Wednesday, May 01, 2024

الهجوم على الأحرار :

ألهجوم على الأحرار: في الآونة الأخيرة و بعد الحروب الظالمة على الدول و الشعوب المتطلعة نحو الحرية و التحرر ؛ إنبرت قوى و لجان و مؤسسي المواقع العالمية كالفيسبوك و تويتر و حتى مواقع شخصية كالإيميلات .. بإستثناء (الواتسآب) بإغلاق الهادفة منها, بسبب إنتشارها و قوتها في بيان الحقّ, فهناك شخصيات أدبية و فلسفية و علمية لها وجدان و ضمير لا تستطيع السكوت أمام الظلم رغم ما يكلفها من خسائر و أذى ومواجهات, لهذا تعرّضت للهجوم و الإقصاء على الدوام, و منها جميع مواقعي التي كنت أستخدمها منذ أن ظهرت تلك التكنولوجيا حتى بريدي الأليكتروني تمّ حذفه بإستثناء (الواتسآب), فآلعارف الحكيم الذي نذر نفسه لنصرة الحق, و أبى قلمه أن يتحول لبوق مُهرّج و تابع في موقع التواصل و الأعلام, بل و جهد و أجتهد لنشر الحقائق الكونية الهادفة؛ قد تمّ الهجوم عليه لأنه لا يرتبط بحكومة, و هذا الأمر ذكّرني بسنوات الجمر العراقي في القرن الماضي , عندما كان النّظام البعثي لا يسجن ولا يعدم سوى المؤمن المخلص بقضية الأنسان و تحريره و كان عددهم أقلّ من القليل .. فآلجميع تقريباً إنخرطوا في مؤسسات النظام لأجل الرواتب كما هو حالهم اليوم!؟ إنّ ألعارف ألحكيم و ألفيلسوف ألكونيّ هو ألذي يضع كلّ مُمكن و مُحتمَل بنظر الأعتبار لبيانه و تنوير الناس لضمان آلعدالة و حقوق الأنسان بلا تحيّز أو دعم حزب أو حكومة على حساب الشعوب و كما حدث في بلادنا للأسف, خصوصا عند تصويب قانون أو دستور للمجتمع ؛ و بذلك فإنه و أعوانه آلطبيب – ألحكيم - ألحريص من دون آلجّميع لتأمين و ضمان حقوق الخلق و سلامة المجتمع و رقيّه. فعلى يَدَيّه تتمّ مُعالجة ليست فقط ألأمراض و الكوارث و المشاكل و الإبتلاآت التي يواجهها آلمجتمع و الناس؛ بل و يسعى لتحقيق ألسّعادة و آلأمان و الرّفاه و آلعدالة آلتي تُمحي ألطبقية و الفوارق الحقوقيّة و المعيشيّة و الخدميّة و غيرها .. إنّ آلكونيين وحدهم على ندرتهم و معاناتهم في هذا آلعالم المجنون الظالم الذي قست فيه القلوب؛ يعرفون قيمة الأنسان و آلفِكر و مكانته في آلوجود و دوره في آلتّغيير المطلوب لأحقاق الحقّ و نبذ الظلم, وإن [(الوحدة) بدل (الكثرة)] هي الضّمان لبناء الحضارة الأنسانيّة لا الحضارة – ألماديّة – الفرعونيّة – ألسّومرية – الأكديّة – الكُورشيّة – البابليّة – النبوخذنصريّة – الصدامية, التي حكمت بآلظلم و العنف و القتل, لأنها أندثرت و للأسف ما زال يُمجّدها ألحكام و خلفهم الجهلاء و أنصاف ألمثقفين في بياناتهم وأقوالهم للأسف لرضا الحُكام و الفاعنة بدعم الهمج الرّعاع ألمرتزقة؛ الذين هم السبب في خراب وضعنا و عيشنا وعدم إستقرارنا على كلّ صعيد! لهذا فإنّ مُحاصرتهم وتعليمهم و توعيتهم , بعكس ما فعل و يفعل ألحُكّام والأحزاب و آلمُتسلطين ألّذين لا خيار لهم سوى آلأستمرار في ذلك لإمتصاص دماء ألفقراء و المساكين و المرضى الذين يتمّ إستضعافهم و سلبّ إرادتهم بعد منع ألمعرفة و آلحكمة عنهم, لتصويب ألقوانين ألظالمة بسهولة بحسب منافعهم من قبل مجالسهم النيابيّة و القضائية التي تُقرّر كلّ يوم عشرات القوانين المختلفة ثمّ تُمحيها غداً لإستبدالها بأخرى و هكذا تُدار آلسّلطة بقوانين متغييرة على الدّوام ليكون آلفقراء أوّل الضحايا والمظلومين! لقد صوّبوا الكثير من القوانين و الدساتير التي تضمن بآلدّرجة العظمى مصالح الحكام والمستكبرين لكن أخطرها تلك التي تسبّبت بتدوين و إعمال (أخطر قانون) لمسخ البشريّة و تعبيدهم, بعد محاولة تجميّد و تحيّيد الفلاسفة و إخضاعهم لهيمنة أصحاب المال و القرار. و ذلك القانون ألخطير و الظالم قد أشرنا له سابقاً(1) و يقضي بتحطيم كرامة الأنسان في آلنّهاية عبر تطبيق (قانون عامّ) لم ينتبه له سوى ألفيلسوف (هيجل) الألمانيّ في القرن ألثّامن عشر و (جان جاك روسو) الألمانيّ أيضاً و آلذي تعلّم من آلأمام عليّ(ع) فلسفة ألعدالة و آلّلاطبقيّة بإعترافه هو بكون (ألأمام عليّ(ع) أستاذه(2) .. مُحذّرين – هو و هيجل - آلنّاس إلى نوع من (الغربة ألذّاتيّة) في آلأنسان بسبب القهر .. مُعلنين بصراحة أنّ (العقل الجّمعيّ حلّ محل ألعقل الفرديّ), بمعنى : [حلول إصالة ألمُجتمع محلّ إصالة ألفرد], و بآلتّالي تسيّير ألمجتمع كقطعان آلماشية بإتجاه أهداف كليّة محدّدة, و بآلمقابل لا حقّ لهم سوى إشباع بطونهم و لباسهم و إيوائهم ربما ببيت أو قصر مقابل فقدان حريتهم وجهودهم وإنتاجهم للطبقة الحاكمة و مَنْ ورائهم]. و هذا يعني مسخ كرامة الأنسان و تمييعه ضمن الأهداف الأجتماعيّة الكليّة التي أشرنا لها آنفاً لصالح طبقة الـ 1%, و فيما بعد طالع (كارل ماركس) هذه المقولة بنظرة أكثر محدوديّة مركّزاً على الجانب الأقتصاديّ فقط كما بيّنها في كتابه (رأس المال) الذي ربط مصير الأنسان بآلآلة, لكن (أريك فروم) ألعالم النّفسيّ و الأجتماعي المعاصر, ذهب أكثر من غيره لبحث آلموضوع, حيث أشار لأهمية فلسفة , ألشرق - أيّ الفلسفة المبنية على الغيب - و مكانه الخالي في هيكلية النظام الغربيّ المتجّه لمصير مغلق و خطير, مؤكّداً على ضرورة إدخاله في المجتمع الغربيّ لصونه و تقويمه, مؤكداً (فروم) بصراحة إلى مسألة إستهزاء و عبثية النظام الغربيّ لإسعاد لأنسان كفرد, و ما مقولة الفضائل الغربيّة و آلآداب و الأخلاق في العالم الصناعيّ إلّا وسيلة لإبعاد الأنسان عن نفسه و تغرّبه عن ذاته و ضياعه. أيّها القارئ لو شئت أن تكون حرّاً وعزيزاً وقوياً بحبّ الله الذي وحده يُريحك دون أيّ حُب لتُخلد؛ عليكَ بجواب (الأربعون سؤآل)(1). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عزيز الخزرجي - ألأربعون سؤآل : (ahewar.org) (1)

No comments:

Post a Comment