Thursday, January 04, 2024

كيف تصبح عارفاً حكيماً؟

كيف تصبح عارفاً حكيماً ؟ ألبداية هي معرفة معنى الأخلاص في الحياة و آلدِّين : في بلاد الأسلام و العالم الأسلامي وحتى غيره شرقاً و غرباً ؛ تجد الكثير من دعاة المسلمين و المصلين و حتى المؤمنين في الأديان الأخرى كل حسب مذهبه و دينه بإعتبار لكل منها(الأسلام و الأيمان و التقوى) درجة و معايير, لكن ذلك الأيمان الشكلي لا ينفع حتى قليلاً, بل أكثرهم إن لم يكن كلهم يتعرض للزلات و الحرام و عمل المنكر خصوصا في شهوةلتملك الأموال و الشهوات المادية الأخرى التي هي المعيار و الأصل في يوم الفصل و الحساب .. يوم القيامة, و السبب في بقاء البشر و هم يخوضون كل عمرهم متذبذبين بين هذا و ذاك؛ هو فقدان الأخلاص و الصدق في وجودهم و إيمانهم لفقدانهم إلى (السِّر) الذي وحده يحفظ العلاقة بآلخالق, ذلك السّر يُؤَمّن و يحفظ إرتباطهم الخفي و العميق بآلله تعالى, و لا شيئ يحقق ذلك سوى العشق و حب الله الشديد بحيث لا يضاهيه أي حب آخر في قلبه. ورد في تفسير العياشي عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه: [إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل: فيما النجاة غداً؟ فقال : (النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم فإنه من يخادع الله يخدعه، ويخلع منه الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر) فقيل: فكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمر الله ثم يريد به غيره, فاتقوا الرئاء فإنه شرك بالله، إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له]ٍ. و الصّفة(الرياء) من أبرز و أوضح صفة للسياسيين و كما نشهدها في السياسيين و منهم ساسة العراق المتحاصصين و مرتزقتهم مع عامة الناس الذين يتبعونهم بغباء مفرط لأجل الرواتب و المناصب و الإئتلافات. خلاصة الموضوع : المؤمن هو من يجعل الصدق عنواناً لسلوكه و تعامله, و يلزم هذا أن (يجعل بينه و بين الله سرّاً أو أسراراً) لا يطلع عليها أحد, لمعزته بحبيبه و تعلقه بتلك الأسرار التي هي آلحبل الواصل بينه و بين الله تعالى .. و تلك الحالة لا تتحقق إلّا بآلأخلاص له تعالى, و الأخلاص لا يتحقق إلا بمحبة و عشق الله العزيز من دون كل العشوق المجازية من حولنا. وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في زوائد الزهد وأبو الشيخ بن حبان عن مكحول قال : [بلغني أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما أخلص عبد لله أربعين صباحاً إلا ظهرت (سرت) ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه]. كما ورد بنفس السياق في الأحاديث القدسية التي تعادل الآيات القرآنية و تختصّ بآلأسرار ما بين الرسول(ص) و ربه جلّ و علا. كما إنّ ولاية العليّ الأعلى (ع) كفيلة و ضامنه في حال – عشقه و السير على نهجه - لتحقيق العرفان و الحكمة في وجودنا. و بذلك نصل درجة العرفان و الحكمة التي حيّرت فصولها و أسفارها أرباب العلم و الفلسفة و الفقه ! و الفلسفة الكونية العزيزية تدّلك على أقصر و أسمى و أرقى منهج للوصول لله تعالى بعبور المحطات الكونية التالية : الطلب – العشق – المعرفة – التوحيد – الإستغناء – الحيرة – الفقر و الفناء . العارف الحكيم عزيز حميد مجيد.

No comments:

Post a Comment