Tuesday, April 02, 2024

شبعة العراق و الولاية العلوية :

شيعة ألعراق و آلولاية العلويّة: وفقاً لما ورد في آلتواريخ و مصادر الشيعة, يُنقل عن الأمام عليّ(ع) بعد ما أصبح خليفة للمسلمين؛ أنّه كشف عن ذمّته المالية السابقة قائلاً : [أتيتكم بجلبابي هذا إن خرجت بغيره فأنا لكم خائن] . و هناك اتفاق عامّ لدى الرّواة والمؤرخين على نزاهة الإمام علي(ع) بصفته حاكماً عادلاً من خلال عدم استغلاله للسلطة لإهدار المال العام أو إنفاقه على نفسه وأفراد عائلته وأقربائه و حتى أعضاء حكومته بل كان حالهم كحال أيّ مسلم أو حتى غير مسلم عاش في كنف دولته, بل لم يهدر (قطرات من الزيت) لتنوير مصباح بيت المال لمصلحة شخصيّة, هذا بإعتراف اعدائه الذين إتفقوا أيضاً على نزاهته و عدله و إستقامته و تقواه, بحيث إنّ (هيئة الأمم المتحدة) أعلن بأنهُ النموذج العادل الوحيد الذي يجب الإقتداء به من قِبل حكومات العالم, و قد أصدرت بياناً بخصوص ذلك عام 2001م. و من أغرب القصص التأريخية؛ أنّ شقيقه (عقيل) الضرير قد تركه ملتحقاً بمعاوية بعدما رفض الإمام(ع) إعطاءه مساعدة من خزينة المال العام لدعم عائلته الكبيرة(1), و بينما كان بطريقه للشام إلى معاوية؛ سأله رجلٌ شاميّ عن سبب تركه العراق و أخوه هو الخليفة؟ أجاب عقيل: تركت العراق لعدم قدرتي على تحمّل شدّة عدل الأمام عليّ, و هذه القصة مذكورة و مشهورة أيضاً!؟ ولكن في مقابل هذا الفهم النزيه للمال العام من قبل الإمام علي(ع) و أهل البيت عامّة؛ نجد هناك بعض رجال الدين الشيعة يتخذون موقفاً معاكساً و فهما متضاداً بآلكامل لحرص و موقف الإمام علي للمال العام .. إذ أنّ هؤلاء يُؤكدون من خلال فتاواهم أو تصريحاتهم على عكس نهج و فهم ألأمام عليّ(ع) للعدالة ، حينما يقولون بأن المال العام مباح لأنه (مجهول المالك) أو غيره من البدع, ليمكنهم التصرف به كيفما شاؤوا, و منها تصريحات رجل الدّين صباح شبر, و كذلك الشيخ اليعقوبي, الذي يعتقد بأنّ (المال العام مال سائب) في خطوة واضحة لشرعنة سرقة المال العام و إمتلاكه بشكلٍ غير مشروع لأغراض الحاكم أو المتعلقين به أو بحزبه وعشيرته, وهكذا يعتقد البشير ألنّجفي الباكستاني، على أساس كونه بلا مالك أو صاحب يمكن التصرف به، كنوع من إيحاء أو إيعاز لشرعنة السرقة وإختلاس آلمال العام! بل الأمَرّ و الأدهى من ذلك, أن بعض الأحزاب و الحركات كحزب الدعوة و مرتزقته شرعنوا ما هو الأعجب و الأحرم و الأظلم بشأن(بيت المال) عندما أصبح رؤوسائهم كنوري المالكي أو مَنْ سبقه بتخصيص رواتب و رُتب لأعضائهم, و جلّهم من المنافقين والبعثيين ولا علاقة لهم بتنظيم حزب الدعوة الأصل, حيث خصّصوا رواتب تعادل أضعاف الراتب الذي يتقاضاه حتى المتقاعد العراقي الذي أمضى في آلخدمة ثلاثون أو أربعون أو حتى 50 عاماً, بينما معظم مرتزقة الأحزاب لم يخدم أفضلهم سنوات قليلة في خدمة العراق, لهذا إبتدعوا قوانة جديدة مفادها (الخدمة الجهادية) لسرقة بيت المال!؟ بينما في مقابل كل ذلك؛ يعتبر الإمام عليّ(ع) إنّ المال العام هو عبارة عن موجودات و ودائع مالية ذات حصرية تخصّ الدولة والشعب والأمة لدرجة لا يمكن الإفراط بها حتى و لو من أجل شراء (جلباب) أو (ثوب) إو (قطرات من الزيت) لأمر خاص حتى من قبل آلخليفة(الرئيس) نفسه .. و كما تبيّن ذلك عندما كان ذات ليلة ينظم سجلّات و قوائهم و ودائع بيت المال و قد دخل عليه الصحابي عمر بن العاص و الزبير و إبنه, حيث سألهما الأمام عليّ(ع) بعد أداء السلام؛ هل جئتم لأمر خاص أم عام يخصّ المسلمين؟ أجابا : بل جئنا لأمر خاص!؟عندها أطفأ الأمام عليّ(ع) الشمعة(القنديل) التي كان يستخدمها مستنيراً بضيائها, و قال لهما تفضلا الآن!! بينما معظم مراجع الدِّين بإستثناء ألسيد السيستاني, و كذلك أغلب زعماء الأحزاب الشيعية قد أصبحوا و للأسف من أثرى الأثرياء و أصحاب رواتب و مال و بنوك جراء نهبهم للمال العام بعد أن كانوا لا يملكون قوت يومهم, و في المقابل يعيش معظم الشعب تحت خط الفقر! فتسبّبوا بهدم نهج علي و قصم ظهر الشيعة في العراق الذي تمّ بيعه للأجانب بتوقيع إتفاقيات الخيانة و الذل معهم بخصوص الأموال و المشاريع و المستقبل الذي لم يعد يبشر بآلخير .. بل بآلشّر الأكيد .. كل ذلك لأجل البقاء في السلطة يوم إضافي آخر لنهب بيت المال و حقوق الفقراء بشكل خاص, بحيث وصل الحال بهم لأن يصبحوا أذلاء حتى للأنظمة البدوية الحاكمة من حولهم كآلأردن و دول الخليج و تركيا و حتى الهند, بل و لإقليم كردستان الذي أوجدوه و دعموه بشكل غير مسبوق رغم نداآتنا العديدة خلال السنوات الماضية لمنعهم من ذلك, لكنهم و لكونهم (أنصاف مثقفين) لم يسمعوا ولم ينتبهوا لذلك و وهبوا آلمليارات للأحزاب و العوائل التي حكمت الأقليم و يا ليت تلك الأموال كانت تصل للناس, بل إستفحلت حكومة الإقليم بجعل الأموال بإسماء أبنائها, و بدأت تفرض على الحكومة المركزية رأيها بدعم القوى الخارجية, و من هالمال حمل جمال .. و الحبل على الجرار!! و هكذا تسبب ساسة الشيعة الذين يقودون الحكومة العراقية بفساد الأوضاع و تعميق الفوارق الطبقية, و البراءة من ولاية و نهج الأمام عليّ(ع) الذي إستشهد في محرابه لشدّه عدلة, و هؤلاء إستشهدوا لشدّة حرصهم على الدنيا و نهبهم للمال العام و بُعدهُم عن ولاية و نهج أهل البيت(ع). و إنا لله و إنا إليه راجعون. عزيز حميد مجيد ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) راجع الخطبة 224 نهج البلاغة و التي جاء فيها : [وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَ غَاصِباً لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ؛ وَ كَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا وَ يَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا؟ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وَ قَدْ أَمْلَقَ حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً وَ رَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ غُبْرَ الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ؛ وَ عَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَ كَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي وَ أَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقَتِي. فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا، فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا وَ كَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا؛ فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ، أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَ تَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ، أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَ لَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى؟].

No comments:

Post a Comment