Saturday, November 25, 2023

مسودة بيان العام 2024م

ألبيان ألكونيّ للفلاسفة لعام 2024م : كما يعلم أهل الفكر والقلم في كل عام يُصدّر ألفلاسفة بياناً للناس حول أوضاع العالم لعلهم يتّقون للخلاص من آلتكبر و الظلم و الفساد : فما يجري في العالم من أحداث و حروب وفساد يُدمي القلوب الطاهرة التي لم يبق منها إلا النادر القليل و هم ثلة من المثقفين المُتّقين الرّحماء الذين يقودهم فكرياً الفلاسفة بقيادة العارف الحكيم وهم وحدهم أحباب الله, و قساة القلوب من البشر قد إصطفوا مع الشيطان الذي إستقال من منصبه الكونيّ قبل سنوات كما ألمحنا في آلبيان السابق بعد ما تبرّأ أمام الله من هذا البشر الملعون. و نادرا ما يُحتفل بمئوية ولادت فيلسوف أو مفكر أو فنان لا يزال على قيد الحياة و الفكر والإنتاج وتعزيز الوعي والمعرفة! لقد لخّص السيّد دونالد ترامب ما يجري في العالم و هو يتحدث بصراحة حول حقيقة ما يجري في هذا العالم المرعب, رغم وقاحته ونذالته وعدوانيته كما باقي البشر، لكننا نرفع له القبعة لصراحته في وصف الحال, فآلعرفاء يعتقدون بأنّ بعض العواهر تنكشف لهم الحجب و أستار الظلام فَيَرَونَ الحقائق الخفية التي لا يراها الآخرون! أنه تصريح واضح لعله يكون باباً يفيقنا من كبوتنا لنكف عن التناحر و الإقتتال و النهب و الفساد و النفاق و الغيبة و المؤآمرات بيننا, وإليكم ملخص ما قاله ترامب بعد خسارته أمام قرينه (بايدن) الذي أعلن هو آلآخر الأباحية كشرط لقبوله كصديق لأمريكا : [أيها السادة : اليوم قرّرت أنْ أخبركم بما يجري حولنا؟ والى أين يتجه العالم في ظل كلّ المتغيرات الذي حصلت طيلة (400) عام؟ تذكرون عام 1717م الذي كان ولادة العالم الجديد !؟ و تذكرون ان أوّل دولار طبع عام 1778م ولكي يحكم هذا الدولار كربّ أوحد للبشر؛ كان العالم بحاجة الى ثورة فكانت الثورة الفرنسية عام 1789م، تلك الثورة التي غيّرت كل شئ، و قلبت كل شئ و مع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوماً طيلة أكثر من 5000 سنة بالأديان والميثولوجيات، وبدأ نظام عالمي جديد يحكمه المال و الإعلام .. عالم لا مكان فيه لله ولا للقيم الإنسانية .. لا تستغربوا أننا عينة من هذا النظام العالمي الجديد، هذا النظام يعرف طبيعة عملي الخالي من القيم الإنسانية والاخلاقية، فأنا لا يهمني ان يموت المصارع، ما يهمني هو أن يكسب المصارع الذي راهنت عليه، و مع ذلك أوصلني النظام العالمي الى الرئاسة، أنا الذي أدير مؤسسات للعمل و للقمار وأنا اليوم رئيس أقوى دولة، إذاً لم تعد المقاييس الأخلاقية هي التي تحكم؛ ألذي يحكم اليوم العالم والكيانات البشرية هي المصالح بقيادة(ألدّولار) بلا مُنازع. ذلك الدولار الذي تسبب في قتل جون كندي الذي أراد أن يسحب ملكيته للدولة بدل العائلة التي تتحكم بها, لكنه قُتل بعد إعلانه بيوم واحد لأنه وضع يده على الجرح, لكن الشيطان كان له بآلمرصاد! و إستمرّ عمل نظامنا العالمي بصبر ودون كلل حتى قضينا على سلطة الكنيسة، وفصلنا الدّين عن السياسة وجاءت العلمانية لمواجهة المسيحية. و أيضاً عندما سقطت ما سميت بالخلافة الإسلامية العثمانية وحتى الدّيانة اليهودية، أسقطناها عندما ورطناها معنا بالنظام العالمي، فالعالم اليوم بغالبيته يكره الساميّة، لذلك نحن قمنا بفرض قانون يحمي السّامية، و لولا هذا القانون لقتل اليهود في بقاع الارض لذلك عليكم أن تفهموا إنّ النظام العالميّ الجديد لا يوجد فيه مكان للأديان وانتم تشهدون اليوم كل هذه الفوضى و الحروب التي تعم العالم من اقصاه الى اقصاه، انها ولادة جديدة ولادة ستكَلّف الكثير من الدماء، وعليكم ان تتوقعوا مقتل عشرات الملايين حول العالم، ونحن كنظام عالمي غير آسفين على هذا الامر، فنحن اليوم لم نعد نملك المشاعر والاحاسيس, بعد ما تحول عملنا الى ما يشبه الآلة .. مثلاً سنقتل الكثير من العرب والمسلمين، ونأخذ اموالهم ونحتل اراضيهم، ونصادر ثرواتهم، وقد يأتي من يقول : ان هذا يتعارض مع النظام والقوانين، ونحن سنجيب، أنه وبكل بساطة إن ما نفعله بالعرب والمسلمين هو أقل بكثير ممّا يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم، إذاً نحن من حقنا ان لا نأمَن ونثق بهم لأنهم خونة وأغبياء .. خونة وكاذبون و منافقين. هناك إشاعة كبيرة في العالم العربي بأنّ امريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل و هذه كذبة، فإن الذي يدفع لإسرائيل مليارات الدولارات هم العرب أنفسهم .. فالعرب يعطون المال لأمريكا التي بدورها تعطيه لإسرائيل، و أيضاً العرب أغبياء .. أغبياء لأنهم يتقاتلون طائفياً، مع العلم ان لغتهم واحدة و ربهم واحد والغالبية من نفس الدّين(والدليل ما يجري في البلدان من آلمآسي)! اذاً المنطق يبرّر عدم بقائهم أو وجودهم، لذلك تسمعونني أقول دائماً، بأنّ عليهم أن يدفعوا و يُطيعوا .. أما صراعنا مع إيران .. ليس لأنّ ايران هي التي اعتدت علينا، بل نحن الذين نحاول ان ندمرها ونقلب نظامها، وهذا الأمر فعلناه مع الكثير من الدول والانظمة، فأنت لكي تبقى الاقوى في العالم عليك ان تضعف الجميع بتفرقتهم. انا أعترف انه فيما مضى كنا نُقْلِب الانظمة ونُدمر الدول ونقتل الشعوب تحت مسميات الديمقراطية و الحرية، لأن همنا كان ان نثبت للجميع اننا (شرطة) سادة العالم، أما اليوم لم يعد هناك داعي للإختباء خلف إصبعنا أو تلك المُسمّيات، و ها أنا أقول امامكم لقد تحولت أمريكا من (شرطة الى شركة)، والشركات تبيع وتشتري وهي مع من يدفع أكثر والشركات كي تبني عليها أنْ تهدم، و لا يوجد مكان مهيّأ للهدم اكثر من الوطن العربي و دول الأسلام .. مثلاً ان ما صرفته السعودية في حربها على اليمن يُعادل ما صرفته أمريكا بحرب عاصفة الصحراء، و ماذا حقّقت السعودية؟ في الختام قالت إنها بحاجة لحمايتنا، في الوقت الذي تدفع فيه مليون دولار ثمن صاروخ لتدمر موقعاً او سيارة لا يتجاوز ثمنها بضع آلاف دولار .. و هكذا الحروب السابقة و اللاحقة. لا أعلم أين النخب، ولا اريد ان أعرف، فأنا اعرف بأنّ مصانع السلاح تعمل، لا يعنيني من يموت و من يقتل في تلك المنطقة، وهذا الامر ينطبق على الجميع، فأنا سأستمر بمشروع السيطرة على النفط العربي و منابع الطاقة فهذه السيطرة تساعدنا في استكمال السيطرة على اوروبا و الصين واليابان وحتى العالم .. ثم إنه لا توجد شعوب حرة في المنطقة فجميعها محكومة بحكوماتها الظالمة و مَنْ ورائها، فلو وُجدت لما وُجدنا نحن، لذلك لن نسمح بإيقاظ هذه الشعوب بخلاصها من حكوماتها .. كما لن نسمح لأيّ جهة كانت الوقوف في وجه سيطرتنا على المنطقة، لذلك وضعنا إيران أمام خيارين .. إما الحرب و إما الإستسلام، و فرضنا عليها أقصى العقوبات التي ستوصلنا الى الحرب التي لن يربح فيها أحد في المنطقة، بل سيكون الرابح الوحيد هو النظام العالمي الجديد، ولكي يربح هذا النظام، سنستخدم كل ما توصلنا اليه وعلى كافة الصعد العسكرية والتكنولوجية والإقتصادية], و أما خطاب خلفه بايدن فقد لخّص الأمر كلّه بآلقول : [إنّ مَنْ يُريد أن يكون صديقاً لأمريكا و للغرب فعليه أن يقبل بآلأباحية تماماً حتى ممارسة الجنس مع الحيوانات]!! و ممّا يؤكد تلك الحقائق المرّة؛ هي الوقائع و الحروب المدمرة التي إندلعت فيما بعد كحرب أوكرانيا و الحرب الفلسطينية -إلأسرائيلية وحرب اليمن - السعودية والنزاعات المختلفة شرقاً و غرباً على مختلف الصعد والمصالح كآلحدود والماء والموانئ. أما واقع الشعوب فأنها تعيش الفقر و المرض و العطش و الجوع, بحيث دلّت الأحصائيات بوجود أكثر من 25 مليون مريض نفساني بأمريكا نفسها فقط, ناهيك عن بلاد العالم الأخرى والذي يُقدّر عدد المصابين فيها بأكثر من 70%, يعني العالم في خطر! لذلك أيّها المفكّرون والفلاسفة؛ كونوا كونيّيـون ربّانيـون: لأنّ الله سيسألكم جميعاً عمّا كنتم تعملون فإصدعوا بما تؤمرون و أعرضوا عن المشركين – المستهزئين, فأكثر الناس حتى المسلمين و المدّعين باتوا بطانة لهم من دون الله, فما تلفظون من قول إلا لدى ربنا رقيب عتيد, وسكرة الموت جاءَـكم بآلحقّ ذلك الذي كنتَ عنه تحديد, وما ملجأ لكم من ربّ الكون .. فكونوا كونيون. أمّا كيف .. و ما السّبيل لتحقّق ألصّفة آلكونيّة في وجودكَ وقد بدأتَ عامك الميلادي الجديد؟ فلذلك شروط أهمّها: ألصّفة الكونيّة لا تتحقق في وجودك يا عزيزي ألمُفكر و الفيلسوف؛ ما لم تصل وتُحقّق مرتبة الآدميّة بذاتك والتي معها يستوجب تفعيل العقل الباطن لتجعل من القلب هو آلعقل المُفكّر و الواحة الرحيمة الشفوقة .. بدل العقل الظاهر المحدود الذي لا يرى صاحبه من خلاله سوى الظاهر المادي الذي يسحبه نحو القسوة و الظلم و التيه, ليكون و القلب الباطن (الوجدان) هو المنطلق للأحكام و الأحلام و آلأسفار الكونيّة, التي معها تتقدم حتى على الصّفة (الأنسانيّة) التي هي الأخرى تعلوا آلصّفة (البشريّة - الحيوانيّة) بفواصل كبيرة, إنها بإختصار مُتوالية منطقية : [بشريّة – إنسانيّة – آدميّة]! وإنك أيّها المثقف و المُفكّر و آلفيلسوف: عندما تشعر ببلوغك (آلآدميّة) تكون قد حصلت المؤهلات المطلوبة لبدء (الأسفار الكونية السبعة)؛ لترتبط بمكونات (الوجود) و (واجب الوجود) و (ممكن الوجود), و حينها تتحسّس بوجدانك الظلم والقهر و كلّ سلبيّة وقعت بأيّ مكان صغرت أو كبرت ضمن الشبكة الكونيّة و كأنّها أصابتك بآلصّميم لتكون حينها متناغماً مع حركة الوجود بإيجابية وإلا بدون وجدانك و ضميرك ستكون جزءاً من الفضلات الكونيّة! بتعبير آخر؛ لو أصبحت كونيّاً (إكوانتوميّا)؛ يُمكنك معها فقط إستلام و تبادل الأشارات مع كلّ العوالم الكونيّة بقدر إنفتاحك على (المعشوق المبدع) للخير و كذا بُغضك لـ (للمنكر) خصوصاً ألحسد و آلغيبة والكذب والنفاق, و هكذا يتحقق آلتواضع في وجودك أمام آلجّميع؛ بحيث لا تعد بعدها ذلك المخلوق المحدود الذي كان يتعالى؛ بسبب الأنطواء على نفسه الفاجرة يحكم من خلالها و من نظرته الضيقة و منافعه الشخصيّة والحزبيّة و الفئوية و مقدار رزقه, لأنه لم يكن يرى سوى أطماع نفسه المحدودة ولذاتها معياراً للتقيم و التعامل مع الوجود, وكما هو حال حكام و سياسيوا بلادنا والعالم في تعاملهم مع الوجود و المحكومين المقيّدين ألّذين تحجّمت حرّيتهم و إختياراتهم, حيث لا يُصدّرون حُكماً ولا أمراً إلّا و فيه قبل كلّ الناس ضمان مصالحهم الخاصة دون مصلحة الناس العامّة, بعيداً عن المحبة و العدالة و معنى و فلسفة الوجود, لهذا لو أردت أنْ تكون كونيّاً فعليكَ وعي و درك الحقيقة التالية: [إنّ الظلم في أيّ مكان يُشكّل تهديدًا للعدالة في كلّ مكان, لقد وقعنا في شبكة الوجود ألمرتبطة بعضها ببعض التي لا مفر منها بسبب حالة الكثرة التي أصابت العالم بعد الوحدة، وهي مرتبطة بلباس وأصل واحد من القدر و من الأصل, ولو تأثّرَ بشيء واحد وبشكل مباشر، فإنّهُ يُؤثر تلقائيّاً على جميع الأشياء بشكلٍ غير مباشر], بتعبر أدق : [حُب لجارك و لأخيك ما تُحبّ لنفسك]. يمكنك معرفة مدى الظلم الذي إمتدّ و خيّم على العالم حين تقوم آلدولة العظمى بمنع كتاب (الفيلسوف الكونيّ) الموسوم بـ (الدولة الأنسانية) التي تؤسس للعدالة بين الناس في كل شيئ بدل الدول الجاهلة الفاشلة, وإنما يأتي ذلك المنع خوفا من إنتشار المبادئ الكونية التي تؤكّد على محو الطبقية و الفوارق الحقوقية التي تقطع جذور فسادهم و بآلتالي منعهم من إستمرار سرقة و تعبيد الناس لنظامهم, و هذا يكشف لنا مدى هشاشة الفكر و الفلسفة التي بنوا عليها حياة دولهم و أنظمتهم التي تهدف تحقيق مصلحة حزبية وفئوية دون مصالح الشعوب و الأمم, وهم يعتقدون بأنّ السلاح والقوة تستطيع قهر و إخضاع شعوب العالم بينما الحقيقة هي العكس, حيث لم يعد حاملوا السلاح قادرين على تغيير وجه التاريخ و تحديد مصائر الشعوب مهما إستخدمت القوة و السلاح، بل لا بُدّ لذوي العقول من تمحيص الأوضاع والتاريخ ليجنّب الأجيال القادمة فتناً يُمكن تفاديها بالوعي بدلاً من خوضها مرّة تلو الأخرى دونما بصيرة, و لنا في تجربة فتح إيران الدّرس الكبير و كيف إنّ الفاتحين أرادوا فرض نظام معيّن على البلاد بقوة السلاح .. لكن ذلك النظام تغيّير جذريّاً بليلة وضحاها رغم إمتداده لأكثر من ألف عام, فآلفكر و آلثقافة والمنطق إلى جانب الحُبّ و الرحمة؛ تبقى و تمتد لكونها أقوى الأسلحة حتى من النووية. لذلك يجب أنْ نولّيّ الفكر النزيه والثقافة الأولوية للحكم على التأريخ و العقائد و الفلسفات عموماً .. و ليعلم المثقفين و المفكرين و الفلاسفة بأنّ جذور محنتنا عبر التأريخ المؤدلج يعود لمشايخ و رؤوساء كبار لم يسمع الكثيرون مناقشتها لمعرفة حقيقتها بسبب التعصب و هالة القدسيّة التي وضعوها عليهم فتسببت بتشويه الحقّ و تغلغل الفساد وإمتداده بين الأجيال دون وجود مَنْ يتصدى لها منطقياً خوفا من القتل, إلى جانب محنة إحراق الكتب و الهجوم على المكتبات وتدميرها مذ ظهر الأسلام وإلى يومنا هذا, حيث أحدث إحراق الكتب وتكفير العلماء و الفلاسفة عبر التاريخ؛ ردة فعلٍ قويّة لدى أصحاب الفكر والقلم إذ باتوا يخشون من التكفير والتنكيل؛ فإما انكفؤوا على أنفسهم واعتزلوا قول الحقّ أو قرّروا عدم التصدّي لما يرونه من إفسادٍ للفكر و المنطق و الدّين القيّم والسريرة السليمة, وهذا يتطلب جهاداً وتضحيةً قد تكون في غير مكانها إذا كانت الأغلبية من الرّعاع الذين لا يقرأون كما هو حالهم اليوم لا يسلّموا بالحق والمنطق ولا يدافعوا عن الفلاسفة و المفكرين بل يدافعون عن الأنظمة الحاكمة, كما امتنع الكثير ممّن شهدوا الأحداث على مرّ التاريخ من الإدلاء بشهاداتهم لأنّه ببساطة، سيبرهن أنّ جلّ ما سطّره البعض كتاريخٍ رسمي للأجيال مزوّرٌ أو ناقصٌ وتمّ رسمه بقوّة السلاح وسلطة المال التي تسببت بتسطيح الفكر و تسخير الناس كعبيد ومرتزقة للبقاء ؛ أما لماذا البقاء؟ فلا يعلمون!؟ فكيف يمكن أن نتعلم من تاريخ غير شفاف لم يقل الحقيقة أصلاً و من أحداثٍ لم تصلنا على حقيقتها ومن علماءَ اتخذوا الصمت سبيلاً للنجاة والابتعاد عن الإشكالات التي قد تكلّفهم غالباً حياتهم؟ مقابل ضياع ألأمم و الناس و تحويل البلاد و العباد إلى جهنم حقيقي و فتن قومية و طائفية و كما حدث في معظم بلادنا! من الصحيح و المعروف إن الغالبية العظمى لا تريد أن تكرّس الوقت للقراءة والبحث واكتشاف حقائق الأحداث التاريخية و وضعها في نصابها الصحيح, إلى جانب أنّهم أصلاً من الرّعاع الذين لا يقرؤون .. وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يعوون و إذا وعوا لا يعملون ولا يسلّموا بالحق والمنطق و إذا سلّموا بآلحق لا ينطقون و المطلوب للخلاص؛ هو نبد العنصرية و الفوارق الطبقية و الفتن الطائفية و المذهبية و الدينية كتلك التي حدثت في معظم بلادنا كفتنة الشيعة و السنة و فتنة المسيحين الآشوريين ضد الكلدانيين, بل ما زال أهل الشام مثلاً يشيرون إلى أحداث عام 1860م بعنوان "طوشة النصارى" العنوان الذي يُحمّل النصارى مسؤولية قتلهم وذبحهم ونهبهم للناس بينما الأسباب الحقيقية وراء المجزرة البشعة التي تعرّض لها المسيحيون في دمشق عام 1860م كما ذكر د. سامي في ختام كتابه أسبابٌ معقدة من اقتصاديةٍ إلى عثمانية إلى حساسياتٍ مزمنة إلى أسبابٍ فردية صغيرة هدفها التخلص من الدائنين وإعادة المجد لصناعة وتجارة الحرير إلى التجار المسلمين بدلاً من المسيحيين لكن ليس أمامنا سوى البدء بشكل جدّي و عمليّ بنشر الوعي و القراءة و تأسيس المكتبات ... لم يعد السلاح وحده كافياً ولا حاملو السلاح قادرين على تغيير وجه التاريخ، بل لا بدّ لذوي العقول والفكر من تمحيص هذا التاريخ وتقييمه وتأريخه بصدقٍ ووعي ليجنّب الأجيال القادمة سلاحاً وجيوشاً وفتناً ومعارك يمكن تفاديها بالوعي والحكمة بدلاً من خوضها مرة تلو الأخرى دونما بصرٍ أو بصيرة. إننا نؤسس لدولة ونظام عادل يتحقق بظله العدالة و نبذ الطبقية بسبب فروق الرواتب و الحقوق المعيشية السائدة و المتسببة بآلفساد و الظلم! و هذا الأمر يحتاج إلى معرفة البنى الفكريّة و لو بشكل مجمل عبر آلمحاور التالية : و نعني بـ (البُنية الفكرية) ؛ الأسس و القواعد التي تتأسس عليها ثقافة الأنسان أو لنقل بشكل أدقّ و أنسب ثقافة (البشر) و المجتمع و نهجه في الحياة و الوجود ككل ؛ و لفقدان تلك القواعد و الأسس الكونيّة في العقل العربي و باقي المجتمعات بدرجات متفاوتة ؛ لذا بات الفساد قريناً طبيعياً مع كل شيئ و حدث وارد في حياتهم, بحيث أصبح ذلك (المفقود) يمثّل خللاً كبيراً في كل المجتمع البشري و جزء مكمل بشكل خاص للشخصية العراقيّة – العربية التي حُكمت بنظريات طغت عليها ظاهرة العنف و الطبقية و الخيانة على مختلف الصعد, لذلك باتت مع تلك الأنظمة لا تعرف حتى أبجديات المعايير الكونيّة للحياة الفكرية و الأجتماعية و السياسية و الأقتصادية النامية و بآلتالي المعايير الصحيحة لأنتخاب الحكومة و الرئيس و المسؤول أو النائب خصوصاً عندما حلّت ثقافة ألأحزاب الهجينة المتحاصصة لحقوق الناس لأن فلسفة جميع الأحزاب هي (للتسلط و نهب الأموال) و التي تسبّبت في تعميق الفوارق الطبقيّة و الحقوقيّة, و لا خلاص من هذا الواقع الفاسد العفن إلّا بتأسيس المنتديات الفكريّة و الثقافية لعرض البنى التحتية المفقودة للفكر طبقا للفلسفة الكونيّة ألعزيزية في المجالات الأساسية التالية لبناء الأنسان الكونيّ التي بحيازتها يتأهل الأنسان ليكون مرشحاً حقيقياً ليمثل الناس في البرلمانات أيضاً : 1- ما معنى و دور الفلسفة في فهم الحقائق العلمية و طبيعة الوجود في تقويم الحياة؟ 2- ما الفرق بين الفلسفة و السفسطائية, و أيّهما سبق الآخر بآلظهور!؟ 3- متى و لماذا ظهرت الفلسفة الكونيّة و من هو الفيلسوف الكوني الذي أبدعها؟ 4- مَنْ خلق الأنسان؟ و لماذا؟ و من أين أتي؟ و كيف؟ و مع مَنْ؟ و إلى أين يرجع؟ 5- أيّهما يتقدم على الآخر: إصالة الفرد أم المجتمع؟ 6- ما هي العلل الأربعة التي تحكم و تبرّر ظهور آلوجود؟ 7- ما الفرق بين الحالة البشريّة و الأنسانيّة و الآدميّة في الفلسفة الكونية؟ 8- ما هو سبب (التّكثر أو التّوحد) و أيّهما الأولى و الأهم لترسيخه في حياتنا؟ 9- ما هي المحطات الكونيّة للوصول إلى مدينة العشق و السلام؟ 10- ما هي المراتب الوجوديّة بحسب الفلسفة الكونيّة ألعزيزية؟ 11- ما معنى القضاء و القدر؟ 12ما هي نظرية المعتزلة و الأشاعرة و فرقه عن نظرية ألشيعة؟ 13- ما علاقة علم الكلام بآلفلسفة؟ 14- ما هي الحكومة الكونيّة التي تتحقق بظلها العدالة؟ ما هي الجذور الفلسفية للنظريات السياسية؟ 15- كم عدد النظريات السّياسيّة الحاكمة في العالم؟ لماذا يكره السياسيّون الفلاسفة و المفكرين؟ لماذا على طول التأريخ يتمّ محاصرة و تشريد و قتل الفلاسفة!؟ ما السبب الأساسي في رفض الشعوب للحكومات؟ كيف يمكن القضاء على الطبقية التي هي سبب الظلم في مجتمع ما؟ لماذا يتم إعدام كل فيلسوف حقيقي من قبل الحُكّام؟ ما الفرق بين العشق الحقيقي و العشق المجازي؟ ما هي محطات الوصول للعشق الحقيقي بحسب آراء العرفاء؟ ما الفرق بين الفقيه و العارف؟ ما معنى قول كنفسيوش: أمام الأنسان 3 طرق: ألأوّل يمرُّ عبر التقليد و هو أســــــهل الطرق. ألثّاني يمرُّ عبر التجربة و هو أصعب الطرق. ألثّالث يمرُّ عبر الفــــكر و هو أسـمى الطرق. لماذا حلّت القوانين العشائرية بدل الكونيّة؟ إلى أين ينتهي مصير العالم مع النظريات الوضعية التي تحكم الآن؟ من هي الحكومة التي إختارتها هيئة الأمم المتحدة كنموذج للتطبيق و لماذا الفيلسوف جان جاك روسو قال: [على هو الوحيد أستاذي]؟ ما هو الأستقراء؟ الوجدان صوت الله في قلب الأنسان, لكن لماذا يقتله صاحبه ببساطة !؟ ما هو العقل الباطن و العقل الظاهر؟ ما هي حيثيات نظرية (خلق القرآن) أو أزليته !؟ و أخيراً ؛ ما الفرق بين أهل القلوب و أهل العقول؟ تلك هي أهم المفاصل و الموضوعات الفكريّة و الفلسفيّة الأساسية المطلوب معرفتها لكل كاتب و مفكر و باحث – بل لكل إنسان حسب إستيعابه – لرسم المنهج الكونيّ الأمثل لعقله و قلبه لبناء الحياة السعيدة و إعداد الجيل ألسّوي و تخليصه من الجهل المكعب الذي أحاط بعالم اليوم و الذي نعيش فيه على كل صعيد. تلك هي أهم المفاصل و الموضوعات الفكريّة و الفلسفية الأساسية لكل كاتب و مفكر و باحث - بل لكل إنسان بحسب إستيعابه - لرسم المنهج الكونيّ الأمثل لبناء الحياة السعيدة و إعداد الجيل ألسّوي و تخليصه من الجهل المكعب الذي أحاط بعالم اليوم و الذي نعيش فيه على كل صعيد. و أفضل منهج و طريق لتعليم و نشر و تفعيل تلك الفصول الأساسيّة يكون عبر آلمحاور التالية : التربية و التعليم العائلي و المدرسيّ و الحكومي و في مقدمتها تربية الباحث لنفسه و معرفتها المساجد و المراكز التي تُلبي حاجات الناس خصوصاً الأطفال و الشباب و حتى المسنّيين, و كل المؤسسات والدوائر الحكومية. - وسائل الأعلام الرسمية التابعة لمنهج ألنظام السياسيّ القائم على العدل. و بغير هذه المعرفة؛ فأنّ الفساد و الشّر و الحروب و المنكر ليس فقط لا ينتهي ؛ بل و سيكبر و يستمر و الظلم يتشعّب و يزيد أكثر فأكثر مع العداء و الكراهية و الطلاق و السحر و الشعوذة و التنفر بين الناس .. و بآلتالي لا يُحقق البشر رسالته التي وجد من أجلها .. بل و سيشقى و ينتحر مع سبق الأصرار نتيجة آلجهل و الثقافة السطحية و الحزبية الضّيقة التي آمنت بها الأنظمة و الأحزاب و المنظمات و الكيانات المرتزقة التي تحكم بلاد العالم لتتحاصص قوت الفقراء بأمر من الطامعين الكبار مقابل خراب بلادهم, حيث (لا يغتني من وراء السياسية إلا فاسد), و [ألجهل أساس كلّ شرّ], بحسب قول سيد العدالة الكونيّة الأمام عليّ بن أبي طالب. ع/فلاسفة العالم ؛ عزيز الخزرجي Cosmic Philosopher / Azez Al-Khazrgy الشعوب العربية هي وراء هزيمة..الأنظمة العربية ضد إسرائيل)..(شعوب لا تنظر ابعد من انوفها). (الشعوب العربية هي وراء هزيمة..الأنظمة العربية ضد إسرائيل)..(شعوب لا تنظر ابعد من انوفها)..شعوب ساذجة (تنتخب الفاسدين) ان زاح عنها (العسكر).. فهل هي مؤهلة لتتولى مصيرها وتنتقد حكامها؟ الشعب العراقي والشعوب الناطقة بالعربية.. من الشعوب الساذجة التي تعتقد ان الأنظمة العربية قادرة بإمكانيات دولها ان تهزم الدولة العبرية وتمحيها من الوجود وترمي شعبها اليهودي بالبحر.. وتسبي نساءهم وأطفالهم وتبيعهم بسوق النخاسة والجواري ببغداد ودمشق والقاهرة كما في العصور الإسلامية الغابرة إضافة لذلك تقتل رجال اليهود (هكذا بكل بساطة).. وكانه نحن في زمن (النبي محمد بجموع من عرب الصحراء يهاجمون حصن خيبر حيث موطن المدنيين اليهود بالجزيرة.. فيفتك بهم ويسبي نساءهم واطفالهم ويقتل رجالهم ويصادر بساتينهم وبيوتهم وباقي املاكهم.. وكأنه الزمن نفس الزمن والبيئة نفس البيئة..متناسين هذه الشعوب طرح سؤال على انفسهم.. لماذا تشعر هذه الشعوب ان الغرب يكرهها .. ولماذا يتعاطف مع إسرائيل؟ ما السبب؟ وهل نهزمها بالسلاح او ببناء دولنا وتطوير وتقدم واعمار ونهوض اجيالنا.. ؟ هل نهزم إسرائيل بعدد الانتحاريين والمقاتلين والمفخخين والذباحين لو الصكاكة لو المقاومين لو المجاهدين؟ فهل نحن في حرب البسوس لو بالحرب العالمية الأولى؟ مالكم كيف تحكمون؟ ونسال العراقيين كشعب ماذا انتخبتم بعد سقوط صدام؟ هل الشرفاء واهل ا لذمة والضمير؟ الجواب كلا.. انتخبتم أحزاب ومليشيات وتيارات ومنظمات ما انزل الله بها من سلطان فاسدين مفسدين بالأرض وبعد معرفتكم بحقيقتهم قاطعتم الانتخابات وانتفضتم ولكن بعد ان وقع الفاس بالراس.. اما المصريين سقط حكم العسكر لمبارك.. لينتخب المصريين اكثر حزب طائفي مقيت الاخوان المسلمين .. ثم بعد ذلك يعيدون حكم العسكر للسيسي.. تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي.. تخيلوا هكذا هي الشعوب التي تدور النفايات سواء بصناديق الاقتراح او بالثورات .. 1- ما معنى الفلسفة و ما الفرق بينه و بين العلم و دوره في فهم الوجود و تقويم الحياة,؟ لماذا لم تتحقّق العدالة على الأرض رغم بعثة 124 ألف نبي مع الشهداء و الاوصياء؟ 2- ما الفرق بين (الفلسفة) و (السفسطائية), و أيّهما سبق الآخر بآلظهور؟ 3- متى و لماذا ظهرت (الفلسفة الكونيّة ألعزيزية) و مَنْ هو (الفيلسوف الكوني) الوحيد الذي أبدعها؟ 4- مَنْ خلق الأنسان؟ و لماذا؟ و من أين أتي؟ و كيف؟ و مع مَنْ؟ و إلى أين يرجع؟ 5- أيّهما يتقدم على الآخر: إصالة الفرد أم إصالة المجتمع, و مىا هو نظر الأسلام منهما؟ 6- ما هي العلل الأربعة التي تحكم و تبرّر وجود آلوجود؟ 7- ما الفرق بين الحالة (البشريّة) و (الأنسانيّة) و (الآدميّة) في الفلسفة الكونية؟ 8- ما هو سبب (التّكثّر أو التّوحد) و أيّهما الأولى و الأهم لترسيخه في حياتنا و مجتمعنا؟ 9- ما هي المحطات الكونيّة و عددها للوصول إلى مدينة العشق و السلام التي معها تتحقق الخلافة الإلاهية؟ 10- ما هي المراتب ألعلمية - الوجوديّة بحسب الفلسفة الكونيّة؟ 11- ما معنى القضاء و القدر, و هل الأنسان مُسيّر أم مُخيّر؟ 12- ما هي نظرية المعتزلة و الأشاعرة؟ 13- ما علاقة علم الكلام بآلفلسفة؟ 14- ما هي الحكومة الكونيّة التي تتحقق بظلها العدالة؟ 15- ما هي الجذور الفلسفية للنظريات السياسية؟ 16- كم عدد النظريات السّياسيّة الحاكمة في العالم؟ 17- لماذا يكره السياسيّون الفلاسفة و المفكرين؟ 18- لماذا على طول التأريخ يتمّ محاصرة و تشريد و قتل الفلاسفة!؟ 19- ما السبب الأساسي في رفض الشعوب للحكومات؟ 20- كيف يمكن القضاء على الطبقية التي هي سبب الظلم في مجتمع ما؟ 21- لماذا يتم إعدام كل فيلسوف حقيقي من قبل الحُكّام؟ 22- ما الفرق بين العشق الحقيقي و العشق المجازي؟ 23- ما هي محطات الوصول للعشق الحقيقي بحسب آراء العرفاء؟ 24- ما الفرق بين الفقيه و العارف؟ 25- ما هي فلسفة الحجّ الذي يعتبر فرع من الدين و لماذا الطواف الذي هو ركن الأركان يكون بعكس حركة الأفلاك و ساعة الزمن. 26- لماذا وصف الأنسان الناصية بآلكاذبة دون باقي أقسام الدماغ؟ 27- لماذا العمل السياسيّ يجرّ للفساد عادّةً؟ 28- ما معنى قول كنفسيوش: أمام الأنسان 3 طرق: ألأوّل يمرُّ عبر التقليد و هو أســــــهل الطرق. ألثّاني يمرُّ عبر التجربة و هو أصعب الطرق. ألثّالث يمرُّ عبر الفــــكر و هو أسـمى الطرق. 29- لماذا حلّت القوانين العشائرية بدل الكونيّة في المجتمع العراقي رغم تأريخ العراق الحضاري؟ 30- إلى أين ينتهي مصير العالم مع النظريات الوضعيّة التي تحكم الآن على قاعدة ميكيافيللي؟ 31- من هي الحكومة التي إختارتها هيئة الأمم المتحدة كنموذج للتطبيق؟ 32-ما هو الأستقراء و ما دوره في إستقامة القرارات و القوانين و تحقيق الهدف المنشود؟ 33- (الوجدان) صوت الله في قلب الأنسان, فلماذا يقتله صاحبه؟ 34- ما هو العقل الباطن و العقل الظاهر؟ 35- ما الفرق و العلاقة بين الروح و الجسد و العقل؟ 36- ما الفرق بين الدين و الشريعة .. و فرق الأسلام مع الأديان الأخرى؟ 37- 38- هل بسبب إعتقاد (فوكوياما) و (ستيوارت) و أمثالهم بوجوب تقديم إصالة الفرد على المجتمع هو السبب في تشبث الغرب في وضعه الحالي و الذي هو أفضل بكثير بآلمناسبة من وضع كل دولنا و مجتمعات العربية و الأسلامية؟ 40- لماذا معرفة النفس تتقدم على جميع المعارف حتى الله تعالى .. و كيف يعرف الفرد نفسه؟ تلك هي أهم المحاور و الموضوعات الفكريّة و الفلسفيّة الأساسية المطلوبة التي تُشكّل ثقافة و نهج كل كاتب و مفكر و باحث - وكل إنسان حسب طاقته إستيعابه - لتعبئة نفسه و رسم المنهج الكونيّ الأمثل لعقله و قلبه لبناء الحياة السعيدة و إعداد الجيل ألسّوي و تخليصه من الجّهل المربع بل المسدس الذي أحاط بعالم آبائهم و هذا الجيل المعاصر الذي نعيشه على كل صعيد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحتمية التاريخية ونهاية التاريخ : "نهاية التاريخ" كتاب فرانسيس فوكوياما، (الفيلسوف) الأميركي الياباني الأصل؛ الذي صدر عام 1992، لقى هذا الكتاب صدى واسعا في الأوساط المعرفية، وشخصيا قرأته عدة مرات؛ حيث ما يزال في مكتبتي، في متناول اليد لفترة طويلة.. يرى فوكوياما؛ أن الديمقراطية الغربية بزعامة أميركا قد انتصرت، وأن الاتحاد السوفياتي سقط، وبسقوطه إنهارت الماركسية الى الأبد..ويعتقد فوكوياما أن التاريخ وصل إلى نهايته، وأن الليبرالية الغربية باتت طريقا دائما، يتعين أن تسلكه البشرية كمسار للنمل..! فوكوياما يفهم التاريخ بشكل مختلف عن غيره، فهو يعتقد أن التاريخ الحقيقي؛ ليس هو نفسه التاريخ التقليدي، وأن التاريخ وصل الى نهايته الحتمية، وهي الديمقراطية الليبرالية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، هذه النظرية كانت لسنوات طويلة؛ بمثابة الكتاب المقدس للغرب الذي أعتنقها مرغما، تحت سياط القوةالأمريكية الغاشمة،،حينما تخلى الغربيين عن ثقافتهم وتاريخهم وتراثهم، وسلموا امورهم بإستسلام تام الى الأمريكي، الذي طرح نفسه كسوبرمان؛ قادر على أن يفعل المستحيل. الأمريكي بالثقافة الفوكويامية ، يفهم في كل شيء، ويمكنه أن يفعل أي شيء..امريكي واحد يمكنه أن يهزم جيشا جراراً ببندقيةٍ لا تنفذ إطلاقاتها ابدا، وهو إضافة الى كونه سوبرمان،فهو دون جوان، تتمناه النساء ولو لثواني.. الأمريكي يمكن أن تلاقيه في هونك كونك؛ وحوله عدة حسناوات صينيات، وبعد دقائق تجده في سدني في استراليا يتناول الآيس كريم، وفقا لما شاهدناه في افلام أنديانا جونز. الأمريكان انفسهم صدقوا نظرية فوكوياما، وباتوا يتصرفون وفقا لأطروحتها..لكنهم وقعوا في ورطة إنشاء الكيان الصهيوني المؤقت، الذي تشكل عكس عقارب ساعة التاريخ.. هذا الكيان تشكل على اساس ديني عنصري، مخالف لما تطرحه الليبرالية الغربية الحديثة، التي ولكونها تابع للأمريكي، سارعت الى إحتضان هذا الكيان الملفق، وأعتبرته جزءا من صيرورتها، لكن التناقض الحاصل واقعيا؛ بين السلفية اليهودية الصهيونية، التي تعتقد أن اليهود يجب ان يقودوا العالم، لأنهم شعب الله المختار كما يزعمون، تحول الى نار دائمة تحت الرماد، وهذه النار تتقد في كل مرة؛ يؤجج فيها الصراع بين أهل فلسطين المظلمومين، وبين اليهود المنتمين الى الدولة العنصرية، التي أنشأها الأمريكي على ارض فلسطين بشكل معاكس حتى لعقيدة فوكوياما.. اليوم الشعوب الأوربية الغربية، وفي بريطانيا وأمريكا ذاتها تمارس حقها الأنساني المكفول، في أدانة الممارسات والجرائم، التي يرتكبها جيش شعب الله المختار، وإلإدانات الشعبية تفجرت ايضا وبمستوى ليس متوقع، في عقر دار بلد نهاية التاريخ نفسه، فالشعب الأمريكي خرج في واشنطن العاصمة الأمريكية، بأعداد غفيرة قال عنهاالإعلام الأمريكي ذاته، أنها تجاوز خمسمائة الف متظاهر، مرددين نفس الهتافات التي يهتف بها المستضعفين المظلومين في غزة وصنعاء..كلا..كلا أمريكا..كلا ..كلا إسرائيل..الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا واللعنة على اليهود..نعم ؛ إنها نهاية التاريخ؛ ولكن بنهاية الراسمالية الغربية وليبراليتها، وهي أيذان بالسقوط الأمريكي الكبير، وعندها ستتحقق الحتمية التاريخية قريبا..حتمية التاريخ..إنهم يرونه بعيدا ونراه قريباً .. شكرا 8/١١/٢٠٢٣ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبدالله جعفر كوفلي/ باحث اكاديمي ١٨/١١/٢٠٢٣ تنظم الجامعة الاميركية في محافظة دهوك بإقليم كوردستان العراق المؤتمر الرابع للسلام والأمن في الشرق الأوسط للفترة من (١٩-٢١ / ١١/ ٢٠٢٣) هذا المؤتمر الذي يمثل تجمعًا نخبويا فريدًا ولقاءاً لشخصيات سياسية وأمنية مؤثرة في الساحة والأحداث سواء كانوا في الخدمة او أدوا دورهم وخدموا وكل منهم يدلوا بدلوه ويساهم بارائهم النابعة من تجربتهم الشخصية خدمةً للسلم والأمن الدوليين. عقد مثل هذه المؤتمرات تمثل فرصة لطرح الأفكار والمقترحات من قبل أصحاب الشأن وإطلاق مبادرات جديدة من أجل عالم خالٍ من الخوف والرعب والعنف والارهاب ورسم ملامح لحياة أفضل. تعقد على مستوى العالم العديد من المؤتمرات والندوات الخاصة بدراسة القضايا والسياسات الأمنية بشكلٍ دوري سنوي لمناقشة الأمور المستجدة في الساحة الدولية والاقليمية منها مؤتمر ميونيخ ومينشن. على الرغم من أهمية هذه المؤتمرات التي تخرج بتوصيات واقتراحات تخدم السلام والامن الدوليين، إلا ان أهمية منتدى السلام والامن في الشرق الاوسط المنعقد من قبل الجامعة الاميركية في محافظة دهوك تفوق بكثير غيره من المؤتمرات الاخرى وتكمن هذه الأهمية في النقاط الاتية: – أنعقاد هذا المؤتمر لدراسة قضايا أمنية تتعلق بمنطقة ملتهبة وساخنة وموثرة ومهمة في العالم، هذه المنطقة التي تعد قلب العالم النابض بكل أحداثها وصراعاتها وحروبها وقوة اقتصادها وثرواتها الطبيعية والبشرية ودرجة تأثيرها على استقرار العالم، فللمنطقة مميزات لا يمكن حصرها. – أهمية الأشخاص المشاركين في هذا المؤتمر، على الرغم من قلة العدد ولكنهم فاعلين حيت يتبوؤن أو كانوا يتبوؤن مناصب قيادية سياسية او أمنية وتركوا بصماتهم بقراراتهم وتعاملهم الصائب مع الأزمات الأمنية التي كانوا يواجهونها ، بين رئيس و وزير ونائب في البرلمان وشخصيات مشهورة على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي، بإلاضافة الى التنوع الجغرافي للمشاركين حيث يوجد بينهم من أقصى الشرق واخر من أقصى الغرب ومن جميع الأفكار والتوجهات. – تأتي اهمية أخرى للمؤتمر من اهمية المواضيع والملفات المطروحة فيه التي تتعلق بالأمن والسلم الدوليين بشكل عام مع الاهتمام الخاص بأوضاع العراق وإقليم كوردستان والوضع الامني في الشرق الاوسط والتحديات السياسية والاقتصادية والامنية والتغييرات المناخية والامن المائي والغذائي وظاهرة الاحتباس الحراري والجفاف والتصحر والعواصف الرملية وكيفية معالجتها؟ – تنظيم هذا المؤتمر من قبل الجامعة الاميركية في محافظة دهوك يمنحه أهمية أخرى حيث يعبر ولو بشكلٍ غير مباشر عن سياسة الولايات المتحدة الاميركية باعتباره طرفًا اساسياً وفاعلًا في السياسات الأمنية العالمية والاقليمية وإشارة واضحة على مدى أهمية استقرار المنطقة في استراتيجيات امريكا الأمنية بغية حماية مصالحها وأهدافها وإدامة علاقاتها مع حلفائها وتطبيق أجنداتها ولعب دورها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كلام أتحمل مسؤوليته وحدي ؟ مؤشرات العام القادم ( 2024 ) لا تبشر بالكثير من الخير قد تستطيع أمريكا تغيير النظام ؟ كتب : د . خالد القرة غولي عندما تضع الدول الكبرى خطط جديدة لإجلاء مئات الآلاف من رعاياها العاملين ، أو السياح ، في منطقة الخليج العربي ، تحسباً لنشوب حرب مع إيران , لأن هذه الخطوة تعتبر مؤشراً واضحاً على إن احتمالات هذه الحرب ، اكبر بكثير من احتمالات السلام , فالقرارات في الدول الغربية ، وأمريكيا على وجه الخصوص لا تُتخذ بطريقة انفعالية ، أو مزاجية ، وإنما بناء على معطيات راسخة ، وخطط مدروسة ، وربما يفيد التذكير في هذا المضمار ، بخطوة أمريكية مماثلة جرى اتخاذها قبيل الحرب الأمريكية – البريطانية على العراق في كانون الثاني عام 1991 إي حرب الخليج الأولى ، حيث جرى ترحيل جميع الرعايا البريطانيين ، لتفتح بعدها أبواب جهنم على العاصمة العراقية بغداد والمدن الأخرى ، وبقية القصة معروفة , الحكومات المنتخبة في الدول الديمقراطية تولي اهتماماً خاصاً بأرواح رعاياها ، وتأمين سلامة مواطنيها لان هناك من يحاسبها ويسقطها من الحكم في حال إي تقصير ولهذا لم يكن مفاجئاً إن تتضمن خطط إجلاء رعايا هذه الدول , هذه من دول الخليج خصوصاً حيث الكثافة الأكبر أقامة محـــطة تجمع في سلطنة عمان بعد نقلهم براً ، وتخصيص سفن سياحية وحربية تتواجد في خليج عدن لتكون بمثابة فنادق عائمة لإيواء هؤلاء ، إلى جانب فتح مطارات إضافية في مناطق آمنة ؟ السؤال الذي يطرح نفسه في هذه العجالة هو عن أرواح المواطنين الخليجيين ( والمقيمين العرب والأجانب الآخرين ) الذين قد تتحول بلدانهم إلى ميادين للمواجهة في حال اندلاع هذه الحرب ، وهدف للآلاف من الصواريخ الإيرانية من مختلف الأوزان والأحجام والمدى , وما ذكرته وثائق موقع ويكيليكس حول ممارسة الحكام الخليجيين السعوديين والقطريين ضغوطاً على الولايات المتحدة وبريطانيا للتسريع بتوجيه ضربات لتدمير المنشآت النووية الإيرانية مثلما حدث للعراق ما بين أعوام 1991 و 2003 صحيح إن الإدارة الأمريكية زودت بعض دول الخليج ، وخاصة الكويت ، والبحرين ، ودولة الإمارات ، ببطاريات صواريخ باتريوت للتصدي لأي هجمات صاروخية إيرانية انتقامية ، ولكن مثل هذه البطاريات ثبت فشلها في التصدي إلى 39 صاروخاً أطلقها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كرد على قصف بغداد عام 1991 ولو كانت هذه الصواريخ تحمل رؤوساً كيماوية ، أو بيولوجية ، لربما غيرت مسيرة الحرب ، وأعادت رسم خريطة المنطقة بصورة مغايرة لصورتها الحالية , وصحيح أيضا أن الولايات المتحدة ستبيع لهذه الدول ما قيمته لعدد من مليارات الدولارات من الأسلحة ، ولكن ما فائدتها أذا كانت هذه الدول عاجزة عن الدفاع عن نفسها دون الاستعانة بالقوات الأجنبية , هناك شبه إجماع في أوساط معظم الخبراء الاستراتيجيين في الغرب بان الحرب القادمة ، في حال اندلاعها ، ستكون مختلفة عن جميع الحروب الحالية والسابقة ، من حيث نوعية الأسلحة التي ستستخدم فيها أولا ، وصعوبة حسمها بسرعة ثانيا ، واستحالة التنبؤ بموعد انتهائها أو النتائج التي يمكن أن تترتب عليها إقليميا ودوليا ثالثا ؟ الإسرائيليون هم المحرض الأكبر ، إلى جانب بعض العرب ، على الحرب ضد إيران ، تماماً مثلما كانوا المحرض الأكبر على العــدوان العسكري على العراق , ويتولى حلفاؤهم في الولايات المتحدة تقديم المبررات التي يعتقدون أنها مشروعة وضرورية لإقناع الإدارة الأمريكية بخوض حرب ثالثة ( الأولى ضد أفغانستان والثانية ضد العراق ) لتغيير النظام في طهران ، وإنهاء طموحاته النووية وهي في مهدها ؟ وإذا كان وزير الخارجية الإسرائيلي هو الممثل الحقيقي للغالبية العظمى من الإسرائيليين ، حيث يقول دائما في العلن بما يبطنون في السر، فان توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق هو الناطق الرسمي غير المتوج للمخططات الغربية ، والأمريكية خاصة ، في منطقة الشرق الأوسط , قادة الحكم في إسرائيل قالوا إن أسباب وظروف الحرب الأخيرة ضد العراق ، انه يعتبر إيران الحالية أكثر خطرا من نظام صدام حسين عام 2003 ، وانه لو كان في السلطة ، لما تردد في خوض حرب لتغيير النظام فيها وتدمير منشآتها النووية , والأخطر من ذلك أن بلير ( صديق العرب الخليجيين ) قال في مقابلة مع قناة عربية بثتها أخيرا لمناقشة مذكراته ، انه لم يندم ، ولو للحظة ، على استشهاد مليوني عراقي في الحرب الأخيرة ، ووجد إن ترميل مليوني امرأة وتيتيم أربعة ملايين طفل عمل مبرر إذا كان الثمن هو تغيير النظام في بغداد , قيمة المواطن العربي ، من دول الماء كان أو النفط ، أو الصحراء ، تساوي صفرا في نظر هؤلاء الذين يخططون للحروب وينفذونها في عالمنا الإسلامي ، ولا نعتقد إن بلير وشركاءه سيذرفون دمعة واحدة إذا ما حصدت الحرب التي يحرضون على إشعال أوارها أرواح مئات الآلاف من العرب والمسلمين , الزعماء العملاء ، باتوا مرعـــوبين من مجــرد ذكر خـــوض حــــرب ضد إسرائيل ، لتحرير المقدسات ، واستـــعادة الكــــرامة المهانة ، ويؤكـــدون دائـــما ، خاصــة الدول القريبة إلى الكيان الصهيوني ، حرصهم على أرواح مواطنيهم ، وهـــو حرص مفهوم ، ولكنهم لا يترددون لحظة في خوض حـــروب أمريكا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، والتضحية بأرواح مواطنيهم ، ومستقبل بلدانهم ، وهم يعلمون في قراره أنفسهم ، أن الهدف من هذه الحروب الأمريكية هو الحفاظ على إسرائيل دولة إقليمية نووية عظمى في المنطقة , قبل 33 عاماً ، وبعد غزو العراق للكويت ، ازدحمت شوارع نايتسبردج وادجوار رود في قلب مدينة لندن بحوالي مئتي إلف كويتي لجئوا إليها للنجاة بأرواحهم ، ولن نستغرب ان يتضاعف هذا العدد عدة مرات في حال اندلاع حرب جديدة في الخليج ، حيث لن يكون الكويتيون وحدهم اللاجئين هذه المرة ؟ مؤشرات عام 2024 لا تبشر بالكثير من الخير قد تستطيع أمريكا تغيير الأنظمة ، أو بعضها لأنها تشكل خطرا على هيمنتها والغطرسة الإسرائيلية ، ولكنها حتما لا تستطيع ، تغيير الشعوب ، التي ستغير في يوم ما معادلات القوى لمصلحتها ولمصلحة اسرائيل ؟ وكل عام وانتم بخير .. ولله – الآمر الانسان ظاهره التقوى وباطنه الفجور والفساد وهكذا خلق وانشأ (وَنَفۡس وَمَا سَوَّىٰهَا. فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا) اصبح الفجور شيء باطني لإنها غلفتها التقوى أي الفجور في الداخل والتقوى في الظاهر. اما بالنسبة لإبليس فلا فرق لديه لانه يقعد الطريقين التقوى والفجور فيشحذ الثاني وينميه ويقلب الأول كيفما شاء فيحرفه او يمحيه. أراد الشيطان ان ينتقم من الانسان وقعد له في كل طريق ليذله ويرغمه ويدخله معه في عذاب السعير. (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا. يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا). (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ؟). ان الله لا ينقص من ملكه شيء اذا عصى الانسان ولكن الله يريد لهذا المخلوق الذي هو اكثر شيء جدلا الخير والاستقامة واتباع الارشادات الصحيحة التي فيها ينجو في الدنيا والاخرة ولكن الانسان ابى الا ان يكون ظلوما جهولا. ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ). جعل الله الظلم والجهل صنوان احدهما يدعم الاخر وصفتان جعلا من هذا الانسان يقبل ما اشفقت منه السموات والأرض. بسبب هذا الجهل (الجهل ضد العقل والعلم) اطاع الانسان الشيطان واستغل الشيطان هذا الجهل فدفع الانسان لأن يكفر وحالما اعلن الانسان كفره تبرأ منه وتركه يواجه عاقبة كفره وصرح بأنه يخاف الله بعد ان اظل الانسان وجعله لا يخاف الله. ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾. والشيطان يدفع الناس للحروب والقتل سواء الفردي او الجماعي و احتلال البلدان ولكنه حالما يجعل المجرم منهم يرتكب جريمته ينسحب وهذه في علم النفس هي الفترة القصيرة لما بعد ارتكاب القتل التي يصحو بها الضمير قبل ان يموت. (وَإِذۡ زَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡیَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّی جَار لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَاۤءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ وَقَالَ إِنِّی بَرِیۤء مِّنكُمۡ إِنِّیۤ أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّیۤ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ). هنا يعترف ابليس بأن الله شديد العقاب خاصة في حالات الحروب والقتل خاصة اذا كان القتل بفتاوي خاطئة يراد منها مصالح دنيوية وسلطوية وتقام باسم الدين او باسم الله. هذه الجرائم لها عقاب شديد وابليس قد عرف ذلك. وفي يومنا هذا وبغض النظر عن الجماعات التي تعبد ابليس او الشيطان من خلال طقوس معينة وهي تنتشر في ارجاء المعمورة و من ضمنها عائلة جورج بوش الذين قد دخل مدخلهم توني بلير في حرب العراق بغض النظر عن ذلك فأن العالم اليوم يحكمه ويتحكم فيه الشيطان والذين يعملون معه. فالغرب وسياساته وامريكا التي تتربع على قمته هم جميعا يدفعهم الشيطان لافتعال الحروب واذلال الشعوب والسيطرة على الموارد وحرف القيم عن مواقعها الصحيحة ومعاداة القيم الصحيحة ونشر الرذيلة و تجهيل البشر وحرف عقولهم عن التفكير الصائب وما شابه ذلك هي من افعال الشيطان. انقلبت الموازين واصبح الفاشلين والفاسدين والخونة يدعون الديمقراطية والحرية والتدين ليس لشيء بل استزلهم الشيطان فقلب لهم الموازين. الجهل هو السائد في الأرض لان الانسان اذا ما استخدم عقله فان ذلك ليس في صالح الذين يحكمون العالم باسم الشيطان. تغلغل هذا الشيطان الذي تحدى الله والبشر في الصراط المستقيم وجاء بعباءة الدين من اجل السلطة والجاه والمال فالسلطة الدينية لا تقل أهمية من السلطات السياسية والتجارية وغيرها بل قد تعلو فوق ذلك كله و قد وعد ابليس ان يقعد للإنسان في الصراط المستقيم وقد فعل ذلك. فما اكثر الجرائم التي تشن باسم الدين وباسم الله حتى اصبح ما لا يحصى منها مواخير للشر والرذيلة والجريمة والسرقات واجتمعت كلمة هؤلاء مع أولئك بتجهيل البشر حتى لا ينتفضوا ضد الظلم وضد الخيانة وضد السراق والفاشلين. العالم يتحكم فيه الشيطان رجالا ونساءً وهذا ما وعد به الشيطان و سيسعى اليه سعيه باكثر من ذلك وهو في الاخر قد يحطم البشر جميعا بحرب نووية او كوارث سببها ما عملت ايدي الناس فأظهرت الفساد في البر والبحر بما كسبت تلك الايدي. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا) قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). وقد كان مرض COVID جرس انذار لم يأخذ منه الانسان درسا فعليهم ان يستعدوا لما هو اخطر من ذلك … قال تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. ومن المعروف إن أضعف الإيمان هو اللاعمل والتعلل بتمنيات القلب والخوف من القول باللسان , وما يجري في واقع الأمة أن ترمي ما يجب أن تقوم به على الرب. فعلينا أن ندعو , نستغيث , نطالب , نناشد ندين , نتوسل وغيرها الكثير من المفردات الإستضعافية , التي نطارد بها السراب. والعالم المفترس يغرز أنيابه وينشب مخالبه في قلوب الأجيال , ويحيل الأبدان إلى جثث متعفنة تأنف منها الكلاب السائبة. عالم تندلق من فوهات عدوانيته أبشع القذائف وأرعب النيران , وأيادينا مبسوطة وعيوننا متوجهة صوب السماء: أللهم أنصر , إرحم , إجعلها بردا وسلاما , أللهم إحفظ!! فهل أن الله يعين العجزة ويتصرف نيابة عنهم , وهو القائل :” وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة….” و”إن تنصروه ينصركم…” النصر بالعمل والجد والإجتهاد وإعمال العقول , والتكاتف والإعتصام بالإرادة المشتركة والأهداف الواضحة. أما أن تتحول دول الأمة إلى شذر مذر , وكينونات متصارعة , قادتها يتحاملون على بعضهم , ويستدعون أعداءهم للنيل من أخيهم , فأن الله ينكرنا , ولن يكون معنا. فما نقوله محض هراء , وتجنّي على الحقائق والمعاني الساميات. إن الله مع الذين أعقلوا وتوكلوا , ووفروا العزيمة والإرادة القوية القادرة على إستحضار النصر الكبير. “فلا يكفي أن نؤمن , بل علينا أن نمارس إيماننا”!!

No comments:

Post a Comment