Monday, April 01, 2019


هل للعراق مُستقبل؟
هل تعرفون عبر التأريخ إنساناً أو رئيساً أو إمبراطوراً أو زعيم حزبٍ لم يُبدّل ثوبه و لم يُغيير طمريه لسنين ولا حتى طعامه البسيط الذي لم يكن يُشكّل سوى نوعين من المأكولات: (كآلخبز و الملح فقط) أو (الخبز واللبن فقط) و هكذا .. بينما كان هذا آلمعنيّ و هو (علي بن أبي طالب) رئيسا لأحدى عشرة دولة لا دولة واحدة .. وبتصرفه خراج و أموال مجموعة من الأمم و الدّول المختلفة .. تلكَ الأموال التي كان يُقسّمها بآلتّساويّ بين الناس, ولا يعرف فرقاً بين غنيّ و فقير, و بينَ يهوديّ ومسيحيّ أو مسلم؛ بين الكافر والمؤمن؛ بين العالم وطالب العلم؛ بين الرئيس والمرؤوس؛ بين آلوزير والعامل في الرواتب!؟
ألحكاية لا تنتهي إلى هنا .. و ليست هذه القصّة ألكونيّة لوحدها الهدف .. كما لا تتعلّق بعرض زهد أو عدالة عليّ (ع) ايضا التي لم تعد مجهولة لأحد تقريباً!؟
بل أصل القصة وآلغاية التي نريد بيانها هي:
أنني قبل فترة نشرتُ هذه القضيّة (كمقالة) على صفحات بعض الكروبات كدعوة للسياسيين و الحكام للأقتداء بنهج و عدالة عليّ(ع)؛ ككروب (التجمع الليبرالي في العراق) و (كروب التجمع الدّيمقراطيّ العراقي) و ما شابهها من هذه التسميات التي لا يعرف أصحابها أصلها و فصلها و غاياتها .. حاثّاً من خلاله - أيّ المنشور - ألسّياسيين و الحكام إلى التنوّر بهذا العظيم الفريد لأجل العدالة والمساواة والحرية لتحقيق السعادة بدل الشقاء الذي يئن منه الناس؛ لكن أ تَدرون ما كانت تعليقاتهم و موقفهم!؟
لقد كانت تعليقاتهم تُؤشر إلى أنّ سياسيّ و مُثقّفي العراق و الأمّة و حتى العالم ناهيك عن الناس العوام .. سيُواجهون كوارث عظمى .. الله وحده أعلم بمجرياتها و مستقبلها لضحالة الأسئلة و ضعف الوعي , و هم يُشيرون إلى أنّ هذا النمط العلوي من الحكم لا يُفيدنا, نحن نريد أن نحصل على الأموال و الرّواتب وأن نفعل ما فعله غيرنا من الحكام بعد صدام و هو ضرب الرواتب و الغنائم حتى من قبل مَنْ أدّعى حتى الأيمان و الدعوة, و لا تهمنا العناوين التي تحكم!
فَأَحدهم(ليبرالي) للعظم قال, مُعلّقاً بإستهزاء على المنشور: ما هي تلك الدّول التي كان يرأسها؟
و حين أشرتُ له عليها؛ إستشكل على واحدة من تلك الدّول بكونها لم تكن من ضمن الدّولة الأسلامية!؟
وآخر قال: إن السودان لم تكن ضمن الأمبراطوريّة الأسلامية لأنّها فتحت زمن ألخليفة عمر وكأن الأمام عليّ كان أوّل خليفة!
و آخر قال إنّ عليّاً قد أخطأ بإعطائه الحرية لمن لا يستحقها, و منهم مَنْ قال؛ [لا نريد حكومة إسلاميّة]!؟
و غيرها من الأعتراضات التافهة الدّالة على عُمق آلجّهل و الفساد في عقولهم .. هذا مع إنّ أصل ألموضوع المطروح و الهدف المقصود .. كان يعني تطبيق العدالة العلويّة وكذلك فحوى وفلسفة الحكم و النزاهة والزهد والأنسانيّة في آلحكومة الأسلامية, إلّا أنّ الأميّة الفكريّة ضربت أطنابها وفَعَلتْ فعلها بعقولهم خصوصاً ألسّياسيين الأكاديميين .. ألمُثقفين جداً جداً!؟
حيث تركوا أصل القضايا و تعلّقوا بآلقشور و السّطحيات جهلاً أو تجاهلاً لتعميق ألجّهل أكثر فأكثر, معتقدين بأن الشهادة لوحدها هي الثقافة! و فوق هذا رفض مسؤولي تلك الصفحات صداقتي معهم لعدم قدرتهم على هضم ما نكتب!
هؤلاء هم كُتّاب و أكاديميّ و مثقفيّ العراق و رواد الدّيمقراطية و الليبرالية و اليساريّة و اليمينيّة و الشماليّة و الجنوبية والدّينية و غيرها من المصطلحات التي يُراد منها إستحمار الناس لسرقتهم؟
فهل للعراق مستقبل مع هذه الأميّة الفكريّة المطرزة بآلشهادات الأكاديمـيـة؟
بل هل للعالم مستقبلٌ وآلناس لا تعرف للآن جذور و أهدف و فلسفة الحكم!؟
ألفيلسوف ألكونيّ
حكمة كونيّة: [لا يُمكِنُكَ أنْ تَغْتَنيّ من آلسّياسة إلّا إذا كُنتَ فاسداً].

No comments:

Post a Comment