Sunday, December 14, 2008

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني-10

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني-10
ألعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني - ألحلقة آلعاشرة
نواصل أعزائي حلقاتنا في آلعرفان , لتفادي آلأسر على أيدي آلظالمين من أصحاب آلبنوك و آلشركات و آلحكومات آلتي تريد قتل روح آلإنسان لإذلاله و إستغلاله و إستحماره عبر آلعولمة كوسيلة لتحقيق أهدافها آلغير آلإنسانية فالمحنة هي : أن تلك آلوسائل بدل أن تصبح في خدمتنا , أصبحنا نخدمها بأمتنان ! و هذه أقسى و أمر حقيقة يواجهها آلإنسان آلمعاصر آلذي كرمه آلله تعالى , حتى نسي آلإبتسامة و آلمحبة في خضم معارك آلحياة آلقاهرة , لتأمين لقمة عيش أو سكن آمن , و كأن آلدنيا و ما فيها تدور حول كرشه فتنكر للوجود و آلحب و آلكلمة آلطيبة , و أني طفت آلمدارات كلها فلم أجد أطيب من صدى آلحب و لا أفضل من آلكرم فالوجود لم يظهر إلا على هذا آلأساس .ـ
لا يعرف آلشوق إلا من يكابده............................ و لا آلصبابة إلا من يعانيهــا
يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في إحدى مناجاته : (إلهي ما ألذ خواطر الإلهام بذكرك على القلوب وما أحلى المسير إليك بالأوهام في مسالك الغيوب).ـويقول مولى العارفين علي بن أبي طالب عليه السلام : (إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب) . ألعرفاء , يصفهم بعض الناس وخصوصا العامة : أنهم يعيشون في أوهام صنعتها أهواؤهم المضلة ! فهل يا ترى كل ما يشعر به هؤلاء العرفاء وهم و ضلال ؟ و لا أساس له في دين الله و شريعة محمد صلى الله عليه و على آله , أم أن لها واقع و حقيقة في بواطن آلقلوب و تخص وجودنا بالصميم ؟ سؤال يصعب الإجابة عليه دون مقدمات و أوليات , خصوصا لمن لا يعرف لغة أهل الله و معانيها التي نقشت على أفئدتهم حب الله , فالكلمات كما العقول عاجزة عن إدراك آلذات و الحقيقة الإلهية فلا العرفاء استطاعوا ترجمة المعاني على حقيقتها و لا العامة من الناس قادرة لتلقي المعاني الدالة على هذه الحقيقة المحيرة للعقول كما هي عليه في ذاتها و معانيها الملازمة لها ، و لهذا قال الإمام زين العابدين في مقطع آخر من المناجاة العرفانية (و عجزت العقول عن إدراك كنه جمالك , و انحسرت الأبصار دون النظر إلى سبحات وجهك و لم تجعل للخلق طريقا إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك) . فعندما يستنكر الإنسان المتدين الغير السالك على الإنسان المتدين السالك .. أحواله وأقاويله فهو ليس استنكارا اعتراضيا كما يظن بعض السالكين ، بل بالعكس تماما , فهو في ماهيته (هذا العبد) يريد من السالك ، أن يوضح له حقيقة السلوك إلى الله و ما اعتراضه عليه إلا من باب العجز و آلقصور الذي يصيب أي إنسان مهما كانت قدراته العقلية في معرفة كنه الحقيقة الإلهية (يا من بفرط نوره اختفى) ، (يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار) ، يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام في وصف السالك لطريق الحق : (قَدْ أَحْيَا عَقْلَهُ ، وَ أَمَاتَ نَفْسَه ، حَتَّى دَقَّ جَلِيلُه ، وَ لَطُفَ غَلِيظُه ، وَ بَرَقَ لَهُ لاَمِعٌ كَثِيرُ الْبَرْقِ ، فَأَبَانَ لَهُ الطَّرِيقَ ، وَسَلَكَ بِهِ السَّبِيلَ ، وَ تَدَافَعَتْهُ الاْبْوَابُ إِلَى بَابِ السَّلاَمَةِ ، وَدَارِ الاْقَامَةِ ، وَ ثَبَتَتْ رِجْلاَهُ بِطُمَأْنِينَةِ بَدَنِهِ فِي قَرَارِ الاْمْنِ وَالرَّاحَةِ، بِمَا اسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ، وَ أَرْضَى رَبَّهُ) . و لنرجع إلى مولى العابدين و زينهم (ع) حيث يقول : (إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا ، و من ذا الذي أنس بقربك فابتغى عنك حولا) . إن الكلمات لتعجز عن وصف ما يترجمه هذا القول آلذي لا يفهمه ولا يصفه ولا يتذوقه إلا أولئك الذين كان النور الإلهي مسكنهم و في العرش سرهم و نجواهم و في آلأرض أجسادهم , الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا , إنهم أهل بيت النبوة و معدن الرسالة إنهم كلمات الله التي لا تنفد إنهم القائلون لشيعتهم :( قولوا فينا ما شئتم و اجعلونا عبيدا لله و لن تصلوا) .. فمهما قلنا فلن نصل إلى حقيقتهم لأنها تستبطن كل الحقائق و تلجمها بلجام التيه إلى الأبد . فسبحان من جعل حقيقته في أفئدة عارفيه وهما و جعل من الوهم في قلوبهم لنفوسهم مسكنا و روحا و راحة . و هكذا نجد المحبة الإلهية نهج سكنت فيه أفئدة كل العرفاء الذين أحيطوا بنور الولاية العلوية و الرسالة الخاتمة المحمدية ، و لله عبيد لا تسعهم طبقات السماء و لا تقل أفئدتهم جوانب الأرض لإتصالهم بمنبع آلقوة و آلعطاء و آلخلود . فمن يا ترى هؤلاء الذين لا تسعهم طبقات السماء و لا تقل أفئدتهم جوانب الأرض ؟ إنهم إخوة رسول آلله (صِ) ألذين طالما ذكرهم آلرسول أمام أصحابـه عندما كان يقول و يبكي قبل رحلته بأيام (إشتقت إلى إخواني , قالوا : أولسنا إخوانك يارسول آلله ؟ قال : لا , أنتم أصحابي , أما إخواني فقوم يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني) .ـ ولكم أن تقدروا أبعاد آلغبن آلذي يحيط بالناس هذا آليوم , ثم كيف آلسبيل لبث آلوعي و آلقيم في عقولهم و قلوبهم , و في وضع تتحكم فيه حكومات لا تروق لها هذا آلنوع من آلوعي بالذات بل و تحارب كل داعية و مخلص له , لإشارتها إلى نواة آلحق و أصله في وجود آلناس لبعثهم و إطلاق حرياتهم و آلمطالبة بحقوقهم , و آلتي تعني أول ما تعني إقصائهم عن مواقعهم آلتي وصلوها بغير حق . و أقسم به لو بقي لي حول أو قوة لسخرتها بغضب على آلحكومات ! و سأنتظر طلوع آلفجر مع دعواتي و صلواتي و قلمي , طلوع آلمنتظر للفرج . و لو كنت أملك شيئا في حياتي , لفديته للعشق , لأبرهن للناس أنهم على خطأ . وأن آلعمر و آلزمن ليس كما فهمه آلناس ! بل يصبح فيه أحدنا عجوزا مقهورا خائبا عندما تسلب إرادته ليكون غير قادر على آلإبتسامة و آلحب (حب آلجمال - و آلخير -و آلمحبة - و آلإنسان) .آه أيها آلبشر كم تعلمت منكم .. تعلمت أنكم جميعا تريدون آلعيش فوق قمم آلجبال , من غير أن تلقون نظرة على آلسعادة آلتي وضعت تحت أيديكم . . غير مبالين و لا مستأثرين بنعمة آلحياة و واهبها حتى و لو بكلمة شكر على آللسان .ـ و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم
عزيز آلخزرجي alma1113@hotmail.com تورنتو - كندا

No comments:

Post a Comment