Sunday, December 14, 2008

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلانساني - ألحلقة آلرابعة

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلانساني - ألحلقة آلرابعة
حصولنا على ألسعادة و آلطمأنية , أو آلشقاء و آلإضطراب في آلحياة , يرجع أساسا إلى نوع آلفكر آلذي نحمله, و ما نفكر فيه . إن تكوين آلافكار ثم إنعكاساتها على آلواقع هو بسبب آلمعلومات و آلأحداث و آلرؤى آلتي دخلت إلينا طوعا أو كرها بوعي أو بجهل خلال دراساتنا و معايشاتنا وتأثيرات آلمجتمع و آلأحداث , خصوصا في مرحلة آلطفولة و آلنشأة , لذا يجب تجنب أدخال آلأفكار آلسلبية و آلسوداوية و آلخوف إلى نفوسنا 0حتى آلصور و آلمشاهد آلسيئة , و قد أثبت آلعلماء أن آلنظام آلتكويني آلأنساني يتغير مرة كل عام ليحل محلها خلايا جديدة , لتحيا من جديد , فيتأثر آلبدن بنوع آلغذاء آلذي يتناوله آلشخص , فإن كان جامعا للفيتامينات تكون خلايا آلجسم نشيطه و سليمة , وينشأ سالما معافى جسميا , أو بعكس ذلك إذا لم يكن آلغذاء جيدا وصحيا فيكون آلشخص عرضة للأمراض و آلعاهات . و لا شك أن هذا آلأمر يتكرر مع روح آلإنسان , و يتحقق عبر إرتباطه بحقائق آلحياة و آلعقائد و آلأفكار آلمختلفة , لتتحول إلى طاقة فكرية كامنة في وجوده ,و بالتالي إلى آمواج كهرومغناطيسيه تسير من خلال آلجهاز آلعصبي إلى خلايا آلجسم , باعثة فيها آلحيوية و آلنشاط وآلتأثيرات آلمختلفة , حيث تؤدي تلك آلخلايا دورا كبيرا في نقل و ترجمة تلك آلأفكارعبر آلجوارح عند تعامل آلإنسان وسيرته ,كما تظهرردوما و بشكل جلي على تقاسيم آلوجه و لمحات آلعيون و آلحاجبان أومن خلال آلتعامل مع آلأسرة و آلمجتمع , فلو كان ذلك آلإرتباط مع منبع آلخير ألمتمثل بآلله تعالى وهو آلمطلق , فإن آلإنسان يكون مصدرا للخير و آلعطاء و آلمحبة و آلسعادة و ذو وجه بشوش , و بالعكس لو كان إرتباطه مع منبع آلشر و هو آلشيطان فإن صاحبه سيكون مصدرا للشر و آلفساد و آلشقاء , و عادة ما ينعكس ذلك على أسارير آلوجه , فالعاشق آلمؤمن مستبشر آلوجه حتى لو كانت هموم آلدنيا كلها نازلة عليه, و آلناكر للحق و آلجميل كئيب مهموم حتى لو ملك كنوز آلأرض و ما عليها .فعليك بالشكر و آلحمد دوما , و لو بالذكر فقط , و لكن (لا باللسان بل بالقلب ) و آلثناء على آلنعم آلتي أولاها لنا آلله تعالى بشكل مباشر , أو عن طريق عباده آلصالحين لأن :( من لم يشكر آلمخلوق لا يشكر آلخالق ) , و كلما نبض آلقلب عليك بتكرار آلاتي:ـ( إن قلبي يناجي من أولاني كل هذا آلخير بمعرفته , بعدما عرفت أسرار نفسي , و إني أشارك قلبي في كنزه آلكبير آلذي لا حدود له فهو آلذي أنقذني من كل هم و غم و أعطاني آلحرية , أنا إنسان شكور و أعرف قدر آلنعم ) .ما أردنا بيانه بأختصار في هذه آلحلقة هو:ـ-- فكر آلإنسان هو غذاءه آلروحي .-- ألالم و آلمرض و آلشقاء و سوء آلطالع و آلكآبه , هي نتائج و إنعكاسات لحالات آلروح آلسيئة و آلمشؤمة .-- ألإنسان هو إنعكاس لما يحمله من أفكار في رأسه , لذا يجب أن ننتبه إلى آلأفكار آلتي تدخل إلى عقولنا , و ذلك بجعلها مفعما بالسرور و آلبهجة لكي نسعد في حياتنا .ـ-- غذاء آلجسم ذو أهمية خاصة , و لا يمكن آلتغاضي عنه , لكن غذاء آلروح و آلفكر له أهمية آكبر من حيث تأثيره آلمباشر على آلجسم و آلأخلاق معا .ـ-- ألاحداث آلخارجية يمكن أن يكون لها أثر إيجابي , وهذا يرتبط بالوضع آلروحي و آلنفسي للشخص.ـ-- خلايا آلجسم تتغير كل سنه تقريبا , و هذا آلأمر ينطبق على آلأفكار أيضا , بشرط آلإنتباه بشكل جدي إلى حقائق آلوجود و أسراره .ـ-- للنجاة من آلغم علينا آلتركيز على ما هو أحق و أجدر و أبقى , و إعداد أنفسنا لمقابلة آلخوف وبذلك لا يمكن لأية قوة من تحديد حركتنا في آلحياة سوى آلحقيقة آلكبرى وبذلك يصبح هذا آلسالك طالبا ثم عاشقا ثم.......!ـ-- ألقلب آلشكور أقرب إلى آلله من غيره .ـو قبل ختام آلحلقة قد يسأل آلبعض ما هوآلحل مع آلذين أصيبوا بالأمراض آلروحية بسبب آلوالدين أو آلمجتمع أو آلشخص نفسه ؟ :ألعلاج ليس سهلا إذا لم يكن من آلشخص نفسه , فالإرادة تفعل فعلها في آلاجسام و آلنفوس , أما من آلخارد فيحتاج إلى تكاتف آلجهود و آلقدرات من خلال : ـأولا: إصلاح آلوالدين و أولياء آلأمور أولا (ألمبلغون و آلمعلمون هم آلقدوة و يجب أن يكونوا بمستوى عال من حيث آلضبط آلأخلاقي و آلعلمي و آلعملي ) ليمكنهم آلتأثير آلإيجابي في آلمرضى , من خلال آلمراكز و آلمساجد و حتى في آلبيوت و آلعلاقات آلشخصية .ـثانيا : إظهار آلمحبة و آلعطف عبر آلتعامل مع آلمصابين و إحتضانهم حتى آلنهاية , و مساعدتهم في كل مجال ممكن .ثالنا : معرفة آلأسباب آلرئيسية لتلك آلأمراض و آلإنحرافات و قد نحتاج إلى أخصائين في آلعلوم آلنفسية للإسراع في آلشفاء و تحقيق آلاهداف آلمطلوبة عن طريق ربط آلقلوب بالله وإبعادها عن حالة آلركون إلى آلدنيا (بالطبع ليس سيئا ان تكون آلدنيا بأيدينا ولكن ليس في قلوبنا ) - نعم -فقط بأيدينا لمساعدة آلناس بالأموال و آلانفس عبر أي مشروع خيري عام أو خاص على آلأقل و هو أضعف آلإيمان .رابعا : إقصاء ألذين يتلبسون بزي آلاسلام لأجل نفوسهم و تحقيق مآربهم , لأنهم هم آلمرضى آلذين يبثون أفكارهم آلجامدة وسمومهم بين آلناس جهلا أو تجاهلا , و خطر هؤلاء على آلأنسان و آلمجتمع لا يوصف , و قد يصعب علاجه , خصوصا إذا كان في موقع آلمرجعية ألدينية , أو مبلغا بإسم آلإسلام , لأن موقعهم في آلأمة كموقع آلرأس من آلجسدـخامسا: ألتقرب من أهل آلتواضع و آلأخلاق و آلتأريخ , و آلتذلل لهم فهو مستحب مؤكد , بل واجب , خصوصا في آلوسط آلعربي آلذي طغى عليه آلتكبر و آلعنف و قلة آلحياء , و تلك من أوصاف آلاشرار و آلاشقياء . أما آلعاشقون فرغم جفاء آلأمة معهم , لكنهم فرحين بما آتاهم آلله , لأنهم مع آلله و في آلله و إلى آلله , و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلى آلعظيم. يتبع
محمد ألبغدادي
تورنتو - كندا

No comments:

Post a Comment