Saturday, January 26, 2019

لماذا تنكّر الشابندر لأكبر حقيقة تأريخيّة!؟
ملاحظة: أخواني و أبنائي القرّاء الأعزاء: أنقل لكم حقائق تأريخية شهدتها بكل حواسي و جوارحي وعقلي, ولا غاية أو علاقة لي بأيّ جانب منها خصوصا المعنيّ .. فقط للتأريخ!
نقلت الفضائية (البغدادية) قبل أيام لقاءاً مع السّيد الشابندر تحدّث خلاله عن أسباب شهادة الأمام الفيلسوف الصدر الأول وموقف الثورة الأسلامية منه, حيث أوعز السبب إلى أن القيادة الأسلامية هي من خانت الصدر ألاول الذي كان وجوده يعادل كل إيران حسب تعبيره .. محاولاً إبراز مظلومية الصدر و التباكي عليه بعد خراب البلاد و العباد على يديه و أقرانه بمواقفهم وتحليلاتهم و خزعبلاتهم وحالة الجزر و المد و الرفع و الخفض و النهب و الفساد أثناء التحاصص و الأعلام و التعليق على الأحداث, بجانب أنه و أقرانه لم يتأخّروا شهراً واحداً ولا ساعة واحدة لقبض رواتبهم و مخصصاتهم و تقاعدهم و صفقاتهم الأخرى التي ما زالت مستمرة لحدّ هذه اللحظة من دم و عرق الكادحين و الفقراء و الأرامل و اليتامى و بناء الوطن السليب و بلا رحمة و ضمير .. و فوق هذا كله لم يكن دقيقا في أحكامه حتى ما يتعلق بأحداث الثورة المسجلة والموثّقة التي ما زالت تنزف وهي وحدها تقاوم المستكبرين على الأرض حتى هذه اللحظة .. و لا أدري ربما كل هذا الأجحاف و التمرد وتزوير الحقيقة كان بسبب إنشغاله في الجندية لخدمة جيش صدام أيام الحرب العراقية - الأيرانية حتى عجز و هرب خوفا من الموت بعد أحدى إجازاته العادية من قاطع مهران حيث قضاء بدرة ثم بغداد و منها خارج العراق ..
على أيّ حال .. الأيام تجري و التأريخ يسجل و المؤمن الحقيقي هو وحده يصمد  فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ..

لقد كنتُ من أوائل الذين شهدوا بدقة و تفصيل جميع الوقائع والأحداث التي رافقت تلك الفترة على الأرض بل وسبقتُ الجميع مع (بداية الثورة) في تسجيلها وإن علاقة الصّدر الأوّل بآلثورة قد ظهرت كموقف عقائدي – لا سياسي و لا مصلحي ولا لأجل حطام الدّنيا .. موقفاً كونيّاً لم يسبق له مثيل لمعرفته (قدس) بحجمها و عظمتها و آثارها و أهدافها الكونيّة .. هذا قبل ما تتجسد بصور و بوسترات لخيرة الفنانين الأيرانيين تُجسّد حقيقة محمد باقر الصدر بحيث ملأت صوره شوارع و دوائر و وزارات إيران و تكاد لا ترى شارعا يخلو من صوره .. بل خطب الأمام الراحل(قدس) نفسه أيام شهادته قائلاً: [لقد فقدت الحوزات العلمية رجلاً لا يُعوّض .. و كان من مفاخر الحوزات العلمية و مدحه مدحاً لم يسبق له مثيل ..] و غيرها.

لكن مشكلة المشاكل و العلة تكمن في جهل المعنيين .. خصوصاً العراقيين المعارضين بحقيقة تلك الثورة لسببين:
الأول: الأنحطاط الثقافي العراقي العام و الدّيني بشكل خاص بجانب فشل التربية و التعليم و الأتجاه الأدبي العراقي الذي إنحسر و للآن بآلروايات و الأفلام المصرية و القصص الشبيهة بألف ليلة و ليلة أو قصص توفيق الحكيم ..
الثاني: أن جماعة السيد مهدي الهاشمي الذي خان الثورة منذ إنطلاقتها و بدعم أستاذه السيد محمد الشيرازي قد تسبّبوا في محنة الدّعوة و القضية العراقية ككل .. هذا في بداية الأنتصار من خلال مكتب العراق الذي كان يترأسه مسؤول حركات التحرر العالمية المقبور آية الله مهدي الهاشمي, حيث كانوا يشيعون وسط الناس بأنّ حزب الدعوة حزب عميل و الشهيد الصدر غير مجتهد و ضد الثورة الأسلامية و ولاية الفقيه .. بل ضد صاحب الزمان(ع) و غيرها من التهم, بحيث جيّشوا الناس و عبّؤوا الأيرانيين ضد الحركة الأسلامية العراقية الحقيقية ليصفى لهم الجو ويكون لهم حصة الأسد من المساعدات و الاموال التي كانت تقدمها الثورة للمعارضة العراقية .. و علّة العلل في السّببين الآنفين هي:
أن العراقيين كما العرب و بسبب تدنيّ المستوى العلمي و الثقافي و الفكري عندهم لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة مواكبة حركة الثورة و ثقافتها وأسسها الكونية النابعة من جذور الفكر الأنساني ..
لكن لا أدري لماذا تنكّر الشابندر و هو يدّعي الفكر  لهذا الموضوع ولكلّ تلك الحقائق التي شهدنا فصولها معاً؛ هل جهلاً أم تجاهلاً أم الشيب و الكبر تسبب بذلك, فنسى كل تلك الحقائق و الوقائع .. أم هي لقمة الحرام التي ملأت البطون للأسف خصوصا المتصدين للسياسة والأعلام؟
وإليكم و للتأريخ .. بعض أقوال الأمام الفيلسوف الصدر المظلوم بحقّ تلك الثورة و قيادتها:
[ذوبوا في الأمام ... كما ذات هو في الأسلام]
[لو عيّينني الأمام(قدس) مُمثّلاً صغيراً عنه في قرية من قرى إيران النائية لقبلت ذلك بفخر].
[الثورة الأسلامية بقيادة الأمام ... حققّت آمال جميع الأنبياء و آلمرسلين], فكيف يتجرأ السيد الشابندر بعد كل هذا أن يخالف هذا التأريخ و يُسطّر أقولا من وحي نفسه لا تمت للواقع بصلة؟
و المواقف التأريخية العظيمة التي وقفها الأمام الشهيد الفيلسوف كثيرة لمؤآزة تلك الثورة التي لا عقل السيد غالب الشابندر ولا أكبر منه في العراق و غيره يستطيع فهمها ودركها, و لهذا نرى الآن تشتت الساحة العراقية و أختلاف الرايات فيها خصوصا بين الأسلاميين وصلت حدّ التكفير و فقدان التواصل و المرحمة حتى بين أعضاء الحزب الواحد منهم, والعاقبة للمتقين الذين وحدهم يؤمنون بآلولاية التي بدونها لا يمكن أن يكون حالهم أفضل مما هم عليه الآن في عراق الفساد و المآسي و الأنانية وعبادة الرواتب و الدولار.
الفيلسوف الكونيThe cosmic philosopher /