Sunday, December 14, 2008

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني : ألحلقة آلخامسة

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني : ألحلقة آلخامسة
مع آلعشق تكون إنسانا آخر! و بمعرفة آلنفس يتحقق آلعرفان , و آلعرفان لا محال يؤدي إلى آلعشق , و إنبعاث خوارق آلنفس , آلتي إستجمعت علوم آلعصر مع إستحفاظ واع لنظرية آلسماء , و بالتالي إدارة عملية آلتغيير و آلبناء في آلمجتمع , بأدوات معرفية تناغي آلنفوس و تجذب آلعقول و آلقلوب لأنها تنسجم مع طبيعة آلروح آلمتعلقة بين آلسماء و آلأرض , بين آلمعنى و آلمادة .ألعشق يحتاج إلى آلهدف , ليظهر عبر آلأحاسيس و آلعواطف و آلفعل , هذا آلهدف قد يكون متمثلا بالعلم أو آلأدب أو آلموسيقى أو آلشعر أو آلفن , أو أي عمل نابع من آلفطرة لتكون وسيلة للعاشق إلى آلحق في آلخلق , عبر تعلق آلقلب بآلعلوم و آلمعارف , أو أي موجود وجد طريقه إلى قلوبنا فجميعها من آلنوع آلمجازي و أشهرها بين آلناس هو آلعشق آلسائد بين آلرجل و آلمرأة .أكبر و أعلى مراتب آلعشق عند آينشتاين كانت مادة آلرياضيات , و بسبب ذلك آلعشق إستطاع أن يكتشف أعقد آلمعادلات آلرياضية بل و تطبيقها في مجال آلفيزياء حتى توصل إلى آلنظرية آلنسبية آلمشهورة , أخرين عشقوا نجوم آلسماء ليكتشفوا أسرارا كانت من آلمجهولات لقرون طويلة . و آلبعض تبحروا في علم آلسيميا , فإستطاعوا تحويل آلحديد إلى آلذهب كالشيخ آلبهائي , و آخرين في آلمعرفة ليكتشفوا نظرية آلمعرفة كالإمام محمد باقر آلصدر . و منهم من تنور قلبه بحب مظهر آلله تعالى حتى آلجنون , فكان عشق قيس ليلى , ليسطر شعرا على إثر ذلك , عجز آلشعراء و آلعرب للإتيان بمثله . و قد بحثنا في آلحلقات آلسابقة آثار آلعشق في أهل آلإختصاص . و آلآن هل حقا تريدون آلتخلص من أفكاركم آلبالية آلواطئة آلضعيفة للإنعتاق من أسر آلقيد آلذي وضعتموه حول أعناقكم ؟هل أنتم على إستعداد لترك أفكاركم آلسطحية آلقديمة و آلدخول في آلفضاء آلرحب آلمخضر ألمضئ بنور آلشمس؟هل تريدون تجربة آلأفكار آلجديدة و ترك آلقديم آلذي توارثناه خطأ و بدون برهان ؟هل حقا مستعدون لقبول هذا آلحديث , حديث آلروح , و آلعشق و آلعرفان ؟إذا قبلتم ذلك و لم يساوركم آلشك و آلترديد في آلأمر , فأول ما يجب عليكم هو : ترك آلأحقاد و آلتنفر و آلعنف , و آلإبتعاد عنها , و تطهير آلقلب من آلبخل و آلحسد و سوء آلظن و آلخوف و آلوسواس . أ لا يتطلب سفرك من يغداد إلى كربلاء لأن تترك آلعاصمة إبتداءا ؟و في وضع كوضعنا , يجب ترك آلعادات آلقديمة و إبدالها بآلعادات آلجديدة آلمفعمة بالحب و آلإخاء و آلأمل و آلبشر و فعل آلخير و حسن آلظن دوما . ثم آلتركيز على آلمثل و آلأهداف آلجديدة حتى تنالوا سعادة آلدارين و طيبة آلعيش فيهما .كل ما يتطلب آلامر هو آلتصميم , ثم آلخلوة مع آلنفس , و بسط أساريره , و تلقينه مبادئ آلخير , و تقوية آلأتصال بالمعشوق آلأزلي خصوصا عند آلسحر , أو قبل آلنوم ليلا , و تكرار ذلك يؤدي إلى آلإنطباع على آلوضع آلجديد شيئا فشيئا .كثيرون أؤلئك آلذين غيروا أحوالهم إلى أحسن آلأحوال , و أنا شخصيا تعرفت على حال أحد معارفنا , بعد أن شرح لي وضعه , و كان يعاني من آلخوف و آلتردد و آلخجل , بحيث كان لا يخرج من آلبيت إلا نادرا , و في لقاء ودي معه شرح لي جوانب من حالته بكثير من آلخجل و آلحياء على إنفراد , قلت له لو دخل آلعشق في قلبك لخرج آلخوف من داخلك إلى حيث لا رجعة . و لا عليك سوى الثقة بنفسك , فإنه لا ينقصك شئ غير هذا . و لم يمض كثيرا من آلزمن حتى تغيير بشكل جذري , و بدء يعمل ثم تزوج و أحب زوجته و توفق في حياته .ألحسد أفة آلعشق!قال تعالى :(و لا تبخسوا آلناس أشياءهم).و قال آلرسول عليه آلسلام : (ألحسود لا يسود).كما أن شكسبير وصف آلحسد في آتللو بالقول :(ألحسد هو بمثابة جهنم للعشق).فالحسود يسمم أجواء آلضيافة و آلمحافل , لأنه من خصوصيات آلروح آلمريضة و سببه هو آلخوف , و آلحسود يعتبر آلحب حصرا لنفسه فقط , بسبب آلخوف آلدائم آلمرافق له , و لا يطيق و لا يقدر على مدح و شكر آلمعشوق آلذي أحبه , بل لا يتمنى آلخير للآخرين , دائم آلترقب و آلخوف , يسيئ آلظن برقيبه , أو آلذي يعشقه , سواء كانت زوجته أو عشيقته أو صديقه .لأن من ظواهر آلحسد هو سوء آلظن و عدم آلإطمئنان بالآخرين , و يلحقه عقدة آلذنب و فقدان آلثقة بالنفس ليزيد آلمحنة في وجود صاحبه .إن آلحسد كباقي آلأحاسيس آلسلبية ليس له سبب خارجي , إنما هو آلضمير آلباطن ألذي يستقبل ما يفكر به , ليستقر في أعماقة , فمهما حوى آلرأس (ألعقل) من آلفكر , ينعكس على شغاف آلقلب ليظهر على سلوك و اخلاق صاحبه .و لا يمكن لأية قوة أن تمحي آلحسد من وجود آلأنسان , إلا آلعشق , آلذي يملأ كياننا بحب آلناس , و يدفعنا للسعي لهم في طريق آلخير مثلما لأنفسنا . إن زوال آفة آلحسد من آلقلب يعني ظهور آلحب آلشديد فيه و إبعاد شبح آلأفكار آلسيئة عنه , و إعلم أن آلحسد و آلكبر هما آللذان أرديا إبليس (لعنه آلله) إلى آلهاوية . و لا حول و لا قوة إلابالله آلعلي آلعظيم. يتبع
أبو محمد آلبغدادي
تورنتو - كندا

No comments:

Post a Comment