Tuesday, April 09, 2024

متى يؤمن أهل القرى؟

متى يؤمن أهل القُرى!؟ [و لو أن أهل القرى آمنوا و إتقوا لفتحنا عليهم بركات من اسماء و الأرض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون](ألاعراف/96). هذا مع الفارق لكون العراق أغنى دولة؛ لكنها فقيرة! اِلتقَيْتُ بآلخاچية حسنة ملص بَعْد خِلَاف مزمن بيننا لِأشهر لكوْنِهَا كانت تَنكَّر مَا أَدّعِية من مدح و تمجيد بِأنَّ ( العرَاق عِمْلَاق ) ، وَ تدعِي بِأنَّ : ( العرَاق فِي الدَّرك الأسْفل مِن الأعْماق ) . . و تبرِّر ذَلِك بِأنَّ العرَاق فِي اَسُوء التَّصانيف العالميَّة فِي التَّعْليم والصِّحَّة و الْإدارة وَحقُوق الإنْسان والْمرْأة والطِّفْل وَفِي التَّنْمية والْبيئة والاقْتصاد والْحوْكمة والسَّعادة والنَّزاهة والشَّفافيَّة والسَّلامة والطَّيران والْقانون وُوو غيرها من مجالت المدنية و الفضائية . . وَ تمضِي خاچيّة فِي قوْلهَا : لَقد أَصبَح المجْتمع بِلَا أخلاق أو هُويَّة؛ وَ حتَّى مُعْتقداته شابهَا اَلكثِير مِن الدَّجْل والشَّعْوذة و التبدّل بسبب الحرامية؛ وَ سلُوكه وقيمه تَحولَت إِلى العدم في الماهية، فأمْسى المجْتمع بِلَا قِيم ولَا سُلُوك ولَا أَخلَاق سويّة؛ وَأَخذنَا نَتَداوَل السُّخْرية والْخداع والابْتزاز والتَّنابز بألفاظ نابيّة؛ ولم تُعَد لِلْقيم والْمبادئ مَعانِي ساميّة؛ ولَا لِلْأخْلاق والْأعْراف نَهْج أو مصادر تأريخية؛ بل إِنَّ ثقافتنَا تَحولَت إِلى تَداوُل الهابط مِن القوْل والْفنِّ والْآداب الجاهلية؛ وارْتَقى نَجْم التَّواصل المبْتذل المنْحدر إِلى التَّفاهةوالسطحية . . رَحِم اَللَّه اَلأدِيب اَلمصْرِي (تَوفِيق اَلحكِيم )، عِنْدمَا أبْلغوه بِأنَّ رَاتِب لَاعِب اَلأهْلِي السَّنَويِّ يُعَادِل 100 مَرَّة رَاتبِه القليل! حتى قال : ( اِنتهَى عَصْر القلم ، وابْتَدأ عَصْر القدم ) . . لَقد تَحوَّل التَّعْليم إِلى وَثِيقَة تَخرّج شكلية ؛ والتِّجارة إِلى تَزوِير و تلاعب وَ شَطارَة؛ وَالقِيم إِلى أَفكَار مُنقرضَة و عكسية؛ وَسَاهمَت حُكومَات المحاصصة بِإنْتَاج أَخلَاق السُّوق المنْحطَّة والشَّارع المبْتذلة؛ و أمّا الحزبيات و العشائريات و المحسوبيات و المنسوبيات فِي تعاملنَا, فقد وصلت إِلى حُرُوب ومعارك شَرسَة مِن أَجْل طَيْر أو أُجرَة سَيَّارة, مارستْ حُكوماتنَا واجباتهَا بِالْإعْلام ، وحقَّقتْ اَلكثِير مِن أوْهامنَا على صَفَحات التَّواصل الاجْتماعيِّ ، حَتَّى أَصبَح إِكمَال جِسْر مُشَاة أو صِيانة مِصعَد إِنجَاز ، بل تَبلِيط رصيف و شَارِع إِعجَاز؛ أَمَّا تَحوِيل الشَّعْب إِلى مَلايِين مِن الموظَّفين و المرتزقة؛ فَهُو قِمَّة الإنْجازات فِي بلد لََا يَنتِج و لا يُعمِّر بل يَعْتاش على حَيْض الأرْض! حتى خرجْنَا مِن مَسَار التَّاريخ و الْحضارة وَ العِلم و الثَّقافة والْأداب والنَّهْضة والتَّطوُّر! بسبب جهلاء يُديرون دَفَّة البلَاد فجَعَلونَا نَغرَق فِي بَحْر مِن الصِّراعات العبثيَّة والسَّرقات الخرافيَّة والْفساد والْمحْسوبيَّة والْمشاريع الفضائيَّة والْاسْتراتيجيَّات الوهْميَّة حَتَّى وصلْنَا إِلى حُكُومَة السَّفاهة و الشكليات؛ حَيْث لَم يُعَد لَنَا أيُّ قِيمة أو مِعيَار؛ و أمْسـيْنَا مُجرَّد أَرقَام فِي الأخْـبار؛ وهناك حَادِثة مَشهُورة كمصداق لما ورد أعلاه .. حِين اِلتقَى اَلأدِيب اَلمصْرِي( نجيب مَحفُوظ) مع الرَّاقصة( نَجوَى فُؤَاد) فِي مِرْآب(كراج) لِلسَّيَّارات تَابِع لِلتِّلفزْيون اَلمصْرِي ، حَيْث قَالَت (نَجوَى فُؤَاد) سَاخِرة مِن سَيَّارة نجيب مَحفُوظ المتواضعة : [هذَا مَا جِنِّيَّته مِن الأدب] !!؟ أَجَابهَا (نجيب مَحفُوظ) : لََا يُمْكِن أنْ نَجنِي السَّيَّارات الفخْمة إِلَّا مِن قِلَّة الأدب! كان أحد خُبرائنَا قد أتمَّ إِنجَاز مَشرُوع ( الطَّاقة الشَّمْسيَّة المسْتدامة فِي المنازل )، و يعْتَمد المشْروع على التَّعاون مع شَركَة ألْمانيَّة لِغَرض إِنشَاء مَعمَل الألْواح الشَّمْسيَّة اللَّاصقة التي(تُشْبِه أَورَاق تَغلِيف الجدْران اللَّاصقة) وَيمكِن لَصقُها بِسهولة مِن قِبْل الأهالي وَ ربطِها بِألْوَاح السَّيْطرة الكهْربائيَّة فتَغَنينَا عن المولِّدات والْكهْرباء الوطنيَّة وَ بذَلِك لَاتحْتاج إِلى رَبْط كهْربائيٍّ بِالْأرْدنِّ وَدوَل اَلخلِيج ولَا كهْربَاء أو غاز مِن الأردن أو الكويت أو إِيرَان وآلسعودية ؛ فتمَّ تَرتِيب مَوعِد لخَبيرِنا مع أحد أَعمِدة السُّلْطة فِي البلد . . يَقُول خبيرنَا : تلاقَيْتُ فِي دار ضِيافة المسْؤول مع أحد الفاشينْسْتيات ( اِمرأَة مَشهُورة على صَفَحات التَّواصل الاجْتماعيِّ ، مُمتلئَة بِالسِّيلكون ومنْفوخة بالْفَلر والْبوتْكس ، ومعْروفة بِقلَّة الأدب), و بسببهَا حصلْنَا على ضِيافة مِلْكِية. وَ بَينمَا أنَا فِي الانْتظار، دَخلَت (حسنة) إِلى أُلحَچيّ .. وَ بقَت ساعتَيْنِ ، و عنْدَمَا خَرجَت أبْلغَني أحد المسْتقْبلين (بَعْد أن شَرحَت لَه سبب مَجيئِي لِلقاء الحجِّيّ), قائلاً : أَعطِنا رَقْم مُوبايلك و سنتَّصل بِك قريبًا، لِأن أُلحچيّ اليوْم مَشغُول بِالإجْتماعات لبناء البلد!! اَلمهِم : أنَّ زِيارة ( شَائِعة الصِّيتِ والشُّهْرة ( البلوگر ) ) كَانَت لَاسْتحصال مُوَافقَة المسْؤول على فَتْح (مَركَز العلاقات الأسريَّة والاجْتماعيَّة) وَالذِي يَتَضمَّن قِسْم لِتعْلِيم الجنْس و مساعدة العاجزين والعازبين... والْأَهمَّ ؛ هُو طلب (البرْبوك) بِأن يُساعدهَا (ألحچيّ) فِي اَلحُصول على الموافقة على اِسْتيراد ( 280 ) أَلْف (عُضْو ذِكْرِي اِصْطناعيٍّ) بثلاثة أحْجام وألْوان ، نِصْفه يَستخْدِم يَدوِيّاً والباقي يَعمَل بِالْبطَّاريَّة آليّاً لِاسْتخْدامه فِي المرْكز أو المنازل الشخصيّة ! والْحقُّ يُقَال؛ أنّ ألحَچّيّ .. طلب تَأجِيل الطَّلب، لَأنّ العراقيِّين يُسَمون أو (يكنون) بثقافتهم أَصحَاب المحلَّات نسبة للمَواد اَلتي يبيعونهَا، فيقولون مثلاً: أُمُّ اللَّبن؛ أُمُّ ال گ يَمُر؛ أُمُّ السَّمك؛ أم الدَّجَاج؛ أم اَلمُخضر؛ أُمُّ اَلخُبز .. و هكذَا, و يسْتطْرد الحجِّيّ قائلا بحياء: [صَعْب جدّاً ألآن وصف مَرْكَزكم بـ (أُمُّ القضْبان] الاصْطناعيَّة) أو (أم ألـ ع ي و ر ة)!؟ شكرتْه (حسنة) التي زارت مكة المكرمة مجدّداً بأموالها الخاص, و قالتْ : [لَا بُد لَنَا أن نُوَاكِب أُورُبا وكندا وأمْريكَا ونطوِّر بَلدُنا الذي وصل الحضيض]!؟ اللَّهمَّ أَعُوذ بِك مِن التَّفاهة و العبثية و الفسق و الفسوق و اسْتجير بِك مِن السَّفاهة, و النذالة و سقوط الأخلاق و خراب البلاد. [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ](ألأعراف/96). عن "مَجلِس الخبراء العراقيِّ : بآلتنسيق الأطاري مع اللجنة المُختصة في تكنولوجيا الفضاء و النّانو و الكَوانتوم, ولجنة تجديد معالم الدِّين التابع لعلماء "ألأطار ألتنسيقي". عزيز حميد مجيد

No comments:

Post a Comment