Tuesday, December 07, 2021

ماهي مقـايّـيس الشرف والأمانة ؟ كتب رياض الفرطوسي وضعت الانتخابات الاخيرة العراق بين مفترق طرق‘ حيث كشفت هذه الانتخابات الكثير من الحقائق الغامضة‘ منها استمرار خطاب الساسة بمناسبة وغير مناسبة‘ لكن كل هذه الخطابات التي نسمعها كل يوم‘ هي نفسها تتكرر ولم يذكر فيها شيئا واضحا وجديدا. الكل يلمح ولا يفصح. الكل يريد ان يكون في المقدمة. الكل ممتعض ‘ الكل مشتت‘ العاطلون والعاملون ‘ النزهاء والسارقون. العلماء والاميون ‘ الاثرياء والمسحوقون. العزلاء والمسلحون ‘ السفهاء والمؤدبون. العشائريون والمدنيون ‘ المنفيون والنافون. الاتقياء والواشون ‘ القافلون والمنفتحون. هل سيشبه جحيم ما قبل الانتخابات الى ما هو بعدها‘ حيث الازمات نفسها وقوالب التكرار واليأس‘ والعشوائيات والبسطيات والتكتك والاستعراض الفج والصور. حيث لا تاريخ جديد يسجل ولا نسق حياتي ولا مسار واضح. او ولادة نموذج مختلف حيث المجرم نفسه والمكبسل نفسه‘ والاطرم نفسه والجاهل نفسه والقاتل نفسه‘ والقناعات ذاتها والعقد والتقاليد السائدة لا تتزعزع. ( ويبقى التمصرن والتسرجن لا يتغير كما هو ). ام اننا سنبدا تاريخا جديدة من الافكار والسياسة والحداثة‘ والعلاقات والمؤسسات واللغة والخطابات والمراجعات‘ والبحث والتحليل النفسي الرصين في مناخ من معالجة الاخطاء العامة. لا توجد مشكلة ولدت من فراغ بل لها جذور ومرت بمراحل‘ قبل ان تطفو على السطح وتصبح ظاهرة. وهذه المشاكل بتراكماتها هي من ولدت الانسدادات السياسية, وربما يسأل سائل ما هي بدائل الانسداد السياسي؟ بدائل الانسداد السياسي كثيرة في مقدمتها التحرر السياسي. والتحرر هنا يعني وجود وعي سياسي وهذا الوعي هو من يحفظ‘ الكرامة والعدالة والحرية والسيادة والثروة الوطنية والمواطنة‘ ويجعلنا اكثر تصالحا مع انفسنا ومع الاخر المختلف‘ ويقرب وجهات نظرنا السياسية من كل الحقائق الغائبة. هل سيكشف لقاء التيار الصدري مع قوى الاطار‘ تلك الحقائق الغائبة ويضعها على طاولة البحث والمناقشات من اجل الخروج من القبو السياسي المعتم والمناهج والقوالب الجاهزة والصلبة الى فضاء الضوء والافكار العملية المرنة التي تخدم الجميع. وهذا ما ينتظره المواطن على احر من الجمر. و ليعلم السياسيون بأن أسهل شي يقوم به الانسان هذه الايام‘ هو ان يتحدث عن الامانة والقيم والشرف‘ والاخلاق والنزاهة والوطن والهوية والفضيلة. وهذه اخطر متاهة وورطه ممكن ان يقّع فيها المجتمع‘ لان المجتمعات الراكدة ثقافياً‘واجتماعياً وسياسياً ومعرفياً‘ تضيع فيها( الطاسة )وتتداخل المفاهيم‘ السياسية والاجتماعية والثقافية. حينها لا تستطيع الناس ان‘ تراجع وتدقق وتمحص جيدا‘ فتنزلق فوق رؤوسهم غيوم الكذب‘ وتمر دون ان يشعرون بها. تُبنى الاوطان عادة على شاكلة الناس. وتتشكل على اساس صورهم الداخلية‘ من وضوح ورصانة ومحبة وجمال وتعاون. لذلك اذا اردنا ان نعرف شكل المستقبل‘ ما علينا الا ان ندقق بما نقوم به يومياً. ونعرف ماهي رسالتنا الحقيقة في الحياة. ماهو دورنا في هذا العالم الذاهب للاكتشافات والتطور والتغيير. وعليه لابد من مراجعة ذاتية. نغسل فيها دواخلنا وننظف عقولنا‘ ونعطر ارواحنا ونحافظ على بيوتنا واوطاننا‘ من الدخلاء والاعداء. ونغلق كل الجحور التي تدخل منها‘ الثعابين والعقارب. لن يحصل ذلك دون ان نعمل ونفكر‘ وننتج ونصنع وعي جديد. دون الحاجة الى التفاخر والتباهي‘ والاستعراض الاعمى. بهذه الطريقة نستطيع ان نخلق‘ واقع نوعي موازي لواقع الخراب والرماد. ممكن ان نستمر بهذا العمل لعقود طويلة. ستجني الاجيال القادمة ثمار اعمالنا وجهودنا. فهل هناك اجمل من هذا الارث الذي‘ سيحصده اولادنا غداً.

No comments:

Post a Comment