Sunday, December 14, 2008

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني12


بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني............... ألحلقة آلثانية عشر
نعتقد بأن آلطريق إلى آلله يصعب تحديده في محور أومحورين او في مدرسة أو مدرستين , بل آلطرق ألى آلله بقدر أنفاس آلخلائق حسب ما ورد في آلحديث آلشريف , لكن هذا لا يعني عدم وجود آلأصول آلثابتة و آلضوابط آلتي حددها آلله تعالى في كتابه و في سنة رسوله و أهل بيته (ع)جملة و تفصيلا , و آلجانب آلأهم في آلموضوع هو مسألة آلبدء بالطريق , لأنها آلخطوة آلأولى في طريق آلسالكين عبر آلمحطات آلسبعة أو( مدن آلحب آلسبعة) :- ألطلب - ألحب - ألمعرفة - ألتواضع - ألإستغناء - ألتوحيد - ألفقر و آلفناء , و آلتواضع بمثابة قلب جميع تلك آلمحطات آلتي جاء بيانها سابقا , و آلمتكبر محروم من تلك آلسعادة حيث لا مكان له فيها أبدا إلا أن يعلن توبته و خضوعه لله تعالى .لقد حاولنا تحديد ثلاث مناهج للدخول في آلعرفان يمكن إعتبارها مدارس للتكامل آلإنساني في فضاء آلحب آللامحدود لنيل آلسعادة , فحتى الروح آلتي هي سر آلوجود و أمر آلله , لاقيمةلها إن خلت من آلحب في وجودنا .في آلمسجد و آلدير و في آلضيعة أمساعشاقك يلقون على آلعــــــــــــالم درسامن نافذة آلكــــــــــون لهم يسمع همسافي مدرســة آلعشق و قد تهت و تاهــوألأول : ألمنهج آلعقلي , عبر آلإستعانة بتحليل ماهية آلإنسان و آلأعتماد على آلبراهين آلعقلية و آلفلسفية لتشخيص آلهدف آلنهائي كقولنا : ( أن آلإنسان موجود يبغي آلكمال) , و يسعى للوصول إلى آلكمال آلنهائي . ومن هنا فهو يطلب آلعلم آلمطلق و آلجمال آلمطلق و آلقدرة آلمطلقة و بذلك لا يشبع من آلكمالات آلمحدودة و آلنسبية , و أن كامل آلكمال ينحصر في آلله تعالى لذا يكون هدفه آلنهائي هو آلوصول إلى آلكمال آلمطلق للذوبان فيه . و للإحاطة آلشاملة بالموضوع نحتاج إلى معرفة آراء فلاسفة آلشرق و آلغرب حول معرفة آلإنسان أولا ثم كامل آلوجود ثانيا , خصوصا آراء كولن ولسن و ألكسيس كاريل و آنتنجن و آبرهام ماسلو و آينشتاين ( له مقولات خارقة في آلإجتماع ) و غيرهم أو من سبقوهم , لأنهم آيات آلإنسانية في آلغرب و لا انسى آلمظلومية آلتي تعرض لها هؤلاء عندما أهمل آلغربيون آرائهم في آلمباحث آلإجتماعية و ضربوا بها عرض آلحائط , و آلغريب جدا أن( مثلت ماسلو) و نظريته آلمشهورة في تعريف و تربية آلإنسان عبر بناء آلروح قد أدرجت ضمن آلبرامج آلتدريسية في آلمدارس و آلجامعات آلغربية إلا أنها أهملت تماما خصوصا في آلواقع آلعملي عند تعامل آلغربين على صعيد آلواقع آلإجتماعي و آلإقتصادي , و يعود سبب ذلك إلى سياسات آلإعلام آلموجه من قبل أصحاب آلمصالح , أما نظرية داروين فإنها ما زالت نظرية رغم إتكاء علماء آلغرب عليها كثيرا في أبحاثهم و نستبعد حقيقتها . وفي آلشرق رأي أهل آلبيت (ع) و آلعلماء آلمخلصين لأنهم آيات آلله في آلأرض و قد يكون من آلمفيد جدا تهجين آلمدرستين معا علنا نحصل على نتائج علمية أدق رغم إعتقادنا بشمولية آلنظرية آلإسلامية , لكن ما وافقه آلعقل وافقه آلشرع . ألثاني : ألمنهج آلتجريبي , و هي آلإستفادة من آلعلوم آلتجريبية لمعرفة آلإنسان و آلعالم و آلوجود آلمحيط , للوصول إلى آلهدف آلنهائي و تعين علة آلوجود و آلنظام آلأمثل , و قد حقق آلإنسان آلكثير في هذا آلمنحى كما عايشناه شخصيا في مراكز آلعلوم و آلجامعات خصوصا في آلغرب حيث طرحوا نظريات عديدة ما زال آلكثير منها لم ينزل إلى آلشارع للتطبيق , و بعضها في حيز آلإستكمال مع إحتمالات حول بدء و مستقبل آلعالم , لكن آلمشكلة هي أن آلعلوم آلتجريبية كما آلفلسفية لا تستطيع وحدها ان تحدد نظريات يقينية في هذا آلمجال . و علم آلإنتربولوجيا هو آلعلم آلوحيد آلذي ما زال يدور في مدارات شبه مفرغة خصوصا في بعده آلروحي و آلإنساني (ألسايكولوجي) و لذلك نلاحظ أن آلعلماء و آلمشرفين في آلجامعات و آلمراكز آلعلمية رغم محاولاتهم لتحديد مناهج آلطلبة آلساعين إلى نيل درجة آلإختصاص (ألدكتوراه) لا يعيرون أنفسهم أهمية لتلك آلمناهج لإعتقادهم بعدم جدواها و فاعليتها لإفتقارها إلى آلضوابط آليقينية في تلك آلمباحث و عدم إمكانية تقنينها , لذلك كثيرا ما يوصون تلامذتهم أثناء آلبحث في آلدراسات آلعليا بعدم آلتقيد بها . و لعل آلمعظلة آلكبرى في كل ذلك يعود إلى إعتقاد آلغرب بنظرية داروين آلمعروفة في أصل آلأنواع أو ما شابهها . و بالتالي آلتعامل مع آلإنسان كحيوان ناطق متطور! ألثالث : ألمنهج آلغيبي, طريق آلوحي : حيث إستعان أهل هذا آلطريق بالمناهج آلنقلية و آلشهودية , و آلقرآن آلكريم هو مصداق هذين آلمنهجين , فالوحي هو آلمنهج آلشهودي , و آلموحى إليهم هم أصحاب آلمنهج آلنقلي .علما أنه في مواقع و أحيان عديدة تلتقي آلمناهج آلثلاثة آلمذكورة في نقاط مشتركة . و قد بحث و تساءل آلفلاسفة عبر آلأزمان آلمختلفة حول آلغاية من خلق آلأنسان؟ أو حتى معرفة آلإنسان نفسه ؟ لكن لم يستطع أحدا منهم تحديد جواب شاف , فآلعلوم مجتمعة وفي مقدمتها ألفلسفة لا يمكنها أن تجيب على هذا آللغز آلمتناهي , و آلجواب عليه يحتاج إلى آلإستعانة بالعرفان مع آلحب , لمعرفة ماهية آلإنسان - كما يؤكد ذلك آلشهيد ألمطهري أيضا , و يحتاج أيضا لمعرفة آلقدرات آلكامنة فيه و آلكمالات آلممكنة آلتي قد يحصل عليها هذا آلموجود آلعجيب بالتزامن مع معرفة بعثة آلأنبياء و آلرسل و آلتي تختزل بالبشارة و آلأجر لفاعلي آلمعروف و آلتحذير و آلعذاب لفاعلي آلمنكر , و لبيان هذه آلحقيقة نحتاج إلى إخضاع آلوجود إلى آلعلل آلفلسفية آلإربعة : ألفاعلية – ألشكلية – ألمادية – ألغائية , و عند آلتدقيق في آلموضوع نصل إلى أن آلكمال و آلسعادة آلأنسانية تتحقق من خلال آلوصول إلى آلحق تعالى و آلفناء فيه إذ لا مهرب من هذا آلمصير مهما كان ! و آلكامل هو آلذي إكتملت قوته آلعقلية بإتجاة قوة آلقلب وبصيرته , لان رؤية آلقلب هي آلرؤية آلتي يمكن آلأطمئنان إليها و آلعمل بموجبها , و يتبين ذلك من كلام سيد آلعارفين علي عليه آلسلام , عندما جاءه حبر و سأله : يا امير آلمؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته ؟ قال عليه آلسلام : ويلك ما كنت أعبد ربا لم أره , قال و كيف رأيته ؟ قال عليه آلسلام : ويلك لا تدركه آلعيون في مشاهدة آلابصار و لكن رأته آلقلوب بحقائق آلإيمان . فـ (القلب) هو آلقادر على آلإدراك آلواعي و آلواقعي و ليس آلعقل ألذي لا يقدر سوى على آلتحليل و آلحساب و آلأرقام . و قد لخص آلباري تعالى طريق آلعرفان و آلمحبة ثم آلسعادة في حديث قدسي قائلا : ((لم يسعني أرضي ولا سمائي بل وسعني قلب عبدي آلمؤمن)) . فالكلام هو كلام آلقلب , و آلتقرير تقريره فقط , و آلمؤمن ليس من أقام آلصلاة و آلصوم , فهي أمورا تتعلق بذات آلإنسان , لكن آلمؤمن هو من إتصف بصفات آلله ليكون إلاهيا بفعله و حركته و سعيه في آلوجود أولا و أخيرا . و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .alma1113@hotmail.com

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني 11


ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني ................................... ألحلقة11
طرق آلعرفان و آلحب
ألذي أدى إلى ضمور آلحب و آلصفاء و آلثقة بين آلناس رغم تطور آلفكر آلإنساني , هو ضغوط آلواقع آلمادي آلذي فرضتها سياسات أصحاب آلبنوك و آلشركات آلعالمية ألتي إستخدمت آلتكنولوجيا و آلأنظمة و آلحروب كوسائل لأطماعها آلتسلطية بطرق غير إنسانية , فالمحنة هي : أن المال و آلتكنولوجيا و آلحكومات بدل أن تصبح في خدمتنا , أصبحنا نخدمتها بإخلاص , و كأن آلدنيا بخير , و هذه أقسى و أمر حقيقة أبتلي بها آلإنسان آلذي كرمه آلله تعالى , حتى نسى نفسه في خضم معترك آلحياة , لتأمين لقمة عيش أو سكن آمن , ليكون مجرد برغيا في مكائن آلانظمة آلخسيسة آلظالمة بلا إختيار , مبتعدا عن معني آلوجود و غايته و بالتالي آلسعادة آلتي يفترض أن يسعى لنيلها كإنسان بشكل طبيعي , فتلوثت فطرته , و إمتلأ آلأرض فسادا . . فيا أصحاب آلملايين وظفوا أموالكم في طريق سعادة آلإنسان و إنقاذه , ولا تكونوا سببا في نشر آلظلم عبر دفع المزيد من آلضرائب و آلدعم آلإقتصادي للحكومات و آلشركات .. و يا أصحاب آلفكر إفتحوا قلوبكم للناس قبل أفواهكم فالناس بحاجة إلى قليل من آلمحبة و آلحنان .. لا إلى إجترار آلكلام آلرخيص على آلمنابر و آلصحف لقتل آلزمن (ألعصر) آلمقدس لأنكم مسؤولون أمام آلإنسانية آليوم و غدا أمام آلله تعالى . و يا أيها آلعاشقون .. لله دركم , أنتم فقط من يمكنه فتح فاه لينطق بالحق أو يسطر آلملاحم بقلمه آلعملاق لإرساء آلنظام آلإجتماعي آلأمثل للبشر آلمعذبين . لقد تطرقنا إلى رحاب آلسير و آلسلوك و معرفة آلنفس كمقدمات فيما مضى ليس للترف آلفكري , بل للتعرف على أهم و أخطر قضية غابت عن فكر و حياة آلانسان آلمعاصر , خصوصا آلعربي ألذي طغى عليه طابع آلعنف و آلقسوة و آلعلو , بدءا بعائلته ( كقهر آلزوجة وآلأطفال) و إنتهاءا بدائرته آلتي يتحكم فيها , محاولا بكل ثقله تعميم فلسفة آلعنف و آلتسلط ليكون طاغوتا من طواغيت آلأرض كل حسب موقعه منطلقا من آلمقولة آلخاطئة ( إن لم تكن ذئبا أكلتك آلذئاب) , و كذا آلإنسان آلغربي آلذي بدا منهكا و هو يجهل تماما ألهدف من خلقه و وجوده حتى صار هدفه آلاول و آلأخير هو دفع (مستحقات ) آلبنوك و آلشركات و آلضرائب في آخر كل شهر , من دون آلإلتفات إلى أي معرفة للوجود و آلمصير , و قد لا أبالغ لو قلت بأن أكثرهم صار كالأنعام بل أضل سبيلا .من هنا جاء أهمية تأكيدنا على معنى و أثر آلعرفان و آلحب مستدلين بآراء أهل آلقلوب . .من آلعلماء .. و ليس كل آلعلماء من أهل آلقلوب ( لا نعنى بالقلب العضو آلمادي بل نعني مركز آلأنسان و ماهيته آلتي تمثل كينونة وجوده ) و هو ما عبر عنه آلقرآن آلكريم و آلأحاديث آلكثيرة . فالفائزون يوم آلقيامة هم أصحاب آلقلوب آلسليمة و لهذا قال سلمان آلمحمدي عندما كان يحتضر على فراش آلموت :ـ و فدت على آلكريم بغير زاد ................................من آلحسنات و آلقلب آلسليمو حمل آلزاد أســوء كل شئ .................................إذا كـان آلوفود على آلكريمكما أن آلله تعالى قد بين ذلك بقوله : (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى آلله بقلب سليم) أما آلعرفان .. فهو أن تعرف كل ما بالإمكان معرفته عن سر آلوجود للوصول إلى آلسعادة كما أشرنا سابقا , هذا لو كنا نعتقد بأن آلهدف من وراء آلحياة هو نيل آلسعادة عن طريق خدمة آلخلق بإخلاص و محبة , و قد يختلف آلبعض في تحديد و تعريف آلسعادة تبعا لمداركه , فمنهم من يعرفها بشكل جزئي , أو بآلحصول على شئ معين , و آخرين يرونها من خلال إشباع بعض آلغرائز سواء ألشهوية أو آلروحانية , و آخرين من خلال تحقيق آلمراتب آلعلمية , أو نيل شهادة جامعية , و آخرين من خلال نيل آلمناصب آلرئاسية , و آلبعض من خلال تحقيق إتصال مع آلمحبوب آلمجازي - أو من خلال محبوب آلأحباب .. أي آلله عز و جل . جميع آلساعين عبر آلمسالك آلمذكورة لنيل آلسعادة , قد يكونوا على صواب بحدود معرفتهم ! لكن من هو آلأقرب إلى آلسعادة آلحقيقية آلموائمة لفطرة آلإنسان و تطلعاته من بين مجموع آلإتجاهات آلمذكورة ؟ ثم هل يمكن تحقيق آلسعادة آلمرجوة من خلال نيل تلك آلأهداف متفرقة أو مجتمعة ؟ أم آلسعادة آلحقيقية .. تتحقق فيما لو تركنا بعض أو كل ما ذكرنا ؟ و هل يوجد معيارا أو جهازا يقاس من خلاله معدل آلسعادة آلإنسانية ؟ و آلجواب آلأقوم سنورده تباعا بعون آلله عبر ألتأكيد على مسألتين من خلال مسالة واحدة و هي : آلمعرفة آلكاملة و آلتي لا تتكامل إلا من خلال , أولا :ـ معرفة آلوجود و أسرار بدء آلخلق , و ماهية آلزمان , ثانيا :ـ معرفة آلإنسان , أو ما يجب معرفته عن هذا آلموجود ذات آلأسرار آلعجيبة و آلمجهولة . ثم بعد ذلك معرفة سبب خلق آلإنسان ؟ هل خلق لأجل أن يعبد آلله كما أشار آلقرآن لذلك ؟ و هذا بإعتقادي خطأ فضيع لا يمكن قبوله لأن آلله عز و جل غني عن آلعبادة بدليل سورة آلتوحيد آلمحكمة ! خصوصا لو كان آلقصد منها آلصوم و آلصلاة وووو ... و إذ نعترف مقدما بقصورنا على آلجواب آلشافي لإفتثارنا إلى آلمعرفة آلكاملة بسبب محدودية تفكيرنا لإدرك آلهدف من خلق آلإنسان ! و ما وجب عليه و ما له من آلحقوق ؟ لأن أساس موضوعنا يدخل ضمن آلمعرفة آللامتناهية حيث جانبا أساسيا منه يرتبط بالروح و آلنفس آلذي لا نعلم عنهما إلا آلقليل آلقليل .. و بعدا كبيرا آخر منه يدخل أيضا في أعماق آلزمن ألذي نجهله إلى آلحد آلذي لا نعلم معه حتى أبجدياته , بدءا بخلقه و إختباره ثم إتجاه حركته و إنتهاءا بمصيره .. ؟ إذ نعترف بكل ذلك - لكننا سنحاول بيان آلمستطاع بعد ان قطعنا أشواطا و بحارا في هذا آلمسير , لنبين : هل آلإنسان يسير نحو ألسلب أم آلأيجاب ..نحو آلزيادة أم آلنقصان ؟ كونه يعيش في دائرة (أن آلإنسان لفي خسر) . و آلجواب على هذه آلإسئلة آلكبيرة يحتاج أولا إلى معرفة طرق آلمعرفة و آلهداية , علها توصلنا إلى بعض آلمؤشرات في هذا آلمسير آلمرعب آلمجهول آلذي صرنا عليه من حيث لا ندري . مبدئيا هناك ثلاث نظريات لمعرفة آلهدف من آلخلق و آلوجود :ـألطريق آلعقلـــــي : ألطريق آلتجريبي : طـريق آلوحــــي :و سنشير في آلحلقة آلقادمة إنشاء آلله لمعانيها . و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني-10

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني-10
ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني - ألحلقة آلعاشرة
نواصل أعزائي حلقاتنا في آلعرفان , لتفادي آلأسر على أيدي آلظالمين من أصحاب آلبنوك و آلشركات و آلحكومات آلتي تريد قتل روح آلإنسان لإذلاله و إستغلاله و إستحماره عبر آلعولمة كوسيلة لتحقيق أهدافها آلغير آلإنسانية فالمحنة هي : أن تلك آلوسائل بدل أن تصبح في خدمتنا , أصبحنا نخدمها بأمتنان ! و هذه أقسى و أمر حقيقة يواجهها آلإنسان آلمعاصر آلذي كرمه آلله تعالى , حتى نسي آلإبتسامة و آلمحبة في خضم معارك آلحياة آلقاهرة , لتأمين لقمة عيش أو سكن آمن , و كأن آلدنيا و ما فيها تدور حول كرشه فتنكر للوجود و آلحب و آلكلمة آلطيبة , و أني طفت آلمدارات كلها فلم أجد أطيب من صدى آلحب و لا أفضل من آلكرم فالوجود لم يظهر إلا على هذا آلأساس .ـ
لا يعرف آلشوق إلا من يكابده............................ و لا آلصبابة إلا من يعانيهــا
يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في إحدى مناجاته : (إلهي ما ألذ خواطر الإلهام بذكرك على القلوب وما أحلى المسير إليك بالأوهام في مسالك الغيوب).ـويقول مولى العارفين علي بن أبي طالب عليه السلام : (إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب) . ألعرفاء , يصفهم بعض الناس وخصوصا العامة : أنهم يعيشون في أوهام صنعتها أهواؤهم المضلة ! فهل يا ترى كل ما يشعر به هؤلاء العرفاء وهم و ضلال ؟ و لا أساس له في دين الله و شريعة محمد صلى الله عليه و على آله , أم أن لها واقع و حقيقة في بواطن آلقلوب و تخص وجودنا بالصميم ؟ سؤال يصعب الإجابة عليه دون مقدمات و أوليات , خصوصا لمن لا يعرف لغة أهل الله و معانيها التي نقشت على أفئدتهم حب الله , فالكلمات كما العقول عاجزة عن إدراك آلذات و الحقيقة الإلهية فلا العرفاء استطاعوا ترجمة المعاني على حقيقتها و لا العامة من الناس قادرة لتلقي المعاني الدالة على هذه الحقيقة المحيرة للعقول كما هي عليه في ذاتها و معانيها الملازمة لها ، و لهذا قال الإمام زين العابدين في مقطع آخر من المناجاة العرفانية (و عجزت العقول عن إدراك كنه جمالك , و انحسرت الأبصار دون النظر إلى سبحات وجهك و لم تجعل للخلق طريقا إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك) . فعندما يستنكر الإنسان المتدين الغير السالك على الإنسان المتدين السالك .. أحواله وأقاويله فهو ليس استنكارا اعتراضيا كما يظن بعض السالكين ، بل بالعكس تماما , فهو في ماهيته (هذا العبد) يريد من السالك ، أن يوضح له حقيقة السلوك إلى الله و ما اعتراضه عليه إلا من باب العجز و آلقصور الذي يصيب أي إنسان مهما كانت قدراته العقلية في معرفة كنه الحقيقة الإلهية (يا من بفرط نوره اختفى) ، (يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار) ، يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام في وصف السالك لطريق الحق : (قَدْ أَحْيَا عَقْلَهُ ، وَ أَمَاتَ نَفْسَه ، حَتَّى دَقَّ جَلِيلُه ، وَ لَطُفَ غَلِيظُه ، وَ بَرَقَ لَهُ لاَمِعٌ كَثِيرُ الْبَرْقِ ، فَأَبَانَ لَهُ الطَّرِيقَ ، وَسَلَكَ بِهِ السَّبِيلَ ، وَ تَدَافَعَتْهُ الاْبْوَابُ إِلَى بَابِ السَّلاَمَةِ ، وَدَارِ الاْقَامَةِ ، وَ ثَبَتَتْ رِجْلاَهُ بِطُمَأْنِينَةِ بَدَنِهِ فِي قَرَارِ الاْمْنِ وَالرَّاحَةِ، بِمَا اسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ، وَ أَرْضَى رَبَّهُ) . و لنرجع إلى مولى العابدين و زينهم (ع) حيث يقول : (إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا ، و من ذا الذي أنس بقربك فابتغى عنك حولا) . إن الكلمات لتعجز عن وصف ما يترجمه هذا القول آلذي لا يفهمه ولا يصفه ولا يتذوقه إلا أولئك الذين كان النور الإلهي مسكنهم و في العرش سرهم و نجواهم و في آلأرض أجسادهم , الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا , إنهم أهل بيت النبوة و معدن الرسالة إنهم كلمات الله التي لا تنفد إنهم القائلون لشيعتهم :( قولوا فينا ما شئتم و اجعلونا عبيدا لله و لن تصلوا) .. فمهما قلنا فلن نصل إلى حقيقتهم لأنها تستبطن كل الحقائق و تلجمها بلجام التيه إلى الأبد . فسبحان من جعل حقيقته في أفئدة عارفيه وهما و جعل من الوهم في قلوبهم لنفوسهم مسكنا و روحا و راحة . و هكذا نجد المحبة الإلهية نهج سكنت فيه أفئدة كل العرفاء الذين أحيطوا بنور الولاية العلوية و الرسالة الخاتمة المحمدية ، و لله عبيد لا تسعهم طبقات السماء و لا تقل أفئدتهم جوانب الأرض لإتصالهم بمنبع آلقوة و آلعطاء و آلخلود . فمن يا ترى هؤلاء الذين لا تسعهم طبقات السماء و لا تقل أفئدتهم جوانب الأرض ؟ إنهم إخوة رسول آلله (صِ) ألذين طالما ذكرهم آلرسول أمام أصحابـه عندما كان يقول و يبكي قبل رحلته بأيام (إشتقت إلى إخواني , قالوا : أولسنا إخوانك يارسول آلله ؟ قال : لا , أنتم أصحابي , أما إخواني فقوم يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني) .ـ ولكم أن تقدروا أبعاد آلغبن آلذي يحيط بالناس هذا آليوم , ثم كيف آلسبيل لبث آلوعي و آلقيم في عقولهم و قلوبهم , و في وضع تتحكم فيه حكومات لا تروق لها هذا آلنوع من آلوعي بالذات بل و تحارب كل داعية و مخلص له , لإشارتها إلى نواة آلحق و أصله في وجود آلناس لبعثهم و إطلاق حرياتهم و آلمطالبة بحقوقهم , و آلتي تعني أول ما تعني إقصائهم عن مواقعهم آلتي وصلوها بغير حق . و أقسم به لو بقي لي حول أو قوة لسخرتها بغضب على آلحكومات ! و سأنتظر طلوع آلفجر مع دعواتي و صلواتي و قلمي , طلوع آلمنتظر للفرج . و لو كنت أملك شيئا في حياتي , لفديته للعشق , لأبرهن للناس أنهم على خطأ . وأن آلعمر و آلزمن ليس كما فهمه آلناس ! بل يصبح فيه أحدنا عجوزا مقهورا خائبا عندما تسلب إرادته ليكون غير قادر على آلإبتسامة و آلحب (حب آلجمال - و آلخير -و آلمحبة - و آلإنسان) .آه أيها آلبشر كم تعلمت منكم .. تعلمت أنكم جميعا تريدون آلعيش فوق قمم آلجبال , من غير أن تلقون نظرة على آلسعادة آلتي وضعت تحت أيديكم . . غير مبالين و لا مستأثرين بنعمة آلحياة و واهبها حتى و لو بكلمة شكر على آللسان .ـ و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم
عزيز آلخزرجي alma1113@hotmail.com تورنتو - كندا

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني9

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني ألحلقة آلتاسعة
معنى آلعرفان ....أدلته و دلالاته:ـ
العرفان وهو السعي للإجابة على أسئلة الوجود والكون والمصير،والوصول إلى تخوم فهم الذات والصفات، البعد والقرب من الله .. وهو أمر بعيد عن إمكانيةالبشر الا للقليل من الذين استحق بعضهم صفة أولياء الله.. هو فلسفة ما وراء العالم المادي، حيث وصّف أهل العرفان المادّة بأنها قيد الروح التائقة للمطلق الخالق.
طريق للسالكين:ـ
الصعب المستصعب كما وصفوه.. العشق اللامحدود.. عالم المحبة والسعادة بلقاء المحبوب طمعاً بالقرب والدرجات العليا التي لا يمكن أن تقدمها المادة في عالمها المؤقت المحدود إلى درجة الملل، هو الحق الذي اتعب الباحثين عنه. فهل هو فلسفة الموت؟
سيد العارفين علي بن طالب(ع) قدم هذه النصيحة العجيبة عندما سئل عن القدر (وهو جزء من أسئلة العرفان)، فأجاب: "طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه، وسر الله فلا تتكلفوه".
ومع ذلك فإن العرفان مؤداه الأخير الزهد في الدنيا عبر سلوك هذا الطريق المنير للعارف وسر الله والبحر العميق، وقد خاضه الإمام بذاته كتلميذ لرسول الله(ص) ليقول "لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة سالكيه
العرفان مقاربة فهم الزمن، ولعل ذلك وحده ذورة العرفان عندما تقترب من الحديث القدسي القائل"يؤذيني عبدي عندما يسب الدهر... أنا الدهر.. اقلب الليل والنهار"، الزمن حركة، والله المطلق، وسؤال العارف كيف يتوافق المطلق والمتحرك، وكيف تكون الحركة في المطلق" ما دامت الحوادث لا تقع فيه كما يدعي الاشاعرة"، وكيف يكون كل يوم هو في شأن إذا كانت ابعاد الزمن الثلاثة فيه: لوحة مرسومة تبدي مصير الكائنات خلقاً وسيرورة ونهاية، أسئلة علاقة المتزمن باللامتزمن، علاقة المكان المحدود بالمطلق، فالعرفانيون أسياد فهم التوحيد والتنزيه ووحدة الوجود في ذات الله، إذا جاز لنا القطع في أنهم فهموا.
العرفان فلسفة الحب بكل معانيه الجوهرية، وهو بذلك اتصال بالانسانية المجردة عن الدين والقبيلة والطائفة والمذهب والعرفان، ولعلّ الشيخ محي الدين به عربي ظل من أبرز المعبرين عن هذه الفلسفة شعراً حين قال:
لقد كنت قبل اليوم انكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
فقد صـار قلبي قابلاً كل صورة فمعبد أوثان ودير لرهبــــــان
ادين بـدين الحـب أنى توجّهَـت ركائبه فالحب ديني وإيمانــــي

العقل الخالص:
والعرفان عقل خالص، لأن الله سبحانه كما عبر العرفانيون القدامى من مختلف الأعراق (وخاصة من اليونان وفارس والهند)، هو العقل الأول، كذلك أشار رسول الله إلى أن العقل هو أول ما خلق الله .
فإن قاعدة إيمانهم بالعقل وجّهتهم إلى توصيفه سبحانه بالمطلق، ومن هنا أقروا بوحدة الوجود التي أثارت ضجيجاً لا زال يتردد صداه في الفكر الإسلامي حتى اليوم. هذه المقولة رفضٌ للتجسيم الذي صبغ الفقه الإسلامي في جانبه الاجتهادي السني باقرار فكرة العلو والسماء في صلب التشريع وعلم الكلام، بينما هي ببساطة أن الله في كل مكان {فاينما تولوا فثم وجه الله} كما تقول الآية الكريمة، وذلك ما دفع متصوفاً شهيداً كالحلاج إلى الصراخ "ما في الجبّة إلا الله"، وذلك أيضاً ما جعل من العرفانيين (أولياء الله) كما يُقال عنهم إلى أنه يصبحوا في عين الاعصار عندما عبروا عن فلسفتهم بالأنسنة والمحبة والعقل وصولاً إلى ما أُطلق عليه(شطحاتهم) الصوفية، بحيث يطالعنا عند محيى الدين عربي في (فصوص الحِكَم)نص كهذا :"فيسوق المجرمين وهم الذين استحقوا المقام الذي ساقهم إليه بريح الدبور التي أهلكهم عن نفوسهم بها، فهو يأخذ بنواصيهم والريح تسوقهم وهي عين الأهواء التي كانوا عليها إلى جهنم وهي البعد الذي كانوا يتوهمونه، فلما ساقهم إلى ذاك الموطن حصّلوا عين القرب فزال البعد، فزال مسمى جنهم بجهنم، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق لأنهم مجرمون، فما أعطاهم هذا المقام الفوقي اللذيذ من جهة المنّة، وإنما أخذوه من أعمالهم التي كانوا عليها، وكانوا في السعي في أعمالهم على صراط الرب المستقيم لأن نواصيهم كانت بيد من له هذه الصفة، فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر لهم إلى أن وصلوا إلى عين القرب، ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون، وما خص إنسان من إنسان، فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الأخبار الإلهية...".
هذا النص تلخيص لوجهة نظر باطنية في تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية التي لا يخرج عنها العرفانيون قيد أنملة، فيربطون وجهة نظرهم بالعقل والقلب معاً فاستحقوا بذلك الولاء لله والحرب الضارية التي شنت عليهم وصولاً إلى القتل وارتقوا إلى مرتبة الصفوة، وارتقى بعضهم إلى مرتبة الأدب الرفيع والشهرة من جهة، وإلى ما قيل عنهم من كرامات ومعجزات من جهة أخرى. جاء في الحديث القدسي: "لا زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت عينه التي يرى بها ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها" وهذا يعني إذا صح النقل امتلاك المقدرة المطلقة بإذن من الله، ولله اولياء إن أرادوا أراد، وكان الإمام روح الله الخميني أحدهم بكل تأكيد، ولكن هذا الإنسان العرفاني عالم دين وفقيه بالدرجة الأولى، والفقه يقتضي النظر إلى ظاهر النص من أجل الاجتهاد ووضع أسس الشرعية الإسلامية، عبادات ومكاسب وغيرها، وذلك يقتضي أيضاً تفسير القرآن ظاهراً وباطناً، وهو أمر أتفق عليه المفسرون، خاصة عندما لم يتمكنوا من اكتناه المعاني من خلال تفسير الكلمات ومعانيها وما تؤدي إليه، ولعلّ أبرز اعتراف بضرورة النظر في باطن القرآن ما ورد لدى الشيخ متولي شعراوي عند تفسيره لسورة الكهف، أما بالنسبة لمدرسة أهل البيت فقد ظلت أكثر التصاقاً بالذهاب إلى عمق ما يؤدي إليه النص، كما نلحظ في تفسير الميزان للسيد طباطبائي وغيره.
بين الفقه والعرفان:
لقد استمر الفقهاء في صراع مع العرفانيين أو "الصوفيين"، ولكن نخباً من هؤلاء تمكنوا من التوفيق بين الأمرين، نذكر منهم قديماً الشيخ الغزالي و إبن عربي وحديثا الإمام الخميني(قده)و آلأمام محمد باقر آلصدر(قده) اللذين جددا بالقطع هدف الرسالة المحمدية بأنها تعريف الناس بالله سبحانه أولاً وتأتي بقية الأهداف الأخلاقية والتشريعية والسياسية.
الزهد في الدنيا قاسم مشترك بين الجميع ولكنه زهد مسؤول يؤدي عند تولي السلطة السياسية إلى صنع النخبة الأخلاقية التي تربط مجسّم الأخلاق بالسياسة، باعتبار السلطة مجرد تكليف لتسهيل حياة الناس وليس للتسلط عليهم، وكان الإمام الخميني بذلك تلميذاً وفياً للإمام علي أبي طالب(ع) كما نرى..
من خطبة شهيرة للإمام نقتبس: " أما والذي خلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز".
هذه الكلمات تلخص الثنائية الإنسانية لدى الإمام الخميني: الزهد والمسؤولية ثم العرفان والتشريع، تماما كالاستاذ العرفاني والقائد السياسي قبل أربعة عشر قرناً من الزمان.
لقد قام الإمام الخميني بثورة كبيرة قدمها هدية للشعب المسلم وغادر طهران للإقامة في مدينة قم، ولكن مجريات الأحداث أجبرته على العودة، فلم يكن هدفه السلطة، ولم يرغب بها أبداً، حتى أنّه حجبها عن أقرب الناس إليه، إبنه أحمد رحمه الله ولا حول ولا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم أبو محمد آلبغدادي
تورنتو

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني 8

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني -ألحلقة آلثامنة
مقدمة:نواصل أيها آلأعزة حلقاتنا , لتنوير آلقلوب بعد تعرضها إلى محن قاسية , بسبب إهمال آلناس لأنفسهم و قلوبهم بالذات , لتفادي آلأسر على أيدي آلظالمين , من أصحاب آلبنوك و آلشركات آلعالمية ألتي إستخدمت آلتكنولوجيا و آلمال و أنظمة آلحكم كوسائل لأهدافها بطرق غير إنسانية , فالمحنة هي : ( أن المال و آلتكنولوجيا و آلحكومات بدل أن تصبح في خدمتنا , أصبحنا نحن في خدمتها ! إنها أقسى و أمر حقيقة واجهها و يواجهها آلإنسان آلذي كرمه آلله تعالى )1 فقد نسى نفسه في خضم معارك آلحياة آلقاهرة و أصبح مجرد برغي في مكائن آلانظمة بلا إختيار.ـ
ـ{مقالتي شمعة متواضعة في نورها تحاول بجرأة إقتحام دياجير ليال وليال , هي أضعف من مشكاة في زجاجة , لكنها لا تخبو , لأحاطتها بعناية , تقيها لفحات هوائيـة , ففي ضعفها قوة ما أروعها و أجلها .. هي لمن يريد أن يفكر و يبحث ليملأ داخله بالنـور ليعشق آلوجود.. و يتحرر من آلقيود , ولا يدركها إلا آلعاشقين}ـ
كيف ندرك و نقدر نفوسنا
إن ما يؤدي إلى أسر آلنفوس وتيهها , هي آلعقيدة آلخاطئة آلتي كونها و صورها آلشخص عن نفسه , لتصبح طوقا حديديا يلف عنقه طوال مسيرة آلعمر .. كدليل يتبعه و يحدد من خلاله قراراته و مواقفه , تلك آلعقيدة تنطيع على الذات بشكل طبيعي , و تكون لها مكانة و تأثير خاص في وجودنا , و تظهر مكنوناتها على أحاسيسنا و تؤثر آنيا في حياتنا آلعاطفية و تصطبغ بلونها . و على أساسها تتحدد و جهتنا في آلدنيا إما بإتجاه آلسلب أو آلإيجاب , ألخير أو آلشر , ألسعادة أو آلشقاء .أحيانا تظهر علينا تصرفات عدائية و متشنجه أمام إنسان معين , على شكل مواقف سلبية و متعارضة , ثم ندرك فيما بعد و نستغرب أيضا , بأننا لم نكن نقصد آلإساءة , و نستهجن عبثية ذلك آلتصرف , بل و عدم جدواه و مبرراته , و آلأمر من هذا , هو أنه على آلرغم من آلنية آلباطنية آلمخالفة فقد أظهرنا موقفا معاكسا , و كلاما سيئا لم نكن نقصده , و كان يجب أن نقول خيرا منه . و كثيرا ما نقرر لنكون رحماء و محبوبين و لا نتكلم مع آلناس إلا جميلا , لكننا و بلا دليل أو سابق إنذار , نتفوه بكلام قاس و جارح , و نحاول إيذاء آلآخرين عبر آلكنايات و آلتعابير آلمغرضة .لقد أشرنا في آلحلقات آلسابقة لطرق آلسيطرة على آلنفس , عبر قوة آلإرادة , و بينا أن آلأمر لا يحتاج إلى عناء كبير , سوى آلسعي بإخلاص و من صميم آلقلب و بإيمان راسخ , لملء آلضمير آلباطن بالعشق و آلسكينة و آلهدوء ليتشبع فكركم بتلك آلمثل و آلقيم , و تكون بمثابة إستطرلاب لحياتكم آلعاطفية عبر تجليها في آلسلوك و آلمعاملة .من أهم و أقوى آلعوامل آلتي تؤدي إلى آلسعادة و تبعدنا عن آلكآبة هو تأمين آلإتصال آلدائم مع آلمعشوق( معتبرين كل آلوسائل آلأخرى علائق مجازية )فالغاية من وجودنا هي رضا آلله عبر مساعدة آلناس و خدمتهم و آلأقربون أولى بالمعروف . و ليكن دعائك آلدائم هو:{ أطهر نفسي بماء آلعشق و أزرع فيه مبادئ آلسماء لأكون قادرا على آلعطاء و آلتنمية , فهي آلعبادة آلتي أرادها آلمعشوق منا (ما خلقت آلجن و آلإنس إلا ليعبدون)}.لو تسربت إلينا أفكارا سلبية , و إمتلأت نفوسنا بالحسد و آلحقد , حاول أن لا تعلن آلحرب عليها إبتداءا , بل إستبدلها بأفكار إيجابية , بوعي و تأن , كأن تقول :( أنا مؤمن بالله و بالعمل آلصالح و عشق آلله متأصل في وجودي ).و سترى أن حلول مثل هذه آلأفكار في آلرأس , ستنور وجودنا بشكل طبيعي , كالمصباح آلذي يبدد آلظلام , و عندها ستزول آلآثار و آلأفكار آلسلبية آلمظلمة من ضمائرنا . فالتجارب أثبتت بأن أفضل طريق للقضاء على آلإضطراب و آلخوف هي : آلتوجه إلى آلله مباشرة عند آلإستيقاظ من آلنوم صباحا , بإعتباره آلحامي و آلداعم لنا , ثم إسترخي بدنك و ركز على آلإعتماد على نفسك . ثم إشكر آلله تعالى على ما أولاك من آلنعم , و أهمها آلحياة و راحة آلبال , و لقن آلنفس بأن يوما مليئا بالموفقية و آلهدوء و آلسعادة بإنتظاركم . ثم ردد بيقين كامل: (أؤمن باللطف آلإلاهي , و أنه يحميني و يسعدني , أنا هادئ آلطبع و متزن ) . كرر هذا آلدعاء يوميا , حتى تعتاد عليه . وعند هجوم آلأفكار آلمؤذية و آلمحزنة من هنا و هناك , عليكم التوجه إلى حقائق آلكون و أسرار آلوجود و آلطبيعة و آيات آلله في آلآفاق و آلأنقس , فعندما يكبر وجود آلله بداخلك تصغر آلأحداث آلخارجية بنظرك , وتسيطر عليها بوعي و ببصيرة . و قبل إيراد خلاصة ما ورد في أبحاثاتنا , نذكركم بمراحل آلتلقين , للتركيز عليها , كونها تشكل أساس معرفة آلنفس , و هي : ألمرحلة آلأولى :( ألإيمان بالله ) و هو أس آلأساسات , بإعتبار آلله تعالى آلقدرة آلمطلقة و آلمسلطة على كل شئ و في كل مكان و هو أصل و أساس آلحياة و آلوجود , و عليك قبول هذه آلحقيقة آلمحظة , و تثويرها عمليا في حركة آلحياة و تعاملك مع آلناس .ألمرحلة آلثانية : ألإيمان مع آليقين , بأن آلإنسان , إنما هو صورة للأفكار آلتي يحملها , و جميع مواقفه هي إنعكاس لما آمن به من خلال تجاربه و أسفاره في هذا آلعالم .ألمرحلة آلثالثة : ألتفكر مليا , بعد آلإسترخاء , كل يوم مرتان أو ثلاث , و تركيز آلذهن قبل ساعات آلنوم , على حقائق آلكون و على ما أبديناه من آلكلام و آلمواقف خلال تعاملنا مع آلأحداث . و إليكم بإيجاز ما ورد في آلحلقات آلماضية كمقدمات , للإنتقال إلى أسرار آلعرفان وآلعشق في آلوجود في آلحلقات آلقادمة إنشاء آلله تعالى :أولا : لا يمكننا إدعاء آلوصول إلى آلتكامل آلعاطفي ما لم نبلغ آلتقوى أي:(ألحذر من آلمعصية) , بحيث نسيطر على إنفعالاتنا آلعاطفية ألظاهرة , و على كلامنا و سكناتنا و نظراتنا, و يستلزم ذلك روحا سماويا عاليا و إتصالا دائما بالمعشوق .ثانيا : ألتحرز من آلأحكام و آلقرارات آلخاطئة لأنها تثقل آلروح و تقييد آلإنسان , و إن ما أصاب معظم آلبشر إنما بسسب آلضغوط آلتي تعرض إليها من قبل آلمربين و آلأجهزة آلحاكمة , و للخلاص من ذلك يتطلب ملء آلقلب بالهدوء و آلسكينة و آلعشق و (حمل آلآخرين على سبعين محمل) .ثالثا : يمكننا آلتغلب على آلإضطرابات و آلمشاكل , من خلال آلعمل و آلنشاط و حتى آلرياضة و آللعب , أو آلتسلي ببعض آلحاجات كالتحفيات , أو آلصور آلتذكارية , أو آلرسم وآلكتابة , أو قراءة آلقرآن أو آلأدعية , أو ربما زيارة صديق لله و في آلله . رابعا : للسيطرة على آلحياة آلعاطفية , يتطلب آلأمر ألسيطرة على آلأفكار و آلتصورات , و تغذية آلروح بالعشق و آلمحبة و إظهارها أمام آلآخرين خصوصا ألمقربين و آلمحيطين بكم .خامسا : إعلم أن خنق آلعواطف و آلرؤى و إخمادها على آلدوام بسبب آلحياء آلزائد أو آلخوف أو آلقهر و آلظلم خصوصا في آلسنوات آلسبع آلأولى و آلثانية من حياة آلأنسان , و عدم وجود متنفس لها يسبب آلكثير من آلأمراض و آلعوارض آلروحية و آلجسمية , و هذا آلكبت سيجير على صاحبه ,وسيؤدي إلى هيجان داخلي لتستقر كنار تحت آلرماد في ضميره آلباطن متحينة آلفرصة تلو آلأخرى للظهور عاجلا أو آجلا في حياته .سادسا : إستبدل كل فكر سلبي بفكر إيجابي , و بهذا آلإسلوب فقط يمكنك من تطهير آلضمير آلباطن لينعكس آلخير و آلمحبة و آلإبتسامة على سيماك . سابعا : لا تنس أن أي إنسان لا يقدر أن يحؤول بينك و بين آلتفكير آلإيجابي و إتخاذ آلسلوك آلقويم , و آلفكر يتقدم على آلعمل , و يجب آلتوجه إلى آلجوانب آلإيجابية في آلحياة لتتطبع بصيرتنا على آلهدى , لأن تحصيل آلسعادة لا تتم فجأة من غير مقدمات . ثامنا : حضور آلله تعالى في آلقلب يبعث على آلسكينة و آلطمأنينة , و آلقلب مكان آلله تعالى فهو آلمعشوق آلوحيد آلذي يستحق هذا آلموقع , فلا تجعل فيه أحدا غيره ,فتصاب بالشرك (ألإزدواجية في آلتعامل) .تاسعا : لا تفقد آلثقة و آلأمل بالنفس أبدا , لأنه مرتبط بالمعشوق .عاشرا : عند آلتعامل مع آلمحيطين بك , و حتى آلذين تحسبهم أعداءا , عليك آلإنتباه إلى أن هؤلاء هم عباد آلله أيضا , و يمكنهم أن يحملوا صفات إلاهية أو خصوصيات إيجابية , و يمكن أن يتوبوا على آلأقل . فعليك آلتغاضي عن عيوب آلناس , و آلإنشغال بنفسك , و تمنى آلموفقية و آلسعادة لجميع آلخلق , من خلال آلدعاء بتعجيل فرج صاحب آلزمان أرواحنا له آلفداء فهو آلضامن آلأكيد لتحقيق آلسعادة و آلعدل و آلأمان في آلأرض كل آلأرض . ولا حول ولا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .
يتبع
محمد آلبغداديAlma1113@hotmail.com

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني 7

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني ألحلقة آلسابعة
نواصل معكم أيها آلإخوة آلأعزاء حلقاتنا آلتنويرية و أهدافها آلنبيلة بتنبيه آلأجيال إلى آلخطر آلمحدق بهم , بسبب إهمالهم لأنفسهم , لئلا يقعوا أسرى بأيدي أصحاب آلبنوك و آلشركات آلعالمية , و ألتي إستخدمت آلتكنولوجيا و آلمال و أنظمة آلحكم كوسائل لأهدافها , فالمحنة هي : ( أن آلتكنولوجيا و آلمال و آلحكومات بدل أن تصبح في خدمتنا , أصبحنا نحن في خدمتها , إنها أقسى و أمر حقيقة يواجهها آلإنسان آلمعاصر)1 الذي نسى نفسه و أصبح كبرغي في ماكنة آلنظام بلا حول أو قوة.ـمقالتي شمعة متواضعة في نورها تحاول أن تقتحم بجرأة دياجير ليال وليال , هي أضعف من مشكاة في زجاجة , لكنها لا تخبو , لأحاطتها بعناية إلاهية , تقيها لفحات هوائية , ففي ضعفها قوة ما أروعها و أبدعها و أجلها , فما فيها هو لمن يريد أن يفكر و يبحث و يملأ داخله بالنور ليعشق آلوجود.. كل آلوجود , ولا يحق لغير آلعاشق من قراءة هذا آلمقال.ـ فقد أكدنا على آلمعرفة , و معرفة آلنفس بالذات لأنها أم آلمعارف فمنها يتشعب آلخير وآلصالح من آلعلم وآلفن و آلإبداع لتحقيق سعادة آلناس عبر لعب دورنا و موقفنا مع آلطبيعة أولا , ومع آلناس ثانيا , و مع آلله ثالثا . فلا فائدة من معرفة علوم آلدنيا كلها من دون معرفة آلنفس , (لأنها تسبب إهمال آلعلة آلغائية في حركة آلخلق و آلأنسان)2 , فتكون ناقصة و مجزأة , والإجتهاد آلتجزيئي لا يوصلنا عادة إلى آلحقيقة .إن مقالنا هذا هي محاولة لتجديد ليس فقط آلفكر آلأسلامي بل هو نور لكل إنسان , بإنتشاله من آلوحل آلذي تأسن فيه , حتى عجت رائحته في كل آلدنيا .لقد أشار علماء كثيرين إلى ضئالة آلعلم و آلفهم آلذي توصلنا إليه , أمثال آينشتاين و ألكسيس كاريل ووليم جيمس و روجيه غارودي , لكنهم لم يشيروا إلى آلعلاج آلصحيح للمحنة , لعدم قدرتهم , بسبب : آلبعد عن آلمنهج آلرباني , و محدودية عقل آلإنسان , فما كان من آلبعض منهم إلا أن آمن بالإسلام(رغم تعدد إتجاهاته) أو بوجود آلله على آلأقل في نهاية آلمطاففقد آمن روجيه غارودي بالأسلام بعد أن ثبت له إنحراف آلغرب و إنحطاطه و تخلفه خصوصا في مجال آلعلوم آلإنسانية .يقول ألكسيس كاريل: " نحن نؤكد أن جميع آلمتخصصين في عملهم يعتقدون أن ما ظفروا به لحد آلآن ضئيل جدا , و لا أهمية له إزاء آلمسائل آلتي لا بد أن نعرفها فيما بعد , و آلواقع أن آلإنسان مجموعة واحدة معقدة مبهمة ليست قابلة للتفكيك , و لا يمكن معرفتها بسهولة , و لا تتوفر لحد آلآن ألاساليب آلتي يمكن إستخدامها لدراسته جزءا جزءا , كمجموعة واحدة , و دراسة علاقاته بالبينة آلمحيطة به , و على هذا فإن آلإنسان آلذي يعرفة آلمتخصصون في كل فرع من هذه آلعلوم , ليس واقعيا أيضا , و إنما شبح يصفه و يعرضه في ذلك آلعلم ."3و يقول وليم جيمس في كتابه ( إرادة آلإعتقاد ) :"إن علمنا ليس إلا نقطة و لكن جهلنا بحر زاخر ."4و يقول غوستاف لوبون في كتابه (ألآراء و آلمعتقدات):"إن آلعلماء تبدو عليهم آلسذاجة كما تبدو على آلجهلة آلأميين."5و يقول ألكسيس كاريل :"إن علمنا عن ذاتنا لا يزال في حالة بدائية ."6لقد أنتجت تلك آلتقريرات من أؤلئك آلعلماء آلكبار بعض آلبحوث و آلمحاولات , لحل ألغاز آلنفس آلإنسانية , و لكنها لم تتوفق كثيرا, و كان منهم : آلدكتور جوزيف مورفي , دانل كار نيجي , آلبرت آليس , جيرالد جمبالسكي , كوئيلو , آدلر , بافلوف , واطسون , جان بياجه , و لم تغني محاولاتهم في حل مشاكل آلغربيين كثيرا , ففي إحصائيات عام 2005تبين في أميركا وحدها أن هناك 19مليون و ثمنمائة ألف مصاب بالإكتئاب ,و أن مليونا منهم يستعصون عن آلعلاج , فعندما يؤكد مورفي مثلا في كتابه "ألفكر آلإيجابي"7 على ضرورة تسليح انفسنا بالأفكار آلإيجابية فإنه ينسى أهم قاعدة اساسية في ذلك آلبناء و هي:( آلله تعالى) , رغم إنه يشير من بعيد إلى آلتوجه لأصل آلوجود , لكن ذلك لا يكفي , لأن آلموضوع بحاجة إلى أدلاء و مرسلين و قدوات و أساليب , لتحقيق عملية آلتوحد في عالم آلكثرة ألتي نعاني منها آليوم بشدة لتشابكها و تعقيداتها على كل صعيد , إن آلأحداث و آلحروب و آلحكومات , تركت أثرا عميقا و مؤلما في وسط أكثر شعوب آلأرض بشكل قهري لا مفر منه , و كما قلنا سابقا : فإن أي فكر أو صورة أو خبر يدخل رؤسنا يصحبه آلأحساس و آلتأثر و آلتخزين في أعماق آلضمير آلباطن , ثم إن آلمسائل و آلقضايا آلشخصية ألمنعكسة , هي موضوعات تمت تجربتها , و بالتالي فهي إنعكاسات آلروح في حياة آلإنسان و سلوكه نسبة إلى آلمتغيرات آلخارجية و آلداخلية.و مع تحديد وتبين منشأ ومحتوى أفكارنا سنتمكن من:إبدال آلخوف بالعشق
و سوء آلظن بحسن آلظن, و آلهم و آلغم بالسعادة,عدم آلإستقرار بالأستقرار,وكذلك آلقدرة على تغيير مضامين آلتفكير آلسليي إلى مضمون إيجابي , ( حاول أن تجد عذرا حتى للمخطئ في حقك ) تطبيقا للحديث آلشريف:(لا تظن بأخيك سوءا و أنت تجد له في آلخير محملا)أو(حاول ان تخلق عذرا لأخيك لو أخطا في حقك) , كما أن آلدعاء له أثر كبير في بناء آلنفس و طهارته , و تكرار آلأدعية يؤدي إلى آلإنطباع و آلتلقين آلأيجابي . هذا بالاضافة إلى ألحرص على رضا آلمعشوق يجرنا إلى كظم آلغيظ و إظهار آلبشارة على آلوجه . و آلتسامح مع آلأخرين , على (أمل آلحصول)8 إما على :ـ- آلخلاص من آلنار , وتلك عبادة و عشق آلعبيد .- ألحصول على آلجنة , و تلك عبادة و عشق آلتجار .- ألحصول على رضا آلمعشوق عبر آلشكر على مننه و آلائه و ألطافه.و تلك عبادة و عشق آلأحرار و هناك مرحلة أخيرة يكون فيها آلإنسان متصلا به على آلدوام , فلا يخطأ في حياته أبدا . بل يتحول وجوده قاطبة إلى عطاء دائم .و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .
أبو محمد آلبغدادي
Alma1113@hotmail.com_________________________________________________________________________1راجع بحثنا -ألديمقراطية في آلفكر آلإسلامي - للكاتب2راجع بحثنا - ألسياسة في آلفكر آلأسلامي - للكاتب3راجع كتاب - ألإنسان ذلك آلمجهول ص:3 , ألكسيس كاريل4عن كتاب :إرادة آلإعتقاد لوليم جيمس5عن كتاب :ألآراء و آلمعتقدات’لغوستاف لوبون6مصدر سابق ألإنسان ذلك آلمجهول7كتاب (ألفكر آلإيجابي) لجوزيف مورفي8مشتق من آلقرآن آلناطق (نهج آلبلاغة )للأمام علي عليه آلسلام

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني6

ألعرفان و آلعشق في آلفكر آلأنساني - ألحلقة آلسادسة
بسم آلله آلرحمن آلرحيم
ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني - ألحلقة آلسادسة
أشرنا في آلحلقة آلسابقة إلى وجوب إستبدال آلخوف و آلحسد و آلكبر و آلاحقاد , بآلفكر آلإيجابي , و تقييم وإحترام نفوسنا من جديد , و العشق هو آلوحيد ألقادر على تحقيق ذلك بفعل معجزاته في حياتنا , لأنه ينور بصيرتنا (داخلنا) بالمحبة و آلإحسان و آلعفو عن آلناس , خصوصا بين آلأزواج و آلأبناء و آلمقربين و آلعاملين معنا في مواقع آلحياة و آلعمل مع كل آلناس , لأنهم عيال آلله تعالى . و ضميرآلأنسان آلمتمركز في آلقلب يختزن كل فكر يرده عن طريق آلعقل و آلحواس , خصوصا آلسمع و آلبصر , ليظهر و ينعكس يوما ما عبر سلوكه و تعامله في واقع آلحياة , فعلينا ملئه بالعشق و آلمحبة و آلطمأنينة و آلإيمان و آلإرادة و آلأمل بمعونة آلعقل لنحيا حياة طيبة .ـفي هذه آلحلقة سنركز على آلبعد آلإيجابي لضبط آلأحساس و آلعاطفة .ـمن آلعبارات آلخالدة آلتي بقيت محفورة على صخور آليونان آلقديم لحد آليوم هي :(يا أيها آلإنسان إعرف نفسك) , و قد بين آلإسلام آلموضوع فيما بعد بشكل مفصل , كما ذكرنا في آلحلقات آلسابقة . و آلسالك يصل عبر هذه آلمعرفة إلى أهم نتيجه وهي : (أن آلإنسان يتكون من بعدين) هما : آلجسم و بضمنه آلدماغ (ألعقل) ألذي يحوي آلفكـــر لإدارة و تنظيم حياة و حركة آلإنسان , و من آلروح و آلقلب( لا نقصد آلبعد آلمادي للقلب , بل ما وراء ذلك , يعني ضمير آلإنسان وحيثيات وجوده ) , و يكون هذان آلبعدان معا حياتنا آلعاطفية و آلمعنوية و قوة آلبصيرة . و من طبيعة جسم آلإنسان ودماغه : فقدانهما للبصيرة و آلإرادة و آلإبداع و آلتفقه , كونها أمورا أعلى و أجل مرتبة من آلمادة , فالعقل آلناتج من آلدماغ مهما عظم , لا يتعدى حدود آلعلم و بدايات آلحكمة (ما يعادل شهادة آلدكتوراه) في أفضل آلحالات , هذا فيما لو أصاب صاحبه آلحق , ليكون مؤهلا لدخول عالم آلمعرفة عبر تفقه آلقلب (ألوجود آلداخلي للأنسان) و قدراته آلخارقة , و بعبارة أخرى , الجسم تابع و مرتبط بأوامر آلعقل , و آلنفس تابعة و مرتبطة بأوامر آلقلب آلذي يختزن كل ما نقرره بإرادتنا , سواء كان خيرا أو شرا , فيمكننا تغذيته بألحان آلفرح و آلحب و آيات آلتفاؤل و آلحيوية و آلعمل آلصالح , أو بآيات آليأس و آلحزن و آلسوء و آلمنكر . بإختصار مراتب عمليات آلتقرير و آلحكم في آلإنسان ثلاثة هي :ـ ألجوارح و آلحواس آلخمسة او آلستة(دورها يتركز في إستلام آلمعلومات و آلصور و آلأصوات) -ثم ألقدرات آلعقلية(تحليل و تجزئة ما وصلها من آلحواس و ألتوصل للخيارات آلأساسية آلممكنة )- ثم آلقلب (ألمكون آلداخلي ) أو ما يصطلح عليه بـ (آلضمير) ألذي هو مركز إصدار آلقرارات آلنهائية (حيث يتم تكرير آلخيارات و إنتخاب آلأفضل ).ـ
إن آلعلوم آلطبية آلحديثة برهنت و بشكل قاطع , على أن سبب بروز جميع آلأمراض آلعضوية , هي نتيجة أعراض آلحياة آلعاطفية و آلفكرية , كالحسد و آلحقد و آلتنفر و عدم آلرضا و آلهم و آلغم , و من هنا لو أردت أن تفوز بحياة ملئها آلأمل و آلسلامة و آلحيوية فعليك آلسيطرة على أحاسيسك و إنفعالاتك و أوضاعك آلروحية و آلفكرية , و هذا آلإنضباط آلأخلاقي يؤدي إلى بعث آلخير و آلفرح آلدائم في حياة صاحبه و في آلمجتمع ككل , فهو بالأضافة إلى هذا آلكسب يأمل آلفوز بالجنة بعد آلموت لأن مواقفه تنسجم مع آلرسالات آلسماوية آلسمحاء آلتي وعدتنا بالحياة آلطيبة .ـو أخيرا تيقن أنه من غير آلممكن شراء آلسلامة و آلعافية حتى لو ملكت كل مال آلدنيا و ذهبها إنما هي خزائن آلروح و آلمعاني آلتي تؤمن آلسلامة و آلصفاء و آلعافية قلبا و قالبا في دنيانا آلتي إكتنفتها أنواع آلبلايا و آلجور للأسف آلشديد و لا حول و لا قوة إلابالله آلعلي آلعظيم يتبع .ـ
أبو محمد آلبغدادي تورنتو - كندا

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني : ألحلقة آلخامسة

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني : ألحلقة آلخامسة
مع آلعشق تكون إنسانا آخر! و بمعرفة آلنفس يتحقق آلعرفان , و آلعرفان لا محال يؤدي إلى آلعشق , و إنبعاث خوارق آلنفس , آلتي إستجمعت علوم آلعصر مع إستحفاظ واع لنظرية آلسماء , و بالتالي إدارة عملية آلتغيير و آلبناء في آلمجتمع , بأدوات معرفية تناغي آلنفوس و تجذب آلعقول و آلقلوب لأنها تنسجم مع طبيعة آلروح آلمتعلقة بين آلسماء و آلأرض , بين آلمعنى و آلمادة .ألعشق يحتاج إلى آلهدف , ليظهر عبر آلأحاسيس و آلعواطف و آلفعل , هذا آلهدف قد يكون متمثلا بالعلم أو آلأدب أو آلموسيقى أو آلشعر أو آلفن , أو أي عمل نابع من آلفطرة لتكون وسيلة للعاشق إلى آلحق في آلخلق , عبر تعلق آلقلب بآلعلوم و آلمعارف , أو أي موجود وجد طريقه إلى قلوبنا فجميعها من آلنوع آلمجازي و أشهرها بين آلناس هو آلعشق آلسائد بين آلرجل و آلمرأة .أكبر و أعلى مراتب آلعشق عند آينشتاين كانت مادة آلرياضيات , و بسبب ذلك آلعشق إستطاع أن يكتشف أعقد آلمعادلات آلرياضية بل و تطبيقها في مجال آلفيزياء حتى توصل إلى آلنظرية آلنسبية آلمشهورة , أخرين عشقوا نجوم آلسماء ليكتشفوا أسرارا كانت من آلمجهولات لقرون طويلة . و آلبعض تبحروا في علم آلسيميا , فإستطاعوا تحويل آلحديد إلى آلذهب كالشيخ آلبهائي , و آخرين في آلمعرفة ليكتشفوا نظرية آلمعرفة كالإمام محمد باقر آلصدر . و منهم من تنور قلبه بحب مظهر آلله تعالى حتى آلجنون , فكان عشق قيس ليلى , ليسطر شعرا على إثر ذلك , عجز آلشعراء و آلعرب للإتيان بمثله . و قد بحثنا في آلحلقات آلسابقة آثار آلعشق في أهل آلإختصاص . و آلآن هل حقا تريدون آلتخلص من أفكاركم آلبالية آلواطئة آلضعيفة للإنعتاق من أسر آلقيد آلذي وضعتموه حول أعناقكم ؟هل أنتم على إستعداد لترك أفكاركم آلسطحية آلقديمة و آلدخول في آلفضاء آلرحب آلمخضر ألمضئ بنور آلشمس؟هل تريدون تجربة آلأفكار آلجديدة و ترك آلقديم آلذي توارثناه خطأ و بدون برهان ؟هل حقا مستعدون لقبول هذا آلحديث , حديث آلروح , و آلعشق و آلعرفان ؟إذا قبلتم ذلك و لم يساوركم آلشك و آلترديد في آلأمر , فأول ما يجب عليكم هو : ترك آلأحقاد و آلتنفر و آلعنف , و آلإبتعاد عنها , و تطهير آلقلب من آلبخل و آلحسد و سوء آلظن و آلخوف و آلوسواس . أ لا يتطلب سفرك من يغداد إلى كربلاء لأن تترك آلعاصمة إبتداءا ؟و في وضع كوضعنا , يجب ترك آلعادات آلقديمة و إبدالها بآلعادات آلجديدة آلمفعمة بالحب و آلإخاء و آلأمل و آلبشر و فعل آلخير و حسن آلظن دوما . ثم آلتركيز على آلمثل و آلأهداف آلجديدة حتى تنالوا سعادة آلدارين و طيبة آلعيش فيهما .كل ما يتطلب آلامر هو آلتصميم , ثم آلخلوة مع آلنفس , و بسط أساريره , و تلقينه مبادئ آلخير , و تقوية آلأتصال بالمعشوق آلأزلي خصوصا عند آلسحر , أو قبل آلنوم ليلا , و تكرار ذلك يؤدي إلى آلإنطباع على آلوضع آلجديد شيئا فشيئا .كثيرون أؤلئك آلذين غيروا أحوالهم إلى أحسن آلأحوال , و أنا شخصيا تعرفت على حال أحد معارفنا , بعد أن شرح لي وضعه , و كان يعاني من آلخوف و آلتردد و آلخجل , بحيث كان لا يخرج من آلبيت إلا نادرا , و في لقاء ودي معه شرح لي جوانب من حالته بكثير من آلخجل و آلحياء على إنفراد , قلت له لو دخل آلعشق في قلبك لخرج آلخوف من داخلك إلى حيث لا رجعة . و لا عليك سوى الثقة بنفسك , فإنه لا ينقصك شئ غير هذا . و لم يمض كثيرا من آلزمن حتى تغيير بشكل جذري , و بدء يعمل ثم تزوج و أحب زوجته و توفق في حياته .ألحسد أفة آلعشق!قال تعالى :(و لا تبخسوا آلناس أشياءهم).و قال آلرسول عليه آلسلام : (ألحسود لا يسود).كما أن شكسبير وصف آلحسد في آتللو بالقول :(ألحسد هو بمثابة جهنم للعشق).فالحسود يسمم أجواء آلضيافة و آلمحافل , لأنه من خصوصيات آلروح آلمريضة و سببه هو آلخوف , و آلحسود يعتبر آلحب حصرا لنفسه فقط , بسبب آلخوف آلدائم آلمرافق له , و لا يطيق و لا يقدر على مدح و شكر آلمعشوق آلذي أحبه , بل لا يتمنى آلخير للآخرين , دائم آلترقب و آلخوف , يسيئ آلظن برقيبه , أو آلذي يعشقه , سواء كانت زوجته أو عشيقته أو صديقه .لأن من ظواهر آلحسد هو سوء آلظن و عدم آلإطمئنان بالآخرين , و يلحقه عقدة آلذنب و فقدان آلثقة بالنفس ليزيد آلمحنة في وجود صاحبه .إن آلحسد كباقي آلأحاسيس آلسلبية ليس له سبب خارجي , إنما هو آلضمير آلباطن ألذي يستقبل ما يفكر به , ليستقر في أعماقة , فمهما حوى آلرأس (ألعقل) من آلفكر , ينعكس على شغاف آلقلب ليظهر على سلوك و اخلاق صاحبه .و لا يمكن لأية قوة أن تمحي آلحسد من وجود آلأنسان , إلا آلعشق , آلذي يملأ كياننا بحب آلناس , و يدفعنا للسعي لهم في طريق آلخير مثلما لأنفسنا . إن زوال آفة آلحسد من آلقلب يعني ظهور آلحب آلشديد فيه و إبعاد شبح آلأفكار آلسيئة عنه , و إعلم أن آلحسد و آلكبر هما آللذان أرديا إبليس (لعنه آلله) إلى آلهاوية . و لا حول و لا قوة إلابالله آلعلي آلعظيم. يتبع
أبو محمد آلبغدادي
تورنتو - كندا

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلانساني - ألحلقة آلرابعة

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلانساني - ألحلقة آلرابعة
حصولنا على ألسعادة و آلطمأنية , أو آلشقاء و آلإضطراب في آلحياة , يرجع أساسا إلى نوع آلفكر آلذي نحمله, و ما نفكر فيه . إن تكوين آلافكار ثم إنعكاساتها على آلواقع هو بسبب آلمعلومات و آلأحداث و آلرؤى آلتي دخلت إلينا طوعا أو كرها بوعي أو بجهل خلال دراساتنا و معايشاتنا وتأثيرات آلمجتمع و آلأحداث , خصوصا في مرحلة آلطفولة و آلنشأة , لذا يجب تجنب أدخال آلأفكار آلسلبية و آلسوداوية و آلخوف إلى نفوسنا 0حتى آلصور و آلمشاهد آلسيئة , و قد أثبت آلعلماء أن آلنظام آلتكويني آلأنساني يتغير مرة كل عام ليحل محلها خلايا جديدة , لتحيا من جديد , فيتأثر آلبدن بنوع آلغذاء آلذي يتناوله آلشخص , فإن كان جامعا للفيتامينات تكون خلايا آلجسم نشيطه و سليمة , وينشأ سالما معافى جسميا , أو بعكس ذلك إذا لم يكن آلغذاء جيدا وصحيا فيكون آلشخص عرضة للأمراض و آلعاهات . و لا شك أن هذا آلأمر يتكرر مع روح آلإنسان , و يتحقق عبر إرتباطه بحقائق آلحياة و آلعقائد و آلأفكار آلمختلفة , لتتحول إلى طاقة فكرية كامنة في وجوده ,و بالتالي إلى آمواج كهرومغناطيسيه تسير من خلال آلجهاز آلعصبي إلى خلايا آلجسم , باعثة فيها آلحيوية و آلنشاط وآلتأثيرات آلمختلفة , حيث تؤدي تلك آلخلايا دورا كبيرا في نقل و ترجمة تلك آلأفكارعبر آلجوارح عند تعامل آلإنسان وسيرته ,كما تظهرردوما و بشكل جلي على تقاسيم آلوجه و لمحات آلعيون و آلحاجبان أومن خلال آلتعامل مع آلأسرة و آلمجتمع , فلو كان ذلك آلإرتباط مع منبع آلخير ألمتمثل بآلله تعالى وهو آلمطلق , فإن آلإنسان يكون مصدرا للخير و آلعطاء و آلمحبة و آلسعادة و ذو وجه بشوش , و بالعكس لو كان إرتباطه مع منبع آلشر و هو آلشيطان فإن صاحبه سيكون مصدرا للشر و آلفساد و آلشقاء , و عادة ما ينعكس ذلك على أسارير آلوجه , فالعاشق آلمؤمن مستبشر آلوجه حتى لو كانت هموم آلدنيا كلها نازلة عليه, و آلناكر للحق و آلجميل كئيب مهموم حتى لو ملك كنوز آلأرض و ما عليها .فعليك بالشكر و آلحمد دوما , و لو بالذكر فقط , و لكن (لا باللسان بل بالقلب ) و آلثناء على آلنعم آلتي أولاها لنا آلله تعالى بشكل مباشر , أو عن طريق عباده آلصالحين لأن :( من لم يشكر آلمخلوق لا يشكر آلخالق ) , و كلما نبض آلقلب عليك بتكرار آلاتي:ـ( إن قلبي يناجي من أولاني كل هذا آلخير بمعرفته , بعدما عرفت أسرار نفسي , و إني أشارك قلبي في كنزه آلكبير آلذي لا حدود له فهو آلذي أنقذني من كل هم و غم و أعطاني آلحرية , أنا إنسان شكور و أعرف قدر آلنعم ) .ما أردنا بيانه بأختصار في هذه آلحلقة هو:ـ-- فكر آلإنسان هو غذاءه آلروحي .-- ألالم و آلمرض و آلشقاء و سوء آلطالع و آلكآبه , هي نتائج و إنعكاسات لحالات آلروح آلسيئة و آلمشؤمة .-- ألإنسان هو إنعكاس لما يحمله من أفكار في رأسه , لذا يجب أن ننتبه إلى آلأفكار آلتي تدخل إلى عقولنا , و ذلك بجعلها مفعما بالسرور و آلبهجة لكي نسعد في حياتنا .ـ-- غذاء آلجسم ذو أهمية خاصة , و لا يمكن آلتغاضي عنه , لكن غذاء آلروح و آلفكر له أهمية آكبر من حيث تأثيره آلمباشر على آلجسم و آلأخلاق معا .ـ-- ألاحداث آلخارجية يمكن أن يكون لها أثر إيجابي , وهذا يرتبط بالوضع آلروحي و آلنفسي للشخص.ـ-- خلايا آلجسم تتغير كل سنه تقريبا , و هذا آلأمر ينطبق على آلأفكار أيضا , بشرط آلإنتباه بشكل جدي إلى حقائق آلوجود و أسراره .ـ-- للنجاة من آلغم علينا آلتركيز على ما هو أحق و أجدر و أبقى , و إعداد أنفسنا لمقابلة آلخوف وبذلك لا يمكن لأية قوة من تحديد حركتنا في آلحياة سوى آلحقيقة آلكبرى وبذلك يصبح هذا آلسالك طالبا ثم عاشقا ثم.......!ـ-- ألقلب آلشكور أقرب إلى آلله من غيره .ـو قبل ختام آلحلقة قد يسأل آلبعض ما هوآلحل مع آلذين أصيبوا بالأمراض آلروحية بسبب آلوالدين أو آلمجتمع أو آلشخص نفسه ؟ :ألعلاج ليس سهلا إذا لم يكن من آلشخص نفسه , فالإرادة تفعل فعلها في آلاجسام و آلنفوس , أما من آلخارد فيحتاج إلى تكاتف آلجهود و آلقدرات من خلال : ـأولا: إصلاح آلوالدين و أولياء آلأمور أولا (ألمبلغون و آلمعلمون هم آلقدوة و يجب أن يكونوا بمستوى عال من حيث آلضبط آلأخلاقي و آلعلمي و آلعملي ) ليمكنهم آلتأثير آلإيجابي في آلمرضى , من خلال آلمراكز و آلمساجد و حتى في آلبيوت و آلعلاقات آلشخصية .ـثانيا : إظهار آلمحبة و آلعطف عبر آلتعامل مع آلمصابين و إحتضانهم حتى آلنهاية , و مساعدتهم في كل مجال ممكن .ثالنا : معرفة آلأسباب آلرئيسية لتلك آلأمراض و آلإنحرافات و قد نحتاج إلى أخصائين في آلعلوم آلنفسية للإسراع في آلشفاء و تحقيق آلاهداف آلمطلوبة عن طريق ربط آلقلوب بالله وإبعادها عن حالة آلركون إلى آلدنيا (بالطبع ليس سيئا ان تكون آلدنيا بأيدينا ولكن ليس في قلوبنا ) - نعم -فقط بأيدينا لمساعدة آلناس بالأموال و آلانفس عبر أي مشروع خيري عام أو خاص على آلأقل و هو أضعف آلإيمان .رابعا : إقصاء ألذين يتلبسون بزي آلاسلام لأجل نفوسهم و تحقيق مآربهم , لأنهم هم آلمرضى آلذين يبثون أفكارهم آلجامدة وسمومهم بين آلناس جهلا أو تجاهلا , و خطر هؤلاء على آلأنسان و آلمجتمع لا يوصف , و قد يصعب علاجه , خصوصا إذا كان في موقع آلمرجعية ألدينية , أو مبلغا بإسم آلإسلام , لأن موقعهم في آلأمة كموقع آلرأس من آلجسدـخامسا: ألتقرب من أهل آلتواضع و آلأخلاق و آلتأريخ , و آلتذلل لهم فهو مستحب مؤكد , بل واجب , خصوصا في آلوسط آلعربي آلذي طغى عليه آلتكبر و آلعنف و قلة آلحياء , و تلك من أوصاف آلاشرار و آلاشقياء . أما آلعاشقون فرغم جفاء آلأمة معهم , لكنهم فرحين بما آتاهم آلله , لأنهم مع آلله و في آلله و إلى آلله , و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلى آلعظيم. يتبع
محمد ألبغدادي
تورنتو - كندا

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني3

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني ـ ألحلقة آلثالثة
و صلنا في آلحلقة آلسابقة إلى موضوع معرفة آلنفس , بإعتباره من أعلى مراتب آلمعرفة آلعلمية و آلتي بنيلها يتعرف آلإنسان على آلله , فآلعرفان,والعشق يؤديان إلى آلفناء في آلله لأنه هو آلمقصود من هذا آلبحث , و لكل مرحلة من آلمراحل درجات و حالات سيأتي بيانها في آلحلقات آلقادمة إنشاءآلله بعد آلأنتهاء من موضوع معرفة آلنفس , و قبل آلدخول في تفاصيل آلموضوع , تجدر آلإشارة إلى علل و أسباب تأكيدنا على مثل هذا آلبحث من وجهة نظر آلإختصاصيين في آلعلوم آلمختلفة , فقد وردتنا إستفسارات من بعض آلزملاء آلمهندسين و آلاطباء و آلمهنيين و غيرهم من جدوى معرفة و دراسة مثل هذه آلعلوم آلتي لا ترتبط بإختصاصاتهم , مدعين قيامهم بالخدمة عبر مهنهم و كفى .قبل آلدخول في آلحلقة , نشير بإقتضاب كجواب على ذلك : هو خطأ هذا آلإدعاء و سطحيته , خصوصا لو كان واردا من آلأكاديميين و أصحاب آلأختصاص , بإعتبارهم آلنخبة آلمتقدمة في آلمجتمع , و يفترض بهم آلتوسع في حركتهم و مسار وعيهم لتحقيق آلأمثل عبر أدائهم للخدمة في طريق آلإنسانية . فكم من مهندس و طبيب أمي في مجال آلفكر آلأنساني رغم كونه إنسان مختص , فقد يعبث في مجاله آلعلمي عبر إساءة إستخدام آلعلوم من حيث آلتطبيقات آلعملية في آلزمان و آلمكان آللازمين ناهيك عن آلإبداع , خصوصا في هذا آلزمن آلذي سيطر عليه أصحاب آلشركات عبر آلنهب و آلسلب و آلحروب . فمعرفة آلأختصاص وحده لا يكفي لجعل صاحبه عنصرا مفيدا في آلمجتمع , و بالتالي تحقيق آلسعادة في آلحياة سواء على آلصعيد آلشخصي أو آلإجتماعي , بشكل فاعل و مثمر أو ذو أثر خالد , يذكر على آلمدى آلبعيد ,لأسباب اهمها :ـأولا :ـ قد يكون صاحب آلأختصاص عالما في مجاله , من دون نيل آلحكمة و آلإجتهاد , و من لم يصل آلحكمة ليس بحكيم و لذا لا يمكن أن يصيب آلحق يوما , ومن أوتي آلحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا .ثانيا :ـ قد يكون آلأنسان عالما في مجال معين و لكنه لا يستطيع آلإبداع في عمله بسبب تجرد ذلك آلعلم عن آلعلوم آلأخرى و إنفصاله عن باقي آلإختصاصات و آلأحداث , و لا يمكن أن تلاحظ ظاهرة علمية أو حادثة واحدة في آلعالم منفصلة عن قرائنها أو باقي مكونات آلوجود ذلك أن لكل معلول علة , حتى آلوصول إلى علة آلعلل . ثالثا :ـ إن آلعلم ألذي هو وسيلة للوصول إلى آلحق عن طريق خدمة آلناس , إذا كان خاليا من آلعشق وآلعرفان لا يمكن أن يحقق آلمطلوب , فالمحبة و آلعشق لهما أثر سحري في تحقيق آلسعادة في آلنفوس .رابعا :ـ قد يستخدم هذا آلعالم كأجير لدى إحدى آلشركات آلتي تعمل لصالح آلمستكبرين لصناعة آلأسلحة آلذرية أو غيرها من آلأكتشافات آلتي لا تحقق سوى منافع آلقوى آلكبرى آلتى تريد آلسيطرة على آلأرض بغير آلحق ليزيد من معاناة آلأنسان و كآبته .و بإجتماع تلك آلمبادئ في آلسالك إلى آلله , و آلأنتباه إلى مكامن آلخطر فيها , يكون مثل هذا (آلواصل) مبدعا , مصيبا للحق , و مستثنى و سعيد جدا , عندما يفكر أو يقول أو يفعل في مجال عمله و تخصصه لأنه لا يترك جميلا أو حسنا أو نقطة إيجابية إلا ويأتي بها , لأنه عاشق و يسعى من خلال ذلك ألتقرب إلى آلمعشوق ألذي يمثل آلكمال آلمطلق و يكون بالمقابل عاملا ضد آلشر و آلفساد .إن آلوصول إلى آلكمال آلمطلق يحصل إبتداء بمعرفة آلنفس ثم إستقامته و تزكيته عبر إروائه و تغذيته من معين و نبع آلعشق آلإلهي و لكل مرحلة من آلمراحل آلمذكورة طرق و درجات تجب معرفتها ثم آلعمل بها عبر آلمطالعة و آلمراقبة وآلبحث آلدائم مع آلوعي .أنا شخصيا أعرف آلبعض من آلذين إلتزموا ب(ألرجيم)ألغذائي آلحاد , و لكنهم في آلنهاية أصيبوا بأمراض مختلفة في آلمفاصل و آلعمود آلفقري و غيرها , و هذا آلأمر ينطبق أيضا على آلملتزمين بالفكر و آلعقيدة , فانهم يتعرضون إلى شتى آلأمراض آلروحية و آلبدنية بسبب آلضغوط آلمختلفة و آلتعاطي آلمفرط أو آلخاطئ مع آلفكر و آلعقيدة, و هم يتصورون أنهم يحسنون صنعا ! خصوصا ألمتعمقين وآلمدعين منهم , و في أعلى آلمستويات و هذا أمر طبيعي بتيجية لحساسية آلقضايا آلفكرية و ضغوط آلواقع . و يكون خطر تلك آلأمراض و ثأثيراتها آلسلبية أشد فتكأ و عمقا من آلأمراض آلعضوية من حيث صعوبة كشفها و من ثم علاجها , لأنها ترتبط أولا وآخرا بالفكر و آلروح و إنعكاساتها في آلعائلة و آلمجتمع , هذا بالنسبة لأصحاب آلفكر و آلمنهج , أما غيرهم فلا نعنيهم في هذا آلمنهج , حيث يتوجب عليهم أولا آلتوبة قبل كل شئ و آلأيمان بالغيب ثم (آلطلب)كما جاء آلحديث عنه في آلحلقة آلسابقة .إن آلمثال أعلاه هو تنبيه لنا على عظمة آلمصيبة آلتي إبتليت بها آلغالبية آلعظمى من آلملتزمين آلمتزمتين ألذين أغلقوا باب آلعلاج بسبب عدم قبولهم أو قناعتهم بالإصابة بتلك آلأمراض جهلا أو تجاهلا أو حياءا , لأنها تختفي وراء آلنفوس و في أعماق آلإنسان , ولا تظهر للعيان بسهولة ,ومرض آلقلب من اخطر آلامراض-و لا نعني آلجانب آلعضوي-بل آلبعد آلمعنوي , وقد عبر عنه تعالى بمرض آلقلب بقوله:0(في قلوبهم مرض...) و هنا تكمن آلمحنة , لأن صاحبها يحاول آلتستر عليه دوما بسبب آلضعف أو آلخوف على فقدان آلمصالح و آلمنافع ,أو آلإستسلام للشهوات و جميعها ناتجة من إهمال صاحبه للرياضات آلروحية و بالتالي عدم وعي آلمعارف في آلقلب ألذي أبتلي أساسا بالحسد و آلكبر و آلحقد وغيرها من آلأمراض .و آلإنسان من حيث آلأبعاد آلإنتربولوجية و آلاجتماعية و آلتأريخية لا يزال بعيدا عن آلكمال (من حيث قواه آلكامنة و قدراته آلخارقة) - وبتعبير آخر (ما زال كائنا في حالة تأزمية)1 , بيد أن هناك مثلا أعلى و هدفا للإنسان آلروحاني ألأسمى , و هذا آلمثل هو آلذي يدفعه في طريق آلرقي و آلكمال في آلوجود .ولذا لا يمكن آلنظر إلى آلانسان كوجود منفصل بل هو جزء من آلبناء آلكوني و مظهر وجود آلله فيه , و من آلظلم إهمال هذا آلموجود(ألقوى آلروحية و آلمعنوية فيه) و سجنه في دائرة آلذات ليختنق في علله و امراضه آلتي عادة ما تكون صعبة آلعلاج كما أشرنا , إذا لم تكن مستحيلة بالنسبة للمعاندين آلمتظاهرين بالعافية جهلا أو تجاهلا أو حياءا , أو بسبب آلمصالح أو آلزي آلديني أو آلموقع آلاجتماعي .و نحن نعلم أن كل آلمخلوقات تحتاج إلى آلغذاء لتغذية جوارحها و بقائها على قيد آلحياة فبدونها تموت آلمخلوقات , لكن آلأنسان يحتاج مع ذلك إلى غذاء آلروح ليحافظ على بقاء إنسانيته فبدونه يموت آلأنسان من حيث إنسانيته و يبقى مجردا من آلمعاني و قيم آلروح ويعيش كالحيوانات آلأخرى , و غذاء آلروح كغذاء آلجسد , فهناك مثل شائع يقول :(قل لي ماذا تأكل لأقل لك من أنت) ونفس آلقاعدة تنطيق على آلروح :(قل لي من صديقك لأقل لك من أنت)وخير صديق في آلزمان كتاب , لأن آلأنسان يتعلم من أصدقائه آلذين يعتبرهم قدوة له في آلفكر و آلادب و آلثقافة , آلمدونة عادة في آلكتب أو عبر وسائل آلإعلام .فعمليا يكون آلأنسان عبارة عن ما يرد إلى روحه , فالمائدة آلتي يتغذى منها آلروح لو كانت إلاهية مليئة بالعشق و آلمحبة و صفاء آلقلب و حسن آلنية , تكون نتائجه مفعمة بالحب و آلإبتسامة و آلسلامة في آلدين و آلدنيا , لذا يجب آلأنتباه عند تناول آلغذاء آلروحي سواء عن طريق آلكتب أو آلمحاضرات أو أجهزة آلأعلام ومنها آلإنترنيت و آلغضائيات بشكل خاص , حيث له أثر كبير على توجيه عقول آلناس وتشكيل رؤاهم في مسيرة آلحياة . و لا حول ولا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم
يتبع
محمد آلبغدادي تورنتو-كندا

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني2

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني ـ2
جميع آلعالم يمر بوضع صعب , فقد إمتلأ بألهرج و آلمرج , ألفوضى, ألمحن ,ألعذاب , و آلقهر- ألقهر آلسياسي و آلإجتماعي و آلمذهبي حتى ملت آلنفوس و أصابها آلأضطراب و آلبؤس.لقد تبدل آلأرض إلى مكان خراب فولد كل تلك آلمحن و آلعذاب , و( آلفكر) مع إنه حاذق و ذكي لكنه بات عاجزا على حل هذه آلمشاكل , لأنه هو آلذي أوجد ذلك ! .ألحكومات سواءا ألمذهبية أو آلسياسية أو آلثقافية .. باتت عاجزة عن آلحل !ألكتب لا مفهوم لها و فقدت غاية حقيقتها و تبدلت إلى ألفاظ و عبارات !وأنت آلذي تكرر تلك آلعبارات بالذات أصابك آلإعياء و حالة عدم آلإطمئنان لأن آلكلمات باتت لا تنتج شيئا و لا تعني آلحقيقة و من هنا فقدت آلمصطلحات و آلكتب قيمتها , حتى عندما تنقل عبارة من آلكتب آلمقدسة و تكون أنت نفسك كناقل لها غير مطمئن لها أو حتى مؤمن بها في آلواقع آلعملي , يحيط بك آلشك و آلغثيان.تكرار ذلك يتبدل إلى آلكذب, لأن ذلك آلمكتوب يتحول ماهيته إلى إعلام صرف أو تجارة مقيته و كاذبة , بعيدا عن آلواقع , و عند آلتكرار تكون قد نسيت وجودك آلمختل و أضفت عليها ستارا من آلكلمات و آلعبارات آلرنانة , ليزداد آلحال سوءا.في دنيا مضطربة كهذه سواء على آلصعيد آلسايكلوجي أو غيره من آلأصعدة يحاول فيه آلأنسان أللجوء إلى آلضمان آلمالي أو آلأيدلوجي ليحصر واقعه فيه , أو يلجأ إلى آلعبادة في آلمساجد و آلمعابد و ما كل هذا إلا هروبا من ذلك آلواقع في هذه آلدنيا .و باستمرار تلك آلوقائع آلمؤذية يزداد إحتياجنا يوما بعد آخر إلى آلقائد آلموعود منقذ آلبشرية ألإمام آلمهدي عجل آلله فرجه آلشريف.لكن هذا آلقائد آلموعود لن يأتي إذا لم نغير انفسنا و نعدها لذلك آليوم!و إعداد آلنفس يتطلب معرفته اولا , و قبل آلبدء في مسيرة آلعشق للوصول إلى آلحق .لأن:أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه .ألكيس من عرف نفسه .ألعارف من عرف نفسه و نزهها عن كل ما يبعدها عن آلله .أعظم آلجهل جهل آلأنسان نفسه .أعظم آلحكمة معرفة آلانسان نفسه .كيف يعرف غيره من يجهل نفسه .ألجاهل بنفسه جاهل بكل شئ .عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه .من عرف نفسه جاهدها و من جهل نفسه اهملها .من عرف نفسه فقد عرف ربه .أعرف آلناس معرفة لنفسه أخوفهم لربه ."إنما يخشى آلله من عباده آلعلماء" . هذه آلنصوص آلمقدسة توجب معرفة آلنفس كشرط للأيمان . ولمعرفة آلنفس ثلاث طرق على آلأحوط وهي :أولا: عن طريق دراسة آلشخصيات آلتأريخية كالأنبياء وآلأئمة وأصحابهم و تلامذتهم و آلعلماء آلصالحين في آلأمة من آلمراجع و آلفقهاء , أمثال آلأمام آلخميني و آلإمام آلصدر , ليكون دليلا إلى آلأقتداء بهم , و آلإجتهاد في تقليد أعمالهم .ثانيا: ألمتابعة آلذاتية للنفس و دراسة شؤونها من آلغرائز و آلقوى آلنفسية و آلروحية وعلاقة آلقلب بالعقل و آلقلب بالروح وتنمية آلعواطف , حيث إن آلنفس عبارة عن مجموع تداخل آلروح مع آلجسد , وآلروح عبارة عن طاقة مكونة من خمسة قوى هي:روح آلإيمان - و آلقدس - و آلحياة - التسلط - ألشهوات . و أما آلنفس فتتكون من :ألمطمئنة - أللوامة - ألراضية - ألمرضية - ألمتقية - آلفاجرة - و لعل للنفس أسماء عديدة تتبع صفتها كالابية وآلمتكبرة و آلسخية و ما إلى ذلك . أما آلعقل فأنه على ثلاث أنواع هي:العقل آلأول - يتعلق بالحيوان .العقل آلثاني - يتعلق بالإنسان .ألعقل آلثالث - يتعلق بالعرفاء .ثالثا: ألإلهام آلإلهي , و يسمى بالإشراق أيضا , و يتعلق باللطف آلإلهي ألذي يناله من يشاء من عباده و هو غير خاضع للعلوم آلمعروفة و إنما يكون من آلله تعالى , و يكون عادة من نصيب آلمتقين ألذين أخلصوا لله تعالى في وجودهم عبر خدمة عباد آلله و أوليائه فأصابوا آلحق بالعلم و العقل و نالوا آلحكمة . نسأله تعالى أن يجعله من نصيبنا . و ليس من آلسهل آلوصول إلى هذه آلدرجة آلعالية , لأنه يحتاج من آلسالك أن يتخطى مرحلتين من سبعة مراحل هما : الطلب ثم آلعشق و آلمراحل آلسبعة هي:ألطلب - ألعشق - المعرفة - ألتوحيد - ألإستغناء - ألحيرة - ألفقر و آلفناء .إنها مدن آلعشق آلسبعة للعطار آلنيشابوري , و قصتها تبدأعندما قرر ثلاثون طائرا ألتحرك للوصول إلى مدينة آلعشق من نقاط مختلفة في آلعالم لكن لم يصلها سوى إثنان منهم فقط و آلآخرون إنشغلوا إما بسحر وادي جميل أو بستان مثمر أو زاهر و هكذا , و آلطلب يحتاج إلى آلصبر و آلمقاومة و آلمعاناة , أما آلعشق فيرافقه آلحرقة و آلألم و ذوبان آلجسم .و آلقصة تصور مرهف تعبر بدقة عن حياة آلسالكين آلعاشقين للله . ولا حول و لا قوة إلا بالله آلعظيم . يتبعمحمد آلبغدادي