صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Wednesday, September 24, 2025
الفرق الجوهري بين رسالة الفلاسفة و الأنبياء :
ألفرق بينَ رسالة آلفلاسفة و آلأنبياء :
وردنا إستفسار فيه شيئ من آلأستنكار من أخٍ يشرف على موقع هام بعد نشري لآخر مقال (1) يقول فيه :
هل ( الفلسفة الكونية العزيزية ) دِين جديد كمذهب البهائية و البابية وغيرها!؟
أعتقد أنّ هذا الأخ العزيز لو كان مُطّلعاً بإعتقادي على (نظرية المعرفة الكونيّة) التي تمثل جوهر فلسفتنا و ختام الفلسفة في نفس الوقت - فكل فلسفة لها نظريّة معرفيّة تبيّن جوهرها - لو كان مطلعاً لما تساءَل بشكل إستنكاري وإستهجان فطريّ لأن (الأنسان عدو ما جهل) و من حقه ذلك, ألمُهم نقدّم التوضيح التالي آملين وعيه كجواب:
في طريقهِ لِلحَجّ أَحَسَّ آلفيلسوف (إبن سينا) بعطشٍ شديدٍ, إلتفت لتلميذه الذي كان يُرافقهُ؛ طالباً منه جلب الماء من جدول أو قرية مجاورة, لكنهُ تثاقل و إعتذر لإستاذه لبرودة الجّو وعتمة الليل, و رغم إلحاح (إبن سينا) عليه, لكنهُ لمْ يفعل, و بينما هُم على هذا الحال و إذا بأذان الفجر يدوي في سّماء آلقرية, نهض تلميذه على الفور إستعداداً للوضوء من أجل للصلاة ..
عندها قالَ لهُ ألفيلسوف إبن سينا؛ مهلاً ... حانَ الوقتُ للأجابة على سؤآلك السابق الذي سألتنيه بداية سفرنا من (همدان) عن : [ماهيّة الفرق بين الفيلسوف و النبيّ]؟
(ألفرق بينهما هو هذا الذي شهدّتهُ, فحينَ سألتكَ مراراً منذ منتصف الليل لجلب الماء؛ لكنك لم تنهض من مكانك, بينما مجرّد سماعكَ لنداء (الله أكبر) لَبّيتَ الدعوة على الفور رغم الفاصلة الزمنيّة أيضاً بين وفاة النّبي وللآن الذي أمرنا بها قبل 1400عام!
بينما أنا آلآن حيٌّ عطشانٌ بجانبك و مُعَلمكَ .. و دعوتك مراراً لجلب الماء و لم تفعلْ مثلما فعلت لأمر آلصلاة!
و هذا هو الفرق بيننا و بين آلأنبياء (ع), لأنّنا نتعامل بآلعقل و المنطق مع عقول الناس, بينما الأنبياء يتعاملون بآلقلب مع الناس!
و هيهات أنْ ترتقي لغة العقول(الظاهرة) لمرتبة لغة القلوب (الباطنة) الكائنة من أعماق ألرّوح و العقل الباطن أو ما يسمى بـآلبصيرة, إنّ المشكلة تكمن في ماهية الفرق بينهما, فكل فلاسفة العالم لا يعرفونها بآلضبط ناهيك عن العوام و المثقفين!؟
بإختصار بليغ ؛ ألفرق بين كلام الأنبياء و كلام الفلاسفة هو :
إنّ كلام الفلاسفة يعدل كلام الأنبياء في المقاصد لكن يختلف في المنابع و الوسائل ..
و لعلّ الفرق الرّئيسيّ بينهما كما إشرت هو: [إنّ الفيلسوف يُخاطب العقول عموماً مستنداً على آلعلم و آلمنطق.
بينما الأنبياء يخاطبون القلوب و البصيرة مع وجود مدى أوسع و أجمل يجذب الساعين مباشرة و بقوة عبر الحواس الظاهرة.
لذا إتّخذتْ (فلسفتنا الكونيّة العزيزيّة و التي هي ختام الفلسفة في الوجود بآلمناسبة) النّهجين بدمجهما فلسفيّاً كعرفان فلسفي حسب القواعد العلمية لتُناسب روح العصر والتقدم العلميّ والوعي الإنساني لتحقيق الغاية من الوجود وسط تراكم الآراء والوسائل والتكنولوجيا إضافة لإنتشار الجّهل بشكل يصعب كشفه و تفكيكه خصوصاً مع فلسفة تشومسكي و ديفيد هاوكينز و هنتغتون و فرانسيس فوكوياما الذي كتب عن (صدام الحضارات و إعادة تشكيل النظام العالمي) و حتى مَنْ سبقهم ككوبرنيكوس و نيوتن و ديكارت الذين يعتبرون رواد الحضارة الغربية الحديثة و الذين حقا عالجوا المشكلة الأجتماعية و الأزمة القائمة أنذاك بتفكيك الدِّين – طبعا المسيحي - عن السياسة, و نسوا ما ستفرزها فلسفاتهم من فوارق طبقية مقيتة و أزمات تؤدي بل أدّت إلى هدم أواصر الثقة و الأنسانية و العدالة في المجتمعات الطبقية!
تلك الأزمات التي إنعكست على مجتمعاتنا رغم إدعاء أهلها بـ ألأسلام الذي تبيّن أنهم لم يفهموا حقيقته و جوهره .. فما يجري بدول العالم عبر الحكومات التي تحاول تجهيل الناس و إبقائهم كما هم بدل تسليحهم بآلمعارف (لأنّ إستغفال الناس رأس مال الحاكم) و عنصر قوة لسرقتهم بسهولة ويُسر لتكوين إمبراطورياتهم المالية وقصورهم العالية بكافة الوسائل التي شرّعها ميكيافيللي وكما حدث ويحدث في العراق وغيره, فأثناء زياراتي للعراق يتحرّز الوزراء و النواب و رؤوساء الأحزاب من فسح المجال أمام المفكرين و الفلاسفة الحقيقيين لبث المعرفة, فأحدهم الذي تبيّن لي في الآخر بأنه لا يقيم حتى الصلاة, قال بصراحة؛ يجب أن نعرف عن ماذا تريد التحدث؟ فقلت له وماذا تفهم أنت أيها النائب و الوزير لأعرّفك وكل هدفكم هو دفن الحقيقة ومنهج الرسول و وصيّه الأمام عليّ الذي يُمثل صوت العدالة الأنسانيّة لهداية الناس بنشر المعرفة وإعلامهم بالحقوق الطبيعية لإسعادهم .. والذي يكتمل عبر البدء بآلأسفار الكونيّة للوصل إلى الحقّ.
لكن ختم الله على قلوبهم, و[لو قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم و رأيتهم يصدّون و هم مستكبرون].
العارف الحكيـــم______________
(1) العراق سيصدر الأرهاب و الألحاد, و كذلك في مقالات عديدة أخرى.
و لمعرفة التفاصيل عن فلسفتنا الكونية ؛ راجعوا المصادر التالية:
(ألأسفار الكونيّة السبعة) و (همسات كونية) : 6 أجزاء, و كتاب (محنة الفكر الأنساني) و (الأزمنة المحترقة), و ( فلسفة الفلسفة الكونية), و
(أسفار في أسرار الوجود) 4 مجلدات, و عشرات الكتب المعنية بذلك في موقعنا في موقع (كتاب نور) و غيره.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment