Sunday, December 14, 2008

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني12


بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني............... ألحلقة آلثانية عشر
نعتقد بأن آلطريق إلى آلله يصعب تحديده في محور أومحورين او في مدرسة أو مدرستين , بل آلطرق ألى آلله بقدر أنفاس آلخلائق حسب ما ورد في آلحديث آلشريف , لكن هذا لا يعني عدم وجود آلأصول آلثابتة و آلضوابط آلتي حددها آلله تعالى في كتابه و في سنة رسوله و أهل بيته (ع)جملة و تفصيلا , و آلجانب آلأهم في آلموضوع هو مسألة آلبدء بالطريق , لأنها آلخطوة آلأولى في طريق آلسالكين عبر آلمحطات آلسبعة أو( مدن آلحب آلسبعة) :- ألطلب - ألحب - ألمعرفة - ألتواضع - ألإستغناء - ألتوحيد - ألفقر و آلفناء , و آلتواضع بمثابة قلب جميع تلك آلمحطات آلتي جاء بيانها سابقا , و آلمتكبر محروم من تلك آلسعادة حيث لا مكان له فيها أبدا إلا أن يعلن توبته و خضوعه لله تعالى .لقد حاولنا تحديد ثلاث مناهج للدخول في آلعرفان يمكن إعتبارها مدارس للتكامل آلإنساني في فضاء آلحب آللامحدود لنيل آلسعادة , فحتى الروح آلتي هي سر آلوجود و أمر آلله , لاقيمةلها إن خلت من آلحب في وجودنا .في آلمسجد و آلدير و في آلضيعة أمساعشاقك يلقون على آلعــــــــــــالم درسامن نافذة آلكــــــــــون لهم يسمع همسافي مدرســة آلعشق و قد تهت و تاهــوألأول : ألمنهج آلعقلي , عبر آلإستعانة بتحليل ماهية آلإنسان و آلأعتماد على آلبراهين آلعقلية و آلفلسفية لتشخيص آلهدف آلنهائي كقولنا : ( أن آلإنسان موجود يبغي آلكمال) , و يسعى للوصول إلى آلكمال آلنهائي . ومن هنا فهو يطلب آلعلم آلمطلق و آلجمال آلمطلق و آلقدرة آلمطلقة و بذلك لا يشبع من آلكمالات آلمحدودة و آلنسبية , و أن كامل آلكمال ينحصر في آلله تعالى لذا يكون هدفه آلنهائي هو آلوصول إلى آلكمال آلمطلق للذوبان فيه . و للإحاطة آلشاملة بالموضوع نحتاج إلى معرفة آراء فلاسفة آلشرق و آلغرب حول معرفة آلإنسان أولا ثم كامل آلوجود ثانيا , خصوصا آراء كولن ولسن و ألكسيس كاريل و آنتنجن و آبرهام ماسلو و آينشتاين ( له مقولات خارقة في آلإجتماع ) و غيرهم أو من سبقوهم , لأنهم آيات آلإنسانية في آلغرب و لا انسى آلمظلومية آلتي تعرض لها هؤلاء عندما أهمل آلغربيون آرائهم في آلمباحث آلإجتماعية و ضربوا بها عرض آلحائط , و آلغريب جدا أن( مثلت ماسلو) و نظريته آلمشهورة في تعريف و تربية آلإنسان عبر بناء آلروح قد أدرجت ضمن آلبرامج آلتدريسية في آلمدارس و آلجامعات آلغربية إلا أنها أهملت تماما خصوصا في آلواقع آلعملي عند تعامل آلغربين على صعيد آلواقع آلإجتماعي و آلإقتصادي , و يعود سبب ذلك إلى سياسات آلإعلام آلموجه من قبل أصحاب آلمصالح , أما نظرية داروين فإنها ما زالت نظرية رغم إتكاء علماء آلغرب عليها كثيرا في أبحاثهم و نستبعد حقيقتها . وفي آلشرق رأي أهل آلبيت (ع) و آلعلماء آلمخلصين لأنهم آيات آلله في آلأرض و قد يكون من آلمفيد جدا تهجين آلمدرستين معا علنا نحصل على نتائج علمية أدق رغم إعتقادنا بشمولية آلنظرية آلإسلامية , لكن ما وافقه آلعقل وافقه آلشرع . ألثاني : ألمنهج آلتجريبي , و هي آلإستفادة من آلعلوم آلتجريبية لمعرفة آلإنسان و آلعالم و آلوجود آلمحيط , للوصول إلى آلهدف آلنهائي و تعين علة آلوجود و آلنظام آلأمثل , و قد حقق آلإنسان آلكثير في هذا آلمنحى كما عايشناه شخصيا في مراكز آلعلوم و آلجامعات خصوصا في آلغرب حيث طرحوا نظريات عديدة ما زال آلكثير منها لم ينزل إلى آلشارع للتطبيق , و بعضها في حيز آلإستكمال مع إحتمالات حول بدء و مستقبل آلعالم , لكن آلمشكلة هي أن آلعلوم آلتجريبية كما آلفلسفية لا تستطيع وحدها ان تحدد نظريات يقينية في هذا آلمجال . و علم آلإنتربولوجيا هو آلعلم آلوحيد آلذي ما زال يدور في مدارات شبه مفرغة خصوصا في بعده آلروحي و آلإنساني (ألسايكولوجي) و لذلك نلاحظ أن آلعلماء و آلمشرفين في آلجامعات و آلمراكز آلعلمية رغم محاولاتهم لتحديد مناهج آلطلبة آلساعين إلى نيل درجة آلإختصاص (ألدكتوراه) لا يعيرون أنفسهم أهمية لتلك آلمناهج لإعتقادهم بعدم جدواها و فاعليتها لإفتقارها إلى آلضوابط آليقينية في تلك آلمباحث و عدم إمكانية تقنينها , لذلك كثيرا ما يوصون تلامذتهم أثناء آلبحث في آلدراسات آلعليا بعدم آلتقيد بها . و لعل آلمعظلة آلكبرى في كل ذلك يعود إلى إعتقاد آلغرب بنظرية داروين آلمعروفة في أصل آلأنواع أو ما شابهها . و بالتالي آلتعامل مع آلإنسان كحيوان ناطق متطور! ألثالث : ألمنهج آلغيبي, طريق آلوحي : حيث إستعان أهل هذا آلطريق بالمناهج آلنقلية و آلشهودية , و آلقرآن آلكريم هو مصداق هذين آلمنهجين , فالوحي هو آلمنهج آلشهودي , و آلموحى إليهم هم أصحاب آلمنهج آلنقلي .علما أنه في مواقع و أحيان عديدة تلتقي آلمناهج آلثلاثة آلمذكورة في نقاط مشتركة . و قد بحث و تساءل آلفلاسفة عبر آلأزمان آلمختلفة حول آلغاية من خلق آلأنسان؟ أو حتى معرفة آلإنسان نفسه ؟ لكن لم يستطع أحدا منهم تحديد جواب شاف , فآلعلوم مجتمعة وفي مقدمتها ألفلسفة لا يمكنها أن تجيب على هذا آللغز آلمتناهي , و آلجواب عليه يحتاج إلى آلإستعانة بالعرفان مع آلحب , لمعرفة ماهية آلإنسان - كما يؤكد ذلك آلشهيد ألمطهري أيضا , و يحتاج أيضا لمعرفة آلقدرات آلكامنة فيه و آلكمالات آلممكنة آلتي قد يحصل عليها هذا آلموجود آلعجيب بالتزامن مع معرفة بعثة آلأنبياء و آلرسل و آلتي تختزل بالبشارة و آلأجر لفاعلي آلمعروف و آلتحذير و آلعذاب لفاعلي آلمنكر , و لبيان هذه آلحقيقة نحتاج إلى إخضاع آلوجود إلى آلعلل آلفلسفية آلإربعة : ألفاعلية – ألشكلية – ألمادية – ألغائية , و عند آلتدقيق في آلموضوع نصل إلى أن آلكمال و آلسعادة آلأنسانية تتحقق من خلال آلوصول إلى آلحق تعالى و آلفناء فيه إذ لا مهرب من هذا آلمصير مهما كان ! و آلكامل هو آلذي إكتملت قوته آلعقلية بإتجاة قوة آلقلب وبصيرته , لان رؤية آلقلب هي آلرؤية آلتي يمكن آلأطمئنان إليها و آلعمل بموجبها , و يتبين ذلك من كلام سيد آلعارفين علي عليه آلسلام , عندما جاءه حبر و سأله : يا امير آلمؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته ؟ قال عليه آلسلام : ويلك ما كنت أعبد ربا لم أره , قال و كيف رأيته ؟ قال عليه آلسلام : ويلك لا تدركه آلعيون في مشاهدة آلابصار و لكن رأته آلقلوب بحقائق آلإيمان . فـ (القلب) هو آلقادر على آلإدراك آلواعي و آلواقعي و ليس آلعقل ألذي لا يقدر سوى على آلتحليل و آلحساب و آلأرقام . و قد لخص آلباري تعالى طريق آلعرفان و آلمحبة ثم آلسعادة في حديث قدسي قائلا : ((لم يسعني أرضي ولا سمائي بل وسعني قلب عبدي آلمؤمن)) . فالكلام هو كلام آلقلب , و آلتقرير تقريره فقط , و آلمؤمن ليس من أقام آلصلاة و آلصوم , فهي أمورا تتعلق بذات آلإنسان , لكن آلمؤمن هو من إتصف بصفات آلله ليكون إلاهيا بفعله و حركته و سعيه في آلوجود أولا و أخيرا . و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .alma1113@hotmail.com

No comments:

Post a Comment