Monday, April 01, 2019


هدف ألفلسفة الكونيّة بإختصار؛
هو بناء ألأنسان أوّلاً, لكن كيف وقد فشل فيه أكثر من 124 ألف نبي مُسدّد من الله تعالى؟
لذلك يبدو أنّها أصعب وأخطر مُهمة تتضمن لغز الوجود و سبب خلق الأنسان, و يجب على الجميع خصوصا العلماء و الأدباء الأنتباه لهذه الحقيقة و التركيز أكثر وآلوقوف وآلتدقيق فيما نقول لأنها تمثل آخر مراحل الفلسفة في تأريخ الأنسان.

لهذا فأنّ الفلسفة الكونيّة و كما بيّنا(1) تهدف و تُركّز على بناء الأنسان فكريّاً وقلبيّاً من آلدّاخل, قبل البناء الظاهريّ والعمران المدني الخارجي, لأنّ هوية العَالَم لا تتحدّد بآلبنايات والقصور والفنادق والتكنولوجيا مهما عظمت وكما يُروّج لذلك المستكبرون لتحمير الناس وحرفهم عن جادّة الحقيقة لكي يخلوا لهم الجو؛ بل هويّة العَالَم وسعادته تتحدّد بماهيّة وأخلاق الأنسان وتطوره الفكري ورقيّه الحضاريّ, من حيث لا فائدة من القصور و الشوارع و العمارات وآلتكنولوجيا مع وجود إنسان حزين و مهموم و كئيب يئنّ من وطأة الظلم و الفوارق الطبقيّة والحقوقيّة والضّياع والعوز و فقدان الحرية و الأمل وجهله بالهدف الذي وُجد لأجله في الحياة بجانب جواب (الأسئلة الستة) و كما هو حال شعوب 255 دولة, ولذلك نرى الناس و بسبب الأهداف والسياسات الخاطئة ألمُـتّبعة من قبل الحكومات يعيشون أنواع المحن و آلبلاء و الحرب و الفرقة و الخصام و الظلم والضرائب وكما اشرنا سابقا – راجع؛ [ثورة الله](2)!

ألصّينيون ألقُدامى عندما فكّروا بآلعيش في أمان من الحرب و الغزو؛ بنوا (سُور) الصّين العظيم الذي يُعتبر من عجائب الدّنيا السّبع, واعتقدوا بأنّ حياتهم و بلادهم قد تحصّن و في مأمن لوجود سُور لا يُخترق لشدّة علوه و تحصّنه، ولكن .. خلال المئة سنة الأولى بعد بنائه؛ تعرّضت الصّين للغزو ثلاث مرات!
ففى كلّ مرّة لم تكن جحافل العدو البرية بحاجة إلى اختراق ذلك السّور أو تسلقه؛ بل كانوا يدفعون ألرّشوة للحارس ثمّ يدخلون عبر الباب ألرّئيسي بسهولة و بلا عناء و مقاومة!
لقد انشغلوا ببناء السّور ونسوا بناء الأنسـان!
و ليس سهلاً بناء الأنسان, كما هو الحال مع بناء البيوت والعمارات و صناعة السيارات وناطحات السّحاب, التي لا تحتاج سوى لتصنيع آلحديد ورص الحجر و تركيب بعضها فوق بعض ليتمّ البناء و كما كان الحال مع سور الصّين و غيره من عجائب الدّنيا, لكن بناء الأنسان هي العقبة الكأداء, و هي المشكلة الكبرى التي فشل في تحقيقها أكثر من 124 ألف نبي و مرسل, لأنه يتعلق ببناء مخلوق يحوي العقل والشهوة وحب النفس وآلرّئاسة والتسلط والتكبر وحب التملك و كلّ هذه الصّفات مُدمّرة, بحيث واحدة منها قد تجعل الأنسان طاغية و ظالماً وقد يقتل شعبا كاملا بل وأمة بأكملها لشهوته, و كما حدث في بلادنا وأمّتنا مرات ولحد هذا اليوم.
لكن المعرفة الكونيّة وتجارب التأريخ برعاية الفيلسوف الكونيّ وتسديد الله تعالى مع العلم وتطور الفكر والوعي من خلال (المنتديات) سنُحقق بناء الأنسان للبدء بآلأسفار الكونية السبعة, والتي تحتاج قبل كلّ ذلك إلى أنّ نزكيّ أنفسنا و ذلك بكبح جماح النفس التي تتغذي من الحواس, في مقابل الحفاظ على الرّوح بتحريرها عن طريق العقل الذي يتوسط الجسد والروح, و آلنصر عادةً للجهة التي تميل لها العقل.


هل للعراق مُستقبل؟
هل تعرفون عبر التأريخ إنساناً أو رئيساً أو إمبراطوراً أو زعيم حزبٍ لم يُبدّل ثوبه و لم يُغيير طمريه لسنين ولا حتى طعامه البسيط الذي لم يكن يُشكّل سوى نوعين من المأكولات: (كآلخبز و الملح فقط) أو (الخبز واللبن فقط) و هكذا .. بينما كان هذا آلمعنيّ و هو (علي بن أبي طالب) رئيسا لأحدى عشرة دولة لا دولة واحدة .. وبتصرفه خراج و أموال مجموعة من الأمم و الدّول المختلفة .. تلكَ الأموال التي كان يُقسّمها بآلتّساويّ بين الناس, ولا يعرف فرقاً بين غنيّ و فقير, و بينَ يهوديّ ومسيحيّ أو مسلم؛ بين الكافر والمؤمن؛ بين العالم وطالب العلم؛ بين الرئيس والمرؤوس؛ بين آلوزير والعامل في الرواتب!؟
ألحكاية لا تنتهي إلى هنا .. و ليست هذه القصّة ألكونيّة لوحدها الهدف .. كما لا تتعلّق بعرض زهد أو عدالة عليّ (ع) ايضا التي لم تعد مجهولة لأحد تقريباً!؟
بل أصل القصة وآلغاية التي نريد بيانها هي:
أنني قبل فترة نشرتُ هذه القضيّة (كمقالة) على صفحات بعض الكروبات كدعوة للسياسيين و الحكام للأقتداء بنهج و عدالة عليّ(ع)؛ ككروب (التجمع الليبرالي في العراق) و (كروب التجمع الدّيمقراطيّ العراقي) و ما شابهها من هذه التسميات التي لا يعرف أصحابها أصلها و فصلها و غاياتها .. حاثّاً من خلاله - أيّ المنشور - ألسّياسيين و الحكام إلى التنوّر بهذا العظيم الفريد لأجل العدالة والمساواة والحرية لتحقيق السعادة بدل الشقاء الذي يئن منه الناس؛ لكن أ تَدرون ما كانت تعليقاتهم و موقفهم!؟
لقد كانت تعليقاتهم تُؤشر إلى أنّ سياسيّ و مُثقّفي العراق و الأمّة و حتى العالم ناهيك عن الناس العوام .. سيُواجهون كوارث عظمى .. الله وحده أعلم بمجرياتها و مستقبلها لضحالة الأسئلة و ضعف الوعي , و هم يُشيرون إلى أنّ هذا النمط العلوي من الحكم لا يُفيدنا, نحن نريد أن نحصل على الأموال و الرّواتب وأن نفعل ما فعله غيرنا من الحكام بعد صدام و هو ضرب الرواتب و الغنائم حتى من قبل مَنْ أدّعى حتى الأيمان و الدعوة, و لا تهمنا العناوين التي تحكم!
فَأَحدهم(ليبرالي) للعظم قال, مُعلّقاً بإستهزاء على المنشور: ما هي تلك الدّول التي كان يرأسها؟
و حين أشرتُ له عليها؛ إستشكل على واحدة من تلك الدّول بكونها لم تكن من ضمن الدّولة الأسلامية!؟
وآخر قال: إن السودان لم تكن ضمن الأمبراطوريّة الأسلامية لأنّها فتحت زمن ألخليفة عمر وكأن الأمام عليّ كان أوّل خليفة!
و آخر قال إنّ عليّاً قد أخطأ بإعطائه الحرية لمن لا يستحقها, و منهم مَنْ قال؛ [لا نريد حكومة إسلاميّة]!؟
و غيرها من الأعتراضات التافهة الدّالة على عُمق آلجّهل و الفساد في عقولهم .. هذا مع إنّ أصل ألموضوع المطروح و الهدف المقصود .. كان يعني تطبيق العدالة العلويّة وكذلك فحوى وفلسفة الحكم و النزاهة والزهد والأنسانيّة في آلحكومة الأسلامية, إلّا أنّ الأميّة الفكريّة ضربت أطنابها وفَعَلتْ فعلها بعقولهم خصوصاً ألسّياسيين الأكاديميين .. ألمُثقفين جداً جداً!؟
حيث تركوا أصل القضايا و تعلّقوا بآلقشور و السّطحيات جهلاً أو تجاهلاً لتعميق ألجّهل أكثر فأكثر, معتقدين بأن الشهادة لوحدها هي الثقافة! و فوق هذا رفض مسؤولي تلك الصفحات صداقتي معهم لعدم قدرتهم على هضم ما نكتب!
هؤلاء هم كُتّاب و أكاديميّ و مثقفيّ العراق و رواد الدّيمقراطية و الليبرالية و اليساريّة و اليمينيّة و الشماليّة و الجنوبية والدّينية و غيرها من المصطلحات التي يُراد منها إستحمار الناس لسرقتهم؟
فهل للعراق مستقبل مع هذه الأميّة الفكريّة المطرزة بآلشهادات الأكاديمـيـة؟
بل هل للعالم مستقبلٌ وآلناس لا تعرف للآن جذور و أهدف و فلسفة الحكم!؟
ألفيلسوف ألكونيّ
حكمة كونيّة: [لا يُمكِنُكَ أنْ تَغْتَنيّ من آلسّياسة إلّا إذا كُنتَ فاسداً].


ألنّصيحةُ لِمَنْ؟
أكثر آلنّاس لا يَعرفَ الحُبّ و الأحترام وفلسفة القيم خصوصا في هذا الزمن الذي فقد اكثر الناس فيه لقمة الحلال, نتيجةَ آلتربية الفاسدة و آلعُنف وآلجّهل و التظاهر بآلدِّين وآلغرور ألذي ورثهُ من أبويه وعشيرته وقبيلته وحزبه وتعليم النظام الحاكم الذي شارك بإنتخابهِ بنفسه حتى خيّم الظلام على مجتمعه وعلى روحه و قلبه بآلذات, وفوق هذه المصيبة العظمى؛ يأتيك و يُناقشتك على قضايا لا يفهم أبجدياتها نتيجة ذلك الموروث ألجّاهلي ألعفن, رغم أنّك تهبط لمستواه أحياناً و ترغم نفسك بآلصّبر كي ترشده فتصرف عليه بعضاً من أدبك و وقتك الثمين لكن دون جدوى, لذلك فأنّ الحلّ الوحيد مع هؤلاء ألعبيد الجّهلاء المرضى ألذين لا توقفهم عند حدّهم سوى لغة السّوط أو الدّولار؛ هو تركهم, لأنّ ألبيان و آلنّصح لهم كَمَنْ (ينفخُ في قربةٍ مثقوبةٍ), و النّصيحة لِمَنْ ألقى السمع و هو شهيد .. لا من دفن الحق وهو مميت.
ألفيلسوف آلكونيّ