Monday, November 08, 2021

أهمّ ميّزات الفلسفة الكونيّة

أهمّ ميّزات ألفلسفة آلكونيّة: أهمّ ميزات الفلسفة الكونيّة ألعزيزيّة التي تمثل (المرحلة 7) والأخيرة بعد ستة مراحل فلسفيّة مرّ بها آلفكر الأنسانيّ منذ عهد اليونان القديم حين ‏‏بدأت تباشير ألحضارة[عندما قام رجلٌ غاضب و لأوّل مرّة إلقاء كلمة بدلاً من حجر] كما قال (سيغموند فرويد), لتنتهي بـ(الفلسفة الكونيّة) التي إعتمدت العقل الباطن لتقرير ألأسس الفلسفيّة وآلمبادئ آلأخلاقيّة الكونيّة لتأمين إتصال المخلوق بآلوجود و آلكون كلّه بإستمرار .. بدل العلاقات ألمجازيّة الماديّة ألمحدودة, لتكون ختام قصة الفلسفة! فياإخوتي الأساتذة في العالم خصوصاً في بلدي المذبوح: شيوخ و عُمداء و عُلماء و رُؤوساء الحكومات و الوزارات و آلسّفارات و ألمديريات و المدارس و الجّامعات العالميّة و العراقيّة ألمقدّسة وفّقَهم الله لحمل ألأمانة آلّتي يسعون لأجلها رغم فقدان المنهج الكونيّ .. لكنهم يحاولون لا لأجل ألحاكمين و الظالمين بل لاجل الوصول للحق: لذا أرجو منكم جعل مادّة (ألفلسفة آلكونيّة) أحد أهمّ ألمواد الدّراسيّة ليكون الطالب الخريج مؤهلاً و نافعاً لحمل و أداء الأمانة عبر إختصاصه بدل أن يتحول إلى عالة للإرتزاق على المؤسسات .. و شكراً لوعيكم و تفضلكم لتكونوا من آلأوائل ألحاملين لراية المعرفة الكونيّة التي تسعى لتعريفكم بأساليب الأبداع و الأتصال بآلمعشوق الحقيقيّ بدل المعاشيق المجازيّة لهداية و خدمة العالم. فلا بُدّ للشباب عموماً وأساتذة الجامعة و العلماء و آلطبقة ألمُثقفة خصوصاً أنْ تتمتّع برؤية كونيّة شاملة – غير ضيّقة - مُشبّعة بآلمحبّة و التواضع و السّلام .. و مُعبّئة بآلفكر ألمعرفيّ و آلرّؤية الكونيّة الثاقبة و آلمنفتحة على أصل مكونات الوجود و ماهيّة ألجّمال و الأبداع و الخلق لأداء دورهم بتجاوز مخاطر ألعصبيّات القوميّة والعشائريّة وآلولاآت الحزبيّة و المذهبيّة و العنصريّة و حتى الوطنيّة الضّيقة التي تتبع (الأنا) و هي (ألعقبة الكأدَاء) الأخطر أمامَ آلتّغير لأجل ألعدالة عبر تصدي آلجّميع و في مقدمتهم المسؤول الأصلح ألمُؤهّل ألنّزيه ألذي تجتمع فيه صفة (الأمانة و آلكفاءة الكونيّة)(1) بصدق لتحقيق ألأهداف ألأنسانيّة ألعليا قبل أيّ هدف آخر لخلاص البلاد والعباد من الفقر والفساد و الطبقية للوصول إلى الرفاه و السعادة والعدالة و تجاوز تكرار ألمآسي التأريخية, حيث لا يكفي نيل شهادة بكالوريوس أو دكتوراه أو حتى ما فوق الدّكتوراه(البوست دكتورين) بل لا تنفع حتى لو أصبحت آية عظمى في آلفقه و القضاء فقط .. من دون معرفة علل الأحكام و علاقة الفقه والقانون و آلأختصاص بآلكون و العدالة و فلسفة الخلق .. كأساس لكل شيئ إلى جانب التطوير و الأبداع الواجبتين, و بحسب قول (شارل ديغول)؛ [ألسّياسة مسألة خطيرة جداً يجب أنْ لا تُترك للسّياسيين], لأنّ قرار صغير خاطئ - ناهيك عن كبير - سيكون مكلفاً للغايّة ماديّاً و بشريّاً و تبقى آثاره لأجيال و أجيال لتُجرى عليهم عمليّة آلمسخ بآلكامل يعني تحوّلهم لمخلوقات دون الحيوانيّة! و يقول سيّد الحُكماء و الحُكّام و العرفاء و السّياسيين الأمام عليّ(ع): [ألعدل أساس الحكم] و قد حدّد لها أكثر من عشرة أصول(2), أساسها العدل و آلأبداع و الأخلاص و البناء, خصوصاً ألمساواة في لقمة الخبز(ألرّواتب والحقوق والأمكانات والفرص المتعلقة بآلبيت الحكومي) وبين آلجّميع بلا إستثناء بين دين وآخر ومن يغتني وأقربائه من السياسة فهو ظالم لا محال (راجع وصاياه في الحكم .. و منها لمالك الأشتر). والبلد الذي أحزابهُ يتقاتلون و يتآمرون بعضهم على آلبعض لاجل الحكم يعني على( المناصب و الرّواتب والمال والصّفقات كحصص) ؛ لا ولن يفلح, حتى لو كانت من أغنى شعوب العالم كحالنا في العراق, فما فلحت أبداً وكما رأينا الحكومات التي حكمتنا جميعأً لكونها لم تكن بآلمواصفات الكونيّة المطلوبة التي نحن بصدد توضيحاها و كما وردت في آلفلسفة الكونيّة, لهذا فشلت و إنتهت بغضب الجّماهير و فقدان الثّقة و إسالة الدّماء و إنتشار الخراب و الفقر و الفساد و الطبقيّة المقيتة بحيث بات ربع العراق بلا سكن لائق, يضاف لذلك كله آلدّيون العالميّة التي لا يمكن أن تُسَدَّد إلّا بتقديم البلاد كلّها هديّة للدائنين, و إليكم أهم مميّزات الفلسفة الكونيّة التي هي (ختام الفلسفة) في الأرض وصمام تقدّم و سّعادة البشرية: ألتأكيد على آلتخلص من الحالة البشريّة - التي تعادل ألحالة (ألحيوانيّة) تماماً و آلسّعي للأنتقال إلى فضاء آخر أرحب و أنسب لإنماء الجوانب ألرّوحيّة والإنسانيّة لتحقيق الحالة الآدميّة(ألتّواضع) في وجود الأنسان للأستعداد بعد رياضات خاصّة لبناء (الحضارة الكونيّة) المفقودة على آلأرض اليوم رغم مرور 14,5 مليار سنة على الوجود و أكثر من 10 آلاف سنة على وجود نسلنا الحالي - بدل الحضارة الماديّة - ألحيوانيّة ألقائمة(3) وآلمنتشرة في الأرض, خصوصاً في بلادنا الوحيدة المحرومة من آلأثنان أيّ من (الحضارة) و(المدنيّة)!؟ رغم إننا أبدعنا بعد ما ملكنا ألمنهج الإلهيّ و المواصفات والمؤهلات اللازمة للتقدّم المدنيّ والعمرانيّ على الأقل قبل كلّ العالم (المتمدن) المعاصر الذي إستغلّ مناهجنا البيانيّة الواضحة و السّلسة التي إعتمدت (الأرقام الهندسيّة) التي إكتشفها الخوارزمي كأساس للباينري لتنظيم عقل (الكومبيوتر)(4), وهكذا بسطت فلسفتنا الكونية الأمور دون تعقيد أو الحاجة إلى اللجوء لقواميس اللغات والفلسفة والمعاجم القديمة و الحديثة .. فالسهل البسيط المُمتنع يشقّ طريقه عبر آلقلب و الرّوح و الإحساس مهما كانت المادة المطروحة معقّدة و جافة .. حتى إنّ أصحاب الضمائر الناقدة و الحاقدة التي تبحث عن الشوائب في ظلال المطروحات تنساق مع طرحها(أيّ مع الفلسفة الكونيّة)! و هناك فرق كبير بين ناقد و حاقد كما يقولون .. خصوصاً في زمن الظلم والفساد و آلجّهل الذي عمّمته آلدّيانات التقليدية و آلأحزاب المتحجّرة اللاهثة وراء الحرام و القنص عبر تحاصص حقوق الفقراء لتعميق الطبقيّة و الظلم بعد غياب القيم الكونيّة في مناهجهم إلى جانب موت الوجدان و حلول العنف والكراهيّة بسبب لقمة الحرام التي شكّلت خلايا أجسادهم الحيوانيّة فسحقت الفقراء و المحتاجين! ومراتب ألفكر ألمعرفيّ ألكونيّ في آلفلسفة الكونية(5), هي: [قارئ - مُثقف - كاتب - مفكر - فيلسوف - فيلسوف كونيّ - عارف حكيم]. فعليك يا عزيزي معرفة صفات و خصوصيات كلّ مرحلة وكيفيّة تحقيقها لنيل ألحكمة في نهاية المطاف للوصال مع المعشوق ألحقيقي. العارف ألحكيم : عزيز حميد مجيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) للأطالع على التفاصيل, بما فيها مواصفات المسؤول العادل, عبر: [https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732887]. (2) أسباب زوال الدّولة عند الأمام عليّ (ع) يُحدّدها بأكثر من عشر علامات, لا يُمكن و لا يجوز التهاون بإحداها تحت أيّ ظرف, بل عدم العمل بواحدة منها تعني وقوع آلكوارث, وهي: ـ تضييعُ الأصول.. (و تعني: تضييع حقوق الفرد والمجتمع) بعدم مراعاة المعايير الكونيّة في تعريف و تعيين المسؤول أو الوزير أو الرئيس. ـ التمسكُ بالغُرورِ.. (و تعني: الاستبداد و التفرد بالسلطة), و إستغلال الآخرين بشتى الوسائل و التهديدات و التعينات و المخصصات. ـ تقديم الأراذل, و يتمّ نتيجة تفضيل آلأنتماء العشائري و الحزبيّ و القومي و المذهبي لكسب المال و المقام و إباحة المحاصصة و التوافق لسرقة الناس. ـ وتأخيرُ الأفاضل .. أيّ : (تقديم الفاسد الذي يُفضّل المحسوبيّة و المنسوبيّة على العدالة و المصلحة العامة.. و تأخير الصالح الأمين آلكفوء) ليتسبب بنشر الظلم والفساد والرشوة. ـ ضياع ألحقّ بسبب التحاصص و التوافق؛ و لا يفلح قوم ضاع الحقّ بينهم. ـ ألفرقة : تؤدّي الى آلمؤآمرات و بآلتالي الضعف .. و الضعف يُؤدي بدوره إلى آلذُل .. و آلذُل يُؤدّي الى زوال الدّولة.. و ذهاب النعمة و إنتشار الجوع و القهر و المرض. ـ ألجّهل الذي يسبب الإستبداد و التمسك بآلسلطة.. و التفرد بالحكم والسلطة (اوتوقراطية). ـ روحية التكاثر و التّعلق بآلدّنيا .. و جمع الأموال لدى مسؤولي الدولة خصوصاً المسؤولين الكبار .. (أيّ تعاظم الفساد الماليّ عند المسؤولين). ـ سوء الظن و التشاؤم ببقاء الدّولة و ديمومتها. ـ عدم الاعتبار بالعبر والتجارب السّابقة, و عدم التعلم من الكشوفات و القوانين الجديدة .. كل ضمن إختصاصه, و للجّهل دور رئيسي في تعظيم هذا الأمر. ـ عدم مواكبة التطور و التكنولوجيا و المحاسبة الذاتية و الأداريّة الدائمة لتصحيح مسار آلعمل و تقويم آلنفس(السلوك), ولهذا أثر كبير في إستقامة الموظف والمسؤول و الوزير و حتى الرؤوساء لخدمة الوطن والمواطن والمجتمع, حيث كان الأمام(ع) يفعل ذلك(ترشيد المسؤوليين و الولاة) أكثر من مرّة في الأسبوع حسب الأمكان و الفرص من خلال المنابر و البيانات الرسميّة و الشرعيّة المختلفة ليكونوا على علم بما يجري حولهم .. لهم و عليهم, و هذا ما هو آلمفقود في عراق اليوم جملةً و تفصيلاً, بسبب الجهل و المحاصصة, فكل مسؤول يعتبر منصبه حقا و إستحقاقا له بقوة حزبه وقوميته والجهة التي رشحته ولا مجال للتنازل مهما كان, حتى لو ثبت فساده, بل لا يُحاول مرّة في السنة من مراجعة أفكاره و تطورات أختصاصه, بينما علوم التربية و التعليم الحديثة ؛ تؤكد بأن كل موظف و مسؤول و تدريسي عليه أن يجدد معلوماته مرة في السنة ليبقى فاعلاً و على دراية بكل ما يتم كشفه في مجال عمله. يقول الأمام عليّ (ع) في عهده لمالك الأشتر أحد وزراء حكومته و واليه على مصر: [إنما يُؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها]. ـ و [إنما يُعْوِزُ أهلها لإشرافِ أنفس الولاة على الجمع.. وسوء ظنهم بالبقاء.. وقلة انتفاعهم بالعبر]. (3) نعتقد بأنّ الحضارة الماديّة - ألمَدنيّة لوحدها - حتى لو كنت يا عزيزي تملك وسطها قصراً مُشيّدأً من آلمرمر و الياقوت و الزّمرد و الحرس و الثّمر و النعم مع الحور العين و الغلمان لا يُمكن أن تحقق بها رسالتك التي وجدت لأجلها, لأنها لا تحقق لوحدها سعادتك و هدف وجودك مهما كانت الحياة من حولك (نانويّة) و مُتقدّمة بل لا بُد من وجود القيم الكونيّة ألعزيزيّة بجانبها مع أساس بنيانها, و هو (التواضع مع الأدب) والذي لا يتحقّق إلّأ بقتل الذّات - لأنّ التواضع و المحبة إلى جانب المدنية و آلرّفاه تسبّب الوئام و نشر آلأمن و السلام و آلإيثار و بآلتالي وفرة الأنتاج و الأبداع, و عندها فقط تستحقّ أن تعيش و تتفاعل مع هذه الحياة و التنعم بخيراتها و بآلتالي تحقيق الهدف المنشود بخدمة الناس عبر الأنتاج الوفير و كرامة و عزّة و حريّة كاملة بعيدة عن قيود التعبد للحاكم و المسؤول و الوزير وصاحب العمل لتأمين راتب من الحكومات أو القوى أو مساومة الأحزاب و المسلحين العلنيّة و السّرية بـ(المتحاصصة) التي تتحكم بمصير الناس عبر لقمة الخبز بل حتى بقدح الماء الذي تشربه, و بذلك – بموقفك البطولي هذا؛ تُحقق عمق ذاتك التي محوتها لأجل (المعشوق) ألحقيقيّ. (4) لمعرفة التفاصيل : راجع: [الحضارة الإسلامية أكبر حضارة عرفتها البشرية] عبر الرابط التالي: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=260847 (5) للأطلاع على بعض ملامح و أطر الفلسفة الكونية العزيزية, يمكنكم ذلك من خلال الرابط أدناه: https://www.noor-book.com/en/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books