Tuesday, February 04, 2020

الختام:


 ألختام :
(ألأسفارٌ في أسرارِ الوجود) تَكشف و تُؤكّد .. بأنّ سعي آلأنسان مهما كانت عبقريته و مرتبته و قدرته بدون تفعيل (العقل الباطن) و نظريّة (الكَوانتوم)؛ لا يكشف الأسرار الكونيّة ألمعقدة التي ترتكز على الذّرة و تتجسّد عبر آلتناسق الشكليّ و الهندسيّ و الماديّ والفاعليّ و جّماليّة التبادل بين مكوناتها آلدقيقة و غاياتها العظمى التي لا بُدّ من تصورها أولاً ثمّ إحساسها و لمسها و شمّها وإحتضانها بآلقلب و الرّوح, ولا نصل لهذه المرتبة ما لم نعرف آلحبّ, و دوره في تحديد و إيجاد الكون و سيّده الأنسان الذي كرّمه الله تعالى)!؟

و أشرنا كما تعلمون في الجزء الأول؛ إلى وجوب تفعيل العقل الباطن لمعرفة الجمال و التناسق لمعرفة سرّ الأسرار ألمكنون في الجّمال والحُبّ كقرينيين مع قوانين (الذرة) تدلّنا لحقيقة الأنسان و آلكون, يقول (ماكس بلانك) في مقدمة كتابه"أين يتّجه ألعلم": [من أجل معرفة حقيقة عالم ألطبيعة؛ لا يكفي ألمنطق ألجّاف ألمُجرّد, أو بحسب قول (فرانسيس بيكون)؛ (ألعين ألعلميّة ألمجرّدة لا تكفي لخوض غمار ألعلوم و كشفها), بلْ لا بُدّ من إمتلاك ألأحساس ألأنسانيّ لمعرفة أسرارها ألّتي تختبئ خلف آلظواهر ألطبيعية ألخارجية ألتي إنشغل بها آلعلم دون آلنظر لبواطنها, حيث أنّ آلظواهر تختزن في وجودها حقيقةٌ عميقة و أبدية لابدّ لعلم ألفيزياء أخذها بنظر ألأعتبار].

كما إنّ كلام (أليكسيس كارل) ألّذي تفرّد بآلحصول على جائزة (نوبل) مرّتين بآلتوالي في كتابه (آخر دعاء) إشارة بآلعمق إلى أهميّة ألجّمال و طغيانه في آلوجود و دوره آلأعجازي في توطين و إستقرار قلب ألأنسان و دفعه نحو عمل ألخير و ألتّعمق في آلظواهر ألطبيعية؛ و يُضيف: [علينا بعد هذا .. معرفة جمال ألعلم و جمال أنفسنا و نستمع إلى كلام "باسكال" و "ديكارت"].

كما إنّ آخر كلام لـ (ماكس بلاك) كانَ: [مكتوبٌ على رأس باب معبد ألعلم؛ إنّ آلذي يُريد أن يبحر في آلعلوم لا بُد أن يكون مع آلأيمان]!

و يؤكد ألمعلم ألفيلسوف شريعتي تلك آلمقولات ببيان أفصح و أقوم : [إنّني أوصي جميع أصدقائي و طلّابي بأنهم في آلوقت الذي يجب أن يكون كلّ همّهم هو إرتقاء مجتمعنا و وطننا, علينا في الوقت نفسه أنْ نتّخذ رسالة العلم و آلمعرفة كما وضّحها لنا "بيكون" عبر  تأكيده على أهميّة تقوية آلأحساس ألعرفانيّ – يعني العقل الباطن - في وجود ألأنسان], و هذه الأمر لا يتحقق في وطننا ألعربي و آلأسلامي و العالم .. رغم تطلع أبنائهم ألمخلصين و سعيهم؛ ما لم يؤمن المفكرون وعلى رأسهم الفلاسفة بآلأسس الفكريّة و ألعلميّة و التكنولوجيّة لخدمة الناس عبر ألقوانين ألأداريّة و الدستوريّة و القضائيّة بما يتناسب و حركة الناس نحو المعشوق لضمان حقوق آلجميع بظلّ نظام عادل غير طبقاتي يتساوى فيه ألجّميع في الحقوق والواجبات, و لا أعتقد بظهورة و تطبيقه الآن لضمان تلك الحدود و الحقوق ما لم يُفعّل فلسفة النظام ألأسلامي؟
ألفيلسوف الكونيّ/عزيز الخزرجي

No comments:

Post a Comment