Saturday, December 13, 2008

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني1

---

بسم آلله آلرحمن آلرحيم


ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني ـ ألحلقة آلأولى
ألحمد لله آلذي أعطانا آلقدرة على آلتفكر في آلعلوم و آلأسماء لتمكيننا من معرفة آلنفس لوضع أقدامنا على نهج آلعاشقين آلعارفين ألساعين لمعرفة آلحق و آلفناء فيه.
ولأهمية و دور آلفكر آلمعرفي و( آلعشق), و لقلة آلمصادر و آلمعلومات آلكاملة و آلغنية في آلأدب و آلثقافة آلعربية و كذا آلمعايير آلحقة في مثل هذه آلبحث , و حاجة آلقراء آلمشتاقين لله تعالى , جعلتنا نهتم بهذا الموضوع آلخطير , لتقديم خدمة متواضعة عسى أن تكون شعلة وضاءة في طريق آلفكر آلأنساني .إن سلامة آلفكر و تنميته هو آلطريق آلوحيد لمواجهة آلضغوط آلعصبية آلمعاصرة و آلمتنوعة , لأداء آلرسالة آلتي في أعناقنا , بشكل كامل و سليم.و في عصرنا هذا يواجه آلأنسان حالة من آلأحساس بالقهر والضياع وآلتفاهة و لهذا توجه آلعلماء إلى آلإهتمام بعلم آلنفس كوسيلة للمعالجة , و قد أكد هذا آلدور آلعالم آلنفساني آلمعروف ( دايل كار نيجي) و غيره بالقول :"إن أحدث آلعلوم هو آلطب آلنفسي و يبشر بالدين لان آلدين لوحده يحل اكثر من نصف آلمشاكل آلأنسانية "إن اصحاب آلفكر آلسليم يمكنهم ألإبتعاد عن آلحرص على آلدنيا , و حب آلرئاسة و آلظهور و آلتسلط على ما امكن (حتى على آلزوجة) و آلحسد و آلغيبة و كل آلصفات آلسلبية , وخنقها في بحر آلعشق آلإلهي و آلأيمان بالغيب , مع قلب شجاع مليئ بشراب آلعشق , على أمل آلوصول إلى مدينة آلسلام ..مدينة آلفناء في آلله , هذا آلطريق أصبح آليوم لا مناص منه بعد أن تراكمت آلمأسي آلقديمة و آلجديدة بجانب حركة آلتكنولوجيا آلتي تسير بسرعة جنونية إلى هاوية آلدمار وآلضياع في مهب آلعنف و آلحروب و آلتسلط وآلزيف , لأجل مجموعات مريضة تريد آلتسلط على كل شئ في آلعالم بكل وسيلة ممكنة , إن تلك آلأزمات آلخانقة قد ألقت بضلالها على آلفكر آلإنساني للأسف و هي حالة لا يمكن علاجها إلا بالفكر نفسه , و يمكننا إبراز أهم و أعظم آلمشكلات آلمعاصرة ضمن آلمحاور آلتالية:ـ1ـ أزمة آلتوسع آلسكاني.2ـ أزمة آلتوسع آلعلمي (سوء آلإستفادة من آلتكنولوجيا) .3ـ أزمة آلعولمة و ارتفاع آلأسعار.4ـ ألإبتعاد عن آلدين و آلتعامل آلخاطئ مــــــــــــع آلقيم آلإنسانية.5ـ ألجهل بقيمة آلعشق آلألهي و أثره آلسحري في تحقيق آلسعادة في آلوجود.و قد أفرزت تلك آلمحاور ألمشكلات آلتالية :ـ1ـ ألتلوث آلبيئي2ـ ألتراكم آلسكاني3ـ عدم آلأستقرار4ـ ألتفكك آلأسري و قلة آلزواج و إبتعاد آلأبناء عن آلوالدين.5ـ ضمور آلعلاقات آلعاطفية و آلمحبة و أمثالها.6ـ ألإحساس بالعدم و آلفراغ((Nihilism.7ـ فقدان آلثقة بالنفس.8ـ سمو آلقيم آلمادية.9ـ هبوط آلقيم آلمعنوية.10ـ ألأنغماس في آلشهوات.11ـ إزدياد آلعنف و آلأنتحار.12ـ إزدياد آلجرائم.13ـ ألإدمان على آلمخدرات.14ـ إزدياد آلعادات آلسيئة.15ـ زوال آلصبر و قلة آلتحمل.16ـ شيوع آلكفر و عدم آلأهتمام بالنفس و آلفطرة.17ـ ألأفراط و آلتفريط بالآثار و آلقيم آلقومية و آلعنصرية.و بملاحظة هذه آلأفرازات و آلتمعن فيها بروح علمية , بعيدا عن آلتعصب يتبين أن علة آلعلل فيها هو عدم تنمية آلفكر و سلامته بسبب قلة آلوعي وآلجهل بالنفس , و بالتالي معرفة آلله تعالى , و رغم تنبه آلعالم لتلك آلمحن مؤخرا و آلسعي لعلاجها عبر محاولات آلفلاسفة و آلعرفاء لكن أفق آلنجاح ما زالت قاتمة , لقد أدركوا بوضوح أن آلفكر ظاهرة يجب أن تنمو لكنها تحتاج إلى ضابطة و وسيلة بإسم آلانسانية (Humanness), إنسانية مفعمة باليقظة و آلطهارة وآلعشق و آلمحبة و آلشهامة و آلإيمان .لذا فنحن نحتاج في مقابل ذلك , إلى تنمية آلفكر في آلإنسان و إلى وسيلة للسيطرة على آلأفكار آلمشؤومة ذات آلبعد آلنفعي آلأناني .و لذلك فإننا سنحاول عبر آلحلقات آلقادمة ألبحث لبيان وتقرير آلمفاهيم و آلطرق آللازمة للخلاص من هذا آلجحيم على أساس نظرية آلمعرفة(Epistemology).

ولا حول ولا قوة إلا بالله.
محمد آلبغدادي462008
---

No comments:

Post a Comment