Friday, January 05, 2024

دور الفلسفة في الحياة و علاقته بآلدّين !؟

دور الفلسفة في الحياة و علاقته بآلدين : معظم شعوبنا الأسلامية و الدول العربية بوجه خاص لا يعيرون أهمية للفلسفة و دورها في تقدم العلم و التكنولوجيا و الحضارة عموماً .. لكن بعض الدول المغاربية و كذلك مصر و من بعدها السعودية بعد الضغط على النظام في السعودية؛ تم إدخال الفلسفة للدراسة منذ ثلاثة أعوام تقريباً ، لكن أي فلسفة تنجح بظل مجتمع بدوي متخلف متعصب يفهم الدين وفق عقلية بدوية، درسوا الفلسفة لا لكي يتعلموا كيف يفكرون، بل لصنع المغالطة والكذب، في مادة الفلسفة توجد الصناعات الخمس ومنها صناعة الكذب، بالغرب درسوا ذلك لا لكي يتم تعليم الناس الكذب بل لكشف طرق الكذب أمام الدارسين والمتعلمين، بالوضع السعودي درّسوا الطلاب الفلسفة لتعليمه الكذب للدفاع عن أئمة التكفير والكراهية والقتل. أغرب كتاب قرأته لدكتور سعودي يتكلم عن (فلسفة ابن تيمية) ههههه والعجيب أن ابن تيمية كان يُكفّر الفلسفة .. واعتبرها مروق وخروج من الاسلام. لا يوجد تعثر في تنظيم تعليم الفلسفة وتضمينها ضمن سياسات التعليم، في الدول العربية السنية، ولايمكن تطوير العقول، لأن البيئة المجتمعية الوهابية تتبنى الفكر الوهابي لذلك لا تنفع تضمين مناهج التدريس مادة فلسفة، قبل تعليم الطلاب القبول بالتعايش السلمي مع المذاهب الإسلامية من الشيعة والمتصوفة واحترام أصحاب الديانات الأخرى ، قبل تعليم الفلسفة، يجب حذف فتاوى التكفير، والعمل على إشاعة روح قبول الرأي والرأي الآخر بين البيئة المجتمعية السعودية. بل الخطباء وأئمة المساجد بالمملكة العربية السعودية ليومنا هذا يهاجمون الفلسفة من منطلق أيديولوجي بحت مصدره الإرث الذي تركه أحمد بن تيمية أمام المفخخين وابن عبدالوهاب صنيعة المستعمر البريطاني، بل حتى ابن خلدون والذي يعتبر كفيلسوف في المقدمة، هاجم الفلسفة والفلاسفة، واستعملها كموضوع سجالي كلامي، لمهاجمة خصومه، بل ابن خلدون بعد تاليفه المقدمة، ألف كتاب هاجم الفلسفة اسم كتابه (المنقذ من الضلال). أن الفلسفة هي أداه تفكير، تعلم الإنسان كيف يفكر] والهدف ليس حفظ مصطلحات يستخدمها في الحديث أمام الناس لينال اعجابهم بالشخص المتكلم، الفلسف أداة لتعليم الإنسان كيف يستعمل عقله بالتفكير الصحيح. شيوخ الوهابية يعترضون على تعليم الفلسفة وبعد ضغط ولي العهد عليهم قالوا لاباس تعلم للصغار وتمنع عن تدريس الكبار لعلوم الفلسفة، هههههه ينطلقون من منطلق عقائدي قاله ابن تيمية «الفلسفة ضد الدين». بعد وصولي للدنمارك وجدت أن الفلسفة تدرس للطلاب من الصفوف الابتدائية ويتم تنظيم مشاريع لكتابة أبحاث العمل يكون من خلال مجموعات بكل صف مدرسي، المعلم يقسم الطلاب إلى عدة كروبات، الهدف إثراء علومهم وزيادة الحاضنة المجتمعية المعرفية بالمجتمع الدنماركي. في ساحتنا العراقية ورغم قمع نظام البعث للطبقة المثقفة من أنصار حزب الدعوة الإسلامية وأنصار الحزب الشيوعي، ابدع الإسلاميين والشيوعيين الشيعة في رفد الثقافة في الكثير من الكتب الفلسفية، المفكر المرحوم فالح عبدالجبار كتب أعظم كتاب عن الفلسفة لنظريات فلاسفة غربيين كان لهم دور كبير في نهوض أوروبا اسماه كتاب الاستلاب، الاستاذ فالح عبدالجبار بكتابه عمل دراسة مقارنة عن مفهوم (الاستلاب/ الاغتراب) في فلسفات (هوبز، لوك، روسو، هيغل، فويرباخ، ماركس)، في البدء أعاد الدكتور فالح عبد الجبار المفهوم إلى جذوره التي نشأ بها، وهي البروتستانتية متبلوراً، بروح إحتجاج ونقد للانسان في إطار الدين اللاهوت دفاعاً عن الإيمان، ثم خرج من جبتهما… ليعود…. بروح إحتجاج ونقد للدين واللاهوت في إطار الفلسفة دفاعاً عن الجوهر الإنساني المستلب، ألدين و الفلسفة : إنقسم الفلاسفة إلى فريقين ؛ احدهم يرفض الدين لتدخله في الفلسفة . والثاني ؛ عكس ذلك .. و منهم محمد باقر الصدر الذي أبدع أصول الفلسفة الأسلامية في كتابه (فلسفتنا) و (إقتصادنا). و كذلك الاستاذ (هاشم مطر أبو نخيل) قال لي من الخطأ مهاجمة الأديان بل يجب الاحتفاظ بالموروث الديني والمجتمعي والعمل على زيادة معلومات للتفكير السليم، بل حتى واضعي الفلسفة، القديمة، لم ينكروا وجود خالق عظيم، الفيلسوف العظيم أرسطو، وصف وجود خالق عظيم بالقول( المحرّك الأول). و في العص الحديث ظهر فلاسفة أوربيون و مستشرقون يؤيدون ليس فقط الدين كعنصر أساسي في الفلسفة ؛ بل و يعتبرون المذهب الشيعي هو أصح المذاهب .. كغارودي و كاربون و قد ألّفوا الكثير من الكتب حول هذا الموضوع!؟ المفكر المرحوم فالح عبدالجبار وصف الاستلاب في اغتراب الروح عن ذاتها في الدِّين، وهذا وصف صحيح، معظم أتباع الأديان أضاعوا روح الايمان، لدينا التيارات الوهابية جعلوا من الإسلام عقيدة للذبح والقتل والسبي. أن الفلسفة ليست ضد الدين، هناك مجموعة كبيرة من الفلاسفة لديهم فلسفات كبرى مناهضة للديانات التي تتناقض مع العقل بوجود آلهة مثل آلهة الإغريق في عبادة الكواكب او أتباع الديانات السماوية الذين جعلوا الله ثالث ثلاثة، أو جعلوا للخالق ابن، أو شبهوا الخالق مثل البشر لديه ارجل وايدي ومستعمل حمار حسب أقوال الوهابية، في سفراته مابين عرشه في السماء وضياعه في الأرض. ينزل على حماره إلى الأرض لتفقد مخلوقاته، ويضحك، أو يصارع بعض الأنبياء مثل مصارعته الحرة حسب قول البخاري ما بين نبي الله موسى ع والله عز وجل، الله يصارع رسوله الذي ارسل للناس ههههه. الامام علي ع كان فيلسوفاً بارعاً، لذلك علي بن أبي طالب ع حضي بحب واحترام أصحاب الديانات السماوية والوضعية، على سبيل المثال، نقل في الأثر، أنّ عالما من اليهود مرّ وسمع علي بن أبي طالب ع يتحدث، فتعجّب من فصاحة الإمام علي بن أبي طالب ع ، وقال، لو أنّك تعلّمت الفلسفة ، لكان يكون منك شأن من شأن، فقال له الإمام علي عليه السلام « ما تعني بالفلسفة؟ أليس من اعتدل طباعه صفا مزاجه، ومن صفا مزاجه قوي أثر النفس فيه، ومن قوي أثر النفس فيه سما إلى ما يرتقيه ومن سما إلى ما يرتقيه فقد تخلّق بالأخلاق النفسانيّة، ومن تخلّق بالأخلاق النفسانيّة فقد صار موجودا بما هو إنسان دون أن يكون موجودا بما هو حيوان، فقد دخل في باب الملكي الصوري وليس له غير هذه الغاية »، فزادت حيرة اليهودي فقال، الله أكبر يا بن أبي طالب فقد نطقت بالفلسفة جميعا بهذه الكلمات رضي الله عنك. ونشير إلى أن الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي، كان دائما يتكلم عن الامام عليّ (ع)، فقد ذكر الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي بالرواية التي حدّث بها تلميذته، حول وصيّة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) لولديه الحسن والحسين، فقد لفت انتباه إحدى الطالبات في جامعة السوربون العريقة، حيث كان يمارس غارودي التدريس لمدّة لا بأس بها، كثرة إستشهاد المفكر الكبير بأقوال للإمام عليّ أمام طلابه، فسألته الطّالبة عن سرّ انجذابه لشخصيّة تنتمي إلى فكر إسلامي دموي -بحسب زعمها فصمت غارودي قليلاً تاركاً الطّالبة تكمل سؤالها قائلة، أنت مدرسي وأنا احرص على قراءة كتاباتك ومقالاتك وحضور محاضراتك، وقد لفت نظري انك تتكلم دائماً عن شخص مسلم اسمه عليّ، فـمن هو عليّ؟ ولماذا أثرّ فيك كل هذا التأثير؟. أجابها غارودي: عليّ هو ابن عمّ نبيّ الإسلام محمّد، وزوج ابنته، وقائده العسكريّ، وكان الرجل الثاني في الإسلام بعد محمد، وخليفته، وهو شخصية فذّة لا مثيل لها. دعيني أنا الآخر أسألك سؤالاً لنتبين حالة أو جزءً بسيطاً من هذه الشخصيّة. قالت الطالبة: تفضل، فسألها غارودي برويّة: لو أنّك عبرت الشارع وجاءت سيارة مسرعة وصدمتك، ماذا سيحصل لك؟ فأجابت: سأموت حالاً، أو يُغمى عليّ، فأجاب غارودي: “هذا الرّجل الذي تسألين عنه، تعرّض لضربة سيف وهو ساجد يصلّي، وقد وصلت الإصابة إلى داخل تجويف الجمجمة، أي أنّها وصلت إلى الدّماغ، فماذا تتوقعين منه؟، فأجابت: “سيموت حالاً أو سيفقد الوعي في احسن تقدير، فقال لها غارودي: تصوّري أنّ هذا الرّجل لم يمت في حينها، ولم يفقد الوعي، لقد وصلت الضّربة إلى أعماق أعماق المخ، هناك حيث تقبع الحكمة والمعرفة، لكن دون أن يفقد وعيه، أو يحصل له ما يحصل للبشر في مثل هذه الحالات، وبعد يوم واحد فقط، راح يُملي وهو على فراش الموت، والضربة القاتلة نافذة في أعماق المخ، وصية الى ابنه البكر الحسن (ع)، هي أروع ما عرفه التّراث الإنساني عبر تاريخه على الاطلاق، تتضمن الحكمة والموعظة والتوادد، وقد بقي بكامل وعيه، وأملى أجمل وصية من أب لولده في تاريخ الإنسانية. قالت الطّالبة وقد بدا عليها التّأثّر:وماذا قال فيها؟، أجاب غارودي: سأروي لك بعض منها، قال لأبنه الحسن، ارفق يا ولدي بأسيرك (القاتل)، وارحمه، وأحسن إليه، واشفق عليه، بحقي عليك أطعمه يا بني مما تأكله واسقه مما تشرب ولا تقيّد له قدماً، ولا تغلّ له يداً، فإن أنا متّ فاقتصّ منه، ضربه بضربة، ولا تحرقه بالنّار، ولا تمثّل بالرّجل، فإنّي سمعت جدّك رسول الله يقول، إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور، وإن أنا عشت، فأنا وليّ دمي، وأولى بالعفو عنه. ازدهار الفلسفة بالعالم العربي الإسلامي تم من خلال الشيعة الزيدية والاسماعيلية والجعفرية لذلك مؤسسي مدرسة أصحاب الصفا الفلسفية جميعهم من الشيعة، وظهرت هذه المدرسة في فترة ضعف الدولة العباسية ونشوء الدويلات وظهور الدولة الفاطمية والبويهية، وعندما تعاون صلاح الدين مع الصليبيين للقضاء على الدولة الفاطمية حرقت كل كتب العلوم، الخليفة العباسي تعاون مع التتار للقضاء على دولة البويهيين الشيعة الإسماعيلية في إيران واستعان الخليفة العباسي بسنة البصرة للقضاء على الإمارة المزيدية الاسدية في بابل والنجف والفرات الأوسط والتي أقيمت على انقاض الإمارة الخفاجية بعام ٤٩٩ هجري، هاجم بني أسد الإمارة الخفاجية وتمت السيطرة لبني أسد على الكوفة، لكنهم دعموا العلم والعلماء في الحلة وظهر علماء شيعة امامية من بني أسد أمثال المحقق الحلي وجمال الدين بن المطهر الأسدي الحلي الذي شيع ملك التتار في إيران خدا بنده وأصبحت إيران دولة شيعية جعفرية، هناك تدليس متعمد، لانكار أن إيران دخلها التشيع بعصر صدر الاسلام، وأن إيران حكمها الشيعة البويهيين الاسماعيليين قرنين من الزمان، وبعد القضاء على البويهيين، عادت إيران شيعية على نهج المذهب الشيعي الإمامي الجعفري، بحقبة ابن المطهر الحلي قبل ٩٠٠ سنة وليس بزمن الدولة الصفوية قبل خمسمائة عام. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

No comments:

Post a Comment