Sunday, December 14, 2008

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني 11


ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني ................................... ألحلقة11
طرق آلعرفان و آلحب
ألذي أدى إلى ضمور آلحب و آلصفاء و آلثقة بين آلناس رغم تطور آلفكر آلإنساني , هو ضغوط آلواقع آلمادي آلذي فرضتها سياسات أصحاب آلبنوك و آلشركات آلعالمية ألتي إستخدمت آلتكنولوجيا و آلأنظمة و آلحروب كوسائل لأطماعها آلتسلطية بطرق غير إنسانية , فالمحنة هي : أن المال و آلتكنولوجيا و آلحكومات بدل أن تصبح في خدمتنا , أصبحنا نخدمتها بإخلاص , و كأن آلدنيا بخير , و هذه أقسى و أمر حقيقة أبتلي بها آلإنسان آلذي كرمه آلله تعالى , حتى نسى نفسه في خضم معترك آلحياة , لتأمين لقمة عيش أو سكن آمن , ليكون مجرد برغيا في مكائن آلانظمة آلخسيسة آلظالمة بلا إختيار , مبتعدا عن معني آلوجود و غايته و بالتالي آلسعادة آلتي يفترض أن يسعى لنيلها كإنسان بشكل طبيعي , فتلوثت فطرته , و إمتلأ آلأرض فسادا . . فيا أصحاب آلملايين وظفوا أموالكم في طريق سعادة آلإنسان و إنقاذه , ولا تكونوا سببا في نشر آلظلم عبر دفع المزيد من آلضرائب و آلدعم آلإقتصادي للحكومات و آلشركات .. و يا أصحاب آلفكر إفتحوا قلوبكم للناس قبل أفواهكم فالناس بحاجة إلى قليل من آلمحبة و آلحنان .. لا إلى إجترار آلكلام آلرخيص على آلمنابر و آلصحف لقتل آلزمن (ألعصر) آلمقدس لأنكم مسؤولون أمام آلإنسانية آليوم و غدا أمام آلله تعالى . و يا أيها آلعاشقون .. لله دركم , أنتم فقط من يمكنه فتح فاه لينطق بالحق أو يسطر آلملاحم بقلمه آلعملاق لإرساء آلنظام آلإجتماعي آلأمثل للبشر آلمعذبين . لقد تطرقنا إلى رحاب آلسير و آلسلوك و معرفة آلنفس كمقدمات فيما مضى ليس للترف آلفكري , بل للتعرف على أهم و أخطر قضية غابت عن فكر و حياة آلانسان آلمعاصر , خصوصا آلعربي ألذي طغى عليه طابع آلعنف و آلقسوة و آلعلو , بدءا بعائلته ( كقهر آلزوجة وآلأطفال) و إنتهاءا بدائرته آلتي يتحكم فيها , محاولا بكل ثقله تعميم فلسفة آلعنف و آلتسلط ليكون طاغوتا من طواغيت آلأرض كل حسب موقعه منطلقا من آلمقولة آلخاطئة ( إن لم تكن ذئبا أكلتك آلذئاب) , و كذا آلإنسان آلغربي آلذي بدا منهكا و هو يجهل تماما ألهدف من خلقه و وجوده حتى صار هدفه آلاول و آلأخير هو دفع (مستحقات ) آلبنوك و آلشركات و آلضرائب في آخر كل شهر , من دون آلإلتفات إلى أي معرفة للوجود و آلمصير , و قد لا أبالغ لو قلت بأن أكثرهم صار كالأنعام بل أضل سبيلا .من هنا جاء أهمية تأكيدنا على معنى و أثر آلعرفان و آلحب مستدلين بآراء أهل آلقلوب . .من آلعلماء .. و ليس كل آلعلماء من أهل آلقلوب ( لا نعنى بالقلب العضو آلمادي بل نعني مركز آلأنسان و ماهيته آلتي تمثل كينونة وجوده ) و هو ما عبر عنه آلقرآن آلكريم و آلأحاديث آلكثيرة . فالفائزون يوم آلقيامة هم أصحاب آلقلوب آلسليمة و لهذا قال سلمان آلمحمدي عندما كان يحتضر على فراش آلموت :ـ و فدت على آلكريم بغير زاد ................................من آلحسنات و آلقلب آلسليمو حمل آلزاد أســوء كل شئ .................................إذا كـان آلوفود على آلكريمكما أن آلله تعالى قد بين ذلك بقوله : (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى آلله بقلب سليم) أما آلعرفان .. فهو أن تعرف كل ما بالإمكان معرفته عن سر آلوجود للوصول إلى آلسعادة كما أشرنا سابقا , هذا لو كنا نعتقد بأن آلهدف من وراء آلحياة هو نيل آلسعادة عن طريق خدمة آلخلق بإخلاص و محبة , و قد يختلف آلبعض في تحديد و تعريف آلسعادة تبعا لمداركه , فمنهم من يعرفها بشكل جزئي , أو بآلحصول على شئ معين , و آخرين يرونها من خلال إشباع بعض آلغرائز سواء ألشهوية أو آلروحانية , و آخرين من خلال تحقيق آلمراتب آلعلمية , أو نيل شهادة جامعية , و آخرين من خلال نيل آلمناصب آلرئاسية , و آلبعض من خلال تحقيق إتصال مع آلمحبوب آلمجازي - أو من خلال محبوب آلأحباب .. أي آلله عز و جل . جميع آلساعين عبر آلمسالك آلمذكورة لنيل آلسعادة , قد يكونوا على صواب بحدود معرفتهم ! لكن من هو آلأقرب إلى آلسعادة آلحقيقية آلموائمة لفطرة آلإنسان و تطلعاته من بين مجموع آلإتجاهات آلمذكورة ؟ ثم هل يمكن تحقيق آلسعادة آلمرجوة من خلال نيل تلك آلأهداف متفرقة أو مجتمعة ؟ أم آلسعادة آلحقيقية .. تتحقق فيما لو تركنا بعض أو كل ما ذكرنا ؟ و هل يوجد معيارا أو جهازا يقاس من خلاله معدل آلسعادة آلإنسانية ؟ و آلجواب آلأقوم سنورده تباعا بعون آلله عبر ألتأكيد على مسألتين من خلال مسالة واحدة و هي : آلمعرفة آلكاملة و آلتي لا تتكامل إلا من خلال , أولا :ـ معرفة آلوجود و أسرار بدء آلخلق , و ماهية آلزمان , ثانيا :ـ معرفة آلإنسان , أو ما يجب معرفته عن هذا آلموجود ذات آلأسرار آلعجيبة و آلمجهولة . ثم بعد ذلك معرفة سبب خلق آلإنسان ؟ هل خلق لأجل أن يعبد آلله كما أشار آلقرآن لذلك ؟ و هذا بإعتقادي خطأ فضيع لا يمكن قبوله لأن آلله عز و جل غني عن آلعبادة بدليل سورة آلتوحيد آلمحكمة ! خصوصا لو كان آلقصد منها آلصوم و آلصلاة وووو ... و إذ نعترف مقدما بقصورنا على آلجواب آلشافي لإفتثارنا إلى آلمعرفة آلكاملة بسبب محدودية تفكيرنا لإدرك آلهدف من خلق آلإنسان ! و ما وجب عليه و ما له من آلحقوق ؟ لأن أساس موضوعنا يدخل ضمن آلمعرفة آللامتناهية حيث جانبا أساسيا منه يرتبط بالروح و آلنفس آلذي لا نعلم عنهما إلا آلقليل آلقليل .. و بعدا كبيرا آخر منه يدخل أيضا في أعماق آلزمن ألذي نجهله إلى آلحد آلذي لا نعلم معه حتى أبجدياته , بدءا بخلقه و إختباره ثم إتجاه حركته و إنتهاءا بمصيره .. ؟ إذ نعترف بكل ذلك - لكننا سنحاول بيان آلمستطاع بعد ان قطعنا أشواطا و بحارا في هذا آلمسير , لنبين : هل آلإنسان يسير نحو ألسلب أم آلأيجاب ..نحو آلزيادة أم آلنقصان ؟ كونه يعيش في دائرة (أن آلإنسان لفي خسر) . و آلجواب على هذه آلإسئلة آلكبيرة يحتاج أولا إلى معرفة طرق آلمعرفة و آلهداية , علها توصلنا إلى بعض آلمؤشرات في هذا آلمسير آلمرعب آلمجهول آلذي صرنا عليه من حيث لا ندري . مبدئيا هناك ثلاث نظريات لمعرفة آلهدف من آلخلق و آلوجود :ـألطريق آلعقلـــــي : ألطريق آلتجريبي : طـريق آلوحــــي :و سنشير في آلحلقة آلقادمة إنشاء آلله لمعانيها . و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم

No comments:

Post a Comment