Wednesday, November 25, 2020

لماذا يبيع أكثر الناس دينهم؟

 لماذا يبيع أكثر آلنّاس دينهم!؟

ألسّيد (وجيه عباس) كان مُقدّم برنامج يتحدّث عبره عن آلحقّ و قيم آلسّماء بشفّافيّة جاذبة و ينتقد ظلم السياسيين و الحزبيين و كان متحمسّاً لعدالة عليّ(ع) المظلوم بحيث كان يضع مجموعة من الثماثيل (المطايا) البلاستيكية الصغيرة على الطاولة التي أمامه مشيراً إلى أنهم يُمثلون السياسيين حتى أنا نفسي أحببتهُ رغم بساطة أفكاره كأكثر الأعلاميين - لتعصبه للحقّ تعصباً أعمى بسبب مستواهُ الفكريّ كأي عراقيّ, إلّا أنهُ و بعد ما تمّ كسبه من حزب مُتحاصص ثمّ دعمه للترشيح إلى آلبرلمان؛ فاز بـ 18 ألف صوت!

يعني أصبح واحداً من (المطايا) ألذين سرقوا دولة بأكملها .. و لم يعد يذكر الفقراء ولا عدالة عليّ و عذاباته ولا يتعصّب كآلسابق و لا هم يحزنون, بآلضبط كما فعل بني العباس ألذين وصلوا للحكم بإسم (ألدّعوة) لأهل البيت(ع) و الأسلام ثم أثبتوا بأنّهم أسوء من الأمويين بحسب قول الشاعر:

يا ليت ظلم بني مروان دام لنا .. و ظلم بني العباس في النار.

هذه الحالة الأستمطائيّة لا تمثل حالة فرديّة  ولا حزبيّة؛ بل هي ظاهرة عامّة وستتكرّر لعشرات المرات لفقدان العقيدة الكونيّة, ليستمر الهدم و الفساد بآلعمق لأنّ الحاكمين لا يعرفون أصول الأدارة الستراتيجيّة ولا الأيمان الكونيّ بآلخلق والوجود, لذلك لا أمل بآلتّغيير ألحقيقي و الجذري؛ إلا بنشر  و دراسة الفلسفة الكونيّة عبر المنتديات الفكريّة و المناهج الدرسيّة من الروضة و حتى الجامعة!

لأنّ الثقافة ألألتقاطية ألهجينة السائدة في العراق و العالم؛ يجب أن تتبدّل من الجذور بثقافة كونيّة عالية ترتكز على ألعدالة و الفكر الكونيّ الذي يفتح آفاق الفكر و يُنزّه القلوب ويُحيّ الوجدان لبناء الحضارة والمدنية و كما أرادها العليّ الأعلى الذي طبقه في الواقع.

لهذا أعتقد أيّها الأعزاء: بأنّ الحلّ الوحيد لدرأ المفاسد, هو تدريس (الفلسفة الكونيّة) للعلماء و للمُثقفين ثمّ الناس عبر المدرسة و المنتديات و الأعلام, لأنها منظومة فكريّة كونيّة تُشكّل ثقافة عميقة مرتبطة بأعماق الوجود للأيمان و التّوطن بنهج الحقّ المبين .. لأنّ الإسلام الذي ساد في العراق و العالم من مراجعه التقليديون و الأحزاب كانت نتائجه و كما شهدنا و تشهدون على ارض الواقع خراب في خراب؛ فساد في فساد؛ ظلم في ظلم, و إنتهازية و نفاق إختصر سبب خلقهم .. من أجل الدّولار و المنصب وآلظهور و الشهوات .. لأنهُ لم يكن إسلام ألله و أهل بيته(ع) .. إنّما إسلام  الأحزاب وآلمرجعيات ألمعروفة بأهدافها  المحدودة وغاياتها التي لا تتعدى مصالحها الشخصية العائلية و كما تجسّد على أرض الواقع من قبل النّخبة ألسّياسية ألمُقلِّدة التي تغطت بغطائها لتسرق دولة بأكملها.
حكمةٌ كونيّة: [ألدِّين ضمير الأنسان, فمن كان رحيماً متواضعاً كان له ضمير].

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
ملاحظة: [رغم إن هذا الأعلاميّ و غيره و السياسيون خصوصا الذين ذكرتهم في مقال سابق بعنوان(لا يتطور العراق لفقدان الفكر), لم أعاتبه على سرقته لمقالاتي بل سامحته إكراما لإسم (العليّ) الذي كان يُمجّدهُ حيث كان ينشر مقالاتي على صفحته ويحذف إسمي منها].

No comments:

Post a Comment