Friday, March 13, 2020

حين نفقد الولاية نفقد كل شيئ حتى الوطن


حين نفقد الولاية نفقد كل شيئ حتى الوطن!
خلاصة الموضوع:
[حين نفقد الولاية؛ نفترق و يتفرق الجّمع(كل حزب بما لديهم فرحون) و يتشتت الشمل و نفقد كلّ شيئ حتى الوطن! بل يُدمّر العراق بآلمظاهرات و كما شهدنا .. بل يخرج ألنّاس من ولاية الله إلى ولاية أنفسهم و أحزابهم و عشائرهم الخانعة الخاضعة للأستكبار ألذي هو الشيطان الأكبر؟
لكن:

ما هي معيار الولاية التي توحدنا في فلسفتنا؟:
معيار ألولاية في الفلسفة الكونيّة؛ تتحدّد و تنطلق أساساً من ولاية الله ثم الرسول(ص) ثمّ الوصي(ع) و من تبعه بشرطها و شروطها و أهم شروطها؛ ألتمسك بتلك ألولاية عملياً, لأنها وحدها تُوحّد صفوف الناس و الشعوب و القبائل تحت راية واحدة .. لا ولاية الشيطان و أذنابه الذين يفرقون الصفوف و يُعمّقون آلتفرقة و يُكثّرون الرّايات لأجل التسلط علينا.

راية الله تضم جميع المؤمنين كَيَدٍ واحدة, هدفهم تعبيد الجميع لله من أجل كرامتهم و عزّتهم و سعادتهم.
أمّا راية الأسـتكبار فتسعى لتكثير عدد الرايات من أجل إثارة الخلافات و تفريق الصفوف لتحكمنا من أجل منافعها.

إنه من الصعب ؛ إن لم يكن من المستحيل تفريق صفوف الجمع الموحد تحت راية (لا إله إلا الله) لتسخيرهم لمنفعة الطبقة الأقتصادية الحاكمة, و الشعب الإيراني المتوحد تحت راية الولاية .. خير مثال على ذلك, حيث عجز الأستكبار كله من أجل إخضاعهم رغم مرور نصف قرن تقريباً,

و بآلمقابل من السهل ألتّحكم بآلجماعات المتفرقة و الشعوب المتخالفة المتناحرة و الجيوش المتقاتلة و ألأحزاب المستبدة لأجل السلطة و لقمة أدسم على حساب حقوق الناس و الوطن, و هو ذنب عظيم .. بل يعتبر في فقه العلماء العرفاء من أكبر الكبائر. بمعنى يُحرم من الشفاعة!


و من المتأكد هنا بأن الشعب العراقي كمثال آخر سينتصر على (الفايروس كرونا) حتماً .. لكن بعد إعلان وحدتهم وإنسجامهم و تعاطف بعضه مع البعض الآخر, خصوصا المتظاهرين مع الحكومة والقوات الأمنية و آلأحزاب الأخرى و بآلعكس, و هكذا يمكنهم القضاء على الفساد و الظلم و إستقامة الحكومة مع الناس لتطبيق العدالة من أجل البناء و التطور بشرط إتحادهم وتعاون الجميع فيما بينهم لا الخروج بمظاهرات مع آلقتل و آلعنف و آلإشاعات و آلدعايات و نشر الفوضى و حرق المحلات و البيوت وغيرها من الأعمال التي تُوسع الخلافات و التناحرات التي تُؤخّرعملية الأصلاح و البناء وتسبب المزيد من الخسائر على كل صعيد و من دون نتيجة مرضية.

لهذا أرجو أن يكون محور و هدف كلّ عراقي في هذه الوقت خصوصا سواءا كان حاكما أو مسؤولاً أو نائباً أو مواطناً عاديّاً خارج الحكم ؛ عليهم جميعاً التوحد و آلتعاون تحت راية واحدة بعيداً عن آلخصام و العنف على الأقل لمصلحة الأجيال القادمة ألمسكينة التي ه!

و يتطلب من الحكومة؛ فسح المجال أمام المخلصين و هم كثر للمشاركة في بناء العراق الجديد, و لا يتحقق ذلك إلا البدء بمحو الطبقية و المحسوبية و المنسوبية, و قد بينا ذلك في مقالات مفصّلة, و أهمها أن يلاحظ الموظف و المسؤول و الرئيس أنه من غير الممكن تعاون المواطن الجائع و العاري و المريض و المكابد مع الشرطي و الموظف و برامج الحكومة بإخلاص؛ ما لم يتمّ مشاركته لقمة الخبز و الدواء و العلاج و الخدمات المتيسرة, و هذا هو حكم (الولاية) لتحقيق الوحدة و الأنسجام, وإلا فأن المؤآمرات و الفوضى ستزداد و الشرخ سيكبر بين أبناء المجتمع و ستبقى الأحزاب كما هي .. كل يحمل رايته فرحا بما إغتناه.

و ألولاية الكونيّة ألتكوينيّة التي نعنيها تختلف عن معايير الفلسفات و المذاهب و العقائد و الأحزاب الأخرى, و بآلذات في كيفية الإتيان بها عملياً و تطبيقها في آلواقع, و هي أهمّ من عامّة العبادات كالصّوم و الصّلاة و الحجّ و الخُمس, لأن بفقدانها؛ نفقد كل تلك العبادات بآلأضافة إلى فقدان الوطن.

يقول الحديث الشريف: [بُني الأسلام على خمس؛ على الصّوم و الصّلاة والحجّ و الخمسّ و آلولاية, و ما نودي بشيئ مثلما الولاية], لأنها القاعدة و الأساس و مفتاح الفلاح في الدّارين, حيث تؤمرك بأن تعيش متواضعاً منتظراً اليوم الموعود كعابر سبيل؛
أيّ عش من دون آلتعلق القلبيّ بشيء .. لتموت سليم القلــب, و آلويل و العذاب الأليم للمؤمنين ألّذين يتّخذون أرباباً من دون ا لله خصوصا عندما يتّخذون اليهود بطانة من دون الله!

يصف القرآن الكريم حال الناس يوم القيامة:
[(يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون ( 88 ) إلا من أتى الله بقلبٍ سليم(89)] (ألشعراء).
أيّ سليم من جميع العلائق و الأمراض .. ليس فيه إلّا الله الذي لأجله كره و أحبّ و تحملّ الصعاب و ما نوى أمراً إلا و كان الله أمله من البداية وحتى النهاية .. و تلك هي الطهارة الإسلاميّة والتوكل عليه تعالى بمعناها العميق.

يقول نبينا(ع): [من تعلّق بشئ وُكِّلَ إليه].
أيّ إذا تعلّقتَ بغير الله – لمجرّد تأمّلك آلخير من غيره - خرجتَ من ولايته بمقدار إنحيازك.

فــأين نحـن آلآن من هـذه الذُرى ألكونيّة الرّفيــعة!؟

[من كان يُريد حرث الآخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ما له في الآخرة من نصيب].

إذا ردَّ عليكَ بشتيمةٍ فهو[قافل] وإِذا إتّهمك فهو واهم, وإذا ردَّ عليكَ بتهديدٍ فهو [جوكر], يستقوي عليكَ بميليشيات أَحزاب آلجهل والمحاصصة الظالمة و الفاشِلة، وإِذا ردَّ عليكَ بجهلٍ فتأَكَّد بأَنَّهُ [ذيلٌ], أمَّا إِذا أَخذ يهذي فتأَكَّد بأَنَّك أَوجعتهُ بمنطقِكَ وحُجَّتِكَ الدَّامغة وأُسلوبك آلكونيّ الرَّاقي ولُغتك السَّليمة ألسّامية!

تُرى؛ لماذا يرفُض [القافُل ألوهم] أَن يُصغي ؟! أنّ يُصغي فقط؟!

يقُولُ ألحُسينُ السِّبطُ (ع)؛ [وَيلكُم ما عليكُم أَن تنصتُوا إِليَّ فتسمعُوا قَولي؛ وإِنَّما أَدعوكُم إِلى سبيلِ الرَّشاد، فمَن أَطاعني كانَ مِنَ المُرشَدين، ومَن عصاني كانَ مِن المُهلَكين، وكلُّكُم عاصٍ لأَمري غَير مُستمعٍ قَولي فقد مُلِئت بطونكُم مِن الحَرامِ، وطُبِعَ على قلُوبِكُم، ويلكُم أَلا تنصُتُونَ؟! أَلا تسمعُونَ؟!]

هيَ معادلةٌ إِذن؛ أَكلُ الحرامِ سببٌ في الطَّبعِ على القلبِ، و الذي يحولُ بينَ المرءِ و الحقِّ، وإ ِنَّ أَوَّل علاماتهِ الإِمتناعُ عن الإِستماعِ للرَّأي الآخر، و الإِصغاءِ لكلامِ النَّاصحِ الأَمين، لأَنَّ الإِصغاءِ أَوَّل دافع لإِعادةِ النَّظر في الثَّوابت الوهميَّة والمتينَّيات المُستنِدةِ إِلى المصالحِ الذَّاتيَّة [الأَنانيَّة].

ولذلك فليسَ بمُستغرب أَبداً أَن لا تُصغي [العصابةَ الحاكمةِ و الشعب] و آلذيول المتجحفلة مع أَبواقها في أوساطهم إِلى قَول الحقّ ونصيحة الخطابِ ألكوني - الولائي بشأن تولي ولاية عليّ كنهج في الحياة و الحكم، والعِلّة تكمن في أَن بطونهُم مُلئت بالحرام.
و فصل الخطاب في الولاية هو: [أن تُصانع وجه الله - يعني تجعل عينك بعين الله – و تأمل فضله تعالى في كل شيئ و في كل زمان و مكان, بدل الواساطات و الرشاوى و العشائريات و القوميات و الوطنيات و آلحزبيات وآلحكوميات, و تلك هي الولاية الكونيّة التي تُغنيك عن كلّ شيئ وتُؤمّن لك الجنان و الخلود].

بإختصار وجيز و بليغ وكما جاء في المقدمة:
حين نفقد الولاية؛ نفترق و يتفرق الجمع و يتشتت الشمل و نفقد كلّ شيئ حتى الوطن!
ولا يتوحّد العراق بآلمظاهرات و كما رأينا .. بل العكس يُدمّر حياة الجميع حيث يخرج ألنّاس من ولاية الله إلى ولاية أنفسهم و أحزابهم الخانعة و الخاضعة للأستكبار ألذي هو الشيطان؟
ولا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.



الفيلسوف الكونيّ عزيز الخزرجي