Saturday, October 14, 2023

هل نتغيير بعد تقدّم العمر ..؟

هل نتغيّر بعد تقدّم العمر؟ هل نتغير بعد سن الخمسين و السّتين ؟ سُئلتُ ذاتَ يومٍ من أحد طُلابي أيام عملي في الجامعة .. هذا السؤآل : هل يتغيّر ألأنسان بعد سنّ الأربعين و الخمسين و...؟ أجبتُ نعم يا عزيزي: (أنا أتغيّر) .. بل تغيّيرت … هذا ما قلته بعد أن شارفتُ السبعين و أنا أحمل همّ هذا الوجود و هذا البشر الملعون الذي مال للنفس و الهوى و المال. ثمّ سألني : و [ما الذي تغيّر عندك أو فيكَ؟]. قلتُ : نعم ؛ لقد تغيير الكثير .. الكثير نتيجة التفكير الدائم الأيجابي بمنهجية كونيّة. فمثلاً كنتُ أحِبُّ والديّ وأشقائيّ و زوجتي و أولادي و أصدقائي فقط، بدأتُ الآن أحبُّ نفسي معهم و أميّز الحُبَّ من بينهم! نعم، أنا تغييرت و أتغيّر .. بل آلتغيير من طبائع الكون و الكائنات .. حتى الله تعالى نفسه يقول : [... كل يوم في شان], بل لو كنا نملك مجسات حساسة لَكُنا نرى بأن كل شيئ يتغيير بمرور الثواني كآلألوان و الأشكال و الأحجام و غيرها و لاننا لانملك تلك المجسات النانوية, لذلك نرى التغيير في فصول أو أزمان متباعدة! و لو لم نتغيّير ؛ سنكون مثل الماء الراكد في بركة منفصلة عن الأنهار و البحيرات .. حيث يتعفّن بعد مرور الوقت لتصبح آسِنة ذو رائحة نتنة. لذلك يجب علينا أن نحافظ على إتصالنا بآلأصل عن طريق الغيب و الفكر و الخيال حتى نمتلك البصيرة الثاقبة لمعرفة حقيقة الوجود. لقد أدركت من زمن بعيد .. منذ الطفولة أنّني لستُ مثل “أطلس” في أساطير اليونان، أو جسد يتغيير و العالم لا يقف عند حدّ أو على ظهري ؛ لكني لم أكن أعلم علم اليقين بأن ذلك العلم الكوني له معادلات كثيرة و علينا البحث الدائم كي نصل للحقيقة. و بآلتالي لنتخلّص من الكثرة نحو الوحدة التي هي عمق الهدف الذي وجدنا لأجله نعم، أنا أتغيّر و بسرعة مع تقدم الزّمن؛ لأكون منتجاً و مُحبّاً و مُثمراً و فاعلاً للخير رغم التكاليف الباهضة. لقد توقفتُ منذ مدّة عن مساومة بائع الفواكه و الخضار وسائق التاكسي، فبالنهاية، لن تزيدني بعض القروش غنىً، لكنها قد تساعد البائع المسكين على توفير مستلزمات المدرسة لأبنائه! نعم، أنا أتغيّر .. كما يتغيير كل شيئ بمرور الزّمن .. صرتُ أسامح .. و لا أَ تَعصّب .. بل أحلم على الجميع عند حدوث مشادّة أو مشاجرة كلامية أو تعديّ ضدي من الآخرين! تغيّرت كثيراً و لم أعد أهتم لنظرة الناس لي كثيراً بعد ما كنت حسّاساً للغاية في هذا الجانب بحيث كنت احسب ألف حساب و حساب لما يقولونه عنيّ. كنتُ أحاسب نفسي على كل صغيرة و كبيرة و كنت أضحي ببعض خصوصيات و خصوصيات عائلتي كي لا يصل ضرر أو أذى أو تنعكس علينا غيبة أو بهتان, لكني لم أعد كذلك .. بل صرت أعامل الجميع بما هو واقع بلا تمييز. صرتُ أدفع لسائق سيارة الأجرة من دون انتظار الباقي. فقد تضع المبالغ الإضافية ابتسامة على وجهه. لإنه يكدّ لأجل لقمة العيش أكثر مما أفعل أنا اليوم! نعم، أنا أتغيّر؛ لقد تعلمتُ عدم انتقاد الناس حتى عندما أدرك أنهم على خطأ. فبالتالي لم يعد يهمّني إصلاح الناس وجعل الجميع مثاليين. إن السلام مع الكل أفضل من تصوّر الكمال الوهمي! نعم، أنا أتغير؛ صرتُ أمارس فنّ المجاملات بسخاء و حرية بلا نفاق. إذ تعلمت بالخبرة أن ذلك يُحسّن المزاجَ ليس فقط لمن يتلقى المجاملة، بل بالنسبة لي أيضاً! و هو بمثابة الأنتقال من الحالة (البشرية) إلى الحالة (الأنسانية) أملاً بآلوصول للحالة (ألآدميّة) التي معها فقط تتحقق الخلافة الإلهية بوجودنا للتمهيد إلى يوم الخلاص. نعم، أنا أتغيّر؛ تعلمتُ أَ لّا أنزعج عن تجعّد أو بقعة لون يحدث على قميصي أو اتساخ فيه. لأنّ قوة الشخصيّة و جوهر الأنسان أهم بكثير من المظاهر و العرض! نعم، أنا أتغير؛ بإتجاه الأفضل. صرتُ أبتعد بهدوء عن الناس الذين لا يُقدروني لأني تيقّنت بأن الجهل تغلغل في أعماق المجتمعات بعد ترك الناس للقراءة و البحث. فبالتالي لا يعرفون قيمتي و عمق فلسفتي الكونيّة التي هي ختام الفلسفة في الوجود، لكني أعرف جيداً من أنا بنفسي و أحترم ذاتي و ما توصلت إليه بفضل الله! أصبحتُ لا أهتمّ لمن يخذلني و لا يحترمني فأنا أعلم أنّ الله يصرفهم عني لأنهم لا يستحقون أن يكونوا في دائرة أهل الفضل .. بل و إنهم طُردوا من باب الإحسان و تولوا معرضين. نعم، أنا أتغيّر؛ لقد صرت بارداً كالثلج عندما أواجه أحدهم يستفزني بعدوانيّة كي يدخلني في جدلٍ عقيم على أيّ حال، و في النهاية، لن يبقى من كل تلك الجّدالات شيء، و أنا لم أعد أتحمّل هدر عمري في القال و القيل و تلك المطبّات التي تضرّني و تُخسرني الكثير من الوقت و الجُّهد. نعم، لقد تغيرت؛ إنني أسعى بكلّ ما يجعلني أشعر بالسّعادة, لأستمتع بحياتي .. فالعمر يمضي كآلخيال و بسرعة .. و عائلتي جزء من حياتي لا كل حياتي.. و أستمتع بعلاقتي مع الله فحُبّه هو الحُبّ الوحيد الذي أرتاح له و كلّ حبّ سِواه أذىً و تعب ... و أُكثر من طاعاتي و دعائي و صلاتي بآلليل .. فبعد موتي .. لا أحد ينفعني أو سيذكروني خصوصاً بعد مرور زمن قصير؟ فأنا عاشق لله و للجمال و للخير و الفن و التواضع, رغم إن فلسفة الحية لم تعد كآلسّابق تسير على القيم, بسبب تداخل و تعقد الأمور و لقمة المعيشة؟ وبالتالي فهمتُ بأني أنا المسؤول عن سعادتي في الدّنيا و الآخرة, و ما عليّ سوى الكدح و السعي لأجل لقمة خبز بآلحلال كي لا أكون مرتزقاً طفيليّاً كآلسياسيين الذين لا يعرفون قيمة أو معنى لبند واحد من البنود التي أوردتها في هذا المقال, لذلك باتوا مرتزقة و بآلتالي مجرّد فضلات كونيّة لا خير ولا أنتاج لهم, و هذا ديدن جميع المتحزبيين بإسماء مختلفة لسرقة جهود الآخرين. و أخيراً قلت : ألأشجار تتّكأ على الأرض لتنمو .. و الإنسان يتّكأ على المحبة ليثمر . و أبداً لن يموت الذي أحيا قلبه بآلعشق .. إنّه مؤكّدٌ خلودنا في هذا الوجود. العارف الحكيم عزيز الخزرجي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Do we change as we age? Do we change after the age of fifty or sixty? One day I was asked one of my students this question: Do people change after the age of forty, fifty, etc? I answered ; “Yes, I am changing.” Rather, I have changed. This is what I said after I reached the age of seventy. He asked me: “What has changed for you or in you?” I added: Yes; I've changed a lot..a lot. After I used to love only my parents, my siblings, my wife, my children, and my friends, I have now begun to love myself with them and to recognize love among them! Yes, I change.. Rather, change is one of the natures of the universe and beings.. Even God Almighty himself says: [...every day is about something]! Even if we do not change; We will be like stagnant water in a pond that rots over time and becomes stagnant and smelly. I have just realized that I am not like Atlas in Greek mythology, and the world does not stand on my back! Yes, I change quickly as time goes by; I stopped bargaining a while ago with the fruit and vegetable seller and the taxi driver. In the end, a few pennies will not make me richer, but they may help the poor seller provide school supplies for his children! Yes, I change.. just as everything changes with the passage of time.. I have become tolerant... and I am not intolerant... but rather I have a warning against everyone when there is an argument or aggression against me by others! I started paying the taxi driver without waiting for the rest. The extra money might put a smile on his face. Because he works harder to make a living than I do today! Yes, I am changing; I've learned not to criticize people even when I realize they're wrong. So I no longer care about fixing people and making everyone perfect. Peace with everyone is better than imagining imaginary perfection! Yes, I am changing; I began to practice the art of compliments generously and freely, without hypocrisy. I learned from experience that this improves the mood not only for the person receiving the compliment, but for me as well! It is like a transition from the (human) state to the (human) state in the hope of reaching the (human) state, with which only the divine caliphate can be achieved with our presence in preparation for the day of salvation. Yes, I am changing; I've learned not to worry about wrinkles or dirt on my shirt. Because the strength of character and the essence of a person is much more important than appearances and show! Yes, I am changing; I began to quietly distance myself from people who did not appreciate me. Therefore, they may not know my value and my philosophy, which is the ultimate philosophy in existence, but I know very well who I am myself! And I no longer care about those who let me down and do not respect me, for I know that God is turning them away from me because they do not deserve to be in the circle of people of virtue.. In fact, they were expelled out of charity and turned away in disbelief. Yes, I am changing; I have become as cold as ice when I confront someone who aggressively provokes me in order to get me into a fruitless argument anyway, and in the end, nothing will remain of all those arguments, and I can no longer bear to waste my life on gossip and those pitfalls that harm me and make me lose a lot of life. Time and effort. Yes, I have changed; I strive for everything that makes me feel happy, to enjoy my life.. Life goes by like a dream and quickly.. And my family is a part of my life, not my whole life.. And I enjoy my relationship with God, as His love is the only love with which I am comfortable, and every love other than it is hurt and tiring.. And I multiply my obedience, my supplications, and my prayers at night... after my death... no one will benefit from me or will remember me, especially after a short time has passed? Life is no longer based on values as it was before, due to the interference and complexity of matters and living? Therefore, I understood that I am responsible for my happiness in this world and the afterlife. The wise scholar: Azez Al-Khazragy