Monday, April 29, 2024

مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونية :

مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونيّة: للثقافة تعاريف كثيرة .. لكن أفضل تعريف لها بحسب تقريرات الفلسفة الكونية, هو ما قالهُ (إدوار هريو)(1)؛ [ألثقافة هي ما يبقى في الفكر بعد ما ينسى الأنسان كلّ شيء]. و لو وضعنا تعريف (أرسطو) الذي عرّفها بآلقول؛ [التفكير مستحيل دون صور], بجانب تعريف (هريو) الذي عرضناه, أعتقد بأننا نُقدّم صورة أكمل و أجمل و أعمق للثقافة! ذلك أنّ الصّورة الفكرية تتميّز بقدرة التسلل و الإقامة الطويلة في الذاكرة بسبب (كامرة) العين التي تصوّرها بدقّة، فقد ينسى أحدنا محاضرة سمعها, أو كتاباً قرأهُ قبل عشرين عام و لكنهُ بالتأكيد لن ينسى مشهداً بصرياًّ أو صوراً مرئية تم إلتقاطها بعدسة العين الحيوية,لا سيما تلك التي تحفل بجرعة عالية من آلجمال و الجاذبية و الدّهشة و آلأثارة! و من الناحية العلميّة, فأنّ الصّورة تشغل حيّزاً أكبر في الذاكرة بحسب العلم فقد تعادل صورة صغيرة عشرات الصفحات المكتوبة بسبب (البكسل) وحدة قياس شفافية الصورة, كما في الحاسبات الأليكترونية, لذلك فأنّ المساحات الكبيرة التي تشغلها في وجودنا تبقى فاعلة و ممتدة و مؤثرة لمدد أطول كذكريات خالدة تبقى حتى آخر العمر و ما بعده, لو آمنّا بأنّ عمر الأنسان ليس محدوداً بزمان أو مكان مُعيّن و محدود و كما يعتقد أكثر الناس بآلخطأ! إضافة لهذا؛ تفيدنا هذه المعلومات من ناحية هامّة أخرى للغاية , لو علمنا بأن النظر إلى (العورة) من كلا الجنسين و هكذا الصور الماجنة و الخلاعية تسبب إشغال الكثير من (الكيكات) وحدة قياس الذاكرة في الحاسبات, و بما أن متوسط مخ الأنسان يستوعب بحدود 29 مليون كيكا بايت لذلك يجب الحذر من إشغال معظمها بآلصور الغير مفيدة أو المناظر التافهة بل الأستفادة منها في قضايا أهم , و لذلك يُحرّم الشرع النظر إلى الصور المحرمة لتخزين أكبر عدد ممكن من الذكاء لقضايا أهم. و لو وضعنا تعريفاً آخر لـ (أرسطو) بجانب التعريفين ألسّابقين؛ [بكون التّفكير مستحيل دون صور], نكون قد أتممنا مفهوم الثقافة و حقيقة الفكر و جوهر التفكير(2) لدرجة الكمال الذي من خلاله يتكامل وعينا(3) لحقائق الوجود, و بآلتالي نكون قد قدّمنا صورة جاذبة و جامعة و كاملة لأهم و أخطر مسألة في وجود الأنسان بعد حقيقة (القلب)(4) الذي يُشكّل جوهر و وجود الأنسان و مقرّ بصيرته! و الثقافة لا تكتمل ما لم نجيب على (الأربعون سؤآل كل بحسب إستيعابه و وعيه (5). عزيز الخزرجي/ (آلمنتدى آلفكْريّ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) دوللو، لويس: الثقافة الفردية و الثقافة الجماهيرية؛ ترجمة خير الدين عبد الصّمد؛ ط1, دمشق، 1993 ص 67. (2) يتشكل الفكر الأنساني من مجموعة مؤثرات؛ الأبوين؛ ألبيئة؛ المدرسة؛ ألمذهب؛ النظام السياسي؛ الذات؛ العناية الألهية. (3) ألوعي كلمةٌ تدلُّ على ضمِّ شيء, و في قواميس اللغة العربية؛ وَعَيْتُ العِلْمَ, أعِيهِ وَعْياً، و وعَى الشيء و الحديث يَعِيه وَعْياً و أَوْعاه: حَفِظَه و فَهِمَه و قَبِلَه، فهو واعٍ، و فلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأ َفْهَمُ. و في الحديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: (( نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوعى من سامِع))، و الوَعِيُّ بمعنى الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه, و عليه لا وعي دون علم فكلما ازداد المرء علماً و فهماً ازداد وعياً, و آلواعي يدرك الأمور على حقيقتها لا كما يدركها العاقل المجرّد, عن طريق الحواس الخمسة, بل بنظري أن العقل يعتبر حاسة جامعة بجانب الحواس الأنسانية, تعمل كضابط لأهل(القلوب), لمعرفة المزيد؛ راجع بحثنا الموسع بعنوان: [أسفارٌ في أسرار الوجود]. و الوعي عند علماء النفس؛ يمثل الحالة العقلية ألتي يتميز بها الأنسان بملكات المحاكمة المنطقية – الذاتية[ الإحساس بالذات) (subjectivity)، و الإدراك الذاتي (self-awareness)] و الحالة الشعورية (sentience) و الحكمة أو العقلانية (sentience) و القدرة على الإدراك الحسي (perception) للعلاقة بين الكيان الشخصي و المحيط الطبيعي له. خلاصة تعريف الوعي: هو ما يُكوّن لدى الإنسان من أفكار و وجهات نظر و مفاهيم عن الحياة و الطبيعة و أصل الوجود. (4) (القلب), هو العقل الباطن أو ما يعبر عنه بـ(آلضّمير), أو (الوجدان), الذي يمثل حقيقة الأنسان و جوهره. (5) عزيز الخزرجي - ألأربعون سؤآل : (ahewar.org) ���� ������� - �������� ���� : ���� ������� - �������� ���� :

No comments:

Post a Comment