Saturday, January 09, 2021

لماذا سقطت أمّتنا؟ بقلم العارف الحكيم

 

لماذا سقطت أمّتنا؟
بقلم : ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
كثيراً ما سعيت لمعرفة أهمّ سبب أدّى لسقوط الأمة و هزيمتها, لأن معرفته تُمهّد للحل الأمثل و الأنجع, موعزاً الأسباب إلى النفاق و الكذب و فقدان النزاهة و الأدب و الأخلاق في تعاملهم سواءاً كان فرداً أو عشيرة أو حزباً , و ذلك من خلال منطقهم و تعاملهم و مُدّعياتهم و ثقافتهم و مدى الإكتراث في حفظ أمانات و حقوق الآخر و عدم التعدي عليها, تلك الحدود التي لا يستطيع حتى الله تعالى تجاوزها!؟

لكن العالم كله شهد تحايل حكوماتنا و أحزابنا و محاولات تبرير فسادهم و سرقاتهم التي دمّرتنا بغطاء الشهداء و الدعوة و آلأسلام الذي بات عندهم كآلطين الأصطناعي يحوّرونه كيفما إقتضت مصالحهم و بآلأخص جيوبهم, لذلك صار هضم ألحقوق و هدر خيرات البلاد و العباد مسألة عادية و ربما إعتبروه جهاداً في طريق "ذات الشوكة", و يكفي معرفة عدم نزاهتهم و فقدان القيم و الاخلاق في سلوكهم؛ من خلال نتائج حكمهم و أعمالهم الخطيرة على مستقبل البلاد و العباد و الأجيال القادمة .. و آلبوادر التي لم نشهدها في أفقر و أدنى آلشعوب في آلعالم
!

و إليكم الحقيقة ألمُرّة و المؤسفة التالية التي كشفتها قبل ساعات و أسميتها بمحنة العُربان و لعلها علّة العلل في سقوطهم:
سبق و أن كتبت أكثر من مرّة عن فساد الأمّة العربية و عدم نزاهتها و كما تشهدون سعيها و مواقفها إزاء القضايا المصيرية بسبب الأعراف القبلية و الحزبية و الدِّين المؤدلج و التربية و الأعلام و غيرها, و بشكل عام يعيشون اليوم نتيجة إنعكسات فساد رؤوس الأمة و حكوماتها؛ بذلة و مهانة ونكوص على كل صعيد, وإن الأواسط التي تدير دفة الحكم والوزارات والمؤسسات و الأعلام و الكُـتّاب خصوصا الأدباء و الشعراء  و المدارس و الجامعات التي تُشكل ثقافة ألأمة هي آلسبب المباشر في تحمّل تلك التبعات و النتائج ..

فقط إطلعت اليوم على موقع يدعي روادها و رئيستها النهضة و العلم و البناء و التقدم لأمّة العرب .. و يبدو الموقع و كأنه مدعوم من شخصية أو شخصيات كبيرة و قد تأسّس بآلمناسبة  بحسب المعروض بداية هذه السنة - أي قبل أيام فقط - و أوّل موضوع منشور في الصفحة كهوية لمنهجهم مقتبس بشكل شبه تفصيلي من (فلسفتنا الكونية العزيزية) التي قدّمناها في بداية الألفية الثالثة و التي قطعنا منها عقدين من الزمن بآلأعتماد على كمٍّ و خزين كبير و تأريخ طويل من الفكر و التراث الذي خلّفناه و عرضناه منذ نصف قرن, و الأغرب أن تأريخ تدوينهم للمقال المعني كإفتتاحية قد خُتمت كتابتها في شهر مارس(آذار) عام 2017م بأسفل المقال, ليكشف زيفهم و كذبهم!

لهذا لم أخطأ أبداً .. حين نعتّهم و قُلت و برهنت بأنّ:

أمّتنا أمة ضالة و أكثر مثقفيها - إن لم نقل كلّهم - مضلّون للعوام و البسطاء و يفتقدون النزاهة و الأمانة و حتى المهنية, و لا أدري كيف يُفسّر و نُفسر هذا الوضع الخطير مع رؤوساء أحزابنا و حكوماتنا الجاهليّة التي سرقت دولة بأكملها كما يشهد الواقع .. بل شهدوا حتى بأنفسهم, و رغم هذا ما زال الشعب يُصفّق و يهتف بغباء مفرط نتيجة الثقافة المكتسبة ؛ [بآلرّوح؛ بآلدّم نفديك يا هو الجان]!؟

لقد وصل آلنّهب و السرقات و الفساد لأبعد الحدود .. و الذي يحصل في أمتنا من فساد و سرقات للأموال و الأراضي و المناصب و الإئتلافات الباطلة و إستخدام الدِّين و الحزب و كل وسيلة ممكنة لأجل الثراء و النهب؛ قلّما نشهده في الأمم و الشعوب الأخرى ..
فربما يسرق البعض "ألمثقّف" من هنا أو هناك أو من لغة أخرى مفهوماً أو عبارة أو جملة أو مصطلح أو عنوان , و هذا ما شهدناه و نشهده كثيراً و لا يزال و مثبت أيضا في كتابات و دواوين الذي يُسميّهم بعض الاوساط العربية الفاسدة في هذه الأمة؛ بآلرّواد و المتميزين و آلكُبراء ووو غيرها من الأوصاف التي لا تتطابق مع الحقيقة ؛ لكني لم أشهد سرقة نظريات و بحوث و حتى مقالات كاملة و بلا حياء أو خجل من قبل بعضهم, مِمَنْ يدعون الأبوية والأكاديمية والأنسانية والأسلام و السّلام و الدّعوة و العروبة و الادب و ...إلخ
حيث نقلوا نصوص كاملة(بحث كامل) عن كتبنا و (فلسفتنا) و مقالاتنا و لم يُشيروا حتى من بعيد ولا مرة لواحدة منها بل لفقرة من فقراتها كمصدر .. على الاقل و للأسف  لجهلهم بأن ذكر المصدر من عوامل توثيق البحث و إصالته .. ممّا يعني سقوط الأخلاق بآلكامل و فقدان النزاهة و آلحياء و الادب عملياً من منهجهم و بآلتالي فشلهم الحتمي .. لأن الكاذب و المخادع و الفاسد لا يمكن أن ينجح حين يسرق أفكار الآخرين لأنه لا يفهم أبعادها و أهدافها بشكل واضح و دقيق, فكيف بهذا "الباحث" أو "الباحثين"  أو "الشعراء" إذا تسلطوا على أموال و أرواح العباد .. فهل سيتركون مجالا للحياة و آمالاً للأمة و سعادتها و كما نشهد اليوم في العراق و البلاد العربية رغم كونها من أغنى دول العالم!؟

و آلأغرب أنّ المشرفة على الموقع و القضية؛ إسمها (موزة بنت محمد) تشرف بدورها على مجموعة متخصصين من العاملين معها في مجال الموقع .. و لا أدري .. هل هي زوجة أو بنت أحد "أمراء" الخليج الأثرياء المعروفين بفسادهم و ذلتهم و الذين لنا معهم حكاية لا تُحكى و قصّة لا تُقصص!؟
و أيّا كانت نسبها و أصلها و فصلها فهي من هذه الأمة؛ و إن فعلها يدلل على مستقبل غامض و خطير و فساد كبير يتجه بقوة نحو الفناء و المسخ و الدمار الحتمي!؟و الله يستر على مستقبل أمّتنا الساقطة في وحل الذلة و النكوص و الفساد و التبعية و الجّهل و  التكبر و لقمة الحرام, و فلسفتنا المنشورة .. المسروقة نصّاً كأساس للموقع منشور حالياً عبر الرابط أدناه مع تقديم وتأخير في بعض الفقرات:
https://arsco.org/aboutus-Arab
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

No comments:

Post a Comment