صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Monday, August 18, 2025
رجال ضاقت بهم الأرض :
رجال ضاقت بهم الأرض :
دماءٌ أبت الدوران داخل دورة دموية في جسد محدود لتكون كونيّاً!
في يوم رتيب كنت منشغلاً في مكتبي الهندسي و محل عمليّ في إيران أيام الغربة القسرية لتأمين لقمة العيش بكرامة و حليّة؛ دخل عليَّ المرحوم عيسى مولود الخزرجي (أبو ضرغام) رحمة الله عليه , و هو يرتدي لباس العمل الشريف الملطخ بآلألوان لأنهُ كان يعمل كصبّاغ للمدارس و البيوت الجديدة التي تمّ بنائها بعد ما خرّبها صدام الجاهل الجبان بسبب الحرب الباطلة التي شنّها ضدّ آلعراق و إيران في آن واحد فهدم الكثير من البلدين, لأن الحرب لا رابح فيها, بل كل الأطراف خاسرة!
المهم رحّبت بأبي ضرغام الذي كان صديقا حميماً لوالدي رحمه الله و فرحت بلقائه لأنه كان صادقاً و شفافاً في تعامله الأبيض مع الجميع و كان قليل التزاور لإنشغاله الدائم بآلعمل و حقاً كان إنساناً مكافحاً و مجاهداً عنيداً في صفوف الحزب الشيوعي أيّام الستينات و السبعينات.
و بعد جلوسنا .. قدّمتُ له القهوة و تبادلنا الأحاديث الكثيرة عن هموم الحياة و الأنسان و الغربة القاسية, ثمّ سألني و هو يمدّ يداه أماميّ قائلاً:
أُعاني من مشكلة شرعيّة لا أعرف حلّها؛ و هي عدم قدرتي على إزالة الأصباغ من بين أظافري عند الوضوء رغم محاولاتي الكثيرة و أستخدام النفط و التينر أحياناً ؛ فهل هذه الأصباغ تمنع أو تُبطل وضوئي و صلاتي لعدم وصول الماء إلى الجلد أثناء الوضوء؟
قلت له قرّبْ لي يداك الملطختان بآلأصباغ لأرى الحقيقة من قُرب لأفحص الأمر بدقة !؟
و حين مدّهما مسكتُ يداه و قبّلتهما بحنّية و شوق و فخر .. و قلتُ:
[هذه اليد قبّلها رسول الله (ص) قبلي و هي اليد الوحيدة التي قبلها مع يد فاطمة (ع)].
[أنك مُجاهد حقيقيّ في سبيل الله و هذه الأصباغ هي وسام و شفيع على يديّك و هي (مكياج) الرجال , فلا تحمل هماً, لهذه الجزئيات و الشكليات, و إن صلاتك وهذه اليد الملطخة بالأصباغ لها أجر مضاعف عند الله تعالى, فدمعت عيناه و عيني].
رحمه الله تعالى و أسكنه الله و زوجته المظلومة فسيح جناته و التي لها قصة أخرى , لقد صمدا على موقفهم و أخلاقهم الهادئة الصادقة و نهجهما المكافح لأجل المستضعفين حيث لم ينتميا و أبنائهم لا لجيش صدام الجبان و لا لحزب البعث الضال و لا لأيّة مؤسسة بعثية ليخدموا فيها صدام و حزب الجهل البعثي كما كل العراقيين, إنما عملوا لحسابهم الشخصي على باب الله في بساتين بدرة لأجل لقمة الحلال قبل تسفيرهم لأيران حيث لم يستوعبهم بدرة التي بنى فيها داره و عمّر بساتينه ولا حتى العراق ولا العالم لم يستوعبهم و من بعد في إيران التي عمّر فيها بيوت الناس المتضرّرين من الحرب التي شنّها جيش هدام ليصبح شهادته دما يسري في كل الوجود, و تحية أخرى لأبنائه ضرغام و وسام و حسام الذين لم يمهلهم الناس و لا الزمن أيضاً ليجمعوا المال و يبنوا البيوت كما باقي الناس بآلحرام و الحلال لصدقهم و وفائهم مع كل من كان يتعامل معهم من الذين كان همّهم الأول هو بناء بيوتهم و ملأ جيوبهم و هدم ما دون ذلك , حتى بات ضرغام و هو الأبن الأكبر غريباً في هذا العالم - عالم الذئاب - الذي لم يعد له طعم ولا أمان ولا درهم من حلال و لا صديق وفيّ صادق يرتاح إليه و بآلتالي كوالده لم يستوعبه العراق ولا إيران و لا غيرها فهاجر إلى السويد في قصة شبه خيالية متغرباً لعلّ الكفار يكونوا أفضل قلباً و رحمة ممن يدعي الأسلام و الدعوة و العدالة المزيفة و الجهاد بغير عمل صالح, بسبب لقمة الحرام التي خرّبت الأنفس و الأرواح, خصوصا الذين حكموا بغير الحق و المشتكى لله.
أما قصة الوالدة آلشهيدة (أم ضرغام), فهي قصة تبكي كل صاحب قلب سليم لم يتلطخ بلقمة الحرام؛ و خلاصتها :
أنها بعد سقوط الصنم العراقي صدام , بعد 2003م شدّت أحزمتها لترجع للعراق و عند الحدود في منفذ زرباطية أوقفوها لأنها لم تكن تحمل أية وثيقة عراقية تمّ مصادرتها من قبل جنود صدام و البعث الهجين, فقالت لهم لقد سلب صدام كل ما نملك حتى وثائقنا أثناء تسفيرنا لأيران قبل 30 عاماً تقريباً, و أ نا أختكم و أمكم أريد الرجوع لبلدي و بلدتي القريبة منكم (بدرة), لكنهم منعوها فقالت لهم؛
هل أنتم عراقيون حقاً .. أنا أشك في أنسابكم!؟
هذا في الوقت الذي كان المدعو (الأعرجي) وزير الداخلية يحوم في الموصل و يعطي الجنسية العراقية للصوماليين و المصريين إكراما لهم بغير حق ربما لمساندتهم لصدام و أعدام المؤمنين, و يدعي بأنه (سيّد) !!
و ما كان أمامها(أم ضرغام) إلّا الرجوع إلى حيث أتت .. إلى إيلام التي تبعد بحدود 3 ساعات من الحدود بإتجاه الداخل ألأيراني, و إستشهدت هي الأخرى بعدها كمداً إلى رحمة الله.
و إنا لله و إنا إليه راجعون و اللعنة على المتحاصصين و رؤساء الأحزاب من الأخوانجية و الدعوجية و القومجية و البعثية الذين لا يعرفون حتى أهداف أحزابهم التي يعملون فيها و فلسفة الدولة و الهدف من الحكم و النظام ..
و بعد هذا يأتيني شرطيّ واشر أو بعثي أجرب أو عضو برلمان منافق أو وزير مزوّر أو رئيس حزب متغطرس أو عضو في الجيش العراقي أو حزبي مرتزق و يقول متسائلاً ؛
(لماذا كل هذا الظلم يقع علينا في العراق)!؟ و كأنهُ يتغابى و لا يعلم السبّب رغم وضوحه كآلشمس ..
و ليس يصحّ في الأذهان شيئ .. إذا إحتاج النهار إلى دليل .
إن الجهل يخيم حين لا يختم الناس القرآن مرة واحدة في حياتهم, و إذا ختموه فبلسانهم لا بقلبهم؛ حيث يقول الله تعالى :
[فما أصابكم من سوء فمن أنفسكم]و كما ورد في سورة النساء ..
و أعتقد وردت في الآية رقم 79 إن لم تخنّي الذاكرة.
و العاقبة للمتقين؟
عزيز حميد مجيد
أيها الشعب العراقي النائم على قفاه :
أيها الشعب العراقي النائم على قفاه :
هل تعرف ما يحدث في حياتك و مستقبل أبنائك!؟
عشرين ألف عامل بنكَالي و جنسيات أخرى يعملون في قطاع النفط العراقي و في مقابلهم جيوش عاطلة من العراقيين الخريجين بلا عمل!؟
و كلام أخير : لنعتبر مجلس القضاء فاسد ولا يهمه سوى التلقينات من هنا و هناك .. و هكذا الحكومة القرقوشية العراقية يحكمها دواعش السنة والشيعة؛
لكن سؤآلنا و سؤآلكم يجب أن يتركّز و يكون من مجلس البرلمان الشيطاني :
لماذا أنتخبكم الشعب و أنتم تشهدون كل هذا الفساد العظيم الذي أفرح الشيطان الرجيم!؟
هل تربعتم لتسرقوا حقوقنا و أموالنا عبر رواتبكم المليونية و صفقاتكم الترليونية فوق فضلنا هذا عليكم بإنتخابكم!؟
https://www.facebook.com/stories/108682148819919/UzpfSVNDOjEwNzYzNjE4OTQ0ODMwNjg=/?view_single=1
Subscribe to:
Posts (Atom)