Tuesday, May 15, 2018


لأهميّة الموضوع؛ نُعيد النشر متمنياً صوماً خاصّا – لا تقليدياً للجّميع:

[نِعْمَ آلرّبّ ربيّ و بئس آلعبيد أنتم]!

رُحمالك يا ربيّ .. ألعالم كلّه كما ترى يحترق و لم يَعُد هُناك مَنْ يُرتَجى آلخير منه لقساوة و فساد القلوب و موتها حتى حلّ النفاق بينهم, فآلناس حيرى بسبب سياسة التجويع من قبل المنظمة الأقتصاديّة العالمية التي هيمنت على منابع العالم و سخّرت حكومات الأرض و أذنابهم .. كَكُلّ زمان و مكان لمصالحها فباتوا عبيد الدّنيا و الدِّين لعقٌ على ألسنتهم  ينعقون مع كلّ ناعق و يرتكبون كل إثم و يلهثون على كل مائدة يُشبع كروشهم و ما تحتها بقليل!
جيوش من المنافقين تحوم كالذباب على الموائد و المزابل و المقابر لأحياء مجالس الغيبة ألتي تزداد يوماً بعد آخر لأجل منصب أو راتب أو بدلة أو حتى لقمة بآلحلال والحرام بعناوين شتى يحسبوها نصراً وتوفيقاً و ذخراً و لا معنى للحياء و للكرامة والرّجولة عندهم .. يأتون مهلهلين كلّ ما لاقيتهم وهم يُمجّدون مقامك ويُعظّمون فكرك؛ و حين أدير ظهري أراهم كمناجل تحصد روحي بلا رحمة و حياء!
ألكل طلّق الدِّين الحقيقي وتمسّك بقشوره و ظاهره وأعرض عن الحقّ و لا علاقة لها بآلسماء .. بحيث لم تعد تأمنهم على مال أو شرف أو حتى على نقل كلام – مجرد كلام أو جملة - سرعان ما يُغيّرون أصلها و أصولها و مرامها و جغرافيتها و تأريخها! ألأمانة آلألهية عندهم صارت مهزلة و نكتة لجهلهم وطغيان نفوسهم الخبيثة وشرورهم  وخراب سريرتهم وخبثهم ونفاقهم وعمالتهم وضعفهم أمام الدولار.
يا إلهي : أنت الشاهد حين كنتُ و للآن أجاهد مَعكَ ضدّ أعداء نهجك حتى بقيتُ وحيداً معكَ كما الحسين(ع) لا يهمني الناس إلا الحقّ .. يوم وقفَ جميع أهل العراق ضدّنا و لم يبق من المناصرين من ينصرنا بعد شهادة الثلة المؤمنة .. و كنا سعداء لكن المحنة الكبرى اليوم أننا نواجه المنافقين المُدّعين للدِّين والدَّعوة وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك .. إنما يفعلون للتغطية على فسادهم و فساد نفوسهم و عوائلهم الغير الشريفة!

ولم نستكين .. و لم نتنازل أمام أعتى الطغاة رغم حشودهم تحت راية البعث و الجيش و الشرطة و الأمن وآلمخابرات والجيش الشعبي وكنتُ وحدي في الميدان معك ياربي أقاتلهم جنباً إلى جنبك .. و لم أترككَ لحظة حتى تعجّبت الملائكة و الجّن و الأنس من صمودنا الكونيّ .. لانك أنت العزيز الوحيد لقلبي مع حبيبتي التي تركتني هي الأخرى لهول الموقف في جهنم العراق أثناء المواجهة الغير المتكافئة ..

وكيف لا أنصرك يا أملي و ربي و قد كنتَ معي دائماً في كلّ شدّة و محنة و موقف و مواجهة مع البعث الهجين؟ لذلك و جبت عليَّ  نصرتكَ وبوفاء و إخلاص و بلا منّة رغم إنّ نُصرتكَ كانت إنتحاراً في وضح النهار  و وسط جهنم العراق بسبب جيوش البعث المليونية .. حيث جنّد الشعب العراقي نفسه لنصرة الحاكم الباطل و لم يكن هناك ناصر أو معين أو حتى من يُسلّم علينا .. رغم إني كنت أعطي حتى راتبي الشهري للفقراء وعوائل الشهداء لأستدين لنفسي من صديقي الشهيد (موسى) لآخر الشهر وما زال الشاهد الحيّ الوحيد باق على هذا الأمر الذي لم يفعله في التأريخ سوى شهيد واحد مضى هو الآخر لسبيل الحقّ مظلوماً!
كنتُ شاباً .. جميلاً وسيماً لدي أحلام  وأمنيات أتطلع كما أي شاب لحياة هادئة بعد زواجي ممن أحببتها .. لكني حذفتها جميعأً من برنامج حياتي قاذفاً نفسي وسط الأقدار الهوجاء وفي ساحات الوغى والمواجهة وكنت ولا أزال أحبّ و أستأنس مع الفنّ والموسيقى والجمال والحياة رغم مراراتها بسبب  قبح الوجوه و طغيان الشهوة التي تأقلمت مع الخسة و الدناءة و الخبث و الرذيلةّ و آلخيانة تحت راية البعث الصداميين بآلامس و راية المؤمنين التقليديين اليوم ..
كل الآفاق كانت أمامي مظلمة .. و كلما  كنت أحاول مستميتاً من أضاءة شمعة وسط ذلك الظلام كانت رياح الجهل و عواصف المنافقين تهبّ و هي تسعى لإظفائها .. و أنى لهم ذلك رغم ضآلتها,  و رغم الصعوبات التي كانت تمنع حتى إبصار طريقي لكني صمدت و ما زلت و إستطعت بنورك ألأزلي خرق الظلمات بعد ما صرتَ مُعلميّ و مُرشدي .. تحت ظلّ سماء و أرض العراق المغبّرة ألكئيبة التي ما زالت تئن من الظلم وآلكفر و الرياح الحمراء و السّوداء!
أحياناً كنت أتمنى الشهادة مع أصدقائي الطيبيين الذين سبقوني نحو السموات العُلى .. لأنّ فراقهم كان يوحشني خصوصاً حين كانت المنافذ والمعابر حتى الصغيرة منها تُغلق أمامي كلّ مرة .. سوى غرفتي الصغيرة المتهرئة كمنفذ وحيد في مدرسة(الجعفرية) وسط الدهانة مقابل مسجد الحيدري ببغداد .. بسقف كان يؤذيني كثيراً موسم الأمطار لكثرة الثقوب فيه و لم يكن فيها سوى بساط  و دفاتر وكتب ولوحات جميلة رسمتها من وحي الذات وهي تحكي قصّة الألم الأنسانيّ و أصل الشر في هذا الوجود المرعب بسبب المنافقين.

لكني رغم كل هذا يا إلهي .. ما تركتكَ و كيف أتركك و للآن و أنت العالم .. أنتظر لقياك بشوق ..  ولا يمكن أن أتركك كما تركك أهل العراق و دعاة اليوم و العالم السائر نحو الشهوة و الجهل و الظلام حتى المُدعين للدّين و آلدّعوة والقيم و هم يركنون كأجَراء في أحضان المستكبرين آلفاسدين .. بحيث إختلطت الأمور على الجميع و بات الحق باطلا و الباطل حقاً و الأنتهازي مجاهداً و الجهادي منبذواً, و هم يعلمون الحق ولكن يبطلونه بسبب نفوسهم المريضة و متطلبات منافعهم و رواتبهم!
كل هذا و للآن .. ليس فقط لم أتنازل  و عائلتي الشهيدة الحيّة عن حُبّك و نهجك رغم مخاطر الموت التي كانت و ما زالت تداهمنا كلّ يوم و ساعة ولحظة عند كلّ دقة باب أو هاتف أو همسة أو حركة غير طبيعية وسط شعوب إختارت طريق الخنوع و الذلة متواطئة مع المستكبرين بغباء مطلق بزعامة الأحزاب الفاسدة التي تحكم بأمر الأسياد.
قلت لأخي الشهيد (سعدي فرحان) و عزيزي (محمد فوزي) و رفيقا العمر (موسى محمود و بديع عبد الرزاق) و هم يسمعون آلآن همساتي الكونيّة هذه؛ مآ آلعمل .. لقد ألقوا القبض على الصدر الفيلسوف القائد .. ولا أظن أنه ناج منها هذه المرة(الأخيرة)؟ هل هناك خطة أو حركة لدرك الموقف لأنقاذه؟
قالوا؛ لقد أعطينا الكثير من الشهداء .. فليتقدم الآخرون! قلتُ و هل في العراق غيرنا ليتقدموا؟
قال الشهيد محمد فوزي؛ أملنا في نتيجة الحرب العراقية – الأيرانية لتقرير المصير و الموقف النهائي!
قلتُ وهل تعتقد بأن الأستكبار العالمي و الشعب العراقي المتخلف حضارياً و مدنياً سيتركون صدام و يستسلمون لمنطق الحقّ لينتصر الأسلام الذي جاء غريباً و سيعود غريباً؟
 ثمّ مَنْ يتقدم و الساحة كما ترى أمامكّ مكشوفة حتى الشيوخ و السادة فيها تركونا و عادونا بعد ما باعوا الدّين  و تمسكوا بشعارات دينٍ تقليديّ لأجل جيوبهم و نفوسهم .. دين تقليدي أكل وشرب عليها الدهر بأسماء بيوتهم و احفادهم و كأن الدّين محصوراً بهم .. بل لجأ حتى كبارهم علناً لعواصم المستكبرين و مراتعهم يطلبون الحماية والعلاج و المال و الأستثمار بفضل أموال (الخمس و الزكاة) و قوت الفقراء!
سكت آلجميع و طأطؤا رؤوسهم نحو الآرض .. حيرى لا يعلمون طريقا للنجاة خصوصا و الساحة قد خليت من المؤمنين سوى بضع نفر في كل بغداد وهكذا المحافظات .. ثم أعقبت؛ أبشروا أيها الصادقون .. نحن أحباب الله في الأرض و لا غيرنا من يُقرّر المواقف و طريق الحقّ أبداً ملآى بآلأشواك و ليذهب للجحيم كل عميل و جبان و خبيث و منافق حتى لو كان شعباً بكامله.

 و ما هي إلا صبر ساعة .. حيث الشهادة و رب الملائكة و الخلود كله بإنتظارنا ..  و ختمتُ الموقف بالقول؛ [لا يهمّكم بعد .. سنتصدى لهم كآلحسين و الله المعين و هو الشاهد على ما أقول!]
كل العراق وحتى العالم منذ ذلك الحين .. قد خلى من الصادقين بعكس الظاهر تماماً حيث هيمن آلمستكبرون على منابع الطاقة و خضع الجّميع ومنهم (دعاة اليوم) لأجل راتب حرام و منصب أحرم؛ مُدّعين بأنهم كانوا مؤمنين ومجاهدين كدعاة الأمس و الدين و الأخلاق و الأدب منهم براء!
تباً و تعساً لكم أيها "الدّعاة" المنافقين .. أين كنتم يوم كنا نبحث حتى عن مأوى أو صديق يحتضننا أو قريب يُسلّم علينا أو بيت يأوينا أو جهة تحمينا؟
والله يا (دعاة اليوم) أنتم أشرّ مكاناً و أكثر بؤساً حتى من البعث الهجين الذين فصلوا رأس(الحق) عن الجسد, أما أنتم فقد فصلتم و قتلتم روح و فكر الحق عن العالم بمواقفكم و نفاقكم و فسادكم!
 أنتم إما كنتم مع الملحدين أو مع البعثيين أو الواقفين على التل كجواسيس ترقبون كل شارد و وارد أو كنتم فارّين من الجيش بسبب الموت الذي كان أمامكم لدفاعكم عن صدام وكما شهدنا قوافلهم الأخيرة التي لجئت لدول الجوار بعد إعلان أمريكا هزيمة صدام المحتومة وها هو حالكم اليوم أيضا حيث تعملون في خط مزدوج مع المستكبرين من جانب و مع المتأسلمين من جانب آخر و كل سعيكم في هباء لأنّ فعلكم هذا قد بيّض وجوه كلّ منافقي التأريخ منذ قابيل و إلى اليوم .. فلعنة الله عليكم و على الدّين الذي تديّنتم به.
تعساً لدنيا و لوجود غبت عنها يا ربي و حبيبي .. لتصبح بيد المنافقين, حتى الشيطان تركهم بعد ما رآى العجب العجاب من البشر .. رآى ما لم يخطر على بال إبليس ..
لا معنى و لا قيمة لأي موجود بدونك أنتَ أيها الحبيب الوفي ..
أنت الوحيد الذي كنت معي يوم بقيتُ وحيداً بعد الشهداء العظام الذين ذبحهم أهل العراق بلا رحمة و ضمير و صدّامهم كان يتربع في قصره كما الخضراوييون الآن و كل المجرمين يشربون كؤوس الفساد حتى الثمالة و الشعب رغم إنه  لم يعد لديه ما يبيع لعيشه لكنه ما زال مع الباطل كما كان في عهد صدام و ما قبله و بعده .. لقد آمن الجميع بآلشيطان و الشر في الباطن و بآلله و الخير في الظاهر و لا ذكر لعدالة عليّ(ع) في أوساطهم بعد .. رغم أن أكثرهم يدّعون إنتمائهم له و لأبنه الأمام الحسين(ع) الذي قال للعالم كلماته النورانية لأنه مصباح الهدى:
[ِّإنّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ‏ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ]. و لكن هيهات أن يفهم الناس .. خصوصا أهل العراق معانيها, لأنهم لو كانوا فهموها؛ لما كانوا قتلوه كما هم الآن يقتلون كل مفكر و فيلسوف ولا يخضعون إلا للمستكبرين والفاسدين لأجل راتب حرام.
إلهي رُحماك ..أنت وحدك الصادق الأمين الهادي و الرحمن الرحيم  وتعلم ما في السّر و العلن ..
و كل المُدّعين للدّعوة وآلدّين والوطن و نصرة الفقير؛ هم طلاب دُنيا  يسعون كما شهدناهم للفوز بآلحكم من اجل المال والعلو و المقام لملأ بطونهم و جيوبهم ولا يعلمون بان كل شيئ زائل و يوم القيامة بعدها آت و هو آخر المطاف وسيقتصّ الحَكَمُ العدل حتى على الهمسة و اللفتة و الغمزة و اللمزة و الظن وليس على الدولارات والأتفاقيات وآلصّفقات والتصريحات الحرام فقط والتي سببت النهب و الفساد و الخراب في البلاد والعباد! و قد قال (سفينة النجاة) الأمام الحسين(ع): [الحمد لله الذي خلق الدنيا، فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرّته، والشقي من فتنته، فلا تغرنّكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنبكم رحمته، فنعم الرب ربّنا، وبئس العبيد أنتم].
الفيلسوف الكوني / عزيز الخزرجي


لأهميّة الموضوع؛ نُعيد النشر متمنياً صوماً خاصّا – لا تقليدياً للجّميع:

[نِعْمَ آلرّبّ ربيّ و بئس آلعبيد أنتم]!

رُحمالك يا ربيّ .. ألعالم كلّه كما ترى يحترق و لم يَعُد هُناك مَنْ يُرتَجى آلخير منه لقساوة و فساد القلوب و موتها حتى حلّ النفاق بينهم, فآلناس حيرى بسبب سياسة التجويع من قبل المنظمة الأقتصاديّة العالمية التي هيمنت على منابع العالم و سخّرت حكومات الأرض و أذنابهم .. كَكُلّ زمان و مكان لمصالحها فباتوا عبيد الدّنيا و الدِّين لعقٌ على ألسنتهم  ينعقون مع كلّ ناعق و يرتكبون كل إثم و يلهثون على كل مائدة يُشبع كروشهم و ما تحتها بقليل!
جيوش من المنافقين تحوم كالذباب على الموائد و المزابل و المقابر لأحياء مجالس الغيبة ألتي تزداد يوماً بعد آخر لأجل منصب أو راتب أو بدلة أو حتى لقمة بآلحلال والحرام بعناوين شتى يحسبوها نصراً وتوفيقاً و ذخراً و لا معنى للحياء و للكرامة والرّجولة عندهم .. يأتون مهلهلين كلّ ما لاقيتهم وهم يُمجّدون مقامك ويُعظّمون فكرك؛ و حين أدير ظهري أراهم كمناجل تحصد روحي بلا رحمة و حياء!
ألكل طلّق الدِّين الحقيقي وتمسّك بقشوره و ظاهره وأعرض عن الحقّ و لا علاقة لها بآلسماء .. بحيث لم تعد تأمنهم على مال أو شرف أو حتى على نقل كلام – مجرد كلام أو جملة - سرعان ما يُغيّرون أصلها و أصولها و مرامها و جغرافيتها و تأريخها! ألأمانة آلألهية عندهم صارت مهزلة و نكتة لجهلهم وطغيان نفوسهم الخبيثة وشرورهم  وخراب سريرتهم وخبثهم ونفاقهم وعمالتهم وضعفهم أمام الدولار.
يا إلهي : أنت الشاهد حين كنتُ و للآن أجاهد مَعكَ ضدّ أعداء نهجك حتى بقيتُ وحيداً معكَ كما الحسين(ع) لا يهمني الناس إلا الحقّ .. يوم وقفَ جميع أهل العراق ضدّنا و لم يبق من المناصرين من ينصرنا بعد شهادة الثلة المؤمنة .. و كنا سعداء لكن المحنة الكبرى اليوم أننا نواجه المنافقين المُدّعين للدِّين والدَّعوة وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك .. إنما يفعلون للتغطية على فسادهم و فساد نفوسهم و عوائلهم الغير الشريفة!

ولم نستكين .. و لم نتنازل أمام أعتى الطغاة رغم حشودهم تحت راية البعث و الجيش و الشرطة و الأمن وآلمخابرات والجيش الشعبي وكنتُ وحدي في الميدان معك ياربي أقاتلهم جنباً إلى جنبك .. و لم أترككَ لحظة حتى تعجّبت الملائكة و الجّن و الأنس من صمودنا الكونيّ .. لانك أنت العزيز الوحيد لقلبي مع حبيبتي التي تركتني هي الأخرى لهول الموقف في جهنم العراق أثناء المواجهة الغير المتكافئة ..

وكيف لا أنصرك يا أملي و ربي و قد كنتَ معي دائماً في كلّ شدّة و محنة و موقف و مواجهة مع البعث الهجين؟ لذلك و جبت عليَّ  نصرتكَ وبوفاء و إخلاص و بلا منّة رغم إنّ نُصرتكَ كانت إنتحاراً في وضح النهار  و وسط جهنم العراق بسبب جيوش البعث المليونية .. حيث جنّد الشعب العراقي نفسه لنصرة الحاكم الباطل و لم يكن هناك ناصر أو معين أو حتى من يُسلّم علينا .. رغم إني كنت أعطي حتى راتبي الشهري للفقراء وعوائل الشهداء لأستدين لنفسي من صديقي الشهيد (موسى) لآخر الشهر وما زال الشاهد الحيّ الوحيد باق على هذا الأمر الذي لم يفعله في التأريخ سوى شهيد واحد مضى هو الآخر لسبيل الحقّ مظلوماً!
كنتُ شاباً .. جميلاً وسيماً لدي أحلام  وأمنيات أتطلع كما أي شاب لحياة هادئة بعد زواجي ممن أحببتها .. لكني حذفتها جميعأً من برنامج حياتي قاذفاً نفسي وسط الأقدار الهوجاء وفي ساحات الوغى والمواجهة وكنت ولا أزال أحبّ و أستأنس مع الفنّ والموسيقى والجمال والحياة رغم مراراتها بسبب  قبح الوجوه و طغيان الشهوة التي تأقلمت مع الخسة و الدناءة و الخبث و الرذيلةّ و آلخيانة تحت راية البعث الصداميين بآلامس و راية المؤمنين التقليديين اليوم ..
كل الآفاق كانت أمامي مظلمة .. و كلما  كنت أحاول مستميتاً من أضاءة شمعة وسط ذلك الظلام كانت رياح الجهل و عواصف المنافقين تهبّ و هي تسعى لإظفائها .. و أنى لهم ذلك رغم ضآلتها,  و رغم الصعوبات التي كانت تمنع حتى إبصار طريقي لكني صمدت و ما زلت و إستطعت بنورك ألأزلي خرق الظلمات بعد ما صرتَ مُعلميّ و مُرشدي .. تحت ظلّ سماء و أرض العراق المغبّرة ألكئيبة التي ما زالت تئن من الظلم وآلكفر و الرياح الحمراء و السّوداء!
أحياناً كنت أتمنى الشهادة مع أصدقائي الطيبيين الذين سبقوني نحو السموات العُلى .. لأنّ فراقهم كان يوحشني خصوصاً حين كانت المنافذ والمعابر حتى الصغيرة منها تُغلق أمامي كلّ مرة .. سوى غرفتي الصغيرة المتهرئة كمنفذ وحيد في مدرسة(الجعفرية) وسط الدهانة مقابل مسجد الحيدري ببغداد .. بسقف كان يؤذيني كثيراً موسم الأمطار لكثرة الثقوب فيه و لم يكن فيها سوى بساط  و دفاتر وكتب ولوحات جميلة رسمتها من وحي الذات وهي تحكي قصّة الألم الأنسانيّ و أصل الشر في هذا الوجود المرعب بسبب المنافقين.

لكني رغم كل هذا يا إلهي .. ما تركتكَ و كيف أتركك و للآن و أنت العالم .. أنتظر لقياك بشوق ..  ولا يمكن أن أتركك كما تركك أهل العراق و دعاة اليوم و العالم السائر نحو الشهوة و الجهل و الظلام حتى المُدعين للدّين و آلدّعوة والقيم و هم يركنون كأجَراء في أحضان المستكبرين آلفاسدين .. بحيث إختلطت الأمور على الجميع و بات الحق باطلا و الباطل حقاً و الأنتهازي مجاهداً و الجهادي منبذواً, و هم يعلمون الحق ولكن يبطلونه بسبب نفوسهم المريضة و متطلبات منافعهم و رواتبهم!
كل هذا و للآن .. ليس فقط لم أتنازل  و عائلتي الشهيدة الحيّة عن حُبّك و نهجك رغم مخاطر الموت التي كانت و ما زالت تداهمنا كلّ يوم و ساعة ولحظة عند كلّ دقة باب أو هاتف أو همسة أو حركة غير طبيعية وسط شعوب إختارت طريق الخنوع و الذلة متواطئة مع المستكبرين بغباء مطلق بزعامة الأحزاب الفاسدة التي تحكم بأمر الأسياد.
قلت لأخي الشهيد (سعدي فرحان) و عزيزي (محمد فوزي) و رفيقا العمر (موسى محمود و بديع عبد الرزاق) و هم يسمعون آلآن همساتي الكونيّة هذه؛ مآ آلعمل .. لقد ألقوا القبض على الصدر الفيلسوف القائد .. ولا أظن أنه ناج منها هذه المرة(الأخيرة)؟ هل هناك خطة أو حركة لدرك الموقف لأنقاذه؟
قالوا؛ لقد أعطينا الكثير من الشهداء .. فليتقدم الآخرون! قلتُ و هل في العراق غيرنا ليتقدموا؟
قال الشهيد محمد فوزي؛ أملنا في نتيجة الحرب العراقية – الأيرانية لتقرير المصير و الموقف النهائي!
قلتُ وهل تعتقد بأن الأستكبار العالمي و الشعب العراقي المتخلف حضارياً و مدنياً سيتركون صدام و يستسلمون لمنطق الحقّ لينتصر الأسلام الذي جاء غريباً و سيعود غريباً؟
 ثمّ مَنْ يتقدم و الساحة كما ترى أمامكّ مكشوفة حتى الشيوخ و السادة فيها تركونا و عادونا بعد ما باعوا الدّين  و تمسكوا بشعارات دينٍ تقليديّ لأجل جيوبهم و نفوسهم .. دين تقليدي أكل وشرب عليها الدهر بأسماء بيوتهم و احفادهم و كأن الدّين محصوراً بهم .. بل لجأ حتى كبارهم علناً لعواصم المستكبرين و مراتعهم يطلبون الحماية والعلاج و المال و الأستثمار بفضل أموال (الخمس و الزكاة) و قوت الفقراء!
سكت آلجميع و طأطؤا رؤوسهم نحو الآرض .. حيرى لا يعلمون طريقا للنجاة خصوصا و الساحة قد خليت من المؤمنين سوى بضع نفر في كل بغداد وهكذا المحافظات .. ثم أعقبت؛ أبشروا أيها الصادقون .. نحن أحباب الله في الأرض و لا غيرنا من يُقرّر المواقف و طريق الحقّ أبداً ملآى بآلأشواك و ليذهب للجحيم كل عميل و جبان و خبيث و منافق حتى لو كان شعباً بكامله.

 و ما هي إلا صبر ساعة .. حيث الشهادة و رب الملائكة و الخلود كله بإنتظارنا ..  و ختمتُ الموقف بالقول؛ [لا يهمّكم بعد .. سنتصدى لهم كآلحسين و الله المعين و هو الشاهد على ما أقول!]
كل العراق وحتى العالم منذ ذلك الحين .. قد خلى من الصادقين بعكس الظاهر تماماً حيث هيمن آلمستكبرون على منابع الطاقة و خضع الجّميع ومنهم (دعاة اليوم) لأجل راتب حرام و منصب أحرم؛ مُدّعين بأنهم كانوا مؤمنين ومجاهدين كدعاة الأمس و الدين و الأخلاق و الأدب منهم براء!
تباً و تعساً لكم أيها "الدّعاة" المنافقين .. أين كنتم يوم كنا نبحث حتى عن مأوى أو صديق يحتضننا أو قريب يُسلّم علينا أو بيت يأوينا أو جهة تحمينا؟
والله يا (دعاة اليوم) أنتم أشرّ مكاناً و أكثر بؤساً حتى من البعث الهجين الذين فصلوا رأس(الحق) عن الجسد, أما أنتم فقد فصلتم و قتلتم روح و فكر الحق عن العالم بمواقفكم و نفاقكم و فسادكم!
 أنتم إما كنتم مع الملحدين أو مع البعثيين أو الواقفين على التل كجواسيس ترقبون كل شارد و وارد أو كنتم فارّين من الجيش بسبب الموت الذي كان أمامكم لدفاعكم عن صدام وكما شهدنا قوافلهم الأخيرة التي لجئت لدول الجوار بعد إعلان أمريكا هزيمة صدام المحتومة وها هو حالكم اليوم أيضا حيث تعملون في خط مزدوج مع المستكبرين من جانب و مع المتأسلمين من جانب آخر و كل سعيكم في هباء لأنّ فعلكم هذا قد بيّض وجوه كلّ منافقي التأريخ منذ قابيل و إلى اليوم .. فلعنة الله عليكم و على الدّين الذي تديّنتم به.
تعساً لدنيا و لوجود غبت عنها يا ربي و حبيبي .. لتصبح بيد المنافقين, حتى الشيطان تركهم بعد ما رآى العجب العجاب من البشر .. رآى ما لم يخطر على بال إبليس ..
لا معنى و لا قيمة لأي موجود بدونك أنتَ أيها الحبيب الوفي ..
أنت الوحيد الذي كنت معي يوم بقيتُ وحيداً بعد الشهداء العظام الذين ذبحهم أهل العراق بلا رحمة و ضمير و صدّامهم كان يتربع في قصره كما الخضراوييون الآن و كل المجرمين يشربون كؤوس الفساد حتى الثمالة و الشعب رغم إنه  لم يعد لديه ما يبيع لعيشه لكنه ما زال مع الباطل كما كان في عهد صدام و ما قبله و بعده .. لقد آمن الجميع بآلشيطان و الشر في الباطن و بآلله و الخير في الظاهر و لا ذكر لعدالة عليّ(ع) في أوساطهم بعد .. رغم أن أكثرهم يدّعون إنتمائهم له و لأبنه الأمام الحسين(ع) الذي قال للعالم كلماته النورانية لأنه مصباح الهدى:
[ِّإنّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ‏ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ]. و لكن هيهات أن يفهم الناس .. خصوصا أهل العراق معانيها, لأنهم لو كانوا فهموها؛ لما كانوا قتلوه كما هم الآن يقتلون كل مفكر و فيلسوف ولا يخضعون إلا للمستكبرين والفاسدين لأجل راتب حرام.
إلهي رُحماك ..أنت وحدك الصادق الأمين الهادي و الرحمن الرحيم  وتعلم ما في السّر و العلن ..
و كل المُدّعين للدّعوة وآلدّين والوطن و نصرة الفقير؛ هم طلاب دُنيا  يسعون كما شهدناهم للفوز بآلحكم من اجل المال والعلو و المقام لملأ بطونهم و جيوبهم ولا يعلمون بان كل شيئ زائل و يوم القيامة بعدها آت و هو آخر المطاف وسيقتصّ الحَكَمُ العدل حتى على الهمسة و اللفتة و الغمزة و اللمزة و الظن وليس على الدولارات والأتفاقيات وآلصّفقات والتصريحات الحرام فقط والتي سببت النهب و الفساد و الخراب في البلاد والعباد! و قد قال (سفينة النجاة) الأمام الحسين(ع): [الحمد لله الذي خلق الدنيا، فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرّته، والشقي من فتنته، فلا تغرنّكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنبكم رحمته، فنعم الرب ربّنا، وبئس العبيد أنتم].
الفيلسوف الكوني / عزيز الخزرجي