و عادة ما يسقط في الأمتحان العملي, وهذا ما حدث مع الملائكة و الجن و أبينا آدم(ع) .. وهكذا كلّ البشر اليوم.


مأساة الحسين(ع) بين جفاء الشيعة و جهل السُّنة - الحلقة الثالثة
 فصول ألمأساة:
ألمقدمة: سلام على روحكِ ألطّاهرة يا أمّاه, يا من عذّبكَ الطغاة .. من أبناء هند و معاوية و أبا جهل؛ سلامٌ عليك و أنا أعيدُ ذكراكِ مع كلّ عاشوراء؛ ما زالت همساتك الحزينة تُراود مسامعي .. وعزائك الحقيقيّ كظل يُتابعني و كأني شريكك الأبدي في ذلك الهمّ الدفين مع كل من بقي من أصحاب الضمائر و هم أقل من القليل بين الناس في هذا الزمن المالح جدّاً, فقد رحل الأحبة  الذين عرفتي بعضهم من الذين إستشهدوا كبديع و موسى و خليل و وافي وفؤآد ووو آخرين هم الآن  معك في البرزخ كانوا يرافقوني في الشدة و الرخاء كما كان أصحاب الحسين مع الحسين(ع) ..
لا أنسى و أنا صغير أتأمل بحزن لطمك و عزاؤك و دموعك الحرّى على الحُسين و على أخته الحوراء زينب و هي تتلئلأ لناظري .. يا مَنْ علّمتيني حُبّ الحُسين .. ذلك آلحُبّ ألحزين .. ألذي ملأ كياني و سَكَنَ قلبي و كبر معي, ليصير قدري ألّذي إحتواني بلا إختيار, حتى أسال مدامعي, و أقْرَحَ جفوني, و أمدّني بقوة غيبة جعلتني مؤهلاً لتحمل الكثير .. الكثير مما قدّره الله تعالى و كأني هو نفسه الحسين(ع) .. و كم لطمتُ صغيراً على رأسي و صدري و لعنتُ من القلب كل آلظالمين ألذين فصلوا ذلك آلرأس ألشّريف ألمقدّس عن جسده الطاهر أيّام عاشوراء من كلّ سنة حتى إرتدائي للكفن مع المطبرين العاشقين على فطرتهم, حتى كبرتُ في تلك الأجواء و أدركتُ بنور الحسين(ع)؛ ما لم يُدركه الناس, خصوصا بموقفنا الجهادي في سنوات الجّمر و الجّهاد ضد الطغاة في عراق المآسي و الجّهل و الأرهاب و الفوضى و الظلم نهاية الستينات و السبعينات و للآن, لنكتب التأريخ بآلأسى وآلدموع و الدّماء!

ألمتن: تصوّرت عندما كنتُ صغيراً؛ أنّ مأساة الحسين(ع) وقعتْ مرةً لتخلد أبداً مع آلتأريخ كقدرٍ محتومٍ كما الكثير من الأحداث, وعلينا إعادة ذكراها في موسم مُحرّم ألحرام كلّ عام كذكرى و كفى .. كطقس دينيّ كنا نرتاح لها نفسياً و روحيا أثناء مشاركتنا الكبار حزنهم و بكائهم و لم نكن ندرك الكثير عن ماهية تلك الثورة وأسبابها, و لم يكن هناك من العلماء أو المراجع أو الشيوخ و الخطباء من فهم أو كان يفهم الحقيقة كاملةً ليعلمونا بجوهر و منهج الحسين(ع), سوى التأكيد على اللطم و التّطين و التطبير و شجّ الرؤوس!
و هكذا حدّدنا تلك آلقضيّة الكبيرة بلّ ألسّر ألأعظم لهذا الوجود بتلك الوسائل و الطقوس البسيطة .. و لم نكن نعلم بأنها السبب لحفظ جوهر الأسلام و أصله الفكري رغم كل الأعاصير و الفتن و المظالم, لتُمهّد في النهاية إلى ظهور الأسلام من جديد .. عندما تحققت و الحمد لله بنجاح الثورة الأسلامية كبداية و إنطلاقة للدّولة الحسينية – المهدوية العالمية!
كثيراً ما كنتُ و منذ الصغر أسأل أصحاب المنابر من آلمُعمّمين و الخطباء الذين كنا نستأجرهم للتبليغ في بلدتنا الفقيرة(بدرة) في واسط من آلنّجف ألأشرف لإحياء مراسم محرم خلال ستينيات و سّبعينات القرن الماضي سنويّاً بالطرق ألتقليديّة ألتي إعتدنا عليها حتى أيامنا هذه – حيث كنتُ و أخي الشهيد الشيخ المهندس بديع عبد الرزاق و الأستاذ الشهيد موسى محمود وآخرين نسألهم عن معنى و سَبَبِ تكرارهم لمقولة؛ {يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً؟} في بداية و نهاية كل محاضرة و خطبة و كأنها (الأفتتاحية)!؟ فهل مصيبة الحُسين(ع) حدثت لتكون مجرّد تمنيات و ذكرى إختصتْ بزمن معيّن قد مضى؟
أم هناك أسباب و أسرار تفرض علينا بعض الواجبات وتحمّل المسؤوليات؟
و هل نحن الآن خسرنا للأبد .. لعدم إستشهادنا لتلك ألواقعة؟
سيل عرمرم من تلك الأسئلة كنا نطرحها عليهم لكن دون جواب!
لكن دون جواب بسبب الجهل الفكري الذي كان و لا يزال يقضّ مراجع الشيعة و السنة و مقلّديهم!
 بل بعضهم كان يُكفّرنا .. و يقول: [هذه أسئلة الملاحدة و آلمنحرفين]!
وهكذا تحولت أكبر قضيّة في آلكون بسبب آلتّعاطي ألخاطئ و سوء فهم الدِّين ألذي أراهُ قائماً لحدّ الآن و من أهل الدّين .. رغم مرور نصف قرن على ذلك بآلأضافة إلى القرون الخوالي الخمسة عشر التي مرّت على هذه المأساة؛ لتتحول إلى مُجرّد مراسم شكليّة و طقوس روتينيّة, كان يتَحكّمَ بتوجيهها احياناً سياسات ألطّغاة ألحاكمين بموافقة و رضا ألمُعَمّمين و القائمين على المواكب لتحقيق مآربهم و حفظ منافعم و مواقعهم و جيوبهم, مُسْتغلين جهل الناس و عواطفهم و غرائزهم و حُبّهم الفطري و بساطتهم و أندفاعهم نحو آلحُسين (ع) لأجل تحقيق أهداف محدودة جداً!
كان بيتنا ألقديم في محلة (الكَمكَمية) قُرب (حُسينيّتنا) تتحوّل إلى مأتمٍ و عزاءٍ لأكثر من عشرة أيام يلتقي خلالها أهل بلدتنا من كل حدب و صوب, نُوزّع خلالها ألدّارجين و آلشّاي و الطعام و آلسّكائر و الفواكه, حتى العاشر الذي كان يختم بضرب القامات و إجراء (التشابيه) في نهاية عاشوراء كتمثيل واقعة الطف و بني أسد و (مجلس الشام) و غيرها, لتعود الحياة لمجاريها من جديد بمجرد إنتهاء عشاء الليلة الحادية عشر من شهرِ محرّم الحرام, و التي سُميت ب(عشاء آلغرباء) - كفصلٍ أخير لفاجعة كربلاء و كأن شيئاً لم يكن, حتى طُمست معالمها الحقيقية .. لكن ذكراها بقيت - بسبب تلك التقاليد العمياء و فقدان الوعي الحسيني!
و قد يتذكّر آلأخوة ألمُحبّين و من تبقى من جيلنا أو كانوا ضمن تنظيماتنا الحركية فيما بعد .. كيف إنّ رجال ألأمن في أوساط السبعينات من القرن الماضي كانوا يجبرون ألقائمين على تلك آلمآتم و آلحُسينيّات لِتمجيد النظام و آلطغاة من أمثال البكر و صدام ألذي حارب و قاتل أحفاد الأمام الحسين(ع), بل و منع حتى الصّبيان و ألشّباب دون سنّ ألثّامنة عشر في بغداد و آلمُحافظات الأخرى من المشاركة في مراسم العزاء على تقليديتها و سلبياتها .. بحُجّة ألحفاظ على هدوء و هيبة و نظم ألمكان و قدسيّة ألمراسيم, بينما في الحقيقة كانوا يُخططون و يهدفون إلى إبعاد الشباب عن القضية الحسينيّة رغم إن الوعّاظ و المحاضرون لم يكونوا قد فقهوا أساس و جوهر ثورة الحسين(ع) أنذاك و ربما للآن. و هكذا تعاطينا مع أكبر قضيّة في آلوجود بحدود آلأطار ألتّقليدي ألمتوارث, حتّى سنّ ألخامسة أو ألسّادسة عشرة على تلك آلوتيرة سنويّاً, و لم نكنْ نعي حقيقة شهادة الحسين (ع) و أبعاد رسالته الكونية ألعظيمة!
و تلك آلنّهضة ألفاصلة بين؛ خط ألكفر و خط ألإيمان .. بين الكرامة و الذلة .. بين آلحقّ و آلباطل .. بين ألحريّة و آلعبوديّة .. بين الأستعمار و السيادة .. بين آلتّكبر و آلتّواضع ؟؟ بكل أبعادها و معانيها آلتي ما تزال غامضة في آلحوزات التقليدية و آلأكاديميات و الأوساط العراقيّة و آلعربيّة و حتّى الأسلاميّة عموماً, رغم مرور ألقرون عليها.
لذلك إسْتمرّ آلطواغيت في حكم الناس بآلباطل وإزدادو ظلما و قسوة بحيث بدأ الحق يظهر كباطل و الباطل كحق, لإستغلال ألأنسان مستخدمين لذلك آلنّهج ألتقليدي لأستحمار آلناس و تخديرهم للتسلط عليهم إلى أبعد مدىً مُمْكن, بينما كان يُفترض بآلنظام الأسلامي الذي ركز ملامحه و أصوله ثورة الأمام الحسين(ع) - كونهُ شاملاً و كاملاً لجميع مناحي الحياة - أنْ يتقدّم على بقيّة الأنظمة الوضعيّة الحاكمة التي كرّست الفساد و الظلم و الأستغلال في آلأرض!
إنّها قضيّة حياة و موت .. فإمّا أنْ نكونَ مع آلحُسين(ع) أو لا نكون .. بل حقّاً قال المفكر علي شريعتي أحد المهندسين الثلاثة للثورة الأسلامية المعاصرة بعد الأمام الخميني(قدس) و الفيلسوف المطهري رحمهم الله .. حيث قال:
[إمّا أن تكون حسيّنياً فتجاهد المستكبرين أو تكون زينبياً فتدعو الناس للحقّ, و إلّا فإنّك يزيدي]!
و وآلله حين وَعَيْتُ موقف ألحُسين (ع) بفضل ألله وآلتّفكر و الدّراسات المركزة و المتواصلة و الأبحاث العلمية و الفكرية على يد أستاذي الفيلسوف الصدر الأول و الأسفار المقدسة الأثني عشر ثمّ مواكبة ثورة الأسلام الكبرى عام 1979م ثم مطارحاتي مع الفيلسوف الكبير جواد الآملي, و أخيراً ورود إسمه و مكانته في الأنجيل؛ أيقنتُ و أدركتُ حقيقتهُ و رأيتهُ(ع) و كأنّه يعيش معنا حيّاً, و يستطيع أن يتحسّس وجوده المبارك كل إنسان مُؤمن صّادق صّدوق مع نفسه و مع الله. و هيهات للمتاجرين بدمه و نهضته(ع) أن يرون ذلك, خصوصا أهل المنابر و عديمي ألضمير من الذين عرضوا نهضة الحسين(ع) بكونه نهضة للدموع و الحزن و الزنجيل و اللطم فقط! و قد عبّرت عن الحُسينيين الحقيقيين في سلسلة مقالاتي بعنوان: (قصّتنا مع الله) تحكي فصول المواجهة الغير المتكافئة مع أنظمة المخابرات و القتل و الظلم الصدامية, حيث وصفتُ حالنا أيام جهادنا الدامي والمواجهة الغير ألمتكافئة مع النظام الصدامي الدموي الحاكم .. بذلك الذي كان يرى الله تعالى خلفه و بين جنبيه و أمامه!
بينما أفضل العلماء و المراجع و "المفكريين" وحتى العرفاء؛ ربما يشهدوا أو(يثبتوا) حقيقة وجود الله من خلال البراهين و التصورات العقلية و الفلسفية و الفقهية والعلمية! أمّا المجاهد الحُسيني الذي كان مثلنا؛ قد وقف بمعية الله و بشجاعة نادرة أمام زمرة البعث الدّموية البدوية و من خلفهم من المستكبرين ألذين سحقوا حقوق الناس و مسخوا الشعب العراقي و هم بطريقهم الآن لمسخ بقية شعوب العالم؛
إن الحسيني يرى الله بعينه بدون حجاب أو غطاء أو عنوان أو وسيلة أو برهان نظري – للمزيد من المعلومات؛ يرجى مراجعة تلك المقالات الستة التأريخية القيمة بعنوان: [قصّتنا مع الله], حيث حاولنا بيان الحقيقة و عرضها ليفهمها الناس بعد فلسفتها بإسلوب كوني شامل, و هذه أكبر هدية تقدم للناس لبناء الضمير الذي أصبح في خبر كان, حيث لم يبق سوى أجساداً تلهث وراء المال و الجنس وآلمناصب, و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم... يتبع
ألفيلسوف الكونيّ
 
ALMA1113@HOTMAIL.COM


مأساة ألحسين(ع) بين جفاء الشيعة و جهل السُّنة – الحلقة الرابعة(ألأخيرة)
ثورة ألحسين(ع) لا تحده زّمكانيّ معيّن ولا أية حدود آخرى إلا الكون كلّه .. وهكذا مأساة الحسين(ع) التي لم تقع مرة واحدة وفي أرض معينة لتبقى ذكرى تأريخية و مراسيم طقوسية كما علّمنا خطباء المنبر و مراجع الدّين وكالمعتاد ليومنا هذا .. بل تتكرّر تفاصيل ومراتب عاشوراء معنا نحن الحسينيّون كلّ يوم, عبر مواقفنا في الحياة على كلّ صعيد سواءاً كُنّا أفراداً أو جماعة أو حكومة عادلة .. خصوصاً في المجال الأجتماعي و السياسي و الأقتصادي و التربوي .. بل في كل ساعة من خلال تعاطينا مع تفاصيل مبادئ نهضة الحسين (ع) و تأثيره المباشر في واقعنا العملي, و لست مبالغاً إنْ قلت كل لحظة من لحظات حياتنا و تفاصيل تحركنا و معيشتنا مع الآخرين ولا يتحقق هذا في قلب الانسان ما لم يقتل ذاته!
فالثبات على آلحقّ بالصدق مع آلذات في زمن ألدّجل و آلكذب و آلتزوير رغم ما يُكلّفنا هو موقفٌ حُسيني بإمتياز!
و تحمّل أذى آلآخرين (ألزوجة \ ألزوج) وآلحفاظ على سلامة أجواء ألعائلة والمُقرّبين لتنشئة جيل صالح واعي مثقّف و شجاع!
و نبذ الغيبة و مقاطعة المغتابين الذين صارت مهنتهم المفضلة في المجالس و الموائد وساعات الفراغ, ممّا سبب تدمير المجتمع وفقدان الثقة بين أبنائه!
و مُداراة ألنّاس و آلسّعي لخدمتهم و آلتّواضع لهم, خصوصاً للمُحتاجين و آلمرضى و أهل ألفكر منهم  .. هو موقف بطوليّ مُتقدّم يدلّ على كثرة ألثمر ألّذي جناهُ فاعله لأيمانه ألصادق و آلعميق بقضيّة ألحسين(ع)!
و تعديل نظرتنا للمرأة و آلتّعامل معها أخلاقياً و إنسانياً, كما تعامل معها آلحسين (ع) و ذبّ عنها حتى و هو في أصعب و أشدّ ألمواقف حراجةً .. يُمثّل قمّة ألتمسك و آلثبات على آلمبادئ ألّتي ضحّى بنفسه (ع) وأهل بيته (آل الرسول) من أجلها!
و إنّ حفظ صلة ألرّحم, و آلدّفاع عن ألمظلومين .. حيثما كانوا و بمجرّد سماعنا للظليمة و محاولتنا لأسترداد ذلك آلحقّ المُضيّع بكُلّ ألوسائل و الأساليب  ألمُمْكنة.. ثمّ  آلسّعي لتغيّر ألمُنكر و إبداله بآلمعروف
و الحكم بما أنزل الله تعالى بين آلعباد هو إيثارٌ لا يرقى لمستواهُ شيء!
و آلصّبر على آلطّاعة و آلمعصية عند تعرضنا لهما ..
و طلب ألعلم للأصلاح و البناء لا للتظاهر و آلفخر والتكبر على الآخرين ..
و معارضة (المنظمة الأقتصادية العالمية) كل بحسب موقعه لأنها تُمثّل رأس الأستكبار .. هي غاية رسالة الحسين (ع) و لا تقلّ عن شهادة و موقف أصحابه (ع) .. بل شهادة و موقف الحسين (ع) نفسه مع فارق العصمة و درجة الأيثار, و لا تَعِيَها إلاّ أذنٌ واعية.


فيا شيعة ألحُسين .. إنّ إمامنا آلمظلوم لم يستشهد لمآرب آنيّة أو سلطة زائلة أو لمواقف عسكرية أو خلافات عشائرية أو لثارات شخصية أو سياسيّة أو إقتصاديّة وإن كانت محنة في وقتها ..
و لا طمعاً بآلخلافة كهدف ..
إلاّ لإقامة ألعدل بين آلناس ..
ولا لأصلاح قانون و حذف آخر ..
و لا للتظاهر بالعصمة و السيادة و الأمامة .. كما تصوّر آلخطباء و "آلعلماء" و " المراجع" ألتّقليديّون للأسف ؛
إنّما كون ثورته و تضحياته وعداً أزلياً مثّل قضية الكون و حقٌ كونيّ لا دخلَ و لا حقّ للبشر في تحديده و تعينه من ناخِبينّ و وجهاء و شيوخ و أحزاب وإنتخابات و غيرها .. و شهادته (ع) كانت علامةً إنذارٌ لمسألتين أساسيتين يمكننا حصرهما بالتالي:
  ألأولى: وعي فلسفة و غاية أحكام ألأسلام و تطبيقاتها في واقعنا ألمعاش على المستوى الشخصي و الأجتماعي أولاً ..
ألثانية: رفض ألظالمين و آلمتسلطين بالمحاصصة و الأكثرية و الأقلية و الدّيمقراطية و التكنوقراطية و الملكية و الليبرالية واليسارية و اليمينية و الشمالية و الشرقية و الغربية و المصالحة و آلمهادنة و التكتلات و آلتحزبات, فجميعها ليس فقط لا تعبر عن حقييقة ألعدالة و روح ألأسلام ألحُسينيّ .. بلْ تُدلّلُ كما شهدنها ولمسناها؛ على ألوان الدكتاتورية و الفساد و الأنتهازية و آلتكبر و التسلط و آلتّلاعب بحقوق و أموال ألنّاس عموماً و الفقراء ألمستضعفين خصوصاً لصالح  طبقة ألأثرياء و آلأرستقراطيين و الحاكمين بدعم و إسناد من آلليبراليين ألدّيمقراطيين أو الجمهوريين و أصحاب الجاه و الخطوط المائلة.


أمّا مسألة الأرتباط بالمُستكبرين فهذا موضوع لا مجال له في قاموس مُحبيّ ألحُسين (ع), حتى لو أقاموا ألمراثي و آلعزاء, أو تبرّعوا بشئ من المال, بل يُعتبر إصطفافاً مع آلظلم رغم كلّ المُدّعيات التي يدّعونها كالانتساب للشهداء أو لشيعة الحسين (ع) أو للحسين(ع) نفسه, وهذا كلّه لا يؤدي سوى لتكريس مأساة الحسين (ع) و إدامتها, حيث يستحيل أنْ يكون أمثال هؤلاء ألحاكمون و آلمُعمّمين؛ إنسانييون و منصفون في تعاملهم مع حقوق و كرامة ألأكثرية ألمُستضعفة من آلنّاس بسبب تناقض مواقفهم و لقمة ألحرام ألتي تغلغلت في خلاياهم و ذرّيتهم, و آلأموال ألحرام ألّتي إستثمروها بأسمائهم و بأسماء ذويهم و مُقربيهم في بقاع الأرض, وآلأهمّ من كلّ هذا هو؛
عدم إمتلاكهم لرأيهم لتحكّم ألقوى الكبرى بقضاياهم ألمصيرية و مواقعهم و سكوتهم عن ذلك من أجل مصالحهم.
كلّ هذا لأنّ مفهوم ألسّياسة وآلحكم في فكر الناس وألأحزاب ألسّياسية ألوضعيّة وحتّى ألدّينية ألّتي لا  ترتبط بولاية ألفقيه في دولنا هو؛
[ يجوز أنْ تَهدم وطنك و تسرق الناس لتبني بيتك و عشيرتك و حزبك]!
و كلّنا شهدنا أليوم على أمثلةٍ واقعيّةٍ واضحةٍ في إثنان و عشرين دولة عربيّة مسلمة بالأضافة إلى ثلاثين دولة إسلامية أخرى في بقاع الأرض, بإستثناء دولة الأسلام .. ألّتي تتحكّم  بقضاياها ألمصيرية و كرامة أرضها و شعبها سلطات و مجالس فقهية عالمة بتوجيه وليّ ألفقيه ألذي ورث الفقاهة من خطّ أهل البيت بأمرٍ من آلأمام ألحجّة(عج) بحسب (ألتوقيع) ألمباشر عنه والذي ورد فيه: {من كان من آلفقهاء صائناً لدينه مخالفاً لهواه مُطيعاً لأمر مولاه فعلى العوام أن يُقلدوه], و الجدير بآلملاحظة أن إمامنا الحجة المعصوم لم يُحدد ألجنسية للمتصدي ألفقيه سوى الصلاح و التقوى, نرجو من العرب ألأنتباه لذلك, فمن الحيف أن يصبح حاكماً من لا يعرف الخرطات التسعة ناهيك عن جواب (الأسئلة الستة) وفلسفتها كونياً.

ألأمام ألحسين (ع) كما الأمام علي (ع) أرادا الحريّة و العدل و آلرّفاه و آلمُساواة بين آلنّاس كونهم كأسنان المشط متساوين في الخلق و الأنسانية و الحقوق و لا فرق بين عالم و أمي و عامل و فلاح و تاجر و كاسب و رئيس و مرؤس, لذلك فالحُسينيّ أبداً لا يُوافق و لا يُوالي ألظّالمين ألذين يتعاملون بالطبقية و الحزبية و المحسوبية و المنسوبية رغم إنّ شعاراتهم  و دين دولهم قد تكون الأسلام في الظاهر - كما هو حال عراقنا اليوم  و جميع  الدّول  العربية – لكن ذلك لكمّ الأفواه و إسكات صوت دعاة ألحقّ ألذين يُريدون تطبيق أحكام الإسلام تحت عباءة ألمرجعيّة ألصّالحة ألممتدة من ولاية ائمة الحقّ من أهل بيت الرّسول (ص).

و هكذا فُعِلَ بعد السقوط بأهل  العراق ألذين كان أكثرهم يتلّهفُ - خصوصاً ألدّعاة الواعيين - لتطبيق هدف و سرّ ثورة الأمام الحسين(ع) - كي يكون الأسلام دين الدولة بحق .. أحكاماً و تطبيقات و ليس بالشكل و الشعار و الأدّعاء فقط, بل من خلال تفاصيل البنود و المواصفات التي ترد في مواد الدستور الثابت و من خلال سلوك و حياة و أخلاق المتصدين, خصوصاً فيما يتعلق بشخصيّة و مواصفات الحاكم و القائمين على السلطات الثلاث أو آلأربع (القضاء, ألأجراء, ألتشريع, ألأعلام) و نوع العلاقة بينها و بين وليّ الفقيه و صيغ العمل بينهما, و موقع الأنتخابات و مواصفات المُنْتَخَبين و المشرفين على الدوائر و الوزارات بالأضافة إلى القائد العام للنظام الجمهوري ألأسلاميّ ألجّديد, و الذي من المُفترض حسب مفهوم آلأمام  ألحسين (ع) أن يكون للمعصوم في زمن الحضور و لوليّ أل فقيه ألذي يمثل ألأمام المعصوم في زمن الغيبة, لكنْ لمْ يحصلْ حتّى أقلّ منْ هذا في عراق  الحُسين (ع).

و الغريب إنّ المرجعيّة نفسها مع إحترامنا لها رجعت إلى عادتها القديمة بينما أثبتتْ الأمّة وفائها و إستعدادها للتّضحية و آلوقوف بجانبها على آلرّغم من جهلها الواضح برسالة ألحسين(ع) .. مُضافاً لها ألمواقف الظاهرية الأيجابية للكثير من المسؤولين في النظام الجديد و زياراتهم المنتظمة لها,  لكنها إكتفتْ في بداية السقوط بإصدار مجموعة من الفتاوى الإنشائيّة ألتي إنحصرت مضامينها في (ضبط النفس  وحرمة قتل المسلم و الصبر و التأنّي في المواقف التي قد تُتّخذْ).


و لم تتعرّض مرجعيتنا العتيدة أيضاً لا من بعيد و لا من قريب في رأيها و موقفها إلى تفاصيل القوانين و الأحكام المصيرية و المواقف ألشّرعيّة  من آلأحداث و المحن التي تعرّض لها البلاد؛ من خلال أهمّ بنود ألقانون ألأساسيّ؛ كأمور القضاء و الولاية و الفدرالية و حقوق و كرامة الناس و التي هي الأهمّ و فوق كلّ شيء.

لذلك بقتْ ألكتل السّياسية في الحكومة نفسها تتأرجح بحسب هواها و تراوح مكانها في إصدار ألقوانين و إنتخاب و تشكيل الحكومة على مدى عام كامل لأنتخاب المتصدين فيها, خلال أزمة ألأنتخابات لعام  2010 .. بين المحاصصة و الاغلبية و التكنوقراط و هيمنة القوى الكبرى!

بينما المرجعية ألدينية لم تكن ساكتة فقط؛ بل قفلت بابها و أعلنتْ مقاطعتها للمجتمع العراقي, و لم تُحرّك ساكناً لأنّ حقوقها و رواتبها كانت مُستمرّة و مضمونة من قبل ألممولين من أمريكا و أوربا, ممّا سبّبت ضياع المليارات (أكثر من ستون مليار دولار) من أموال فقراء الأمة, لتذهب أكثرها في جيوب أعضاء البرلمان و الحكومة و أقطاب ألأحزاب ألسياسية التي ليس فقط لم تقدم ما كان مأمولاً منها بل سببت تدمير العراق, في مقابل تلك الأموال الحرام الكثيرة مع إحترامنا لبعض المخلصين.

كما إنّ ألمرجعيّة التي تدّعي إمتثالها لخط ألحسين (ع)؛ نفسها لم تتّخذْ موقفاً واضحاً و إلى الآن و لم تتدخل و لم تنطق بحرف مقابل ما يتعرض له كرامة البلاد و العباد في بلد الحسين (ع) إلى الإهانة و الظلم و الفساد بسبب أهواء المتسلطين و التدخلات الأجنيبة و عوامل الضغط الخارجي و  الدّولي و الاقليمي, لتكون بذلك أنها لم تحكم بما انزل الله ..
[و منْ لمْ يحكم بما أنزل الله فأؤلئك؛

هم الكافرون ..
هم الظالمون ..
هم الفاسقون] (المائدة : 44 و 45 و 47).


لقد إتّخذ ألمصلحون الثائرون أمثال ألأمام الخميني (رض) و الشهيد ألمظلوم الفيلسوف محمد باقر الصدر (قدس) و معهم الآلاف من المؤمنين ألرّساليين و المفكرين و العلماء و الفلاسفة  الذين إستشهدوا - إتخذوا (الولاية) سبيلاً و نهجاً في الحياة بإعتبارها صمام الأمان لإجراء العدالة و آلأصلاح, و هي آلأوْلى و المُقدَمة على كلّ العبادات التقليدية الأخرى حسب الرواية المشهورة عن الأمام الصادق(ع): [بُني الأسلام على خمس؛ على الصوم والصلاة والحج والخمس والولاية و ما نودي بشئ مثلما الولاية].
يعني في حالة عدم تَحَكّم (ولاية الولي الفقيه في عصر الغيبة هذه) في حياتنا السياسية و الأجتماعية و التربوية و القضائية و الأجرائية والتشريعية بكلّ تفصيل فلا أهميّة و لا معنى و لا إعتبار للصّوم و الصّلاة و الحج و الخمس و الزكاة و العبادات و المراثي الحسينية.

كما أن حديث زرارة(رض) و حديث أبي خديحة(رض) ألمشهورتان و المقبولتان لدى جميع ألعلماء - هما ألحَكمُ ألفصل لخطابنا بآلمقارنة مع خطاب الآخرين من الذين إتّخذوا الحكم وسيلة لمآريهم و الأسلام مجرّد شكل و مراسيم بلا مضمون عملي, و شعاراً بلا تطبيق؛ ليكون  غطاءاً لفسادهم و شهواتهم و أنانيتهم و تحزّبهم و نهبهم لحقوق الناس, خارج ولاية المرجعية ألدينية المباشرة لأدراة و توجيه عملهم بما يرضى  الله تعالى لضمان سيرهم على خطى آلحسين (ع), كي يُخنقوا و يُحجّموا بموقفهم تلك .. جهلاً أو تجاهلاً مبادئ ألدّين ألأسلامي ألف سنة أُخر بين جدران المساجد و بيوت الحوزة التقليديّة التي أكل عليها الدهر و شرب.

بالطبع هذا الخطاب التقليدي للمرجعيّة ألدينيّة قد أفرح بآلضّمن - من باب تحصيل حاصل – إخواننا (الحكام) وحتى (ألدّعاة)(2) عموماً و آلعلمانيين خصوصاً كي تتفرغ  ألسّاحة لهم تماماً ليفعلوا الحلال و الحرام كيفما شاؤوا و حسب أهوائهم و مصالحهم بدون قيود الأسلام, بعيداً عن ألرّقابة ألشرعية ألألهية ألمتمثلة بمرجع تقيّ شجاع مقتدر فوق رؤوسهم ليحكم بينهم بالحق والعدالة والمساواة, وهو يُوجّه و يُحاسب المسؤولين وأعضاء الحكومة و كلّ من تُسول له نفسه بظلم العباد مباشرةً أو عن طريق مُمثّلين أتقياء في كلّ المؤسسات و الوزارات و الهيئات العليا في الدولة لخدمة الناس بما يضمن كرامتهم و عيشهم.


إنّه لَمِنَ المُؤسف جدّاً جدّاً أنْ يُسنّ دستوراً لدول الأسلام وفي مقدمتها عراق الحسين(ع) مكوناً من مائة و خمسين بنداً لتحديد مصير الأمة المنكوبة فيه و هو لا يحتوي على بندٍ إسلاميّ واحد وتبدأ مقدمته بـ (إسم الشعب) .. و المصيبة الكبرى و التناقض الفاضح هو التصويت على أنّ الدّين الرّسمي للدولة هو (الأسلام) كما فعل الشاه أو حكام السعودية و قادة الدول الأسلامية والعربية!

إن ما ورد في مقالنا يمثل الترجمة الدقيقة لخطاب الأمام الحسين (ع) و موقفه .. ذلك آلخطاب الكوني ألذي لا يَعِي ولا يرعى علماء المسلمين التقليديون من مضمونه و موقفه - جهلاً أو جُبناً أو تثاقلاً - سوى ما يُوافق دكاكينهم و فتاواهم و يُؤمّن مصادر رزقهم و حياتهم و حياة أحفادهم و أصهارهم في إطار ألعبادات و آلمعاملات ألشّخصية بحدودها الضيّقة, ليبقى المسلمين ألموالين من شيعة أهل آلبيت(ع) بسببهم مُشرّدين و مُشتّتين  في العراق و دول الخليج بشكل خاص بحيث يكون وضعهم جاهزاً لكلّ الأحتمالات و آلمحن لاستمرار تسلّط المتكبريّن و المجرمين و آلأنتهازيين عليهم, أمّا إخواننا ألسُّنة .. فمعظمهم ليس فقط لا يعرفون أصل ألقصّة إلى آلآن!
وحتى آلفرق بين آلأمام ألحُسين (ع) ألمظلوم المقتول و بين يزيد بن معاوية ألظّالم ألقاتل؛ بلْ ألمُصيبة و ألأمرّ من كلّ هذا يقولون:
[سيّدنا يزيد قتلَ سيّدنا آلحُسين]!!؟
و آلمُتشدّدين منهم؛ كداعش وآلطالبان يقولون: [سيّدنا يزيد بن معاوية ألمظلوم ألغير معروفٌ حقّهُ؛ مظلومٌ من قبل ألمذهب ألشيعي لأنّه إجتهد في قتل الحسين فأخطأ, هذا كل ما في الأمر]!؟

و آلأمرّ ألأمرّ .. إنّ آلمجرمين من الوهابيّة الجهلاء يقولون:
[بأنّ آلحسين بن عليّ قتل لأنهُ خرج عن طاعة الخليفة يزيد]!
و لهذا فأنّنا مع هذا آلوضع ألمتخلّف و آلمأساوي .. إنْ لم نعي ثم نُجسّد مبادئ ألحسين(ع) ألأصلاحية بعد معرفة حقيقتهِ قبل كل شيئ؛
[[فأنّ المأساة ستستمر على آلبشريّة بين جفاء آلشيعة و ظلم السّنة وجهل العالم]]!
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
الفيلسوف الكونيّ