Sunday, December 14, 2008

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني2

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني ـ2
جميع آلعالم يمر بوضع صعب , فقد إمتلأ بألهرج و آلمرج , ألفوضى, ألمحن ,ألعذاب , و آلقهر- ألقهر آلسياسي و آلإجتماعي و آلمذهبي حتى ملت آلنفوس و أصابها آلأضطراب و آلبؤس.لقد تبدل آلأرض إلى مكان خراب فولد كل تلك آلمحن و آلعذاب , و( آلفكر) مع إنه حاذق و ذكي لكنه بات عاجزا على حل هذه آلمشاكل , لأنه هو آلذي أوجد ذلك ! .ألحكومات سواءا ألمذهبية أو آلسياسية أو آلثقافية .. باتت عاجزة عن آلحل !ألكتب لا مفهوم لها و فقدت غاية حقيقتها و تبدلت إلى ألفاظ و عبارات !وأنت آلذي تكرر تلك آلعبارات بالذات أصابك آلإعياء و حالة عدم آلإطمئنان لأن آلكلمات باتت لا تنتج شيئا و لا تعني آلحقيقة و من هنا فقدت آلمصطلحات و آلكتب قيمتها , حتى عندما تنقل عبارة من آلكتب آلمقدسة و تكون أنت نفسك كناقل لها غير مطمئن لها أو حتى مؤمن بها في آلواقع آلعملي , يحيط بك آلشك و آلغثيان.تكرار ذلك يتبدل إلى آلكذب, لأن ذلك آلمكتوب يتحول ماهيته إلى إعلام صرف أو تجارة مقيته و كاذبة , بعيدا عن آلواقع , و عند آلتكرار تكون قد نسيت وجودك آلمختل و أضفت عليها ستارا من آلكلمات و آلعبارات آلرنانة , ليزداد آلحال سوءا.في دنيا مضطربة كهذه سواء على آلصعيد آلسايكلوجي أو غيره من آلأصعدة يحاول فيه آلأنسان أللجوء إلى آلضمان آلمالي أو آلأيدلوجي ليحصر واقعه فيه , أو يلجأ إلى آلعبادة في آلمساجد و آلمعابد و ما كل هذا إلا هروبا من ذلك آلواقع في هذه آلدنيا .و باستمرار تلك آلوقائع آلمؤذية يزداد إحتياجنا يوما بعد آخر إلى آلقائد آلموعود منقذ آلبشرية ألإمام آلمهدي عجل آلله فرجه آلشريف.لكن هذا آلقائد آلموعود لن يأتي إذا لم نغير انفسنا و نعدها لذلك آليوم!و إعداد آلنفس يتطلب معرفته اولا , و قبل آلبدء في مسيرة آلعشق للوصول إلى آلحق .لأن:أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه .ألكيس من عرف نفسه .ألعارف من عرف نفسه و نزهها عن كل ما يبعدها عن آلله .أعظم آلجهل جهل آلأنسان نفسه .أعظم آلحكمة معرفة آلانسان نفسه .كيف يعرف غيره من يجهل نفسه .ألجاهل بنفسه جاهل بكل شئ .عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه .من عرف نفسه جاهدها و من جهل نفسه اهملها .من عرف نفسه فقد عرف ربه .أعرف آلناس معرفة لنفسه أخوفهم لربه ."إنما يخشى آلله من عباده آلعلماء" . هذه آلنصوص آلمقدسة توجب معرفة آلنفس كشرط للأيمان . ولمعرفة آلنفس ثلاث طرق على آلأحوط وهي :أولا: عن طريق دراسة آلشخصيات آلتأريخية كالأنبياء وآلأئمة وأصحابهم و تلامذتهم و آلعلماء آلصالحين في آلأمة من آلمراجع و آلفقهاء , أمثال آلأمام آلخميني و آلإمام آلصدر , ليكون دليلا إلى آلأقتداء بهم , و آلإجتهاد في تقليد أعمالهم .ثانيا: ألمتابعة آلذاتية للنفس و دراسة شؤونها من آلغرائز و آلقوى آلنفسية و آلروحية وعلاقة آلقلب بالعقل و آلقلب بالروح وتنمية آلعواطف , حيث إن آلنفس عبارة عن مجموع تداخل آلروح مع آلجسد , وآلروح عبارة عن طاقة مكونة من خمسة قوى هي:روح آلإيمان - و آلقدس - و آلحياة - التسلط - ألشهوات . و أما آلنفس فتتكون من :ألمطمئنة - أللوامة - ألراضية - ألمرضية - ألمتقية - آلفاجرة - و لعل للنفس أسماء عديدة تتبع صفتها كالابية وآلمتكبرة و آلسخية و ما إلى ذلك . أما آلعقل فأنه على ثلاث أنواع هي:العقل آلأول - يتعلق بالحيوان .العقل آلثاني - يتعلق بالإنسان .ألعقل آلثالث - يتعلق بالعرفاء .ثالثا: ألإلهام آلإلهي , و يسمى بالإشراق أيضا , و يتعلق باللطف آلإلهي ألذي يناله من يشاء من عباده و هو غير خاضع للعلوم آلمعروفة و إنما يكون من آلله تعالى , و يكون عادة من نصيب آلمتقين ألذين أخلصوا لله تعالى في وجودهم عبر خدمة عباد آلله و أوليائه فأصابوا آلحق بالعلم و العقل و نالوا آلحكمة . نسأله تعالى أن يجعله من نصيبنا . و ليس من آلسهل آلوصول إلى هذه آلدرجة آلعالية , لأنه يحتاج من آلسالك أن يتخطى مرحلتين من سبعة مراحل هما : الطلب ثم آلعشق و آلمراحل آلسبعة هي:ألطلب - ألعشق - المعرفة - ألتوحيد - ألإستغناء - ألحيرة - ألفقر و آلفناء .إنها مدن آلعشق آلسبعة للعطار آلنيشابوري , و قصتها تبدأعندما قرر ثلاثون طائرا ألتحرك للوصول إلى مدينة آلعشق من نقاط مختلفة في آلعالم لكن لم يصلها سوى إثنان منهم فقط و آلآخرون إنشغلوا إما بسحر وادي جميل أو بستان مثمر أو زاهر و هكذا , و آلطلب يحتاج إلى آلصبر و آلمقاومة و آلمعاناة , أما آلعشق فيرافقه آلحرقة و آلألم و ذوبان آلجسم .و آلقصة تصور مرهف تعبر بدقة عن حياة آلسالكين آلعاشقين للله . ولا حول و لا قوة إلا بالله آلعظيم . يتبعمحمد آلبغدادي

No comments:

Post a Comment