Friday, September 24, 2021

الاستيراد من دون ضوابط دمر آلاقتصاد العراقي كل بلدان العالم تهتم بالاقتصاد فهو عصب الحياة, الا في العراق فالأمور وضعت بيد من لا يفهم ادارة الدولة, وهكذا العراق يعيش منذ سقوط الطاغية في عام 2003 في فوضى سطوة الجهل, كانت الامنيات كبيرة بعد الخروج من حكم العفالقة بان العراق ينطلق كبلد اقتصادي عملاق, لكن الطبقة الحاكمة عملت على النقيض من تلك الامنيات! وها هو السوق العراقي معتمد كلياً على السلع المستوردة, ولم يعد الانتاج المحلي قادر على منافسة المستورد, وقد قدر خبراء الاقتصاد خسائر العراق الى عام 2010 ب 180 مليار دولار نتيجة اعتماده على الاستيرادات الخارجية, وهذا الرقم الخاص بالخسائر يصل الان الى 360 مليار دولار! في عملية تدمير غريبة يمارسها الكبار للاقتصاد العراقي. ان الاستيراد في السنوات الاولى لم يكن حتى خاضع للضرائب مما جعل المنافسة معدومة بين المستورد والانتاج المحلي, فادى ذلك لموت القطاع الزراعي والصناعي في العراق. · سلبيات الانفتاح على الاستيراد الطبقة الحاكمة لا تلتفت ولا تهتم بتقوية الاقتصاد العراقي, لذلك سياستهم الاقتصادية الفاشلة ادت الى رفع معدلات البطالة, وتدمير البيئة الزراعية والصناعية, مع تأثيرات مرعبة على الجانب الصحي والاجتماعي, فغياب الضوابط في الاستيراد جعل من السوق العراقية عبارة عن مكب للسلع غير الصالحة في باقي الاسواق! سلع مضرة بالصحة ومضرة اجتماعيا, سلع لا تناسب العائلة بقضايا تتعلق بالإدمان والصحة النفسية, حيث ان باقي البلدان ترفض هكذا سلع وتضع ضوابط كي تحمي مجتمعاتها, لكن الطبقة الحاكمة في العراق لا تهتم, لذلك فالسوق العراقية لا تمانع في استيراد أي شيء حتى لو كان سماً! اما لو كان الحديث مخصص فاستيراد الادوية عليه الف علامة استفهام, واستيراد السيارات قضية ملغومة, واستيراد السكائر خاضعة لقوى كبرى, واستيراد البيض خط احمر, واستيراد المواد الانشائية خط احمر, وحتى استيراد الخمر تجارة ناشطة خلف مظلة سياسية, كل مجالات الاستيراد دخلها غول الفساد, واصبح من العسير على السلطة التنفيذية اصلاح الامر – ان افترضنا انها تسعى للإصلاح -, لان الكيانات السياسية الكبرى تحولت الى غول اكبر من قوى الدولة. أن التنمية في العراق متعثرة لأسباب عديدة، منها أسباب تتعلق بالحكومات, وأسباب أمنية، ونظرة بسيطة الى معدلات النمو الاقتصادي في العراق ستصيبك بالخيبة لأنها متواضعة جدا, نتيجة الوفرة المالية التي تدفع باتجاه الاستيرادات الاستهلاكية. · سلبية التاجر العراقي نضيف نقطة مهمة لسبب الخلل الاقتصادي في العراق, وهو السلوك السلبي للتاجر العراقي, والذي انتج كوارث من دون ان يفهم سلبيات ما ينتجه عمله على البلد, فالتجار العراقيين يبحثون دوما عن استيراد البضائع الرخيصة، ولا سيما الصينية منها، الاهم عنده الربح بعيدا عن السمعة ورضا المستهلك, وهذا التوجه لدى المستوردين والتجار العراقيين برز بعد الحصار عام 1990 واستمر لما بعد العام 2003 حتى الآن. مع غياب النظام الاقتصادي الذي ينظم الاستيراد ويفرض مواصفات خاصة على السلع المستوردة, عندها تجذرت السلبية في سلوك التاجر العراقي الذي اغرق المستهلك المحلي بأبشع السلع المنتجة والتي تفرغ جيوب المواطن ولا تعطيه ضمانات مستقبلية طويلة. · كان على العراق الاخذ بالتجربة الاماراتية تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي اعتمدت على الثروة النفطية التي تملكها في سبيل بناء اقتصادها والنهوض به، بعكس ما يحصل على العراق حيث يستمر هدر الثروة النفطية من دون تنمية اقتصادية. فالإمارات عملت بالموازاة مع البناء الاقتصادي المستند على الثروة النفطية, ضمن سياساتها العامة طويلة الأمد على الاستثمار في كافة القطاعات الممكنة التي تمنح للإمارات مجالا آمنا من الحركة، بدلا من التبعية المطلقة لقطاع واحد. وهذا ما لا يفهمه جل الطبقة الحاكمة في العراق, والتي تملك القرار الاقتصادي, فالموضوع فوق مستوى الفهم, والهدف الاماراتي في بناء دولة اقتصادية قوية بعيد عن طبيعة الكيانات السياسية المتحكمة والتي تنظر للبلد كمصدر للمال والاهم بناء جسدها وتقويته بعيدا عن الوطن.

الجنون ظاهرة مجهولة:

ألجنون ظاهرة مجهولة: لم تترك الفلسفة مجالا إنسانيا دون التطرق إليه ومحاولة توفير قاعدة فكرية (فلسفية) تعطي تفسيرا مقبولا للظاهرة. لذلك نجد أن الفلسفة والعلوم مترابطان بقوة ويكمل احدهما الآخر، ضمن هذه المواضيع نجد ان الفلاسفة حاولوا ويحاولون تفسير ظاهرة الجنون، كظاهرة يتصرف فيها الإنسان بدون وعي.. بمعنى آخر بعض التصرفات يمكن ان توصف بجنون مؤقت، حين يقع الإنسان تحت تأثير حادث أو ظاهرة تجعله يتصرف بفقدان كامل للوعي.هذه الظاهرة كثيرا ما يجري استغلالها من رجال القانون للدفاع عن جرائم ارتكبها موكليهم (1). ولئن كانت الفلسفة قد اهتمت بالعقل، وجعلته في مركز تفكيرها وبحثها وتأملاتها، وعملت على تكوين وتشكيل المفاهيم المتعلقة به، وانصرفت نحو دراسة نظرياته، فإن نقيض العقل، وهو ظاهرة الجنون، لم تجد من الفلاسفة الإغراء الكافي أو الشغف الذي يجعلهم يبحثون في عوالمه ومجاهله، فمنذ الانطلاقة الحقيقية للفلسفة في العصر اليوناني، كانت مسألة العقل والمنطق حاضرة بقوة إلى حد تعريف الإنسان من قبل الفيلسوف أرسطو بالحيوان الناطق، في حين صمتوا عن الجنون إلا من إشارات عابرة، على الرغم من أن كثيراً من هؤلاء الفلاسفة كانوا ضيوفاً على عيادات الأمراض النفسية (2) ولذلك يعترف أندريه لالاند في كتابه المعجم الفلسفي أن الجنون “لفظ عام ومبهم جدا”، فهو مفهوم ضبابي غير واضح، ذي حدود غير مضبوطة بما أن الأمر لا يتعلق بتفسير ماهية الجنون بل بتقديمه بوصفه بديلا متاخما للعقل. إن الجنون، عند العديد من اليونانيين، هو الهوس (mania) الذي غالبا ما يكون مرتبطا مع عدة كلمات قديمة وبعواطف الروح التي غالبا ما ينظر إليها سلبيا: مينوس (menos) ، باثوس (pathos)، باثيما (pathema)، إيبيثوميا (epithumia)، للحديث بالإغريقية، و إنسانيا (insania)، فورار (furere)، ديليروس (delirus)، اضطراب (perturbation)، أنيمي (animi)، أو كذلك الليبيدو (libido) للمصطلحات اللاتينية. كل واحدة من هذه الكلمات تفتح الكثير من الفروق التي كان يعالج الجنون من خلالها في العصور القديمة اليونانية والرومانية: مرض الروح، المعاناة، الإلهام الإلهي، العاطفة، الشر، الرغبة، الحركة، الارتجاج، تؤثر، شهوة وغيرها (3). وهناك تنوعا في الأبعاد والدلالات التي يمكن أن يأخذها الجنون عند فلاسفة اليونان القدامى. تارة ينظر إلى الجنون إيجابيا حينما يفتح للعلم بشكل خفي تنبؤات (présages)، وتارة أخرى ينظر إليه سلبيا عندما ينسب إلى أمراض الروح التي تورط في المغالاة (intempérance). (4). وقد كان اليونانيون يعتقدون بأن من الجنون ما هو إلهي فيكرمون صاحبه اكرامهم بيتي الدلفية التي كان يهتف ابولون بفيها . ومنه ما هو شيطاني يمت صاخبه بصلة إلي الأرواح الخبيثة فينفرون منه وتعهدونه بأنواع العذاب والقتل . وهناك نوع ثالث وهم الأبرياء الذين مسهم الشيطان بضر فقد كان الكهان يتدبرونهم في الهياكل بأنواع الطقوس الدينية وغيرها (5)

الجولة الجديدة المُخيفة لحُكم العراق!

ألجولة ألجّديدة ألمُخيفة لحُكم آلعراق!؟ قبل سنوات و بعد فوز التيار الصّدري في آلأنتخابات ألسابقة و كما توقعت بأغلبية المقاعد كتبت مقالاً بعنوان: [أيها المقتدى هل أنت لها؟], كشفت في نهاية المطاف بحسب النتائج أنّ الصدريين هم الآخر ليس بمقدروهم إقامة العدالة لأنّهم كباقي الأحزاب يجهلون أسس العدالة الكونية و تطبيقها بجانب الخطط الخمسيّة و العشريّة والعشرينيّة و حتى القرنية التي لا يعرفون معادلة رياضية واحدة لتدوينها – و هكذا هُدِرَ حقّ المظلومين من قبل الظالمين المعروفيين ولم يُعاقبوا للآن! و هكذا كان .. حتى عندما أصبح أحد نوابه و هو (حميد نعيم الغزي) و آخر .. نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع أكثرية المقاعد البرلمانية لم يُحققوا المطلوب, بل ساءَت الأحوال أكثر فأكثر لعدم التقدم خطوة واحدة للأصلاح و لمعاقبة المفسدين الكبار من الرؤوساء ثم الوزراء فالنواب بل إشتد الحصار والهجوم على الفقراء و الموظفين الصغار لأخطاءاً ثانوية, و بآلمقابل تركوا الحيتان الكبيرة تسرح و تمرح و توسع من فسادها بطرق أخرى, و لم يعاقب حتى الفاسدين من تياره كآلمجرم المدعو بهاء الأعرجي و نوابه في البرلمان و غيرهم, و هكذا لليوم ما زال الحبل متروكاً والفساد ينتشر ولا يعاقبوا إلا المظلوم المسكين. والذي شدّ إنتباهي وسط هذا الهرج و المرج؛ هو تصريح جديد للسّيد مقتدى الصدر نقله (محمد صالح العراقي) المقرب منه: [بحسب ما نشر "وزيره المقرّب حواراً قصيراً مع القائد" على مواقع التواصل الإجتماعي [فيسبوك], مشيراً إلى تداعيات تسنّم الصدريين "هرم السلطة في العراق"، متسائلا؛ (هل سيكون أتباعنا آل الصدر على قدر المسؤولية .. أم سيكونون كسابقيهم ممّن استلموا الحكومات و فسدوا بكل شيئ)؟]. و نقل ذلك "الوزير" عن "القائد" قوله: [إنّني أخشى من آلدّنيا عليهم فإنّها إنْ فتحت أبوابها لأيّ أحد لم يُروّض نفسه؛ فالزّلل سيكون الأكثر إحتمالاً, ثمّ إنّني لا أريد ألتّضحية بسمعة آبائي و أجدادي و إسم العائلة, و كما حدث لباقي آلأحزاب و التيارات التي حكمت ثمّ إنسحبت بل غيرت حتى هويتها! و أضاف الصّدر في تصريحه: [لا أريد من ذلك .. إلّا رفع ألفساد و إعانة المظلومين و إعانة الفقراء و إزالة البلاء]. و هذا هو بيت القصيد .. لكن كيف!؟ و سؤآلنا المكرّر: هل يتحققّ سعادة الفقراء يوماً .. مع وجود آلثقافة و النّفس الحزبيّ و القوميّ و المذهبيّ الضّيق السائد في العراق بقيادة السياسيين الفاسدين و تلك الوقائع التي شهدناها منهم عمليّاً خلال عقدين تقريباً سبقهم حزب الجهل البعثي بذلك لعقود و كما أشرنا و ألمحنا لذلك في أكثر من مقال و بيان!؟ و أخيراً؛ هل العراق وبسبب الفوارق الطبقية والحقوقيّة والسرقات الملياريّة التي وصلت لأكثر من [ترليون دولار أمريكي]؛ سيدخل مرحلة آلفناء و الزوال بسبب الانتخابات الجديدة المجهولة المزمع عقدها الشهر القادم, خصوصاً بعد ما زالت الثقة بين (الشعب) و (السياسيين) المصابين بالأميّة الفكريّة التي تسبّبت بالمسخ, حتى بات العراقيّ يُفضل حُكم الأجنبي عليهم! لأنهم - أيّ الأجانب - أرحم وأنصف مِن السّياسيين العراقيين ألذين إمتلأت بطونهم بآلرّواتب والمال الحرام من دماء الفقراء؟ و المشتكى لله و لصاحب الزمان(عج). ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد