Monday, March 16, 2009

ألمنتدى آلفكري : منطلق لتأصيل آلفكر آلإنساني

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
أنهى آلمنتدى آلفكري يوم أمس آلسبت (14\3\2009) جلستها آلثالثة لبحث قضايا آلإنسان و آلفكر آلإنساني آلمعاصر من خلال آلنص و آلعلم و آلعقل بحضور مجموعة من آلباحثين و آلمهتمين آلمتطلعين إلى مستقبل أفضل للإنسان آلذي بدى عليه كثيرا من آلإلم و آلمعاناة منتدانا شمعة متواضعة في نورها تحاول بجرأة إقتحام دياجير ليال و ليال , هي أضعف من مشكاة في زجاجة , لكنها لا تخبو , لأحاطتها بعناية إلاهية , تقيها لفحات هوائية , ففي ضعفها قوة ما أروعها و أبدعها و أجلها , أهدافها واضحة , و هي لمن يريد أن يفكر و يبحث و يملأ داخله بالنور ليعشق آلإنسان و آلوجود.. كل آلوجود , ولا يحق لغير آلمحب - آلباحث عن آلحقيقة من دخولها . فزادنا .. آلمعرفة , و معرفة آلنفس بالذات ! لأنها أم آلمعارف بل ( أفضل آلمعرفتين) إستنادا إلى آية آلآفاق {سنريهم آياتنا في آلآفاق و في أنفسهم ... }(1) فمنها يتشعب آلخير وآلصالح من آلعلم وآلفن و آلإبداع و آلحياة آلكريمة لتحقيق سعادة آلناس عبر دورنا و موقفنا من آلطبيعة أولا- و في آلناس ثانيا - و مع آلله ثالثا . و لا فائدة من معرفة علوم آلدنيا كلها من دون معرفة آلنفس , (لأنها تسبب إهمال آلعلة آلغائية في حركة آلخلق و آلأنسان للإبداع)2 , و بالتالي فقدان حلقة آلوصل آلأساسية في آلوجود فتكون ناقصة و مجزأة , والإجتهاد آلتجزيئي لا يوصلنا عادة إلى آلحقيقة .منتدانا ساحة رحبة لتجديد ليس فقط آلفكر آلأسلامي أو إحياءه وسط آلمسلمين بعد ما أساؤا آلتعاطي معه و مع آلفطرة آلإنسانية بسبب ضغوط آلواقع و سياسة آلحكومات طبقا لآراء أصحاب آلبنوك و آلشركات - بل هو نور لكل إنسان - لإنقاذه من آلوحل آلذي تأسن فيه , حتى عجت رائحته في كل آلدنيا . لقد أشار علماء كثيرون إلى ضئالة آلعلم و آلفهم آلذي توصلنا إليها , أمثال إبن سينا و آينشتاين و ألكسيس كاريل ووليم جيمس و روجيه غارودي و آبرهام ماسلو , لكنهم لم يشيروا إلى آلعلاج آلصحيح للمحنة ! ربما لعدم قدرتهم على بيان آلنظام آلإجتماعي , لبعدهم أو عدم إستيعابهم آلكامل للمنهج آلرباني , هذا بالإضافة إلى محدودية عقل آلإنسان و عجزه على تحديد آلقوانين آلتي تناسب روح آلإنسان و تطلعاته , فما كان من آلبعض منهم إلا أن آمن بالإسلام أو بوجود آلله على آلأقل في نهاية آلمطاف فقد آمن روجيه غارودي بالأسلام بعد أن ثبت له إنحراف آلغرب و إنحطاطه و تخلفه خصوصا في مجال آلعلوم آلإنسانية .يقول ألكسيس كاريل : " نحن نؤكد أن جميع آلمتخصصين في عملهم يعتقدون أن ما ظفروا به لحد آلآن ضئيل جدا , و لا أهمية له إزاء آلمسائل آلتي لا بد أن نعرفها فيما بعد , و آلواقع أن آلإنسان مجموعة واحدة معقدة مبهمة غير قابلة للتفكيك , و لا يمكن معرفته بسهولة , و لا تتوفر لحد آلآن ألاساليب آلتي يمكن إستخدامها لدراسته جزءا جزءا , او كمجموعة واحدة , أو دراسة علاقاته بالبينة آلمحيطة به" و على هذا فإن آلإنسان آلذي يعرفه آلمتخصصون كل من خلال تخصصه , ليس واقعيا أيضا ففيه نسبة كبيرة من آلخطأ , و إنما شبح يصفه و يعرضه في ذلك آلعلم ."3و يقول وليم جيمس في كتابه ( إرادة آلإعتقاد ) :"إن علمنا ليس إلا نقطة و لكن جهلنا بحر زاخر ."4و يقول غوستاف لوبون في كتابه (ألآراء و آلمعتقدات):"إن آلعلماء تبدو عليهم آلسذاجة كما تبدو على آلجهلة آلأميين."5و يقول ألكسيس كاريل :"إن علمنا عن ذاتنا لا يزال في حالة بدائية ."6 و قد سبقهم آلإمام علي(ع) بالقول :"من عرف نفسه فقد إنتهى إلى غاية كل معرفة و علم" لقد أنتجت تلك آلتقريرات و آلدراسات لأؤلئك آلعلماء آلكبار بعض آلبحوث و آلمحاولات آلجادة , بل و ألقت علينا آلحجج للسعي إلى حل ألغاز آلنفس آلإنسانية و كيفية تهذيبها , و رغم عدم نجاحهم كثيرا إلا أنهم فتحوا أمامنا آفاقا رحبة في هذا آلمضمار , و كان منهم : آلدكتور جوزيف مورفي , دانل كار نيجي , آلبرت آليس , جيرالد جمبالسكي , كوئيلو , آدلر , بافلوف , واطسون , جان بياجه , و رغم أن نتائج محاولات هولاء آلعباقرة لم تكن بمستوى آلمطلوب لصعوبة آلكشف عن ماهية آلإنسان و أسرار وجوده مما سبب عدم تمكنهم من علاج 19مليون و ثمنمائة ألف مصاب بالإكتئاب في أمريكا وحدها , و أن مليونا منهم يستعصون عن آلعلاج , ناهيك عن فشلهم في آلسعي لإيجاد آلنظام آلإجتماعي آلأمثل , فعندما يؤكد مورفي مثلا في كتابه "ألفكر آلإيجابي"7 على ضرورة تسليح انفسنا بالأفكار آلإيجابية فإنه ينسى أهم قاعدة اساسية في ذلك آلبناء و هي : ( آلله تعالى) , رغم إنه يشير من بعيد إلى آلتوجه لأصل آلوجود , لكن ذلك لا يكفي , لأن آلموضوع بحاجة إلى أدلاء و مرسلين و قدوات فهم آلأعرف بألأساليب وآلنصوص و نسبيتها لترجمتها على أرض آلواقع , لتحقيق عملية آلتوحد في عالم آلكثرة ألتي نعاني منها آليوم بشدة لتشابكها و تعقيداتها على كل صعيد.أهم آلموضوعات آلتي تم بحثها و منافشتها في جلسة يوم أمس آلسبت14\3\2009هي :ـ
أولا : مناهج دراسة آلقرآن آلكريم .- ألمنهج آلإسلامي- ألمنهج آلغــــربي- ألمنهج آلمــركب .ـ
ثانيا : آلإزمة آلإقتصادية في آلغرب و إمكانية علاجها طبقا للنظام آلإقتصادي في آلإسلام , مع عرض مختصر و سريع لآراء ( روجر تيري) و(آبرهام ماسلو) و(بوفيس فانسون) و ( لاسكين) , و مجمل آرائهم و إنتقاداتهم للسياسة آلإقتصادية آلغربية مع دعوتهم لإيجاد آلبديل .و إختتمنا مجلسنا مع بدء أذان آلمغرب .
في آلحلقة آلقادمة إنشاء آلله سنستمر بتأويل آلقرآن و آلبحث في معانية و مباحثه و كذلك شرح خطبة آلتوحيد للإمام علي (ع) إنشاء آلله .ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 راجع بحثنا -ألديمقراطية في آلفكر آلإسلامي - للكاتب2 راجع بحثنا - ألسياسة في آلفكر آلأسلامي - للكاتب3راجع كتاب - ألإنسان ذلك آلمجهول ص:3 , ألكسيس كاريل4عن كتاب :إرادة آلإعتقاد لوليم جيمس5عن كتاب :ألآراء و آلمعتقدات’لغوستاف لوبون6مصدر سابق ألإنسان ذلك آلمجهول7كتاب (ألفكر آلإيجابي) لجوزيف مورفي8مشتق من آلقرآن آلناطق (نهج آلبلاغة )للأمام علي عليه آلسلام