صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Tuesday, September 02, 2025
حصار التسعينات يخيم على العراق :
حصار التسعينيات يُخييم على العراق..
يُعتبر عمر (الجيل) عشرين سنة, و لو قسنا معدل النمو و الوقائع للعراق من خلال هذا المقياس و ما جرى فيه و عليه ؛ نرى مرور ثلاثة أجيال دون تطور أو سلام و أمن و أمل بآلمستقبل, إنّما حدوث العكس تماماً .. انهيار اقتصادي وعقوبات خانقة و أمراض مزمنة و جوع و عطش و لا حلّ إلإ بـ”طلاق إيران!؟
لكن كيف و مفاصل الحكومة و المليشيات متعنتة و تعتبر الرابح الأكبر من الغنائم و التدليس .. بل و القائمين عليها يستمدون شرعيتهم و بقائهم من الهيمنة الأيرانية, ممّا يعني الخلاص من هذا الطوق المشترك شيئ معقد و صعب .. قد يقرب من المستحيل ما لم يتم تدمير العراق و الحكومة!
حيث إنّ استمرار تقارب (بغداد مع إيران) يُثير مخاوف حقيقية من عودة العراق الى مرحلة تسعينيات القرن الماضي، حيث إنّ استمرار علاقاته الوثيقة بها يُشكل “نقطة ضعف” بل تبرير واضح لتدخل أمريكا ثانية لتحرير العراق من إيران حسب المصطلح السياسي, لأنها صرفت أكثر من 4 ترليون دولار مع خسائر بشرية و مادية تعدت الخمسة آلاف قتيل .. هذا في وقت تمر فيه المنطقة بمرحلة تحولات جيوسياسية واسعة، تضع مستقبل البلاد تحت الخطر.
وبحسب تقرير لـ (معهد مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية الامريكي)، على الرغم من قرار القوى المتحالفة مع ايران في العراق، بالابتعاد عن حرب الايام الـ 12 و(الصمت بشكل غريب)، إلّا أنّ هذه الجماعات ما تزال تتمتع بنفوذ كبير في بغداد، و تتعايش في الوقت نفسه، مع القوات والقواعد الامريكية.
و بينما حاول القادة العراقيون القيام بتحقيق توازن دقيق امام هذه الضغوط على بلدهم الذي يوصف بانه بمثابة “رئتين تتنفس ايران من خلالهما, من خلال توقيع إتفاقيات غير معقولة لصالح الغرب و أمريكا خصّيصاً كجعل إموال إيرادات النفظ تحت تصرفهم و كذلك صادرات النفط و أموراً أخرى مشينة قد لا تجدها في أية مستعمرة أخرى، و يعتبر (الكراند إيريه) “منطقة نفوذ استراتيجية وعقدة رئيسية في شبكة ايرانية على مستوى المنطقة من الوكلاء والحلفاء”، الا أن صراع ايران مع اسرائيل ابعد ما يكون عن الحل، ودخل في “مرحلة غير مسبوقة وخطيرة، مما قد يضع العراق في عين العاصفة الاقليمية، وفق التقرير الذي يتخذ من الدوحة مقرا له.
وفي ظل الحضور العسكري الأمريكي في العراق و استمرار دور الميليشيات المدعومة من ايران في اطار الحشد الشعبي؛ نبه التقرير إلى أن ذلك يجعل العراق “نقطة اشتعال محتملة” في حال سعت الميليشيات الى الحاق الاذى بالاميركيين.
ولم يستبعد التقرير أيضا، احتمال ان تلجأ ادارة دونالد ترامب، على غرار ما فعلته ادارة جو بايدن من قبل، الى استهداف الحشد الشعبي و انهاء دوره، مشيرا الى انّ اسرائيل برغم انها لم تنفّذ حملة شاملة داخل العراق، الا انها شنت ضربات في الماضي على اهداف داخل الاراضي العراقية.
وحذر التقرير الأمريكي، من أن انخراط قوات الحشد الشعبي في أيّ مواجهة مستقبلاً، سيؤدي الى ردّ اوسع من جانب الولايات المتحدة و اسرائيل، خصوصاً مع توسيع سياسة ترامب المتمثلة في (الضغط الاقصى) أي الحصار الشامل على ايران الى العمق العراقي.
و في حين لفت التقرير إلى أن إدارة ترامب تظهر القليل من التسامح مع النفوذ الإيراني في العراق، ذكّر بسلسة قرارات وضغوط اقتصادية فرضتها واشنطن على بغداد مؤخرا، والتهديد بمعاقبة الدولة العراقية ككل، مما سيكون له عواقب مدمرة على العراق وآثار وجودية على الدولة.
وهذا الضغط، وفق تقرير المعهد الأمريكي، له أيضاً تداعيات سياسية، خصوصاً بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي يواجه تحدي إدارة العلاقات المتدهورة مع الولايات المتحدة، و ايضا مواجهة المنافسين المحليين، و استرضاء الكتل القوية المتحالفة مع ايران.
و بحسب التقرير، فان السوداني، في ظل هذا الموقف غير المستقر، سيكافح من اجل تجنب التداعيات عليه في حال سعى الحشد الشعبي الى تقويض المصالح الامريكية او استهداف الافراد الامريكيين، مشيرا الى ان السوداني تعرض لاتهامات بانه اما ساهم في تمكين صعود الجماعات المتحالفة مع ايران، او غض الطرف عن قبضتها المتزايدة منذ توليه منصبه.
وعلمت واشنطن مؤخراً، ان السوداني وتحت ضغوط من طهران، لجأ الى معاقبة اقليم كوردستان، و لجوئه في المقابل الى تمكين االحشد الشعبي اقتصادياً، كما يشير تقرير معهد مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية” الامريكي.
وباتت الشروخ العميقة داخل الطبقة السياسية الشيعية الحاكمة واضحة؛ و الغموض المحيط بمستقبل الحشد الشعبي و محاولات الاطاحة برئيس الحشد فالح الفياض شبه محققة؛ و محاولات بعض الفصائل دمج الحشد للتقليل من قبضة طهران, و رؤية قوى أخرى من المتحالفين معها، بمثابة تهديد لسلطتهم.
وفي هذا الصدد، رأي التقرير الأمريكي، أن (أي خطا في ادارة هذه التوترات يمكن ان يشعل صراعا داخل الشيعة)، ممّا قد يزيد من تآكل نفوذ ايران و يفتح ثغرات لواشنطن لاستعادة نفوذها في العراق و الاستفادة من التدهور الاقليمي الاوسع لايران).
واعتبر التقرير، انه في حال كان السوداني يميل بشدّة نحو طهران، فان ذلك قد يجلب ضدّه عقوبات شاملة و مؤثرة من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك الضربات العسكرية.
و القول باحتواء الحشد الشعبي اسهل من فعل ذلك، وفق التقرير الذي شدّد على ضرورة أن يقدم السوداني ادلة ملموسة على انه ليس من عوامل تمكين الحشد، كما فعل رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الذي نال اشادة في واشنطن لوقوفه في وجه الميليشيات.
وخلص تقرير مجلس الشرق الاوسط للشؤون الدولية إلى القول إن (العراق على مفترق طرق، والاستمرار باسترضاء الحشد الشعبي يخاطر بربط مصير العراق بمصير ايران). معتبراً ان الانسجام بشكل اكبر مع الولايات المتحدة يفتح الفرص للنمو الاقتصادي والتكامل الاقليمي والشرعية الدولية.
وختم التقرير بالقول ان [ايران المستقبلية توفر للعراق تهديداً باعادة البلد الى أجواء التسعينيات، عندما تعرض لعقوبات غربية محكمة، وكافح من اجل التعافي من الحرب و عانى من الحرمان على نطاق واسع].
خلاصة المقال : أن العراق سواءً مع إيران أو مع إمريكا كفريسة مقصوصة الجناح ؛ لا يمكنها أن تنهض و ستبقى أسيرة و تابعة و ذليلة خصوصاً مع وجود أحزاب بائسة متحاصصة و طبقة سياسية عاهرة سرقت كل شيئ و أفقرت العراق و جعلتها خاوية تعيش الجوع و العطش و المرض و الخوف و الهزيمة.
عزيز حميد مجيد
Subscribe to:
Posts (Atom)