Saturday, October 07, 2023

هذا هو العراق بإختصار :

هذا آلعراق بإختصار : العراق بلاد الرافدين يُذبح بآلقطن كما قلت في موضوع سابق و بأيدي أبنائه و سياسة حكامه الممسوخين المتحاصصين و هو يتّجه بقوة نحو الفناء ! العراق بلاد الرافدين التي سُمّيت بأرض السواد و الخير و الحضارة و العلم هكذا ذكرت التواريخ قصة بلادنا بأحرف من نور و هالات من العظمة و العلو بينما تعيش اليوم و هي تحتضر بأنفاسها الاخيرة مع قاطنيها ! بلاد الرافدين التي بدأ حتى رافديها تجف معلنة الوداع سنة بعد أخرى و بعض ساكنيها الذين حافظوا بإعجوبة على وجدانهم من البشر بدؤوا بآلرحيل و التغرب شرق الأرض و غربها رغم مراراة الغربة و قسوتها .. بلاد الرافدين .. بل كل بلاد الأرض تقريباً؛ لم تعد آمنة بظل حُكامٍ متحزبين و مرتزقة مسخ الله باطنها و حتى ظاهرها و إن حاول أصحابها تلميعها بسبب لقمة الحرام و تحاصص قوت الفقراء .. بلاد لم تعد للعدالة فيها معنى أو أثر .. بلاد لم يعد الحاكم فيها منصفاً أو صاحب وجدان و ضمير يحكمون بحسب مصالحهم و مصالح أحزابهم .. كل الكيانات و الأحزاب فيها أقسمت بـ (الثلاث) أنْ تنتصر بأية وسيلة كانت لتبقى و تسرق أموال آخر لتر من الذهب الأسود و الاخضر و الأبيض فيها و بلا رحمة أو أسف .. بعد ما حذفت من مسيرها قضية (الغيب) و يوم القيامة! الكل(عتاوي الأحزاب و السياسة) تحاصصوا بكل عدالة و صدق برعاية كبيرهم لمصّ دماء العراقيين المغلوبيين .. حتى العرب العاربة و الأعاجم لحقوا بهم ليشملهم البعض من تلك الحصص على حساب الأكثرية العراقية المسحوقة! و تحقق لهم ما أرادوا بعد ما تمّ مسخ الحكام عبر تلك القرون ليفقد الجميع الهوية الأنسانية وحتى البشرية ناهيك عن الآدمية و تغيير صفاء الأجواء و تبدلت قيم هذا الشعب الأصيل و البلد التليد الذي وصل الحال بأهله اليوم لئن يقبلوا كل مستعمر و غاصب ليحكمهم بدل أبناء جلدتهم الظالمين الذين إنقلبوا للأسف للحضيض, خصوصاً بعد ما أعلنوا العداء للفكر و الفلسفة و الفلاسفة الذين لم يعد لهم مكاناً في تلك البلاد .. التي أبدع القدامي فيه أصولها و نظريّاتها وعلومها قبل 10 آلاف عام!؟ في سفر التكوين من الكتاب المقدس ورد الكثير عن بلاد الرافدين و منها ؛ [ ان الله خلق الجنة شرقي عدن, و كان يروي بساتين الجنة أربعة أنهار هي (سيحون وجيحون و حداقل "دجلة و الفرات"), إندثر النهران (سيحون و جيحون) على مرّ الزمن, و بقي حداقل اي (دجلة و الفرات) و هما النهران الخالدان ألّلذان ينبعان من جبال تركيا، و يرويان بلاد الرافدين أو سهول أرض العراق و غرب سوريا، و تسمى (ميسوبوتيميا) أيّ بلاد ما بين النهرين] . و ذُكر أيضاً وجود شجرة يدعوها الأهالي بشجرة (آدم) عند ملتقى نهري دجلة والفرات جنوبي العراق و هي ارض الجنة المنقرضة, لعلها كانت الجّنة التي سكنها آدم و حواء في بداية الأحداث التي أدت إلى هبوطهم ليعيشوا في أجواء و أرض و مناخ آخر. إذن أرض الرافدين (العراق) ؛ هي البلاد التي اختارها الله لينشأ عليها جنة عدن و يرويها بمياه دجلة و الفرات. من تراب العراق خلق الله أوّل إنسان على كوكب الأرض, و دعي اسمه آدم لأنه أخذ من أديم الأرض و ترابها. على ارض العراق إرتكب أحد أبناء آدم أوّل جريمة في تاريخ الأرض حيث قتل قابيل أخاه هابيل حسداً . وعلى أرض العراق عاش النبي نوح و هو من نسل آدم، و بعد أن عصى الناس أوامر و وصايا الله, عاقبهم بالطوفان في زمن نوح, فأمر الله النبي الصالح نوح أن يبني فلكا ًكبيراً ويأوي إليه مع عائلته و أولاده و من كل مخلوق زوجين إثنين ليكونوا في مأمن من الغرق في الطوفان العظيم، لبدء حياة جديدة خالية من الأشرار و يكونوا بداية نسل البشرية الجديدة و أول شعوب الأرض التي تتكاثر و تنطلق من العراق إلى الأرض الواسعة تبني مدناً و ممالك, و من أرض العراق تفجّرت الينابيع و هطلت أمطار السماء و وحدث الطوفان فأغرق الأرض كلها و ما عليها من بشر و حيوانات عاصية. في جنوب العراق شيّد شعب سومر في مدينة (أور) و ما حولها من محافظة الناصرية (ذي قار) الحالية، أوّل حضارة في العالم شهدت النور قبل ثمانية آلاف عام مضت .. و هناك ظهر أوّل حرف للكتابة، و أول لوحات جدارية في النحت الذي أرخ لتاريخ تلك الحضارة العظيمة التي شهدت علوماً كثيرة و ممالك عظيمة، و قد نبغ شعب سومر في علم الفلك، و دُوّن في اسطوانات طينية ما اكتشفه السومريون من كواكب المجموعة الشمسية كاملة مع أقمار الكواكب، قبل أن يكتشفها علماء اليونان و العصر الحديث بستة آلاف سنة، و حدّدوا أسمائها و عرفوا أحجامها و رسمت في منحوتات رائعة، و التي تم اكتشافها مؤخراً ، وهي محفوظة الآن في متاحف العالم و منها متحف برلين. في وسط العراق في مدينة بابل ، ظهرت حضارة الكلدانيين العظيمة و شهدت أعظم الملوك و المفكرين و هم من حدّد اليوم باربعة و عشرين ساعة و اخترعوا (ألنّظام ألستينيّ) لقياس الزمن. و هم أول من برع في علم الهندسة و الرياضيات و اخترعوا نظريّة حساب طول ضلع وتر المثلث القائم الزاوية قبل فيثاغورس بستة آلاف عام, و صنع علماء بابل أوّل بطارية كهربائية, و نبغوا في علوم الفلك و صياغة الذهب و صناعة العجلة و عربات القتال والأسلحة الحربية. هذا إلى جانب تحديث وسائل للزراعة المتطورة و السقي و الأرواء و منها على سبيل المثال طريقة لم تعرف أسرارها في كيفية سقي (الجنائن المعلقة) من الأسفل للأعلى حتى قمة القصر الذي بناه الملك لزوجته! في بابل شيّد العراقيون أعظم برج في العالم بارتفاع شاهق عن الأرض كي يصل الكهنة بواسطته إلى السماء ويتصلوا بالآلهة, لكن الله غضب عليهم فبلبل لغتهم إلى لغات كثيرة ، و صعب على البنائين التفاهم لاكمال البناء لتعدد اللغات فيما بينهم. و توقف البناء وتشتت الناس من هناك إلى أرض الله الواسعة، و أسسوا حضارات جديدة في أماكن أخرى. وشهدت أرض بابل العراقية احدى عجائب الدنيا السبعة وهي (الجنائن والقصور المعلقة الشاهقة لملوك بابل العظام و طريقة إروائها المحيرة. من بابل ظهر القائد نبوخذنصر الذي غزا مملكة اسرائيل القديمة و سبى أكثر من نصف شعبها إلى العراق, عقاباً لهم على عبادة الأوثان بدلاً من الرّب. كما ظهر الكثير من الملوك كحمورابي و قوانين (أورنمو) و قادة أشداء كسرجون و غيره .. و الحقيقة .. لا و لن يمكنني أن أوافق جلّ أعمالهم و سياساتهم و ما قاموا به من فعال يندى له جبين الأنسانية عند تعاملهم مع القيم الكونية و الحقوق الأنسانية التي هدرت في مواقع و مواقف كثيرة مسّت كرامة الأنسان و حريته و حقوقه و منها بعض قوانين (أورنمو) التي كانت ظهرت في فترات مختلفةو هي تغيير التواريخ كي تُقدّم تأريخ دفع الضرائب قبل أوانها! لهذا فأن طريقة الحكم التي عملوا بها تشبه نظرية (ميكيافيللي) التي أبدعها قبل خمسة قرون في إيطاليا والتي أباحت كل عمل و قانون في سبيل الحفاظ على الحُكم و الحاكم! و لهذا السبب فأن معظم الملوك و السلاطين التي حكمت كانت ظالمة و لم ترتقي لنظام الحكم الكوني حسب نظرية الفلسفة الكونية العزيزية حتى يومنا هذا .. حيث تتحكم فينا قوانين المحاصصة الجديدة العجيبة و الغريبة المحمية من الشياطين الكبار التي أبدعتها أعتى أنواع من هذا البشر الظالم الملعون الذين يدّعون آلأسلام و الدّعوة و حتى العدالة ظلما و عدواناً و فساداً في الأرض. نأمل أن تتحقق العدالة بظلّ تلك النظرية الكونية العزيزية العملاقة مع ظهور المنقذ الموعود .. و لكن المسألة ترتبط من الانب الآخر بموقف البشرية التي عليها السعي للإنتقال إلى آلمرحلة الأنسانية و من ثم الآدميّة لتكون مؤهلة لحمل تلك الأمانة الكونية و ليتسنى بآلتالي للمنقذ الموعود من الظهور لتطبيق العدالة المفقودة على الأرض بشكل مقرف وظالم .. و الله هو المستعان و هو أرحم الراحمين. ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي