Friday, February 16, 2024

الجمال في الفلسفة الكونية :

دور ألجمال في الفلسفة الكونيّة : ألجّمال في (الفلسفة الكونية) موضوع مُميّز للغاية و معقد في نفس الوقت و مؤثّر و مثير في واقع الحياة و محط إهتمام اهل الذوق و الفن و الوجدان. يمكن تعريف الجّمال الكونيّ بأنهُ ؛ الجّمال الروحي الذي ينبع من خصائص وقوانين الكون نفسه متمثلاً بآلخيال الخصب، وليس من تفضيلات أو معايير البشر ألمحدودة و القاصرة ضمن الأبعاد الثلاثة(الطول و العرض و الأرتفاع), تلك الأبعاد المحدودة نتيجة الإستناد إلى العشق المجازي .. بينما العشق المجازي مجرّد مقدّمات للعشق الحقيقيّ الذي يحويّ كل الأبعاد الجوهرية للجمال و الأمن و الراحة و السعادة و الخلود! بعض الفلاسفة يرون أن الجمال الكوني هو موضوعي و مستقل يرتبط بحال آلوجدان عن المشاهد و الأحداث والوقائع، بينما يرى آخرون أنه ذاتي و مرتبط بالتجربة و الحواس. بمعنى هناك جمال ظاهري تأثيره سطحي وَ آنِيّ بلا أثر, و جمال باطني له عمق و آثار تمتد في كل ثنايا الوجود بدرجات متفاوتة. في هذه الرسالة، تلخيص لبعض الآراء و النظريات حول الجمال في الفلسفة الكونية ألعزيزية. أحد أشهر الفلاسفة الذين تحدثوا عن الجمال في (الفلسفة الكونية) هو بلاتون (427-347 ق.م)، الذي اعتبر أن الجمال هو فكرة مثالية و أبدية تتجاوز الزمان والمكان. بلاتون يقول : ألجمال أحد أشكال المُثل العليا، التي تشكل جوهر و حقيقة كل شيء في الكون. لذلك، يمكن للإنسان أن يصل لمعرفة الجمال من خلال التأمل والتخلص من حواسه ورغباته المادية. بلاتون يعتبر أن الجمال هو مصدر الحب والسعادة والخير، وأنه يقود إلى رؤية حقائق أعلى من المادة والزهور. أخر فلاسفة بارزين في هذا المجال هو إيمانويل كانط (1724-1804 م)، الذي قدم نظرية معقدة وشاملة عن الجمال في كتابه “نقد الحكم”. كانط يقسم الحكم على شيء ما لثلاثة أنواع: حكم تحليلي (Analytic Judgment)، حكم اصطلاحي (Synthetic Judgment)، وحكم جمالي (Aesthetic Judgment). حكم تحليلي هو حكم يستخلص من المفاهيم والقواعد المعروفة مسبقاً، مثل “2+2=4”. حكم اصطلاحي هو حكم يضيف شيئا جديدا إلى المعرفة، مثل “هذه الوردة حمراء”. حكم جمالي هو حكم يعبر عن شعور بالإعجاب أو التقدير لشيء ما، دون أن يستند إلى مبادئ أو قواعد محددة، مثل “هذه الوردة جميلة”. كانط يقول أن حكم جمالي لا يستطيع أن يكون مبرهن من المفاهيم أو القواعد العقلية، لأنه يعتمد على الشعور باللذة أو الألم، و ليس على العقل. ولكنه يقول أيضا أن حكم جمالي ليس مجرد رأي شخصي أو ذوق فردي، لأنه يتوقع أن يكون مشتركا وموافقا بين جميع الناس. كانط يفسر هذا التناقض بأنّ (حكم جمالي) هو حكم عاطفي (Subjective). لكنه في نفس الوقت عالمي (Universal)، لأنه يستند إلى قدرة الإنسان على التخيل والحساسية، و ليس إلى معايير محدودة أو متغيرة. كانط يقول أن الجمال هو “الشكل الذي يتناسب مع طبيعة الإحساس”، و أنه “غاية في حدّ ذاته”، وأنه “لا يستلزم مفهوماً لأيّ شيء آخر”. و للجّمال أهمّية عظيمة في حياتنا و وجودنا و سعادتنا ؛ و يكفي أن تعرف بأنّ [الله جميل و يُحبّ الجّمال], و ما يُحبه الله يجب أن نحبّه لأنه أدرى بمكنون الجمال و أبعاده. و هناك نظرة كونيّة من زاوية أخرى تُحدد دور الوجود و مداه بثلاثة أبعاد : معرفة الجمال طلب العلم عمل الخير و بهذا الثالوث المقدس يُمكننا خدمة آلبشرية و الوجود بشيئ إيجابيّ يتناغم مع طبيعة حركتهما الكلية و بطبيعة التفاصيل المكملة حتى و إن ظهرت بشكل تناقضات أو تضاد كما في اللون الأسود و الأبيض أو بقية الألوان, وبمعرفة الغايات و العلل في تلك التناقضات و الحركات و التفاعلات و بآلتالي إعمالها عبر الواقع يتحقق الأنتاج و البناء الحضاري و المدنيّ. من هنا فإنّ ما تراه من خراب و قبح و فساد و منكر و هدم و خراب و ظلم وفي أيّ مخلوق أو مكان أو مأوى أو بلد أو قارة ؛ إنّما هو وليد الجّهل بتلك المعالم الكونيّة العزيزية و بقاء الأنسان الذي يكتنف سرّ الوجود طفيليّاً يعتاش على كل ما يصادفه من دون أثر له أو بصمة في هذه الوجود. للمزيد : تابعنا على صفحتنا في الفيس بوك بعنوان: العارف الحكيم ألعارف الحكيم.

No comments:

Post a Comment