Saturday, May 04, 2024

ألفساد فساد ؛ بعمد كان أو بجهل :

ألفساد فساد بعمدٍ كان أو بجهل(1)! العارف الحكيم عزيز حميد مجيد الخزرجي لا أصدّق أبداً ما حدث و يُحدث في العراق حتى في التعليم العالي من فساد إداري و مالي و علمي!؟ فهل ما حدث و يحدث و يتكرّر للآن بقصد و عمد أم بجهل و غباء مع سبق الأصرار؟ أم هناك أهداف مستقبلية نجهل أبعادها!؟ العراق ؛ و كما يعرف العالم كله؛ أساساً ينزف و يُعاني من محن و مشاكل كثيرة و معقدة و على كل صعيد نتيجة الجهل و التبعية و العمالة من قبل جماعات النهب و الخراب و اللوبيات المتحاصصة لقوت الفقراء العراقيين و مستقبل أطفالهم و أجيالهم المسكينة, و يتعرض يوماً بعد آخر و على الدّوام كـ (المكثور) إلى أزمات و مشاكل و جروح تضاف لجروحه التأريخية و المرحلية الحاضرة التي نعيشها ؛ و يحتاج نتيجة ذلك إلى حلول و علاجات جذرية و حقيقية بدل ما يحدث الآن لخلاصه من مؤآمرات و مخططات المتحاصصين ألشياطين الجهلاء و المليشيات و الاحزاب التي توحّدت لنهب و سلب الناس و تعمق الطبقية و الظلم و الجهل بآلدرجة الأولى ليسهل سرقتهم بسدّ أبواب المعرفة, لأن [العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس] كما يقول الحديث الشريف!؟ فما يحدث فيه من تدمير مبرمج بإسم الوطن و الأسلام و الجهاد و خدمة الناس وغيرها من المدّعيات التي يفندها الواقع ؛ يُحيّر العقول و الألباب خصوصاً فيما يخصّ الصحة و التعليم و الأعمار و الأخلاق و العمالة الأجنبية التي وصلت لأكثر من مليون و نصف المليون عامل أميّ, بينما الشعب العراقي نفسه يعاني من البطالة و شظف العيش و فقدان الأمن و الصحة و التعليم والأمكانات و العيش السعيد, و فوقها أكثر الجيوش (المرتزقة) الموجودة في آلمؤسسات و المليشيات و آلوزارات عاطلة عن العمل و تمتاز بآلبطالة ألمقنعة(2)!؟ إلّا أنني لست متيقناً ولا مُصدّقاً بكون ما حدث و يُحدث و يجري و يتكرر للآن بخصوص التعليم المجاني رغم إعلان الوزارة نفسها عن ذلك بكل غباء!؟ فهل يُحدث هذا ؛ بقصد أم بغير قصد نتيجة آلجهل!؟ أم بضغط خارجي من الدول المهيمنة على العراق!؟ خصوصا في مجال التعليم المجاني للطلبة ألأجانب و العربان بشكل خاص هذه المرة لا للعراقيين الذين تمّ ذبحهم بسببهم(بسبب العربان), لأننا تحدّثنا في مئات المقالات عن جميع شؤون و مجالات الفساد الأخرى و التي و صلت للتعليم كآخر محطة للآن!؟ في برنامج (ادرس في العراق)؛ التابع إلى وزارة (التعليم العالي) وصلت عدد المنح المخصصة للمرحلة الثانية للآلاف, حيث أحصت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في حكومة محمد شياع السوداني؛ أعداد الطلبة الاجانب المشاركين ببرنامج (إدرس في العراق) و حجم المنح و الأمكانات المخصصة للمرحلة الثانية من المجانية و نصف المجانية, إضافة إلى السكن و آلمخصصات الشهرية التي لا تعطى حتى للعراقيين أنفسهم - و هنا تكمن المأساة و تكتمل المصيبة - لأن أمريكا و كندا و دول الغرب العملاقة نفسها ليس فقط لا تفعلها و لا تعطي أو تمنح مثل تلك الهبات و التسهيلات و المغريات المجانية لمواطنيها ؛ بل و فوقها تحسب حساب كل (سنت) تعطيها كسلفة لطلبتها المواطنين في بلدانها من الدّارسين في جامعاتها و معاهدها إضافة إلى تحميل مواطنيها لقيمة الفوائد و الرسوم المترتبة على المنح و المخصصات الدراسية كدين يجب تسديدها, بينما العراق و لفقدان الضمير و العدالة في أحزابها و حكوماتها؛ فأنها إضافة للسياسة التحاصصيّة الأستهلاكية؛ فأنها الدولة الوحيدة التي تهدر طاقاتها وأموال وأقسامها الداخلية والسكن المجاني للأجانب وبسخاء - لا لمواطنيها بل للأجانب و العربان - كل ذلك بلا عوض ولا فوائد ولا رسوم و لا منّة لما تنثره و تهدره من أموال و أمكانات و رواتب و زمان و مكان و علوم مجانيّة للغرباء(3) و الشعب العراقي الفقير يُعاني الأمرين بالمقابل في السكن والعلم, بغض النظر عن مستوى و أهمية العلوم التي تُدرّس و جدواها و فاعليتها في عالم اليوم, فهذا موضوع آخر وقد تطرقنا له سابقا و ليس محل بحثنا الآن!؟ وفي الحقيقة لا أدري؛ هل كل ذلك النزيف و الخراب و الدمار و العطايا في هذا المجال و غيره يُحدث بقصد أم بجهل نتيجة الأميّة الفكرية الطاغية في العراق و في مناهج و ثقافة الأحزاب الحاكمة!؟ أم هناك أيادي خارجية تخطط لإنهاء البلد !؟ فلو كان بقصد و بعمد؛ فما الغاية و الهدف من ذلك و في هذا الظرف و هذه الأزمات المستعصية سوى تكثير المآسي و المشاكل!؟ و إن كان بغير قصد, فهل هذا يعني توقّف عمل وزارة التخطيط أو المؤسسات المعنية بآلتخطيط الأستراتيجي ليأتي كل من كان من السياسيين – و كلهم أمّيون كما أثبت الزمن - ليُنظّر و يُخطط حسب مرجعيته الحزبية و المذهبية و القوميّة وحساباتهم العشائرية المحدودة ليفتح ثغرات إضافية لنزيف الأموال و المخصصات التي يتم تعينها لمثل هذه المشاريع الخاسرة و المضرّة 100%(4). ألنّتيجة العامة هي: إن ألفساد سواأً كان بعمد أو بجهل, فساد, لأنها تضرّ المجتمع كله. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ألفساد بآلعمد فساد و ذنب لأن صاحبه فاسد و هو بعكس الخير, و بما أن الفساد ظلم و قرين الجهل ؛ فأن الجهل ذنب و فساد أيضاً كما قال الله:[إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا](الأحزاب / 72). (2) تسجل البطالة المقنعة إنتشاراً واسعاً، خاصة في القطاع العام، حيث يوجد تضخم بعدد الموظفين والعاملين بلا مبرر اقتصادي أو اجتماعي، وذلك نتيجة للفساد والمحسوبية والتوظيف السياسي, كما تشمل البطالة المقنعة الأفراد الذين يعملون في قطاعات غير ربحية وغير منتجة، مثل التجارة المستوردة أو التهريب أو التسول أو أعضاء أحزاب و مليشيات كمرتزقة. (3) أصل تشريع هذا القانون بآلأساس ؛ هو قانون صدامي كانت الغاية منه أصلاً ؛ كسب و تجنيد العربان لتنظيمات حزب البعث المجرم ليصبح الطلبة بعد تخرّجهم أبواقاً لتعظيم الدكتاتور المجرم صدام نفسه عند عودتهم ولا حتى فكر و شعارات آلبعث للتشبيك و التغرير لا أكثر, حيث يحاول اليوم و بفضل المتحاصصين الجهلاء المجرمين الذين بدؤوا يحنون لإعادة تفعيل مثل تلك الحالات لبرامج مستقبلية غير معلومة الأهداف بدقة, لكن المؤكد أن ورائها من يحاول إعادة ترتيب الأوضاع لزيادة الفساد بشكل أوسع و أعمق مما هو قائم حالياً. (4) قال مدير عام دائرة البعثات الدراسية في الوزارة حازم باقر طاهر؛ إنه (تقدم إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 3000 طالب أجنبي ضمن برنامج (إدرس في العراق) و تمّ قبول 1015 طالبا في العام السابق حيث توزعوا على جميع جامعات العراق بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، مبيناً، أن البرنامج ضمن مبادرة لتطوير التعليم العالي و تدويله لكي يرجع العراق محل إشراق ويستقطب الطلبة الأجانب فضلاً عن عكس انطباعهم عن الاستقرار الأمني والاقتصادي ومستوى الجامعات وبالتالي يكونوا سفراء للعراق في بلدانهم). وأضاف؛ (أن الوزارة أطلقت النسخة الثانية لبرنامج ادرس في العراق، إذ وفرنا بحدود 14 ألفا و200 منحة دراسية للسنة الدراسية المقبلة منها 7000 مجانية و6 آلاف و800 نصف مجانية لتنشيط الجامعات العراقية، موضحاً، أن النسخة الثانية أطلقت بتاريخ 1 / 4 وتقدم حتى الآن 2000 طالب على المنظومة والتقديم مستمر حتى 1 / 6 لغلق التقديم على الدراسات العليا، ومستمرة إلى 1 /8 للدراسات الأولية ، كما نتوقع أنه في العام الدراسي المقبل سيكون عدد الطلبة الأجانب أكثر). وأكد، أن؛ (البرنامج بنسخته الأولى نجح بشكلٍ كبير”، لافتاً، إلى أن “وزير التعليم العالي وجه بأن الطالب الأجنبي مخير بين بقائه خلال العطلة الصيفية أو سفره إلى بلاده). وأشار، إلى أن ؛ (هناك 1015 طالبا أجنبيا يدرس في العراق خلال العام الدراسي الحالي، والعرب هم الأغلبية وغالبية الأجانب من قارة آسيا تليها أفريقيا وثم أوروبا، ونسبة الداخلين للدراسات الأولية 77%, و الدكتوراه 8%, و الماجستير 22%).