Friday, February 03, 2023

يستحيل تأسيس دولة في العراق :

يستحيل تأسيس دولة في العراق: يستحيل تأسيس دولة عادلة في العراق خصوصاً أو أية دولة عربية و حتى إسلامية .. ربما إستثناءاً دولة واحدة فقط !! و قد تحدثنا في أكثر من كتاب عبر مؤلفاتنا العديدة عن دور الكتاب و الثقافة و الفكر و الفلسفة في خلاص الناس و الأمم و الدول من القهر و التبعية و التحاصص و الظلم الذي ما إنفك عن أوطاننا و بلادنا بسبب الجهلاء الأميين فكرياً الاغنياء بآلتراكم و الحشو وتسطير الوقائع البالية! و أكدنا مراراً في كل كتاب و مقال؛ بأن سبب تخلفنا هو نتيجة إهمال و محاربة الفكر و الثقافة و المفكرين و الفلاسفة من قبل الأحزاب و الحكومات التي تتوالى علينا في كل عصر و مصر .. و إليكم بعض المؤشرات التأريخية عن سبب دمارنا و أنحرافنا و وحشيتنا خصوصاً في البلاد العربية التي لا يمكن أن تكون آمناً أو مستقراً في يوم من الأيام إلا بآلتبعية و الوحشية و الداعشية بكل مسمّياتها التي تعادي الكتب و الثقافة و الفكر و الفلسفة كعدو لدود يجب القضاء عليها و تشريد أصحابها و البقاء على الببغاوات الذين لا يتقنون سوى التكرار و التراكم ! إنّ حرق أو إتلاف الكتب في التراث العربي - الإسلامي تفرّدت به الحضارة العربية الإسلامية بشكل عجيب، و هو إتلاف إمّا أن يكون قصدياً متعمداً، و هو على نوعين: إتلاف السلطة للكتب، سواء أكانت هذه السلطة حاكماً، أو مجتمعاً، أو فرداً، أو العادات والتقاليد و التقليد.. أو إتلاف شخصي للكتب، لأسباب علمية، أو اعتقادية، أو نفسية، وهو كثير في تراثنا العربي الإسلامي، بخلاف الإتلاف غير المقصود في الحروب و الغزوات كآلتتار و المغول، أو الحرائق و الكوارث الطبيعية. ويقول الكاتب ناصر الحزيمي : [تعددت طرق إتلاف الكتب في تراثنا، إلا أنها لم تخرج عن أربع طرق معروفة ومعهودة وهي: أولاً: إتلاف الكتب بالحرق. ثانياً: إتلاف الكتب بالدفن. ثالثاً: إتلاف الكتب بالغسل بالماء والإغراق. رابعاً: إتلاف الكتب بالتقطيع والتخريق]. . يقول العلامة ابن خلدون فى كتابه ( مقدمة ابن خلدون ) كاشفاً الستار عن خصال العرب ... " العرب إذا تغلبوا على الأوطان؛ أسرع إليها الخراب و السبب فى ذلك إنهم أمة وحشية باستكمال عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلة ... " و يقول ايضا : العربي لا يطيق أن يرى حضارة مزدهرة وانه يميل إلى تخريبها كلما سنحت له الفرصة , وكان الجنود الذين صحبهم عمرو بن العاص فى فتوحاته فى مصر من البدو القح الذين لم تهذبهم الحضارة والمدنية بعد , ومن ثم فإنهم لم يقدروا الكتب والمكتبات حق قدرها ". و يكشف عن سابقة للعرب فى حرق الكتب فيقول:. أن للعرب سابقة حرق جميع كتب الفرس بإلقائها فى الماء والنار الأمر الذى يؤكد وصمة العاص فى حرق مكتبة الاسكندرية كانت السلطات تمارس العنف نحو العلماء أنفسهم لهاذا كانوا يحرقون كتبهم بأيديهم بدءً من (أبو ذرا الحافظ) ثم (أبو السعود) و (الزاهد) و (الدارمي) و (الطائي) و (ابن جبير) و (الربعي) و (التوحيدي) و (القرطبي) وغيرهم من العلماء والمفكرين. تأريخ حرق المكتبات : حرقت في العهود الاسلامية مكتبات عديدة نذكر منها علي سبيل المثال الآتي:, اولا مكتبة الاسكندرية :عندما غزا العرب المسلمون مصر في عام 641م وقف عمرو بن العاص أمام مكتبة الإسكندرية العملاقة محتاراً .فبعث الى عمر بن الخطاب يسأله ماذا يفعل بها, فكان جواب عمربن الخطاب : أنه إذا كان فيها ما يخالف شرع الله أن يحرقها، فماكان من عمرو بن العاص إلا أن أحرق مكتبة الإسكندرية بكل ما تحتويه من أعظم المؤلفات والنفائس العلمية في العالم القديم و كانت هذه نهاية أعظم مكتبة في تاريخ البشرية على يد الغزاة العرب! كان أوّل من تعرض لحرق العرب لمكتبة الإسكندرية هو الرحالة الفارسى والطبيب المشهور عبد اللطيف البغدادى الذى عاش فى الفترة ما بين ( 557 - 622 هـ. ) ... وقد زار هذا الرحالة مصر فى نهاية القرن السادس الهجرى , وكتب عن أثار مصر وحوادثها فى كتاب أسماه ( الإفادة والإعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة فى مصر ) ففى ص 28 من هذا الكتاب , كتب هذا الرحالة ويقول: [أرى أنه كان الرواق الذى يدرس فيه أرسطو طاليس وشيعته من بعده ,وانه دار العلم التى بناها الإسكندر حين بنى مدينته وفيها كانت خزانة الكتب التى أحرقها عمرو بن العاص بإذن عمر بن الخطاب]. ثم يأتى ابن القفطى وهو مؤرخ مسلم مصرى عاصر البغدادى , وقد ولد فى مصر بمدينة قفط وعاش فى الفترة ما بين( 565 – 646 هـ. ) وقد تعرض ابن القفطى للحادث بشىء من التفصيل فى كتابه ( أخبار العلماء فى أخيار العلماء ) وهو ما ذكره جورجى زيدان فى كتابه ( التمدن الإسلامى)؛ قال يحى النحوى يعمرو بن العاص: [فأما ما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه , و أما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به]. فأمر بالإفراج عنه! فقال عمرو : و ما الذى تحتاج إليه ؟ قال : كتب الحكمة فى الخزائن الملوكية , و قد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتاجون إليها و لا نفع لكم بها فقال عمرو : لا يمكننى أن أمر فيها إلا بعد استئذان أمير المؤمنين !؟ وكتب إلى عمر , فورد عليه كتاب عمر يقول فيه : [ و أما الكتب التى ذكرتها فإن كان ما فيها ما يوافق كتاب الله ففى كتاب الله عنه غنى , وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة إليها . فتقدم بإعدامها جميعأً]!؟ فشرع عمرو بن العاص فى تفريقها على حمامات الإسكندرية وإحراقها فى مواقدها , و ذكرت عدة الحمامات يومئذ وأنسيتها فذكروا أنها استنفذت فى مدة ستة أشهر ! ثانيا مكتبة فارس: إن المسلمين عندما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم , كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه فى شأنها فكتب إليه عمر: [اطرحوها فى الماء فإن يكن بها هدى فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه وإن يكن ضلالاً فقد كفانا الله تعالى فاطرحوها فى الماء أو فى النار فذهبت علوم الفرس فيها ادراج الرياح]!!؟؟ ثالثا مكتبة بغداد : في العام 1171 قام صلاح الدين الأيوبي بحرق مكتبة دار الحكمة الفاطمية في القاهرة التي كانت بدورها أهم منارات العالم الإسلامي في ذلك الوقت, وأمر بنزع أغلفة الكتب و أن تصنع منها أحذية لجنوده ... وبذلك كانت نهاية الفكر الفاطمي ,الذي كان احياء للفكر اليوناني المصري الذي تم إحراقه أيام عمرو بن العاص. و قيل أن عدد الكتب التى تم تدميرها قد بلغت فى مصر والشام نحو أربعة ملايين مجلد. رابعا مكتبة المجمع العلمي :في يوم 18-12-2011 قام مجموعة من الغوغاء المصريين بميدان التحرير بحرق المجمع العلمي الذي يحوي على أنفس المخطوطات في الشرق ,ومن بين الكتب التي أحرقت النسخة الأصلية لكتاب "وصف مصر" الذي يعتبر أهم كتاب وصفي لمصر على الاطلاق والذي تم وضعه بأمر من نابليون بونابرت الذي أغرم بمصر وحضارتها وجلب معه من ضمن حملته الشهيرة أكثر من 300 عالم ليعملوا على وضع هذا الكتاب. إضافة إلى أغلب مخطوطاته التي يزيد عمرها على مائتي عام، و تضم نوادر المطبوعات الأوروبية التي لا توجد منها سوى بضع نسخ نادرة على مستوى العالم. يقول د. شعبان خليفة فى كتابه ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء) : [إن عمر بن الخطاب يمكن أن يكون فعلاً قد أصدر تعليماته المذكورة بحرق المكتبة و الكتب باعتبارها من تراث الوثني]. وقال ايضا : [تردد فى المصادر المختلفة حالات إحراق المكتبات على يد المسلمين فى بلاد أخرى غير مصر] .. كما قال : [إن سلوك المنتصر فى كل العصور بعد الانتصار العسكرى أن يأخذ فى تدمير فكر المهزوم حتى لا تقوم له قائمة بعد ذلك أبداً و يكون ذلك إما بإحراق و سحق الكتب و المكتبات أو نقل تلك الكتب إلى بلد المنتصر].. يقول لنا عبد الخالق سيد أبو رابية فى كتابه؛ ( عمرو بن العاص بين يدى التاريخ ) : [إن إحراق الكتب كان أمراً معروفاً وشائعاً , لكل مخالف ممن خالفه فى رأيه]. وذكر بأن عبد الله بن طاهر أتلف فى سنة 213 هـ. كتباً فارسية من مؤلفات المجوس. و يقول حاجى خليفة فى كتابه ( كشف الظنون فى أسامى الكتب والفنون) : [ أن العرب فى صدر الإسلام لتعلقهم وخوفهم من تسلط العلوم الأجنبية على عقولهم كانوا يحرقون الكتب التى يعثرون عليها فى البلاد التى يفتحونها كتب ناصر بن رجب من تونس مقالا عن (تدمير الآثار جريمة في حقّ ذاكرة الإنسانية]. و ذكر ان [حرق الكتب و المكتبات سنّة غير حميدة سار عليها إثنان من الخلفاء الراشدين كعقيدة لهم .. فقد أحرق عمر بن الخطاب صُحُفا جُمعت فيها أحاديث الرسول على ما ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى, و هي إشارة إلى تفسير الأمام عليّ(ع) الذي فصل الكلام في أسباب النزول مع التواريخ و الأحداث و حتى الأسماء المعنية التي أغاظت الخلفاء و أهل السقيفة لأنها كانت تشينهم و تنبذ مواقفهم من الرسول و الرسالة و المرسل! إن العرب فى صدر الإسلام لم يقنعوا بشىء من العلوم إلا بلغتهم وشريعتهم و ثقافتهم . وكما هو معلوم للجميع بأن الخليفة عثمان بن عفان قام بحرق جميع نسخ القرآن من قبل , وانه استبقى نسخة واحدة فقط بدعوى الخوف من التحريف!! و ماذكرته عن المكتبات العامة, اما المكتبات الخاصة فلا حصر لها منها مكتبة ابن رشد, ثم تدمير مكتبة المنصور في قرطبة في عام 1000. مكتبة الفقيه داود الطائي الذي يسميه (تاج الأئمة) الذي ألقى بكتبه في البحرو مكتبة بغداد و مكتبة الطوسي الذي إستطاع أن ينقذ بعض الكتب الخاصة عن أئمة أهل البيت (ع) حيث هرب بها إلى غرب العراق (النجف). وسفيان الثوري الذي نثر كتبه في الريح بعد تمزيقها وقال : [ليت يدي قطعت من ها هنا بل من ها هنا و لم أكتب حرفاً]. و أبي سعيد السيرافي الذي أوصى ابنه أن يُطعم كتبه النار خوفا من تسلط الأعداء عليها و بآلتالي ما يتبعه من ألم و حرقة في النفس . وهذا غيض من فيض والمقال هنا لايسمح بعرض اكثر من هذا الذي عرضناه. العارف الحكيم.

علاقة الحُبّ بآلمعرفة :

أحسبُ أنّكَ تؤمن بِالمعرفة ، لأنّك تجد فيها انعتاقكَ من الجهل والتّخلف والانغلاق والبلادة . وكذلك أيضاً ، أحسبكَ تؤمنُ بالحبّ ، لأنّكَ تجد فيه خلاصكَ مِن الكراهية والحقد والعنف والتّعصَّب . وتعرفُ واعياً أنّ الاسترشاد بِالمعرفة يتطلّبُ منكَ الجهد والإخلاص والانفتاح والمتابعة والبحث والتأمّل ، وتعرفُ أيضاً أنّ الوعيَّ بِالحبّ يتطلّبُ منكَ فهم حريّتكَ في اختيار حقّكَ الإنسانيّ ، ويتطلّبُ منك بِالقدر ذاته اكتشافكَ لِجمال الحبّ في ذات الآخر ، ويتطلّبُ منكَ دائماً معرفتكَ الواعية بِما تنطوي عليه الكراهية والعنف والتعصَّب من ويلاتٍ وكوارث ومصائب . وكما أنّ في المعرفة وعداً بِالحياة ، كذلك أيضاً في الحبّ وعدٌ بِالحياة ، لذلك أستطيع القول ، أنّ الحبَّ معرفة ، وأنّ المعرفة حبٌّ . ذلكَ لأنّ الحبّ معرفيٌّ يعني أساساً أنّ للإنسان حقّاً إنسانيّاً أصيلاً في الحبّ ، ومن غير هذا الحقّ لا قيمة للإنسان ، من حيث أنّ الإنسانَ يبقى في أصلهِ إنساناً ، ما دامَ يعرفُ أنّه يمارس إنسانيّته في الحبّ وجوديّاً وفلسفيّاً ومشاعريّاً أيضاً ، والجهل بهذا الحقّ يعني أيضاً انتقاصاً مِن قيمة الحبّ ، من حيث أنّ الحبَّ في أساسهِ أسلوبٌ في جمال الحياة ، ومن حقّهِ كاملاً أنْ يبقى ويستمر ، ويتجلّى إنسانيّاً في أجمل تدفّقات المعرفة . ومحبّة المعرفة حبٌّ ، ذلك لأنّ المعرفة في أصلها حبٌّ لا يستقيم مع الكراهية والانغلاق والتعصَّب والعتمة ، ولا يمكن لها إلاّ أنْ تكونَ حبّاً يستجلي في الإنسان رغباته الواعية في التّعالق المعرفيّ الحرّ مع الآخر ، إبداعاً وحريّةً وفكراً وتفنّناً . إنّها المعرفة حبّاً في تنويعات الانسجام مع الأفكار والثقافات والتأمّلات والتجلّيات والإبداعات . ومَن يدركُ المعرفة فلسفيّاً ، يدركُ وعيه الجميل بِالحبّ ، فالمعرفة هنا في أساسها انفتاح دائمٌ على الحبّ . حبّ التعلّم ، وحبّ الادراك والتأمّل ، وحبّ التجربة والمغامرة ، وحبُّ التفلسفِ والتفكّر ، وحبّ التغيير والتّطوّر ، وحبّ البحث والاستنتاج ، وحبّ التخلّق في فضاءات الحريّة والإبداع . والمعرفة أعلى مراتب الحبّ ، لأنّ في الحبّ هذا جمال الحقيقة . حقيقة وعيكَ بِوجودكَ شغوفاً على قيد المعرفة . بصيراً بِذاتك ، ومسترشداً بتجربتك ، وحرَّاً في قلبك ، وواعياً في طريقك ، ومتنوّراً بفكرك ، وساعياً إلى معانيك الحرَّة ، ومغرماً بِالطَّليق من امتدادات المعرفة هنا وهناك . هذا الحبّ معرفيّاً أجمل ما يعينكَ على فهم حقيقتكَ في مخاض التفكير والتفكّر ، وأجمل ما يلهمكَ من فعل الاستنطاق في تخلّقات المعنى . إنّه حبّكَ الذي تعرفُ من خلاله ، أنّكَ تغدو جميلاً في عقلك ووسيماً في تفكيرك وعاشقاً في فهمك ، لأنّك في جوهر هذا الحبّ ، ستحبُّ ما أحببتَ أن تجده وتختاره ، وستحبُّ ما أردتَّ أنْ تتعلّق به وترنو إليه وتسمو به . والحبُّ أعلى مراتب المعرفة ، لأنّه الحبُّ الذي يتجلّى وضوحاً في ادراكات المعاني ، ولأنّه الحبُّ الذي يأتي ناصعاً في تجلّيات الحريّة والإرادة والاختيار ، ولأنّه الحبُّ الذي يستدعي جمالاً حقيقته من كونهِ حبّاً يسمو في جلال التأمّل والإلهام والتّجلّي ، ولأنّه الحبُّ الذي يدركُ وجوده غراماً في رحابة التفلسفِ والاستنطاق والتخلّق ، ولأنّه الحبُّ الذي يستجلي مفهوماته في الوعيّ والفكرة والخَلق والتغيير ، من حقيقةِ وجودهِ خلاّقاً على قيد الذات في تجربتها المعرفيّة . التجربة التي يتعلّمُّ من خلالها كيف عليه أنْ يحبَّ كثيراً وجوده معرفيّاً ، من أجل أنْ يبقى حيّاً ومزدهراً ومتفتّحاً وسليماً في أعماقه . الممسوسونَ حبّاً وشغفاً بالحسِّ المعرفيّ ، عادة ما نراهم يسعونَ إلى تدريب عقولهم جيّداً على التركيز في كلّ ما لديهم من مكتسباتٍ فكريّة ، إلاّ أنّهم في جانبٍ آخر دائماً ما يستدعونَ الأشياء الغامضة ، حيث يرونَ في حضورها ما يبعثُ على التحليل والفهم والاكتشاف والخيال أيضاً ، وعادةً ما يشعرون في حضورها ، أنّ ثمة شوقٍ يتهادى دفقاً في رحابة الفضول معرفيّاً ، من حيث أنّ كلّ ما يتعالق مع الوعيّ المعرفيّ تحليلاً وفهماً واكتشافاً وسؤالاً ، يسمو في تجلّياته وفي استنطاقاتهِ وفي تخلّقاتهِ ، بِالقدر ذاته من الشّوق والحبّ والمتعة واللذة . أملكُ من ثقة القلبِ ، ما يجعلني أقول : في انعدام الحبّ لا يصبح للإنسان معنى ، إذ يغدو مجرد حطامٍ يخلو تماماً من العاطفة والمشاعر والأحاسيس والأحلام والرغبات والاشتهاءات والأفكار والإبداعات والتّفنّنات . فالإنسان يدوم جميلاً ، ما دامتْ صفته الأساسيّة هيَ الحبّ ، وكم يضفي الحبّ على وجودهِ معنىً . المعنى الذي من خلالهِ يملكُ أسباباً حقيقيّة تدفعه دائماً إلى اكتشاف ذاته في مخاضات العواطف والأحاسيس والرغبات ، وهو المعنى نفسه الذي يجعله شديد المعرفة بِذاته ، وهيَ تتعافى دائماً من شرور الكراهية والتعصب والعنف ، وهو المعنى الذي يُعيده إلى الحياة إنساناً ، يتحسَّس جمال الحبّ من حولهِ ، بِكلّ ما في إنسانيّتهِ من مشاعر اللطف والمودَّة والنّبل والرحمة والامتنان . وأملكُ شيئاً من حكمة العقل ، ما يدفعني إلى القول : في انعدام المعرفة يفقد الإنسان المعنى من وجوده . إذ كلّ ما هنالك في حياتهِ يخلو مِن لذّة الفِكر وشغف السؤال ، ومن متعة الفهم والاستنطاق والبحث والتّقصي ، وتغدو الأشياء في نظرهِ ضبابيّة أو معتمة أو عائمة ، تفتقد الوضوح والمعاني والأبعاد ، وتسير حياته في اتّجاهٍ واحدٍ ، يخلو من متعة التنوّع والاختلاف والتّعدد . وفي انعدام المعرفة قد لا يستطيع المرء أنْ يعرف أنّ عليه أنْ يملكَ اختياره وقراره ، من حيث أنّه لا بدَّ وأنْ يكونَ مالكاً لِعقلهِ وتفكيره وواقعهِ ومصيرهِ ، حتّى يستطيع أنْ يمنح المعنى لوجودهِ ، إنساناً يحيا مجتهداً على قيد التفكّر والتّفلسفِ والإبداع . ومَن يبحثون عن حقيقتهم في رحابة الحبّ ، يكتشفونَ في الوقتِ ذاته عن مدى استعدادهم للتخلّص من ترسبات الكراهية والعنف في أعماقهم ، ويكتشفونَ تالياً مدى براعتهم في اعتناق الحبّ إطاراً إنسانيّاً مقدَّساً . إنّهم في كلّ ذلك يقتربونَ كثيراً من جوهر الإنسان في الحياة ، ويبتعدونَ في الحين ذاته عن كلّ ما مِن شأنهِ أنْ ينزع عنهم إنسانيّتهم . إنّهم في حقيقة الحبّ يجدون حقيقة ذواتهم في تعالقاتها الزاهية مع الحياة ، وفي نظري ليس الحبّ هنا من مقاصدهِ أنْ يعلّمهم كيف عليهم أنْ يفهموا الحياة ، بقدر ما إنّه يعلّمهم كيف عليهم أنْ يحبّوها ، ففي حبّها تتجلّى براعتهم في اعمار الحياة نظيفةً من الدمامات والقباحات ، وخاليةً من الكراهيات والشرور والعنف . ولذلك دائماً ما أعتقد ، لو أنّ الحياة تملكُ أنْ تختفي أو تنتحر ، لَفعلتْ ذلك ، انزعاجاً وامتعاضاً واستياءً ، من كلّ أولئك الذين لا يستطيعونَ أن يزرعوا في جنباتها شيئاً من بدائع الحبّ والجمال والمتعة . ومَن يبحثونَ عن حقيقتهم في آفاق المعرفة ، عادةً ما يجدونها ناصعةً في تجلّيات الذاكرة المعرفيّة الإنسانيّة . إنّهم في حقيقتهم هذهِ ، يملكون من رصيد الذاكرة امتداداً معرفيّاً ، يذهبُ بهم بعيداً إلى بدايات ادراكات الإنسان في محاولات التفسير والفهم والتفكير والتّفلسف . ويأخذهم في الوقتِ ذاته إلى الذاكرة المعرفيّة في امتداداتها الحاليّة والمستقبليّة ، عبر كلّ الاجتهادات المعرفيّة الإنسانيّة الخلاّقة المستمرة في حقول العلم والفكر والفلسفة والآداب ، ولذلك أجد إنّهم عادةً ما يكتسبون قيمتهم الذاتيّة من ثقتهم الرصينة في عقولهم وفي تفكيرهم وفي تخلّقاتهم . لأنّهم يدركونَ جيّداً أنّ قيمة الذات المعرفيّة ، تكمن في البحثِ عن أجمل حكمةٍ في كلّ معرفةٍ جديدة ، يستطيعونَ من خلالها تالياً أنْ يستخلصوا الأجملَ لعقولهم . وكما أنّه في كلّ حبٍّ ، هناكَ نظرة مختلفة للحياة ، تلهم الإنسانَ براعة الكشفِ عن مكنونانتهِ وتخلّقاتهِ ورغباته واشتهاءاته ، وتدفع به في الوقتِ ذاته إلى اقتناص المتعة من تعالقاتهِ معها فنّاً وإبداعاً وجمالاً . كذلك أيضاً أرى بكلّ وضوح ، أنّ في كلّ تجلٍّ معرفيّ للإنسان ، هناك حقيقة بالغة التأثير تومضُ في أعماقهِ ، تجعله يتجاذب فلسفيّاً مع تساؤلاته واستنطاقاتهِ ، ومع قلقهِ وتحوّلاتهِ أيضاً ، وتعينه في الآنِ ذاته على اجتراح المعاني في فلسفات الخَلق ، وتضعه متفلسفاً في تنوّعات الفهم والتبصَّر والتفكّر ، لأنّه في هذا المنحى من المعرفة ، أصبح يدركُ جيّداً مدى تأثير الوعيّ الذي يمتلكهُ فلسفيّاً ، في اختيار الفهم بإرادةٍ حرَّةٍ خلاّقة ، باعثة على الجديد والجريء والملهم . وكما أنّ الحبّ لا يغدو حبّاً إلاّ حينما يتخلّقُ طليقاً في صفاء الحريّة ، كذلك أيضاً ، المعرفة فلسفيّاً ، لا تفي بشروطها كاملةً إلاّ حينما تتأسَّس فهماً وجوهراً في أصل الحريّة . ومن غير الحريّة لا تتوافر في الحبّ والمعرفة ، شروط التكامل والانعتاق والتحرّر والانطلاق والإبداع والأنسنة ، إنّها الحريّة التي تدفع بهما إلى الطَّليق من رحابة الخَلق والتغيير والتّجدَّد . وهي الحريّة التي من خلالها يملكُ الحبُّ قدرتهُ على أنْ يتعافى دائماً من مفاسد الكراهية ، ومن التّخندق الهويّاتي ، ومن العنف المسموم بالأفضليّة الواهمة . وهي الحريّة التي تمنح المعرفة آفاقاً مضيئة في تخلّقات الفكر والتفكير والتفلسف والفهم ، وتحرّره من أغلال الأدلجات المقيتة ، ومن خرائب الافهامات الضيّقة والمحدودة والأحاديّة ، ومن أوهام الاكتفاء والحقيقة المطلقة ، ولذلك أجد دائماً ، أنّ في الإنسان ثمّة شيءٍ يجعله أنْ يكتشفَ السبب وراء حاجته الرحبة إلى الحبّ والمعرفة فلسفيّاً ، ذلك لأنّه يستطيع من خلالهما أنْ يبرع في استجلاء حقيقة اختياره وقراره وحقّهِ الإنسانيّ الطبيعيّ . ومَن أصبح يحبُّ إنسانيّته ووجوده في رحابة المعرفة ، يتمسَّكُ بِالقدر ذاته بإنسانيّته وبِحقّهِ الإنسانيّ في طريق الحبّ ، لأنّه أخذ يعرفُ أنّ التراجع عن الحبّ والمعرفة ، يوقعه حتماً في براثن الكراهية والجهل . إنّه لن يعود إلى العتمة والانغلاق والعنف والتعصَّب ، لأنّه يدركُ كم أصبح جميلاً ، وهو ينهل من الحبّ فنون التواصل الممتع مع كلّ ما مِن شأنهِ ، أنْ يبعثه محبّاً ومبدعاً وخلاّقاً ومنفتحاً في أجمل لحظاته الإنسانيّة الملهمة ، وهيَ ذاتها اللحظات والحالات التي تمنحه الشعور الجميل بِضرورة الانحياز للحبّ معرفيّاً ، وفي هذا الانحياز الراسخ فهماً واستنطاقاً وتفتّحاً ، يملكُ من الأسباب أسباباً كثيرة ، تدفعه إلى حبّ ذاته ، بالقدر الذي يكونُ فيه كافياً من أجل أنْ يحبّ ذاته في ذات الآخر .

لماذا يا صديقي ألعامري !؟

لماذا يا صديقي العامري !؟ لماذا يا صديقي العامري وصلتَ لهذا الحال !؟ لماذا خرقتَ الأصول والعهود والثورة و العدالة التي طالما حدّثتك و كتبت عنها؟ لماذا جاوزت حدود الواقع و الحقّ و أنخرطت مع المتحاصصين لأسباب واهية ما أنزل بها الله ولا الشيطان من سلطان؟ لماذا إبتعدت عن اصلك و طبقتك و ديدنك و هدفك الأكبر الذي كان تطبيق العدالة عن طريق الحكم و النظام و آلولاية؟ لماذا شاركت البعث الرجيم و كل المجرمين و الفاسدين المتحاصصين مع مرتزقتهم ليأكلوا معكم حصّة الفقراء و يهدروا أموال العراق بمواقفهم المشينة لدرجة ان قادة الكورد على سبيل المثال - لا الشعب الكوردي المغلوب على أمره - نسوا و تنازلوا حتى عن الحكم الذاتي بعد ان تسلّطوا وشبعوا بسببكم من جيوب فقراء العراق حدّ التخمة بحيث بدؤوا بتصدير مليارات الدولار لمختلف دول العالم لحساباتهم الخاصة, بينما كان حلمهم الوحيد الأستقلال الذاتي على مدى 60 عاماً من الجهاد و المقاومة الشعبية؟ أما البعث الهجين كخميس الخنجر و قادة فصائلهم و مجلسهم و نظرائهم؛ فقد إستغربوا أيضا حتى قالوا على لسان شيخهم الكبيسي : لم نكن نتوقع هذا التعامل السخي من آلشيعة فقد تصورنا بأنهم سينتقمون لشهدائهم و مراجعهم لو حكموا وهكذا إستمر نزيف الفقراء بسببكم. لقد عهدتك يا أبا حسن مخلصاً و صادقاً و وفياً لأنك قتلتَ و انكرت ذاتكَ في سبيل الحقّ و تركت حتى غرفتك في المجلس الأعلى يوم كان الجميع يأملونه عندما كنت مسؤولاً لوحدة (آلتحقيقات و المعلومات) و إنخرطت مع المجاهدين لقتال الجيش العراقي الذي هجم على إيران لتحقيق نزوات صدام الأعوج, و بقيت صامداً و بلا رجعة حتى فتح الأمريكان العراق بجهادهم ودخلت مع من دخل بشكل خجول؟ فلماذا بعد كل ذلك أكلتَ مع المتحاصصين لقمة فقراء الشعب المغضوب عليه أرضا و سماءاً غرباً و شرقاً و شوّهت تأريخكَ و جهادك!؟ ثم شرعت بمحاربة المثقفين و الأعلاميّن الذين هم عماد نشر الأمن و الثقافة و تنوير الأمة بغض النظر عن هفوات و أخطاء و سلبيات البعض منهم .. فلكل إنسان رأيه و حريته و الله خلق العباد أحراراً و أمرهم بآلتفكر و البحث للوصول غلى الحقيقة, و قد بيّن الأمام عليّ(ع) تفاصيل الحريّة الفكرية وطبقها بشكل عملي في الحكم وأنا بآلذات جعلت فكره محوراً لرسالتي و فلسفتي الكونية و لعلك قرأتها! لماذا يا عزيزي العامري حاصرتم المثقفين وشرّدتم المفكرين والفلاسفة لينتشر الجهل في العراق بشكل طبيعي خصوصا بين أعضاء الأحزاب الأسلامية الذين أساساً كانوا جهلاء و لا يعلمون الطريق معتقدين بأن فلسفة الحزب هو نفس فلسفة البعث و آلأحزاب الأخرى! و لعلك تعرف و تتذكّر بأن حزب البعث و صدام الجهل و النفاق و الكذب و التوحش يوم كان يحكم العراق قبل 2003م رفع شعار حساس, هو: [للقلم و آلبندقية فوهة واحدة]! و طبقه صدام بحسب برامجه و نجح في ذلك بغض النظر عن الخراب و عن معاييرنا و قياساتنا الكونيّة التي كان يجهلها كما تجهلونها أنتم و الأطار و كل التأطيرات من حولكم؟ لكن لماذا أنتم و للأسف ؛ تبرأتم حتى من الفكر و الثقافة و المفكرين و الفلاسفة و رفعتم شعار: [بنادقنا جاهزة و أيادنا على الزناد]! فقل لي بآلله عليك : هل هذا إنصاف و عدل و إسلام !؟ و أيّكما على حقّ في هذا المجال الأهم في آلحياة ألبعث أم الأطار!؟ و كيف يمكن بناء بلد بتلك الشعارات الجاهلية و التصريحات العشوائية التي تنكروها بعد ساعة أو يوم من أعلانها!؟ و كيف يمكن لمجموعات من التوابين حولكم مع إحترامي لهم و الذين تابوا على أيدينا بعد ما هجموا على إيران أن يُقوّموا و يبنوا بلداً كآلعراق المليئ بآلمتناقضات و الأطماع و التحاصص!؟ بينما أساتذتهم ومرشديهم الذين علّموهم نهج الحياة ظلوا خارج القوس مشرّدين ومهددين من الجميع لأنهم أرادوا العدالة ورفضوا الأرتزاق! أنظر يا صديقيّ .. مليّاً لترى أين وصل الحال بآلعراق والعراقيين بعد ما وصل سعر الدولار لأكثر من 175 دولار بسبب جهل الدعاة والأطار خصوصا الرئيس و المرتزقة الذين كانوا يسهلون أمر السلف و العطيات و سحب مئات بل مليارات الدولارات من البنك المركزي دون رقابة و متابعة و بتواطئ مع الفاسدين على مدى عقدين من الزمن حتى جلس الناس على (الكاشي) كما يقول العراقيون!؟ و للآن الاطار الجاهل و كل المرتزقة من حوله لا يعلمون دور الفكر و الثقافة في تأسيس الدولة العادلة خصوصا الأقتصاد كونه العمود الفقري رغم إننا بيّنا كل التفاصيل التي لم يقرؤوها .. بل و يحاربون من يدعي ذلك سواءاً داخل العراق أو خارجه الذي أنا أدرى به منكم و بتفاصيل الجهل العصري المتفشي بينهم و وفوقها يدعون بأنهم (حزب الدعوة) و هم لا يعرفون حتى معنى مرحلية الدعوة و لا الأساسات المبدئية فيه كما لا يعرفها السيد نوري المالكي نفسه و أمثاله كآلخزاعي و العسكري و الشمري و الركابي و إعبيس !!؟! يا صديقي أنا أدرى منك و أنت تعرف ذلك ؛ لذا أتمنى توبتك الحقيقة و رجوعك الى اصلك و إترك الفاسدين والمتحاصصين ومرتزقتهم المنافقين و أكثرهم جواسيس يعملون لكل طرف محلي و دولي و عالمي همّهم ألأرتزاق كما العاملين معكم للإرتزاق و محاربة الفكر و المفكرين .. و أتمنى أن لا تُكرّر (الظاهرة الزبيرية)! و كن مع المظلومين و الفقراء كما عهدتك .. لأنك كنتَ منهم بآلأمس و جاهدت معي في سبيلهم بحسب ما كان يخطه قلمي الذهبي الثائر؛ الحُر لتنوير طريق الناس الى العلى مع المعشوق. أنتَ اليوم امام إمتحان مصيري و خطير وصعب و مخير كعمر بن سعد فأحذر السقوط .. و لا يغرّنك الدنيا مع المتحاصصين الممسوخين و مرتزقتهم العار الذين تسببوا بآلفساد و الغلاء لأنهم عاطلين عن العمل .. وهذه الدنيا والمناصب والرواتب زائلة و فانية! والعراق بسبب الفساد والتحاصص قد إمتلا بالفقر والفقراء والعوز و العوق و إزداد الجهل فيه لأنكَ والمتحاصصون تركتم القراءة و الفكر و نبذتم الثقافة وقتلتم الفكر والمفكرين و شرّدتوهم .. و نسيتم الحقّ والاخرة و أصبح الكذب و النفاق و تغيير المواقف و التصريحات مسألة عادية و سنة و كأنكم تجرون تجارب في مختبر كيمياوي و الشعب ينظر إليكم و ينتظر الحل و للآن حتى نفذ صبره!؟ حتى أمريكا(...) تغييرت نظرتها كلياً على العراق (عنكم بآلذات), حيث صرحت الحكومة الأمريكية اليوم 2/2/ 2023م بقولها : [السياسيون في العراق منافقين يأتون لامريكا يعلنون ولائهم لنا و يقولون و يقسمون بأنهم معنا لأجل الديمقراطية و الأستقرار و ما إلي ذلك ؛ لكنهم حين يرجعون لبلدهم يعملون العكس و يصرحون عبر الأعلام بأنهم ضد أمريكا و أمريكا هي السبب في مشاكل العراق], و قس على ذلك .. أصبح ساستنا الغير المحترمين منبوذين حتى بنظر من نسميهم بـ (الكفار نظافة قلبك .. و تطهير بدنك من كل لقمة حرام دخله من الراتب أو الصفقات أو الواسطات أو غيرها و هي كثيرة للأسف! لماذا تركت اصلك و دينك العلوي و انت والله كنتَ آلصّديق الصّادق و رفيق دربي و أحبك للآن رغم كل ما حصل و بدر منك من جفاء و فساد .. أحبك لصفاء قلبك حتى قبل إشتراكنا بالدّورة الخامسة لأعداد آلمجاهدين أيام كنت اكتب في صحف المعارضة و مركز الدراسات و نشرة (العيون) و التبليغ في معسكرات اللاجئين و الأسر و غيرها و أدير صحيفة الشهادة مع المرحوم ابو ياسين و أبو محمد العامري البصري واخرين و قبلها مجلة ثم صحيفة الجهاد و غيرها من الأصدارات و البوسترات و المعارض .. و كم بيّنا لكم و لقوى المعارضة حقائق المستقبل وعنيت بكم وبآلمجلس من خلال الدراسات و البحوث والمقالات المختلفة لتنوير طريق المعارضة مضحياً بكل شيئ . فَلِمَ تأقلمت مع الفاسدين .. و لِمَ صفى وضعك مع الظالمين الناهبين و هذا المصير والنهاية المأساويّة التي حولتم ومن معك العراق بمواقفكم و نظرتكم الضّيقة التي لا تتعدى أرنبة أنوفكم الى جهنم حقيقي للفقراء ولمنبع خير و جنة للمستكبرين المتحاصين والحكومات المختلفة !؟ و أخيراً أ تَسائل بجدّ : هل السياسة بطبيعتها تجرّ إلى الظلم و الفساد و نهب حقوق الناس و كما يشهده العراق و كل دول العالم!؟ العارف الحكيم : ابو محمد البغدادي https://www.facebook.com/reel/856852695603022?mibextid=6AJuK9&s=chYV2B&fs=e