Thursday, November 16, 2023

لتعليم و ممارسة القيم في الفلسفة الكونية :

تعليم و ممارسة القيم في الفلسفة الكونية : : The Importance of Teaching Values and Skills المحاور التالية تؤكد و تستند عليها الفلسفة الكونية كأساس لبناء الأنسان الجديد .. المنتج بدل الطفيلي المستهلك و الأنتهازي خصوصاً ما نشهده في بلادنا و بشكل خاص في الطبقة السياسية المجرمة التي تسرق بلصوصية لم نشهدها عبر كل التأريخ البشري: طبعا قبل التدرج في بيانها لا بُدّ أن يعرف السالك (الدارس) بأنّ الحياة له أبعاد كثيرة يمكن إجمالها ببعدين أساسيين هما : المادة : و هي الحاضنة و الحاملة الكلية الحاملة لجوهر الأنسان ويصح أيضا في المخلوقات الأخرى, من حيث كونها لها ظاهر و باطن. و الروح : و هي الجوهر(الأصل) الذي يتكامل فيها و معها البعد الكونيّ للمخلوق و يصح هذا كمعيار لجميع المخلوقات الموجودة في الكون. و هذا هو الأساس في الفلسفة الكونية للوصل إلى الغاية و تحتاج إلى : 1. تدريس القيم والاتجاهات في العملية التعليمية التعلمية 2. معرفة أهمية تدريس القيم و أبعادها 3. تصنيف أنماط القيم لسبرانجر (Spranger) 4. تدريس القيم والاتجاهات للطالبيين سواءاً في المدارس و الجامعات أو عبر المنتديات الفكرية و الثقافية. 5. تدريس المهارات و الوسائل و المناهج المساعدة لتحقيق المطلوب. 6. استراتيجيات و مناهج تدريس المهارات. 7. التدريب على المهارات. 8. إجراءات عامّة عند تدريس المهارات للطلبة. ملاحظة : يجب ملاحظة المصادر المعتمدة في معرفة و تحقيق ما ورد أعلاه. و نحن إذ نضع بين أيديكم هذا المقال بعنوان ؛ دور و أهمية تدريس القيم والمهارات التي تحمل في طياته استراتيجيات و طرق تدريس فاعلة تمكنكم من إدارة المنتديات الفكرية أو تدريس الطلاب عبر المراحل المختلفة بفاعلية و بآلتالي المساهمة في تحقيق النتاجات على اختلافها في المناهج بالإضافة إلى بناء شخصيّة كونيّة متّزنة و قوية لأعضاء المنتديات بعناوين مختلفة و للطلبة و الطالبيين عموماً للوصول إلى الهدف .. ولا بد من توفر مؤهلات و في نفس الوقت قوّة المعرفة النفسية للتواضع أمام الخلق و آلخالق للأعضاء الطالبيين للحق و الجمال و السعادة الأبدية. في البداية تأملوا! - ماذا لو إتحدت ثلاث قوى كبيرة أو أكثر بدلًا من قوّة واحدة لإنجاز مهمة معينة؟ - ماذا لو اتحد العقل مع الإرادة والشغف للقيام بعمل ما؟ - ماذا لو كان العمل المنتج أو المنجز هو حصيلة تكامل بين المعرفة والاتجاه والمهارة؟ هذا المقال سيساعدكم على التدريس في ميدان التعليم (education) بشكل متكامل، ولكن كيف يتحقق ذلك؟ سبق و أن تعرفتم على تدريس بنية تعليمية معرفية ومفاهيمية للمادة الدراسية .. أما مقال؛ كيف تدرسون؟ فإنه يُسلّط الضوء على مجموعة من مناهج و طرق التدريس التي تساعد المعلم على تحقيق النتاج الوجداني والحسّ ألحركي من خلال تدريس القيم والمهارات للطلبة في الأماكن المخصصة بشكل فاعل و هكذا يتمّ تقديم منهج تعليمي متكامل و أكثر ديمومة للطلبة الدارسين ممّا يمكنهم من الدراسة بثقة و بذلك يتم دعم عملية التعليم والتعلم بشكل ملحوظ. ما رأيكم أن نبدأ رحلتنا بتعلم و تعليم القيم و الاتجاهات في ميدان التربية والتعليم نظراً لأهمّيتها البالغة لكل من المجتمع والمدرسة؟ تدريس القيم والاتجاهات في العملية التعليمية و التدريسية. في البداية يجب أن نعرف ؛ ما المقصود بالقيم والاتجاهات؟ يُعرّف التربويون القيم و الإتجاهات كما يلي: الاتجاهات : نزعة أو ميل للقيام بردة فعل إيجابي أو سلبي أو محايد نحو الأشخاص أو الأفعال أو القيم أو الأفكار أو المعلومات أو الأحداث أو الموجودات عموماً. القيم : المعتقدات التي يحملها الفرد نحو الأشياء والمعاني وأوجه النشاط المختلفة التي تعمل على توجيه رغبات الأفراد واتجاهاتهم نحو هذه الأنشطة و الفعاليات، لذلك مفهوم القيم هام للغاية (important) في تحديد السلوك المقبول والمرفوض والصواب والخطأ و المنهج و الفوضى. أهمية تدريس القيم : تساعد على زرع وبناء القيم المطلوبة ومظاهرها السلوكية، لكي لا تتأثر بالتغييرات التي تطال المعايير التربوية والاجتماعية التي تعمل على تعديلها أو تشويهها. تُقلل من مراحل اختلاف تقدير السلوكيات الجيدة عن غيرها لدى الأفراد فما كان متعارفاً عليه في فترة زمنية ما بأنه سلبي قد يصبح في فترة ما إيجابيًا والعكس صحيح. تدعم اهمية دور العقائد و النظام السياسي و الأسرة على القيام بدورها الرئيس في ترسيخ القيم للأبناء و ما ينتج عنها من مظاهر سلوكية مناسبة في حياة ذويهم. دور النظام السياسي و التعليمي و الأسري أصبح ضرورة خصوصا عندما تتناسق و تتكامل .. لأنها تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية لدعم المجتمع المدني و تسهيل مهمته في غرس القيم إلأنسانية - الإسلامية و الاجتماعية بين أفراده و معايير ترسيخها و اللالتزام بها. تصنيف أنماط القيم لسبرانجر (Spranger). القيم النظرية : تعكس القيم النظرية معرفة و اهتمام الأفراد بالعلم والمعرفة واكتشاف الحقائق والسعي وراء القوانين التي تحكم الأشياء بقصد معرفتها. القيم الاقتصادية: تتضمن اهتمام الأفراد على المستوى الاقتصادي والمادي وميلهم إلى النافع والعملي والسعي إلى ممارسة ما يُمكنهم من تحقيق الأهداف عن طريق الإنتاج و استثمار الأموال و بناء المهارات. القيم الجمالية: تعكس اهتمام الأفراد وميلهم إلى معرفة الجميل من ناحية الشكل أو التوافق و الأنسجام(الهارمونيك) لذلك ينظر الأفراد إلى العالم المحيط بهم نظرة تقدير من ناحية التكوين و التنسيق و التوافق الشكلي. القيم الاجتماعية: تتضمن القيم الاجتماعية الجانب الخاص باهتمام الأفراد وميلهم إلى غيرهم من الناس فهم يحبون ويميلون إلى مساعدة غيرهم والحرص على مساندتهم. القيم السياسية: تعكس اهتمام الأفراد وميلهم للحصول على القوة وتفضيل السلوك القيادي وتوجيه الآخرين و ممارسة القوة و السيطرة ومعالجة المشكلات العامة. القيم الدينية: تعكس اهتمام الأفراد بالمعايير الدينية المطلقة والتفكير في الأمور الميتافيزيقية كأصل الحياة ومصير الإنسان بواسطة بحث الأفراد عن حقائق الوجود وأسرار الكون. تدريس القيم والاتجاهات للطلبة : لنفرض أنكم تتجولون في الساحة المدرسية ورأيتم بعض النفايات ملقاة على الأرض، هنا سرعان ما تقومون بإزالتها و وضعها في سلة المهملات. الردود الإيجابيّة للفطرة السليمة : برأيكم لو شاهد طلبتكم هذا الموقف بشكل متكرر منكم، ما هي القيم والأخلاق والمبادئ التي سيتعلمونها من سلوككم؟ وما اهمية (importance) ذلك؟ بالتأكيد كمعلمين (teachers) ستعززون لديهم قيم النظافة والتعاون و حتى التواضع، وستتمكنون بذلك من نقل وغرس هذه القيم بسهولة ضمن المنظومة الأخلاقية القيَمية لطلبتكم و هذا من شأنه أن يعود على الافراد و المجتمع بالنفع. أنّنا تتطلع إلى تنشئة مجتمع سليم بإعداد جيل مهيئ لتحمل المسؤوليية, جيل يمتلك منظومة قيمية تضمّ أهم الأخلاق و المثل و القيم .. لذلك قمنا بإعداد البرامج الرئيسية في الفلسفة الكونية .. التي تدعم عملية التعليم و التعلم فهي تساهم في تربية و تنشئة شخصيّات متزنة بمواصفات كونيّة تُكتسب من خلال زرع وغرس مجموعة من القيم كالصدق، الصبر، التعاون، حب الآخرين، التواضع و غيرها من قيم اجتماعية أو دينية بهدف تعريف الطالب بها لتطبيها و الالتزام بها عملياً في حياته. والآن، نقدم لكم بعض الطرق التي يمكنكم توظيفها لتعليم الناس و الطلبة خصوصاً؛ القيم والاتجاهات .. سواءً في البيت أو الجامعة و المدرسة أو المساجد و دور العبادة .. والمساهمة في غرس هذه القيم (values) ضمن المنظومة الأخلاقية الكونية للمعنيين: القدوة الحسنة التعزيز الإيجابي لعب الأدوار المحاكاة المناقشة المناظرة البحث والاستقصاء مشاهدة الأفلام الوثائقية قراءة قصص التفكير الناقد معرفة الجمال و تأثير المحبة بعد فهمها على حياة الأنسان عموماً . أعزاءنا المعلمين يمكنكم اختيار ما يناسبكم من هذه الطرق و تحديد أسلوب خاص بكم وفقا لقدرات و حاجات طلبتكم، أو المواقف التعليمية التي تمرون فيها أنتم و آلمتعلمين، فإنه لا توجد طريقة معينة لتدريس القيم كتلك التي نتعلمها من خلال الممارسة العملية. تدريس المهارات : لننتقل معكم في هذا المقال إلى الحديث عن الجزء الذي يمثل أساس تأدية المهمات بشكل عملي وتطبيقي من قبل الطلبة بالشكل الفردي أو الجماعي ألا وهو الجزء المتعلق بتنمية وتدريس المهارات بشكل عام. في البداية ما المقصود بالمهارة؟ المهارة: القيام بالعمل بسرعة و دقة و إتقان. أنواع المهارات ثلاثة : المهارات العقلية. المهارات النفس حركية. المهارات الاجتماعية. و تشمل: تَقَبُّل النقد. فهم مشاعر الآخرين. المهارات في العلوم الإنسانية. بعد التعرف على أنواع المهارات ينبغي عليكم الآن التعرف على استراتيجيات التدريس الأكثر استخدامًا عند بناء وتدريس المهارات وهي كالآتي: استراتيجيات تدريس المهارات. أولًا: استراتيجية الأجزاء. تدريس الطلبة الأجزاء التي تتكون منها المهارة وتدريبهم على كل جزء لوحده. ثانيًا: استراتيجية الكل. تدريس الطلبة على المهارة كوحدة واحدة بدلًا من التركيز على تدريس كل جزء لوحده، وتوجيه الطلبة إلى التسلسل في الأجزاء المكونة للمهارة. التدرب على المهارات : أعزاءنا الكونيون ؛ لنتأمل أيّ لعبة رياضية .. هل يكتفي المدرب بتعريف اللاعبين على اللعبة بشكلها العام و توليد الشغف لديهم للعبها لتحقيق نجاح باهر في كل من البطولات المحلية والعالمية وتدأية مهارات اللعبة الرياضية بفاعلية؟ بالطبع لا .. أبداً .. السّر في تدريس المهارات يكمن في مصطلح التدريب .. ثم التدريب .. ثم التدريب .. لأن الإتقان والدقة والسرعة تعدّ من شروط تعلم المهارات واكتسابها وتعليمه .. وتدريب الطلبة على مهارة ما فعليًا سيزيد ثقتهم بأنفسهم ويؤكد على مدى اكتساب المهارة واتقانها ويزيد من دافعية الطلبة للتعلم خاصة عند التنويع بالأنشطة التدريبية المقدمة والبعد عن تقديمها نفسها في كل مرة. لتحقيق تدريب فعال عليكم أخذ النقاط الآتية بعين الاعتبار: تقديم التغذية الراجعة للطلبة ؛ تزويد الطلبة بالتغذية الراجعة البنّاءة أي تزويدهم بالمعلومات الصحيحة التي توضح لهم مستوى أدائهم للمهارة ضمن مادة دراسية معينة ليتسنى لهم مقارنة أدائهم الحقيقي بالأداء القياسي للمهارة، ومن المهم في النظام التعليمي أن يكون لدى المعلم أو المعلمة الكفايات الخاصة بتقديم التغذية الراجعة للطلبة لأنها تساهم في تطور وتحسين اداء الطلبة خلال عملية التعليم و التعلم بشكل ملحوظ. تعزيز الطلبة أي مكافأة الطلبة و الدارسين على سلوك ما وتكمن أهميتها في ظهور ذلك السلوك مرة أخرى في ظروف مماثلة، ولا بد من أن يكون التعزيز فوري عند ظهور السلوك المرغوب، وهنا يختار المعلم أو المعلمة نوع المكافأة المناسب للطلبة. التدريب المُنظّ : يجب على المعلمين عند تدريب الطلبة في الصف أن يأخذوا بعين الاعتبار توزيع التدريب على فترات متقاربة مما يساعد الطلبة على التذكر والبناء على معرفتهم السابقة، وعدم تقديم المهارت المراد التدرب عليها دفعة واحدة بل الحرص على تجزئتها على أجزاء أو أقسام محددة للوقوف على نقاط الضعف وتقويتها بهدف تطوير وإتقان المهارات. التنويع في التدريب المُقدّم للطلبة : من المهم أن يختار المعلمون وينوعوا في أساليب التدريب المُقدّمة للتعليم لأن التدريب الذي يستمر بنفس الأسلوب يؤدي إلى الملل، وأهمية التنويع تكمن في إتقان الطلبة للمهارة لأنه تدريب مكرر ويمكن التنويع في التدريب عن طريق استخدام الألعاب وطرح الأسئلة ومن المهم إعداد ملف خاص بالأنشطة المستخدمة في تدريب الطلبة من قبل المعلمين والمعلمات بما يتناسب مع المنهج المقدم للرجوع إليه عند الحاجة وبكل سهولة. إجراءات عامة عند تدريس المهارات للطلبة : يقوم المعلمون عند تعليمهم المهارة بمجموعة من الإجراءات ومنها: التقديم للمهارة: يعني العرض الواضح أو التقديم للمبادئ الإرشادية والتعليمات التي تُساعد الطلبة على توضيح ماذا سيفعلون وكيف سيفعلونه، وقد توضح هذه التعليمات سلسلة الخطوات التي يجب عليهم التعرف عليها لاتباعها. التفسير: يقصد به مساعدة الطلبة على فهم المبادئ والإرشادات، وإعادة صياغتها بلغة أبسط وأوضح حيث أنها تلعب دور مهم في جعل الطلبة قادرين على تنفيذها والقيام بها، وفي بعض الأحيان يحتاج المعلمون إلى مراجعة الطلبة لبعض المعلومات الواردة في المادة الدراسية السابقة الضرورية لاكتساب المهارة الحالية. التبرير: يعني الاهتمام بالتأكيد على مجموعة من المبادئ الإرشادية التي تُعطي النتيجة الصحيحة، وقد يكون التبرير من خلال التأكد من صحة النتيجة بالوسائل الأخرى. التدريب: يقصد به التطوير من قدرات الطلبة على إتمام العمل بسرعة ودقة. في النهاية تدريس طلبتكم و تعليمهم لن يكون بالمهمة الشاقة بالنسبة لكم لأن تدريس كل من القيم والاتجاهات والمهارات أصبح واضح المعالم والتفاصيل فاستراتيجيات وطرق تدريس كل منها أصبح بين إيديكم، كما يمكنكم توظيف هذه الاستراتيجيات بما يتناسب مع قدرات طلبتكم وحاجاتهم وما يتناسب مع أهداف التعليم ونتاجات التعلم الخاصة بكم وبطلبتكم لتكون رحلة تعلمهم مفيدة ؛ فاعلة وناجحة. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

No comments:

Post a Comment