Sunday, December 14, 2008

ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني6

ألعرفان و آلعشق في آلفكر آلأنساني - ألحلقة آلسادسة
بسم آلله آلرحمن آلرحيم
ألعرفان و آلحب في آلفكر آلأنساني - ألحلقة آلسادسة
أشرنا في آلحلقة آلسابقة إلى وجوب إستبدال آلخوف و آلحسد و آلكبر و آلاحقاد , بآلفكر آلإيجابي , و تقييم وإحترام نفوسنا من جديد , و العشق هو آلوحيد ألقادر على تحقيق ذلك بفعل معجزاته في حياتنا , لأنه ينور بصيرتنا (داخلنا) بالمحبة و آلإحسان و آلعفو عن آلناس , خصوصا بين آلأزواج و آلأبناء و آلمقربين و آلعاملين معنا في مواقع آلحياة و آلعمل مع كل آلناس , لأنهم عيال آلله تعالى . و ضميرآلأنسان آلمتمركز في آلقلب يختزن كل فكر يرده عن طريق آلعقل و آلحواس , خصوصا آلسمع و آلبصر , ليظهر و ينعكس يوما ما عبر سلوكه و تعامله في واقع آلحياة , فعلينا ملئه بالعشق و آلمحبة و آلطمأنينة و آلإيمان و آلإرادة و آلأمل بمعونة آلعقل لنحيا حياة طيبة .ـفي هذه آلحلقة سنركز على آلبعد آلإيجابي لضبط آلأحساس و آلعاطفة .ـمن آلعبارات آلخالدة آلتي بقيت محفورة على صخور آليونان آلقديم لحد آليوم هي :(يا أيها آلإنسان إعرف نفسك) , و قد بين آلإسلام آلموضوع فيما بعد بشكل مفصل , كما ذكرنا في آلحلقات آلسابقة . و آلسالك يصل عبر هذه آلمعرفة إلى أهم نتيجه وهي : (أن آلإنسان يتكون من بعدين) هما : آلجسم و بضمنه آلدماغ (ألعقل) ألذي يحوي آلفكـــر لإدارة و تنظيم حياة و حركة آلإنسان , و من آلروح و آلقلب( لا نقصد آلبعد آلمادي للقلب , بل ما وراء ذلك , يعني ضمير آلإنسان وحيثيات وجوده ) , و يكون هذان آلبعدان معا حياتنا آلعاطفية و آلمعنوية و قوة آلبصيرة . و من طبيعة جسم آلإنسان ودماغه : فقدانهما للبصيرة و آلإرادة و آلإبداع و آلتفقه , كونها أمورا أعلى و أجل مرتبة من آلمادة , فالعقل آلناتج من آلدماغ مهما عظم , لا يتعدى حدود آلعلم و بدايات آلحكمة (ما يعادل شهادة آلدكتوراه) في أفضل آلحالات , هذا فيما لو أصاب صاحبه آلحق , ليكون مؤهلا لدخول عالم آلمعرفة عبر تفقه آلقلب (ألوجود آلداخلي للأنسان) و قدراته آلخارقة , و بعبارة أخرى , الجسم تابع و مرتبط بأوامر آلعقل , و آلنفس تابعة و مرتبطة بأوامر آلقلب آلذي يختزن كل ما نقرره بإرادتنا , سواء كان خيرا أو شرا , فيمكننا تغذيته بألحان آلفرح و آلحب و آيات آلتفاؤل و آلحيوية و آلعمل آلصالح , أو بآيات آليأس و آلحزن و آلسوء و آلمنكر . بإختصار مراتب عمليات آلتقرير و آلحكم في آلإنسان ثلاثة هي :ـ ألجوارح و آلحواس آلخمسة او آلستة(دورها يتركز في إستلام آلمعلومات و آلصور و آلأصوات) -ثم ألقدرات آلعقلية(تحليل و تجزئة ما وصلها من آلحواس و ألتوصل للخيارات آلأساسية آلممكنة )- ثم آلقلب (ألمكون آلداخلي ) أو ما يصطلح عليه بـ (آلضمير) ألذي هو مركز إصدار آلقرارات آلنهائية (حيث يتم تكرير آلخيارات و إنتخاب آلأفضل ).ـ
إن آلعلوم آلطبية آلحديثة برهنت و بشكل قاطع , على أن سبب بروز جميع آلأمراض آلعضوية , هي نتيجة أعراض آلحياة آلعاطفية و آلفكرية , كالحسد و آلحقد و آلتنفر و عدم آلرضا و آلهم و آلغم , و من هنا لو أردت أن تفوز بحياة ملئها آلأمل و آلسلامة و آلحيوية فعليك آلسيطرة على أحاسيسك و إنفعالاتك و أوضاعك آلروحية و آلفكرية , و هذا آلإنضباط آلأخلاقي يؤدي إلى بعث آلخير و آلفرح آلدائم في حياة صاحبه و في آلمجتمع ككل , فهو بالأضافة إلى هذا آلكسب يأمل آلفوز بالجنة بعد آلموت لأن مواقفه تنسجم مع آلرسالات آلسماوية آلسمحاء آلتي وعدتنا بالحياة آلطيبة .ـو أخيرا تيقن أنه من غير آلممكن شراء آلسلامة و آلعافية حتى لو ملكت كل مال آلدنيا و ذهبها إنما هي خزائن آلروح و آلمعاني آلتي تؤمن آلسلامة و آلصفاء و آلعافية قلبا و قالبا في دنيانا آلتي إكتنفتها أنواع آلبلايا و آلجور للأسف آلشديد و لا حول و لا قوة إلابالله آلعلي آلعظيم يتبع .ـ
أبو محمد آلبغدادي تورنتو - كندا

No comments:

Post a Comment