Monday, January 29, 2024

لو سكت الجاهل لإرتاح العالم

لماذا يتكلم الجاهل ؟ كامل سلمان في برنامج من سيربح المليون ، هناك فقرة أو خيار للمتسابق بعنوان رأي الجمهور ، في هذه الفقرة يطلب مقدم البرنامج من الجمهور مساعدة المتسابق في إعطاء الجواب الصحيح ، ويشترط على الجمهور ( فقط الذين لهم دراية في الجواب يعطون رأيهم ) ولكن للأسف نرى بعض الجهلاء من الجمهور يعطون رأيهم بشكل خاطىء مما يتسبب أحياناً في خروج المتسابق خاسراً من البرنامج لأن رأي الأغلبية من الجمهور أعطته الجواب الخاطىء ، مثل هؤلاء الجمهور الجاهل دخلوا عالم الكتابة والتحليلات السياسية يكتبون بدون علم فقط ليساندوا هذه الجهة على حساب الجهة الأخرى حتى وأن تسببت كتاباتهم وأراءهم في دمار البلد وتخلفه ، هؤلاء لا يدركون مدى الضرر الذي يسببونه لمجتمعاتهم ولبلدانهم ، والمشكلة مثل هؤلاء الجهلة يتكاثرون ويأخذون مساحات واسعة من الصفحات الإعلامية . هذه من الظواهر التي تكثر في المجتمعات العليلة المتخلفة ( المتخلف يبدي رأيه ويتبعه الجهلاء )، لهم أراء سياسية وتحليلات ليست لها وجود حتى في عالم الخيال وآراءهم فيها نكهة من التطرف والكراهية ، تتناقض كلياً مع العقل والمنطق يسردها بعض أصحاب الأقلام دون علم ومعرفة ويتأثر بها الكثيرون من المغفلين ، يتنافسون مع أصحاب الأراء السديدة ويشوشون عليهم أفكارهم فقط ليقولوا لأسيادهم نحن على العهد ، حتى أصبحت الثقافة تجارة سياسية ، وبسبب ذلك أصبحت بعض مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإعلامية ذات مضرة كبيرة على الفرد والمجتمع ، ومن ثمرة هذه التدخلات ظهور طبقة القطيع التي تسرح وتمرح بمصير المجتمع . لم يك في السابق هناك أي رأي مسموع للجاهل لأن الكتابة كانت حكراً على المثقفين الذين كانت أعدادهم محدودة ، اما اليوم فللجهل رأي ، بل ورأي قوي ومحترم ومتسيد على جميع الاراء ، وله جمهوره الواسع ويتفوق على رأي العقلاء . والمشكلة ليست فقط في الأمور الثقافية بل تعدت للأمور الطبية والعلمية والرياضية والدينية والاخلاقية والاجتماعية ، فأصبحنا في كل مجال نسمع أراء مناقضة للعقل والمنطق ورغم ذلك نجد المصفقين والمهللين لتلك الأراء أعدادهم غفيرة بحيث أصبح الإنسان الواعي العاقل في حيرة من امره امام هذه الموجات من الجهل . أن من يعتقد بأنه يستطيع أن يكتب وينشر فقد أصبح مثقفاً فهو واهم ، لأن أصل الثقافة هي المردود الإيجابي لما نكتب وانعكاس ذلك على المجتمع . الثقافة الحقيقية هي ثقافة الأفكار ، لنسأل ماهو مردود الكتابات التي تجعل القطيع أكثر تمسكاً بالعبودية وتمنع عنهم التفكير بالتحرر من حبال القطيع ؟ الجاهل كائن غريب وكأنه لا ينتمي لصنف البشر ، يستجيب لما هو سيء بسرعة ويتثاقل في إستجابته لما يحييه ويبعث فيه روح الحياة . أن أكثر ما يثير الإستغراب هو كيف يستطيع الجاهل في كتاباته جذب جمهور الجهلة إلى أفكاره ؟ طبعاً من المستحيل أن يستطيع الكاتب الجاهل كسب رأي الناس إلى آراءه بدون استغلال اشياء محببة إلى قلوب الناس ، وأفضل الأشياء المحببة إلى قلوب الناس هي القومية والدين والعاطفة والثورية والأمور التي تلامس قلب الإنسان لا عقله !

No comments:

Post a Comment