Thursday, January 04, 2024

لماذا لا تجد سياسي مثقف في الحكومات و الأحزاب؟

لماذا لا تجد سياسيّ مثقف في الحكومات و الأحزاب!؟ بحثّتُ في كل الطبقة السياسية في بلادنا و غيرها و على مدى عقود لأجد سياسي مثقف و احد .. فلم أجده .. لأن جميع الطبقات السياسية للأسف لا تفهم فلسفة الحكم بشكل صحيح .. بل ترى أن الحكم وسيلة للثراء و السرقة و ظلم الطبقات الفقيرة .. و السبب مشترك و واحد بين الجميع و هو الجهل الذي هو قرين الظلم نتيجة لقمة الحرام و إن : كلّ سياسيّ مثقّف إنْ وجد .. بل كلّ إنسان صاحب ضمير على آلأقلّ - وصل المرتبة الأولى - أيّ بات مُثقّفاً و لو لمرتبة بدائية - في (سلسلة المراتب المعرفيّة الكونية) (1) أو بات كاتبٌ أصيل .. أو ربما مفكّر حقيقيّ , فإنه حين يعبر تلك المراحل ألأبتدائية - الثقافية ليصبح ربما كاتباً حقيقيّاً و مبدعاً أو مُفكراً ؛ فأنّ ضميره سيحى و وجدانه سيتحرّر من القيود و يتطهّر و يتخلّص من مدار البشرية ليطرق أبواب(الأنسانية) ثمّ (آلآدمية) ؛ و بآلتالي سيصبح جزءاً إيجابياً من حركة المنظومة الكونيّة لا جزءاً سلبيّاً إستهلاكياً كما هم السياسيون ليننصهر مع الفضلات الكونية .. بل و سينطق بالحقّ عالياً و لا يُبالي بالمناصب و آلرواتب و الصفقات الحرام قطعاً لأنهُ لا يريد أن يأكل إلّا لقمة الحلال و يطالب بآلعدالة مع باقي الناس في الحقوق و كما فعل العلي الأعلى بينما كان رئيساً لإثني عشر دولة وقتها لكن حاله و حقوقه كان كسائر العاملين أو الجنود المنضويت تحت نظامه. لذلك يستحيل أن ترى مثقفاً أو مفكراً ناهيك عن فيلسوف حقيقي بين أؤلئك الزّمر في الطبقة السياسية و الحزبية و المذهبية المتحاصصة لحقوق الفقراء بقوة السلاح و المليشيات أو بالديمقراطية المستهدفة لإسكات الناس و كما كان يفعل صدام و كل الأنظمة التي لا تجد بينها سياسي مثقف واحد! حكمة كونية عزيزيّة : [ألضّمير صوت الله في آلقلب, فلا تقتله بلقمة الحرام]. ونفس الحكمة بتعبير أخر : [ألضّمير صوت الله في القلب أحيوهُ بآلقراءة وآلفكر]. و قد سمعته من أستاذي الصدر الاول, عندما سألته عام 1977م أثناء زيارتي العادية له كل شهر .. سألته السؤآل التالي: كيف توصلتَ و كتبتَ تلك الكتب العملاقة في مختلف شؤون الفكر و الفلسفة و الأقتصاد والفقه .. لإحياء الناس الموتي في العراق؟ أجاب : [كتبتها مستعيناً بآلفكر 99% و 1% إستعنت بالمصادر و القراءة و البحث]! فسلام أبديٌّ من الله على قائد شهداء العراق بعد الأمام الحسين(ع), و نائبه سمير غلام نور علي(2) الذي كسر شوكة البعث الهجين بقلب بغداد رحمة الله عليهم و نرجوا شفاعتهم يوم القيامة. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد. ــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مراتب الفكر و الثقافة الكونيّة سبعة مراحل كآلتالي: قارئ - مثقّف - كاتب - مفكّر - فيلسوف - فيلسوف كونيّ - عارف حكيم. (2) الصديق الشهيد (سمير مير غلام عليّ الفيلي) قام بعملية بطولية في باب الجامعة المستنصرية إرتجف منها كل البعث و إنقلبت الأجواء بسببها, فتح بها الشهيد آفاق الشجاعة في افق العراق و كسر طوق الخوف الذي فرضه صدام بأجهزته القمعية على العراق و حتى المنطقة.

كيف تصبح عارفاً حكيماً؟

كيف تصبح عارفاً حكيماً ؟ ألبداية هي معرفة معنى الأخلاص في الحياة و آلدِّين : في بلاد الأسلام و العالم الأسلامي وحتى غيره شرقاً و غرباً ؛ تجد الكثير من دعاة المسلمين و المصلين و حتى المؤمنين في الأديان الأخرى كل حسب مذهبه و دينه بإعتبار لكل منها(الأسلام و الأيمان و التقوى) درجة و معايير, لكن ذلك الأيمان الشكلي لا ينفع حتى قليلاً, بل أكثرهم إن لم يكن كلهم يتعرض للزلات و الحرام و عمل المنكر خصوصا في شهوةلتملك الأموال و الشهوات المادية الأخرى التي هي المعيار و الأصل في يوم الفصل و الحساب .. يوم القيامة, و السبب في بقاء البشر و هم يخوضون كل عمرهم متذبذبين بين هذا و ذاك؛ هو فقدان الأخلاص و الصدق في وجودهم و إيمانهم لفقدانهم إلى (السِّر) الذي وحده يحفظ العلاقة بآلخالق, ذلك السّر يُؤَمّن و يحفظ إرتباطهم الخفي و العميق بآلله تعالى, و لا شيئ يحقق ذلك سوى العشق و حب الله الشديد بحيث لا يضاهيه أي حب آخر في قلبه. ورد في تفسير العياشي عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه: [إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل: فيما النجاة غداً؟ فقال : (النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم فإنه من يخادع الله يخدعه، ويخلع منه الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر) فقيل: فكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمر الله ثم يريد به غيره, فاتقوا الرئاء فإنه شرك بالله، إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له]ٍ. و الصّفة(الرياء) من أبرز و أوضح صفة للسياسيين و كما نشهدها في السياسيين و منهم ساسة العراق المتحاصصين و مرتزقتهم مع عامة الناس الذين يتبعونهم بغباء مفرط لأجل الرواتب و المناصب و الإئتلافات. خلاصة الموضوع : المؤمن هو من يجعل الصدق عنواناً لسلوكه و تعامله, و يلزم هذا أن (يجعل بينه و بين الله سرّاً أو أسراراً) لا يطلع عليها أحد, لمعزته بحبيبه و تعلقه بتلك الأسرار التي هي آلحبل الواصل بينه و بين الله تعالى .. و تلك الحالة لا تتحقق إلّا بآلأخلاص له تعالى, و الأخلاص لا يتحقق إلا بمحبة و عشق الله العزيز من دون كل العشوق المجازية من حولنا. وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في زوائد الزهد وأبو الشيخ بن حبان عن مكحول قال : [بلغني أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما أخلص عبد لله أربعين صباحاً إلا ظهرت (سرت) ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه]. كما ورد بنفس السياق في الأحاديث القدسية التي تعادل الآيات القرآنية و تختصّ بآلأسرار ما بين الرسول(ص) و ربه جلّ و علا. كما إنّ ولاية العليّ الأعلى (ع) كفيلة و ضامنه في حال – عشقه و السير على نهجه - لتحقيق العرفان و الحكمة في وجودنا. و بذلك نصل درجة العرفان و الحكمة التي حيّرت فصولها و أسفارها أرباب العلم و الفلسفة و الفقه ! و الفلسفة الكونية العزيزية تدّلك على أقصر و أسمى و أرقى منهج للوصول لله تعالى بعبور المحطات الكونية التالية : الطلب – العشق – المعرفة – التوحيد – الإستغناء – الحيرة – الفقر و الفناء . العارف الحكيم عزيز حميد مجيد.