Sunday, October 01, 2023

أيّهما الأظلم على الحقّ ؛ الأمويون أم العاسيون ؟

أيُّهما الأظلم على آلحقّ ؛ الأمويّون, أم العباسيون؟ وما الفرق بين نهج و سياسة كلّ من الأمويين و العباسيين تجاه أهل البيت(ع)؟ و لماذا إستمرّ الظلم عليهم حتى يومنا هذا!؟ وما علاقة تلك المقارنة بحياتنا اليوم وسياسة آلحكام؟ عموماً ذلك الظلم قد وقع بإتفاق المسلمين و غيرهم و يُعتبر بكل المقايس و في جميع الفترات التأريخية مأساة المآسي و ظلم ما بعده ظلم بنسب متفاوتة من هذا البشر اللعين الذي حكم و لم يسعي يوماً للتخلص من بشريّته ليتأهل للمرحلة الانسانية ليتمكن ألغور في الأعماق و الأسرار وترك العرض والقشور إلى الجوهر و اللباب ليعدل في الحكم .. و هذا النكوص و البقاء في السطح بسبب تثاقلهم إلى الأرض و حبّ السلطان و المناصب و التحاصص لدرك الشهوات و الملذات بسهولة و يسر. لذلك مُحيت العدالة و الأنصاف و القيم- أيّ الله - بحيث عادى السياسيون لأجل الحكم الوجدان و الفكر و المفكرين ناهيك عن الفلاسفة الذين يُريدون التوازن و العدالة في الحقوق بين الناس جميعاً و هذا لا يمكن أن يكون له مكان في حياتهم و عقائدهم المختلطة اللقيطة, لأنها تحول دون فسادهم و نهبهم! لذلك فإنّ أمّة كأمتنا بقيادتها حتى تلك (المنتخبة) فيها من قبل البشر يستحيل أن تعدل أو ترعى حقوق الضعفاء و آلمهمشين و آلمعوقين و المتقاعدين منهم خاصّة: لذلك فأنّ أمّتنا و أيّ أمّة كهذه يطغى عليها الظلم و الفوارق الحقوقية و الطبقية: لن تُنصر ؛ لن تُرزق ؛ لن تُفلح ؛ لن تنتج ؛ لن ترتاح؛ و لن تُسعد, و ﻻ خير مطلقاً فيها, و أمرها إلى فوضى و سفال و زوال لا محال! والأدلة كثيرة من القرآن والسُّنة, ومنها النّص الشريف و البيّن عن سيد العدالة الكونيّة عن النبيّ(ص) قال : [ما أفلح قوم ضاع الحقّ بينهم]! في عراق الجهل و آلمآسي اليوم كما بالأمس؛ ليس فقط ضاع الحقّ و الموازيين و إنتشر الظلم و سُرقت حقوق الناس الفقراء حتى المتقاعدين العاجزين منهم بعد كل خدماتهم الجليلة في الدولة طوال عقود وصلت لبعضهم إلى نصف قرن .. بل إختلط الحابل بآلنابل و بات المنكر معروفاً و المعروف منكراً, و لا أجانب الحقيقة و الواقع لو قلت: [بات (الحكام و النواب و القضاة يأمرون بآلمنكر و ينهون عن المعروف]و و يقرّرون المعايير و المراتب لبقاء مصالحهم! هذا بعد ما تجاوز المتحاصصون على حقوقهم وحقوق الفقراء والمعوقين والثكلى ونهبوها بإسم الله و الدّين و الجّهاد بلا حياء و وجدان!؟ و ضحّوا بباقي حقوقهم للمتقاعدين الأجانب الذين وصل عددهم لأكثر من 100 ألف متقاعد أفضلهم لم يعمل للعراق و لصالح العراقيين بل للظالمين و لسنوات, حيث كان جلّ عملهم لخدمة صدام و أركان النظام الصدامي و أجهزته القمعية و كان للمصريين و اللبنانيين و السوريين و غيرهم الدور الرئيسي و رغم هذا يتمتعون اليوم بأفضل الرواتب التقاعدية بآلقياس مع العراقي! و قمّة المأساة و النفاق و الخمط و الخلط تجلّت, و تتجلّى اليوم لدى المتحاصصين عند خروج بعضهم في مناسبة أو إحتفال أو مقال وصفي بعيداً عن الجوهر والروح في موقع أو صحيفة مدافعاً عن الحقّ وعن مظلومية الأمام الحسين(ع) وعليّ(ع) أو عن مواقفهم و بطولاتهم المزيفة موحيا بأنه يؤمن بذلك نفاقاً ؛ لتشويش أذهان الفقراء الأميون عادّةً بذاك الكذب و التلفيق و النفاق, بل و مظهرين أنفسهم أنهم مجاهدون و مقاومون و الله و نحن أعلم بحقيقتهم .. و لعنة الله على الكاذبين. و من هنا وصف ذلك الشاعر الموالي حالهم في معرض مقارنة ظلم الأمويون مع العباسيين بحقّ اهل البيت(ع) والأمة من حولهم مفضّلاً ببلاغة عالية حُكم الأمويين رغم دمويّتهم على حكم العباسيين الذين تعاطفوا ظاهريّاً مع مظلومية أهل البيت(ع) و إقامة مجالس العزاء على الأمام الحسين(ع)! فأفصح الشاعر واصفاً الحال و كأنه يقول للعالم بإختصار شديد : (الأمويّون كُفار, و العباسيون منافقين كآلتالي : يا ليت ظلم بني مروان دام لنا .. و ظلم بني العبــاس في النـار .. أتمنى أن تكونوا قد أدركتم أبعاد هذا البيت و الغاية منها أيّها الكرام و علاقته بحاضرنا المحكوم اليوم !؟ و ما علاقة تلك المقارنة بحياتنا الكئية اليوم و مستقبل أجيالنا البريئة المسكينة القادمة!؟ و كيف و لماذا فضّل الشاعر النظام (الأمويّ الدّمويّ) على النظام العباسيّ الذي آمن بآلأعتدال الظاهري لبعض الحدود و حتى بالثأر لأهل البيت(ع) في الأعلام و في بعض المواقف و القرارات على الأقلو و بمشاركة الأئمة أنفسهم في ترشيد و قيادة السلطة كما في عهد المأمون مع الأمام الرضا (ع), و كذلك وجود وزراء بآلخفاء و العلن من المواليين للأئمة(ع) .. بل ظهر منهم رئيس وزراء شيعي في عهد بعض الخلفاء كما في رئاسة الجمّال في خلافة هارون الرشيد .. لكن وصف الشاعر للعاسيين رغم ذلك كان قاسياً حيث حكم عليهم بأسوء من الحكم على الأمويين و كما هو حال قادة الشيعة الممسوخين في عراق اليوم و علاقتهم مع حقوق الأمة و مستقبل الأجيال القادمة المسكينة !؟ و كأنه يقول لنا الفرق: هو أن الأمويين كفار كصدام و باقي الرؤوساء و أمثالهم من الطغاة ؛ أما العباسيون ؛ فأنهم منافقون و يخدعون مع سبق الأصرار لمعرفتهم بآلحقيقة و بأن الخلافة لأهل البيت(ع) و ليس لهم, فكانوا يخططون للمكر و يكذبون على الناس و يخونون الأمانة كي تبقى السلطة بيدهم. و سيعلم الذين ظلموا و (نافقوا و كذبوا لنهب المال و الرواتب) أيَّ مُنقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد