Saturday, March 02, 2024

مفاسد المحاصصة :

مفاسد ألمحاصصة : في العراق الآن تياران سياسيان مُتعاكسين, و لو أردنا الدقة في الحكم أكثر؛ يضاف لهما تيار ثالث يمكن إعتباره (تيار بين التيارين), يمثله أكراد كردستان بقيادة مسعود البارزاني, ألذي لا يؤمن سوى بشيئ واحد ؛ ينحاز للذي يعطيه أكثر من الطرفين لدعمه بحسب الموازنات و الأنتخابات هدفه بناء دولة في كردستان, علماً أن التيار الأول, يمثله : السيد مقتدى الصدر : الذي يدّعي و يحاول تأسيس حكومة أكثرية و طنية موحدة بعيداً عن أشكال التحاصص و تقسيم السلطات و القوى, لأعتقاده بأن تقسيم الوزارات و السلطات و المؤسسات سيتسبب في تشتيت قوة الدولة و إضعاف عملها و بآلتالي فشلها, اوعلى أقل تقدير عدم قدرتها على أداء رسالتها المطلوبة طبق خطة خمسية أو عشرية أو ربما أكثر. أما التيار الثاني ؛ فهو تيار الأطار التنسيقي الذي يسعى و يدعو لتأسيس حكومة متحاصصة بين جميع القوى يعني تقسيم كل الوزارات و المؤسسات و المراكز على أعضاء الأحزاب و الكتل المشاركة في الحكومة خصوصا الفائزين منهم في الانتخابات كيفما كان لأن الهدف هو إرضاء الجميع كي تستطيع الدولة أداء عملها كل جهة حسب سياسته و نظرته و مصالحه, و هذا النوع تسبب للآن بضياع الفرص و الأمكانات و الأموال, ذلك من المستحيل التوفيق بين عمل الوزارات و الهيئات و كل جهة منها تابعة لسياسة حزب يرفض أو ربما يعادي سياسة الحزب الآخر .. و بآلتالي تحاول كل جهة تمشية الأمور بشكل يمكنهم سرقة كل الميزانية المخصصة لوزارتهم لتقوية حزبهم و جيوبهم و كأنهم لا يمتون بصلة للدولة و الوطن, إنما مصالح الحزب و أجنداته هي الأولى و ألاهم. أما الذي ربما يصح أن نسمّيه بآلتيار الثالث ؛ فهم الأكراد و لهم حالتهم الخاصة تقريباً, بدءاً بآلأقليم و حكومتهم في أربيل إضافة لحكومة ظل أخرى في السليمانية نتيجة الخلاف التأريخي بين الطالباني و البارزاني, و بذلك فأن هذا التيار هو الآخر لا يهمه حتى المصالح القومية الكردية بقدر ما يهمهم مصالح حزبهم و نفوذهم بآلدرجة الأولى ثم مصالح الأقليم, و الحال أنهم يشاركون حكومة المركز أيضا في الكثير من المناصب بينها وزارة سيادية (حسب المفهوم العراقي) بيد أن كل الوزارات مهمة ولا يوجد فرعية و سيادية أو عادية .. إنما تلك المصطلحات قيلت بحسب مقدار الموازنة (المال) المخصص لميزانية كل وزارة! و هكذا تتضح الرسالة و المشكلة و الحل و الفصل في واقع العراق المأساوي؛ فآلمعركة القائمة بين الأحزاب ليست على أساس طريقة أو على الأساليب المتّبعة لخدمة الوطن و المواطن أو مشاريع الجدوى .. أو لمن الأولوية في التنفيذ و غيرها من الأمور ؛ إنما الخلاف على مقدار الأموال التي ستُنهب من قبل كل جهة, لهذا لا و لن تنتهي الخلافات و المشاكل و السياسي العراقي و أحزابهم بهذا المستوى من التفكير الشيطاني المنحرف!؟ لذلك يمكننا القول بأن كل الأحزاب و التيارات المتحاصصة لها دعوة باطلة وبلا مستقبل لأنهم مختلفون بعضهم مع بعض لا على مصلحة الوطن و مصير الشعب أو على تقديم هذا المشروع على غيره لمنفعة البلد ؛ إنما خلافهم على مقدار الأموال و الربح السريع الذي يصل جيوبهم للأسف, لهذا هدموا البلاد و خرّبوا أخلاق العباد لأجل المال الحرام السريع والذي جعل جميع قيادات الأحزاب من أثرى أثرياء المنطقة و العالم. الجهة الوحيدة التي بقت في هذا الوسط محافظة على نظافتها و منهجها و دعوتها للعدالة و المساواة ؛ هم أهل الله, أصحاب الضمائر الذين مازال أكثرهم يعيش الفقر بسبب المتحاصصين الذين لا دِين لهم و إن تظاهروا أمام الناس لذرّ الرّماذ في عيون الجهلة منهم!؟ هناك معلومات مؤكدة تسرّبت عن سبب أنحياز الغرب للإطار التنسيقي و ترك الصدر وسط الطريق رغم أنه كان الفائز بإمتياز على الأطار و كل التيارات الأخرى المجتمعة ضده؛ لإتفاق سرّي بوساطة السعوديّة بين أمريكا و إيران لإنهاء الصدر و تحجيمه لأرتباط التياربآلسيد آية الله كاظم الحائري التابع للولي الفقيه و مرجع التيار الصدري في نفس الوقت, و قد أُبلغ السيد مقتدى الصدر بذلك أثناء زيارته لإيران قبل عام فإنسحب و جمد عمل التيار مؤقتاً , و إن أمريكا من جانبها مالت للإطار أكثر و إرتاحت للحلّ لسببين ؛ الأول : عدم إرتباطها(الأطار) المباشر بإيران كما كان الصدر عن طريق السيد الحائري, إنما هناك نسبة أختلاف بين الإطار و التيار. الثاني: إمكانية تفكك الأطار بسهولة لإختلاف الأذواق و الأتجاهات بين الفصائل و الأعضاء , بعضها لا توافق البعض الآخر, بعكس التيار الذي يمتاز بتنظيم سوي و قوي و محكم و قيادة راسخة لا تؤثر فيه و في أعضائه كل قوى العالم .. لذلك توافقت أمريكا مع إيران في سحب البساط من تحت أرجل السيد الصدر الذي من الممكن أن ينقضّ على الإطاريين فيجعلهم قاعاً صفصفاًو لكن لم يحن وقته الآن. لذلك لا دعوة للحقّ في العراق حالياً بقيادة الأطار الذي يخضع من رأسه حتى أخمص قدمه لأوامر الأستكبار العالمي, بعكس ما يدّعيه! سوى وجود ثلة من المستضعفين الذين يأملون الخير من العالم الحرّ و من السيد مقتدى لمساعدتهم و تمكينهم للقضاء على هذا الفساد المدعوم من المستكبرين لأبقاء العراق بيد المليشيات المتحاصصة لذبحه مقابل الأموال و الرواتب السريعة التي يسرقونها بالمليارات!؟ و هناك سبب رئيسي في ذلك (الخيار المُرّ النازف) الذي سيبقى هكذا على المدى المنظور, و هو عدم السماح لأيّة قوة ربانيّة أو حتى وطنية حقّه بآلظهور فوق الاطار التنسيقي, لإبقاء العراق كآلباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه و ما هو ببالغه و الجميع فيه و من حوله في ضلال حتى ينتهي كلّ شيئ و كما هو المرسوم له حسب إرادة الظالمين و أعوانهم المتحاصصين ألجّهلاء و المشتكى لله. في فمي ماءٌ وهل .. ينطق مَنْ في فيِّه ماءُ ؟ ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد

أيها العراقي : إنتبه لعلها الفرصة الأخيرة !؟

أيها العراقي .. إنتبه لعلها الفرصة الأخيرة : قرابة نصف قرن حكمكم أراذل خلق الله من أمثال صدام و علي حسن المجيد و وطبان و برزان و سعدون و حمدان و نهيان و تعلان .. هؤلاء الذين لم يتقنوا بحياتهم جملة مفيدة ولم يعرفوا للأنسانية و للرحمة من معنى لأنهم كانوا يعادون الثقافة و الفكر و الأدب و العدالة كما يعاديها اليوم أحزاب التحاصص في العراق بعد سقوط أؤلئك الأراذل عام 2003م!؟ لذلك إعرفوا بأن الخلل و سبب محنتكم و جوعكم و تشتتكم بآلاساس هو عزوفكم عن الثقافة والفكر و الفلسفة و القيم التي وحدها تبني و تُجمّل الحياة و تعلمنا المحبة و الأحترام و التواضع بدل العنف و الغيبة و الكذب و النفاق و اللا أخلاق و اللا ادب الذي عاد من جديد للأسف بسبب ثقافة أحزاب العراق و أعمالهم التي تحاصصوا من خلالها و قسّموا قوت الفقراء على الحكومة و البرلمان و القضاء و مجالس المحافظات و المستشارين و .. و السبب في ذلك هو لقمة الحرام التي تسببت في فقدان الوجدان و الضمير في وجود المسؤول و بعض الناس الذي تحول إلى جسد خوار بفتحتين واحدة من الاعلى لملأ الخلاء و الثانية من تحت لأخراجه .. و أنتم أيها الناس : أوّل المسؤوليين شئتم أم أبيتم .. لدعمكم لهم و ترك أهل العلم و الخير و الدين؛ الذين يريدون لكم العدالة و العزة بدل العنف و الغيبة و الكذب و القنص و سرقة لقمة الآخرين الفقراء.. و آلله يمهلكم و لا يترككم ليرى ما تفعلون؟ لكنه لا يهملكم و سترون العاقبة بعد حين .. و لعلها آخر مرة يمهلكم .. و هو يعلم السِّر و أخفى, فلا يغرّنكم الأبيض و الأصفر و الدولار, كما غرّ ألاطاريون و من تحاصص معهم أموال العراق بلا حياء ولا دين .. و ليكن قانونكم : [المسؤول النظيف هو من يعيش كحالنا و حقوقنا]. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد https://www.facebook.com/reel/648784203981498