Wednesday, September 13, 2023

كيف تعرف نفسك؟

كيف تعرف نفسك!؟ و ما فائدة تلك المعرفة؟ كيف تعرف نفسك أو مستوى ثقافتك و فكرك الذي وحده يُحدّد قيمتك و أهمية دورك في الحياة و المجتمع, ذلك إن معرفة النفس تتقدم على جميع المعارف .. حتى معرفة الله تعالى .. لانك لو عرفت نفسك عرفت الله .. بل لعرفت كل شيئ .. و بآلتالي يمكنك بسهولة معرفة دورك في البناء الحضاري و المدني من خلال الأنتاج على صعيد معيّن و ربما كل الأصعدة حين تكون منظراً كونيّاً!؟ أما لو كنت طفيلياً و تعيش على جهود و أتعاب و خيرات الآخرين و نتاجهم كمرتزق طفيلي كحكومات الأرض و أحزابها ؛ فإعلم بأنك خارج الطور ألبشري و الأنسانيّ ناهيك عن الآدمي و قد تعيش أدنى مرتبة من مرتبة الحيوانات و الحشرات و حتى الجمادات و كما هو حال مرتزقة الأحزاب ألسياسية و الدّمجية و أكثر الكوادر و الموظفين الحكوميين الممجّدين للحُكّام و للطواغيب و الرؤوساء و المتسلطين بسبب محدودية عقولهم و ضيق آفاقهم و تسويقها ضمن حاجة البطن و ما دونه بقليل! و معرفة النفس تعنى مدى ما تحمل من ثمر و ثقافة و فكر و قواعد علمية و فلسفية كمعايير لتحديد دورك و عطائك و وزنك المعرفيّ - الفلسفي و مداه عبر معرفة التالي بحسب مواصفات (الفلسفة الكونيّة العزيزية) و التي هي ختام الفلسفة بتعبير آخر حسب رأي العارف الحكيم : معرفة لماذا خلقك الله؟ ما آلفرق بين صفات الحالة البشرية و آلأنسانية و آلآدمية و فرق الحالة الاولى عن الحيوانات؟ ما هو دورك في الحياة و بناء المجتمع حضارياً و مدنياً؟ ما هي الأسئلة الكونية الستة؟ و هل تعرف غاياتها و جوابها ؟ ما هي العلل الأربعة في خلق الخلق؟ و لماذا نزلت الكتب السماوية و الأنبياء؟ ما هي قضية خلق القرآن و لماذا أثيرت؟ ما هو القضاء و القدر؟ مآلفرق بين الفقه و العرفان؟ ما هي إصالة الفرد و إصالة المجتمع و أيّهما تتقدم على الآخر؟ أيهما (إصالة الفرد أم المجتمع) أهمّ في الأسلام و أيهما تتقدم على الآخر؟ ما الخلاف الفكري الاساسي بين المعتزلة و الأشاعرة؟و ما هي وجهة نظر الشيعة من الفريقين و باقي المذاهب؟ ما هي أهمّ الأسباب التي أدت إلى هدم دول العدل العلوية بعد دولة الرسول الخاتم؟ ما هي حقيقة خلق القرآن, و أين بدأت تلك القضية و لماذا أثيرت أساساً؟ ما هو تأريخ الشعوب و بماذا إشتهرت الحضارات التي ظهرت في الصين و الهند و إيران مثلاُ؟ ما هي المراحل الفلسفية التي مرّت بحسب رؤية الفيلسوف الكوني؟ ما هي الفلسفة الكونية و كيف باتت الختام لقصة الفلسفة في الوجود؟ ما هي مراتب الوجود؟ ما تفسير العلم ثلاث درجات؛ أوله تكبر و ثانيه تواضع و ثالثه علم أنه لا يعلم؟ ما هي المميّزات الأساسية للحضارات الراقية؟ ما الفرق بين الحضارة و المدنية؟ ما هي العناصر الأربعة لمكونات الوجود؟ مراتب الفكر الأنساني : عبارة عن سبعة مستويات هي بآلترتيب : قارئ - مثقف - كاتب - مفكر - فيلسوف - فيلسوف كوني - عارف حكيم. فما هو تعريف و محدّدات كل مرتبة من تلك المراتب؟ ما دور معرفة التأريخ في حياة المجتمع؟ ما دور الصدق و الأخلاص و النزاهة في بناء المجتمع الحضاري؟ ما هي مكانة الأدب في آلأخلاق و بآلتالي ترقية الشعوب؟ ما هو دور المكتبات و المنتديات الفكرية في ترشيد ثقافة المجتمع؟ و السؤآل الخاص الأخير : لماذا مدن بلادنا و العراق و بيوته خصوصاً خالية من المكتبات و كذا من المراكز و المنتديات الفكرية و الجامعات الرصينة!؟ و أخر سؤآل : لماذا و ما هو السبب الرئيسي لزهد الناس في الفكر و الثقافة عموماً !؟ تلك هي ألأسئلة الأساسية لتحديد مستوى آلشعوب و كل إنسان من خلال معرفة مدى الثقافة و العلم و آلمعرفه التي يحملها و التي تكشفها معرفة و أجوبة تلك الأسئلة.. و يستطيع كل فرد أن يحدد مستوى نفسه من تداول تلك الاسئلة. تلك الأسئلة بمجملها تشكل ثقافة و فكر الأنسان بحسب مستوى المعرفة بها, حيث يقول (تايلور) بأن [الثقافة هو ما يبقى في الفكر بعد ما ينسى الأنسان كل شيئ]. و هناك آراء أخرى لبعض الكتاب و المفكرين لا تتعدى ذلك الذي طرحناه آنفاث نشير لبعضها بإختصار : يحدّد بعض الكتاب و المفكرين تعريف الثقافة بكونها : تمثل ما نفكر به، و بآلتالي فإن الحضارة هي ما نعمل به لأجل التمدن و التقدم، وفي مجتمع متمدن تصير الثقافة والحضارة في كثير من الشؤون شيئا واحدا , بيد أن ألتمدن و الحضارة التي هي إنعكاس للثقافة تختلف في معناها عن المدنية بحسب تعريف العارف الحكيم و الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي. إلا أن الحضارة تتقدم على المدنية و تسبقها بفواصل عديدة. يقول سلامة موسى : [انظر مثلا الى المتاحف، انها تجمع بين جدرانها مئات الرسوم والتماثيل، يدخلها الجمهور من ابواب عليها حرس، فيتنزه المتفرج برؤية العديد من الجمال الفني، ثم يخرج بعد هذا الاستمتاع الثقافي الى المنزل الذي قد يحتوي على صورة او تمثال، فهنا الثقافة اختلفت عن الحضارة. فإن الاولى مخزونة في المتحف بينما الثانية معروضة في البيت. إن المجتمع الامثل المتحرر من القيود و العبودية؛ هو الذي يجعل كل بيت من بيوتنا متحفا يعرض فيه الكتب و المجلات و الفنون .. ليكون قادراً يجعل المدينة بشوارعها ومبانيها الانيقة حافلة بالتماثيل و الصور، و عندئذ تكون الثقافة هي نفسها الحضارة، ولكننا نعيش في العصر الحاضر في فاقة فكرية و فنية لا نعرف منها الا القليل، نتحدث عنها ونناقش موضوعاتها .. كما يتحدث الفقير عن الموائد المطهمة التي تحمل الوانا عديدة من فاخر الطعام في بيوت الاثرياء. لكن اولى المعارف في تاريخ البشر، حصلت قبل اكثر من خمسين الف سنة حسب رأي بعض العلماء، اي منذ اكتشاف النار، و يجب ان نلمّ بها ونمتلكها، اي يجب ان نعرف تاريخ وجودنا وتاريخ الارض التي نعيش عليها وتاريخ امم العالم كذلك مع الحضارات. كما يجب ان نعرف العلوم والاداب والاديان التي يؤمن بها الانسان, و نحن في هذه الدراسات نعرض أسس حضارات الشعوب. وقد قال الفيلسوف سقراط ألحكيم : [ليست أثينا وحدها، انما العالم اجمع وطن]. بمعنى؛ أيها الأنسان كُن عالمياً و لا تكن محدوداً بوطن أو عشيرة أو حزب أو حكومة لتصطف مع المراتب الدنيا في الوجود .. كما أشار ذلك الفيلسوف العظيم(سقراط) في محل آخر إلى مكانة الفكر و دوره الذي وحدهُ يُحدّد ماهيّة و قيمة الأنسان بقوله لشاب كان يتبختر و يعرض مظهره و لباسه و قيافته و حذاءه الجديد أمامه ذات يوم .. حيث قال له : [تكلم حتى أراك]!؟ يعني ؛ مظهرك و لباسك و حمرة خدّيك و طولك و عرضك لا يعني شيئا لي و لا يكشف حقيقتك! و نختم كلامنا بقول حكيم (سيجموند فرويد) الذي عبر عن بداية ظهور المعرفة و من ثم الحضارة بقوله : [بدأت الحضارة عندم قام أوّل رجل غاضب بإلقاء كلمة بدلاً من حجر]. العارف الحكيم

دور الجّمال في الفلسفة الكونية :

دور ألجمال في الفلسفة الكونيّة : ألجّمال في (الفلسفة الكونية) موضوع مُميّز للغاية و معقد في نفس الوقت و مؤثّر و مثير في واقع الحياة و محط إهتمام اهل الذوق و الفن و الوجدان و أهل العيون التي لا ترى إلّا الجمال. يمكن تعريف الجّمال الكونيّ بأنهُ ؛ الجّمال الروحي الذي ينبع من خصائص وقوانين الكون نفسه متمثلاً بآلخيال الخصب، وليس من تفضيلات أو معايير البشر ألمحدودة و القاصرة ضمن الأبعاد الثلاثة(الطول و العرض و الأرتفاع), تلك الأبعاد المحدودة نتيجة الإستناد إلى العشق المجازي .. بينما العشق المجازي مجرّد مقدّمات للعشق الحقيقيّ الذي يحويّ كل الأبعاد الجوهرية للجمال و الأمن و الراحة و السعادة و الخلود! بعض الفلاسفة يرون أن الجمال الكوني هو موضوعي و مستقل يرتبط بحال آلوجدان عن المشاهد و الأحداث والوقائع، بينما يرى آخرون أنه ذاتي و مرتبط بالتجربة و الحواس. بمعنى هناك جمال ظاهري تأثيره سطحي وَ آنِيّ بلا أثر, و جمال باطني له عمق و آثار تمتد في كل ثنايا الوجود بدرجات متفاوتة. في هذه الرسالة، تلخيص لبعض الآراء و النظريات حول الجمال في الفلسفة الكونية ألعزيزية. أحد أشهر الفلاسفة الذين تحدثوا عن الجمال في (الفلسفة الكونية) هو بلاتون (427-347 ق.م)، الذي اعتبر أن الجمال هو فكرة مثالية و أبدية تتجاوز الزمان والمكان. بلاتون يقول : ألجمال أحد أشكال المُثل العليا، التي تشكل جوهر و حقيقة كل شيء في الكون. لذلك، يمكن للإنسان أن يصل لمعرفة الجمال من خلال التأمل والتخلص من حواسه ورغباته المادية. بلاتون يعتبر أن الجمال هو مصدر الحب والسعادة والخير، وأنه يقود إلى رؤية حقائق أعلى من المادة والزهور. أخر فلاسفة بارزين في هذا المجال هو إيمانويل كانط (1724-1804 م)، الذي قدم نظرية معقدة وشاملة عن الجمال في كتابه “نقد الحكم”. كانط يقسم الحكم على شيء ما لثلاثة أنواع: حكم تحليلي (Analytic Judgment)، حكم اصطلاحي (Synthetic Judgment)، وحكم جمالي (Aesthetic Judgment). حكم تحليلي هو حكم يستخلص من المفاهيم والقواعد المعروفة مسبقاً، مثل “2+2=4”. حكم اصطلاحي هو حكم يضيف شيئا جديدا إلى المعرفة، مثل “هذه الوردة حمراء”. حكم جمالي هو حكم يعبر عن شعور بالإعجاب أو التقدير لشيء ما، دون أن يستند إلى مبادئ أو قواعد محددة، مثل “هذه الوردة جميلة”. كانط يقول أن حكم جمالي لا يستطيع أن يكون مبرهن من المفاهيم أو القواعد العقلية، لأنه يعتمد على الشعور باللذة أو الألم، و ليس على العقل. ولكنه يقول أيضا أن حكم جمالي ليس مجرد رأي شخصي أو ذوق فردي، لأنه يتوقع أن يكون مشتركا وموافقا بين جميع الناس. كانط يفسر هذا التناقض بأنّ (حكم جمالي) هو حكم عاطفي (Subjective). لكنه في نفس الوقت عالمي (Universal)، لأنه يستند إلى قدرة الإنسان على التخيل والحساسية، و ليس إلى معايير محدودة أو متغيرة. كانط يقول أن الجمال هو “الشكل الذي يتناسب مع طبيعة الإحساس”، و أنه “غاية في حدّ ذاته”، وأنه “لا يستلزم مفهوماً لأيّ شيء آخر”. و للجّمال أهمّية عظيمة في حياتنا و وجودنا و سعادتنا ؛ و يكفي أن تعرف بأنّ [الله جميل و يُحبّ الجّمال], و ما يُحبه الله يجب أن نحبّه لأنه أدرى بمكنون الجمال و أبعاده. و هناك نظرة كونيّة من زاوية أخرى تُحدد دور الوجود و مداه بثلاثة أبعاد : معرفة الجمال طلب العلم عمل الخير و بهذا الثالوث المقدس يُمكننا خدمة آلبشرية و الوجود بشيئ إيجابيّ يتناغم مع طبيعة حركتهما الكلية و بطبيعة التفاصيل المكملة حتى و إن ظهرت بشكل تناقضات أو تضاد كما في اللون الأسود و الأبيض أو بقية الألوان, وبمعرفة الغايات و العلل في تلك التناقضات و الحركات و التفاعلات و بآلتالي إعمالها عبر الواقع يتحقق الأنتاج و البناء الحضاري و المدنيّ. من هنا فإنّ ما تراه من خراب و قبح و فساد و منكر و هدم و خراب و ظلم وفي أيّ مخلوق أو مكان أو مأوى أو بلد أو قارة ؛ إنّما هو وليد الجّهل بتلك المعالم الكونيّة العزيزية و بقاء الأنسان الذي يكتنف سرّ الوجود طفيليّاً يعتاش على كل ما يصادفه من دون أثر له أو بصمة في هذه الوجود. للمزيد : تابعنا على صفحتنا في الفيس بوك بعنوان: العارف الحكيم ألعارف الحكيم.