Monday, October 19, 2020

حذاراً أيها الكوني

 

حذاراً أيّها آلكونيّ!
علّمتُ نفسي أنْ أقرأ بقلبي .. لا بعقليّ الظاهر فقط, كي أصل سرِّ آلوجود, و ليس كما يقرأ النّاس بطرف عيونهم – هذا إنْ قرؤوا أو نظروا – لأن القراءة لا تنحصر في الكتب و صفحات الكومبيوتر بل كل صورة في الطبيعة تحوي كتباً و مقالات تحتاج ربما لكل العمر كي تفهم واحدة منها, ولكي تقرأ بقلبك تحتاج كشف العلاقة بينهما؛ بين( القلب و العقل) أو (العقل الظاهر و آلعقل الباطن) أو(ألحواس و الضمير) و لهذا رأيتُ ما رأيت من الأسرار و المعارف حين تعلّمت لغة و قوانين القلب و الوجدان .. حتى صرّحتُ بها من خلال (فلسفتي الكونيّة ألعزيزيّة), و قلت:
 
[ألعقل الظاهر لا يصل أبداً لوحده إلى سرّ الوجود], و لا بُدّ من عقل كليّ يرتبط بآلقلب الذي يمثل بصيرة الأنسان.

و لمعنى آلصبر و الأستقامة و التحمل لأجل المحبة لحفظ كرامة الأنسان التي تحفظ بحفظها حرمة عرش الرّحمن؟

و بآلتأكيد تدركون ما معنى أنْ يهز عملٌ ذلك العرش العظيم, و ربما يعده أكثر الناس صغيراً حين يتسبب عمل معين بهزّ عرش الرحمن كآلطلاق و الخيانة بحقّ المحسن و آلكبائر من الإثم .. و تعرفون ما هو (عرش الرحمن) الذي لا يهزه كل جيوش و ملوك و رؤوساء العالم وقنابلهم ألذرية و النيتروجينية و لا حتى كل عقول و نوابغ آلخلق و الوجود و فنونهم لو إجتمعت و صارت بعضها لبعض ظهيراً؛ لا يمكن أن تؤثّر في ذلك, سوى (الطلاق) حتى قتل النفس لا يكون جرمهُ بمصاف ذلك!؟

إنّه –  الطلاق - تلك آلمسألة ألمؤلمة للغاية بآلنسبة لله و أثرها يمتد عبر آلآفاق و الوجود في معادلة مُعقّدة, تمتد جذورها من حريم الحرية أو (الأختيار) ألأنساني الذي وهبهُ صاحب العرش العظيم و ليس من حقّك أيها الأنسان ألمتأدّب بأخلاق الله ولا من حقيّ ولا حتى من حقّ أكبر رئيس و ملك و حتى الله تعالى نفسه الذي أهداه لخلقه أن يتلاعب أو يؤثر أو يحجّمها, لأنها الحرية و (الأختيار) الذي يميّز و يُلّون حياة المخلوق .. كل مخلوق خصوصاً الأنسان لأن (الأختيار) هو المعنى الآخر للكرامة (و كرّمنا بني آدم ...) و لو فُقِد لأنتهي الوجود الحقيقي للأنسان و ليس من حقّ أحد مهما مَلَكَ من أساليب القوة و التسلط و العنجهية أن يتحكّم بها أو يحاول تحجيما أو محوها, لأنها حقّ وجودي .. طبيعي أكرم الله به عباده و ميّزهم عن كل المخلوقات الأخرى.

و لو ترى و تتأمل و تقرأ بعمق القرآن الكريم و حتى تواريخ الأنبياء و الأئمة : فأنك لا تشهد حالة طلاق واحدة على أيديهم رغم إن بعض نساء الأنبياء كانت تأتي بآلكبائر كإمرأة لوط و زوجة الأمام الحسن(ع), و غيرهم كثير وتحملوا العناء و صبروا بل و إستشهدوا و لم يهزّوا عرش آلرّحمن, فحذاراً من ذلك .. و حرّي بكلّ مُؤمن الحفاظ على تلك الأمانة الكبرى التي ترتبط بعزّ و كرامة الله تعالى مباشرة.

قد يصعب على الكثيرين في العراق و العالم درك هذه النقطة ألجوهريّة و التي منها ينطلق آلمآسي في حال حصرها و تحطيمها أو العكس ينطلق آلخير و كل السعادة منها في حال إطلاقها و الحفاظ عليها .. لذلك فإنها حقاً تحتاج لوعيّ كونيّ و عمق و دراسات و عبادات و رياضات و أسفار عظيمة كونية لا أرضية للوصول لأسرارها التي معـها تُحلّ كل ألغاز الوجود أمام طالبيها!
و الفلسفة الكونية العزيزية هي آلضامنة لإرشادكم للوصول إلى مدينة العشق التي تتكامل فيها كرامة الأنسان.

محبتي لكم أيّها آلأعزاء ألكُرماء.
ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي.

 

No comments:

Post a Comment