Sunday, December 14, 2008

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني 8

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني -ألحلقة آلثامنة
مقدمة:نواصل أيها آلأعزة حلقاتنا , لتنوير آلقلوب بعد تعرضها إلى محن قاسية , بسبب إهمال آلناس لأنفسهم و قلوبهم بالذات , لتفادي آلأسر على أيدي آلظالمين , من أصحاب آلبنوك و آلشركات آلعالمية ألتي إستخدمت آلتكنولوجيا و آلمال و أنظمة آلحكم كوسائل لأهدافها بطرق غير إنسانية , فالمحنة هي : ( أن المال و آلتكنولوجيا و آلحكومات بدل أن تصبح في خدمتنا , أصبحنا نحن في خدمتها ! إنها أقسى و أمر حقيقة واجهها و يواجهها آلإنسان آلذي كرمه آلله تعالى )1 فقد نسى نفسه في خضم معارك آلحياة آلقاهرة و أصبح مجرد برغي في مكائن آلانظمة بلا إختيار.ـ
ـ{مقالتي شمعة متواضعة في نورها تحاول بجرأة إقتحام دياجير ليال وليال , هي أضعف من مشكاة في زجاجة , لكنها لا تخبو , لأحاطتها بعناية , تقيها لفحات هوائيـة , ففي ضعفها قوة ما أروعها و أجلها .. هي لمن يريد أن يفكر و يبحث ليملأ داخله بالنـور ليعشق آلوجود.. و يتحرر من آلقيود , ولا يدركها إلا آلعاشقين}ـ
كيف ندرك و نقدر نفوسنا
إن ما يؤدي إلى أسر آلنفوس وتيهها , هي آلعقيدة آلخاطئة آلتي كونها و صورها آلشخص عن نفسه , لتصبح طوقا حديديا يلف عنقه طوال مسيرة آلعمر .. كدليل يتبعه و يحدد من خلاله قراراته و مواقفه , تلك آلعقيدة تنطيع على الذات بشكل طبيعي , و تكون لها مكانة و تأثير خاص في وجودنا , و تظهر مكنوناتها على أحاسيسنا و تؤثر آنيا في حياتنا آلعاطفية و تصطبغ بلونها . و على أساسها تتحدد و جهتنا في آلدنيا إما بإتجاه آلسلب أو آلإيجاب , ألخير أو آلشر , ألسعادة أو آلشقاء .أحيانا تظهر علينا تصرفات عدائية و متشنجه أمام إنسان معين , على شكل مواقف سلبية و متعارضة , ثم ندرك فيما بعد و نستغرب أيضا , بأننا لم نكن نقصد آلإساءة , و نستهجن عبثية ذلك آلتصرف , بل و عدم جدواه و مبرراته , و آلأمر من هذا , هو أنه على آلرغم من آلنية آلباطنية آلمخالفة فقد أظهرنا موقفا معاكسا , و كلاما سيئا لم نكن نقصده , و كان يجب أن نقول خيرا منه . و كثيرا ما نقرر لنكون رحماء و محبوبين و لا نتكلم مع آلناس إلا جميلا , لكننا و بلا دليل أو سابق إنذار , نتفوه بكلام قاس و جارح , و نحاول إيذاء آلآخرين عبر آلكنايات و آلتعابير آلمغرضة .لقد أشرنا في آلحلقات آلسابقة لطرق آلسيطرة على آلنفس , عبر قوة آلإرادة , و بينا أن آلأمر لا يحتاج إلى عناء كبير , سوى آلسعي بإخلاص و من صميم آلقلب و بإيمان راسخ , لملء آلضمير آلباطن بالعشق و آلسكينة و آلهدوء ليتشبع فكركم بتلك آلمثل و آلقيم , و تكون بمثابة إستطرلاب لحياتكم آلعاطفية عبر تجليها في آلسلوك و آلمعاملة .من أهم و أقوى آلعوامل آلتي تؤدي إلى آلسعادة و تبعدنا عن آلكآبة هو تأمين آلإتصال آلدائم مع آلمعشوق( معتبرين كل آلوسائل آلأخرى علائق مجازية )فالغاية من وجودنا هي رضا آلله عبر مساعدة آلناس و خدمتهم و آلأقربون أولى بالمعروف . و ليكن دعائك آلدائم هو:{ أطهر نفسي بماء آلعشق و أزرع فيه مبادئ آلسماء لأكون قادرا على آلعطاء و آلتنمية , فهي آلعبادة آلتي أرادها آلمعشوق منا (ما خلقت آلجن و آلإنس إلا ليعبدون)}.لو تسربت إلينا أفكارا سلبية , و إمتلأت نفوسنا بالحسد و آلحقد , حاول أن لا تعلن آلحرب عليها إبتداءا , بل إستبدلها بأفكار إيجابية , بوعي و تأن , كأن تقول :( أنا مؤمن بالله و بالعمل آلصالح و عشق آلله متأصل في وجودي ).و سترى أن حلول مثل هذه آلأفكار في آلرأس , ستنور وجودنا بشكل طبيعي , كالمصباح آلذي يبدد آلظلام , و عندها ستزول آلآثار و آلأفكار آلسلبية آلمظلمة من ضمائرنا . فالتجارب أثبتت بأن أفضل طريق للقضاء على آلإضطراب و آلخوف هي : آلتوجه إلى آلله مباشرة عند آلإستيقاظ من آلنوم صباحا , بإعتباره آلحامي و آلداعم لنا , ثم إسترخي بدنك و ركز على آلإعتماد على نفسك . ثم إشكر آلله تعالى على ما أولاك من آلنعم , و أهمها آلحياة و راحة آلبال , و لقن آلنفس بأن يوما مليئا بالموفقية و آلهدوء و آلسعادة بإنتظاركم . ثم ردد بيقين كامل: (أؤمن باللطف آلإلاهي , و أنه يحميني و يسعدني , أنا هادئ آلطبع و متزن ) . كرر هذا آلدعاء يوميا , حتى تعتاد عليه . وعند هجوم آلأفكار آلمؤذية و آلمحزنة من هنا و هناك , عليكم التوجه إلى حقائق آلكون و أسرار آلوجود و آلطبيعة و آيات آلله في آلآفاق و آلأنقس , فعندما يكبر وجود آلله بداخلك تصغر آلأحداث آلخارجية بنظرك , وتسيطر عليها بوعي و ببصيرة . و قبل إيراد خلاصة ما ورد في أبحاثاتنا , نذكركم بمراحل آلتلقين , للتركيز عليها , كونها تشكل أساس معرفة آلنفس , و هي : ألمرحلة آلأولى :( ألإيمان بالله ) و هو أس آلأساسات , بإعتبار آلله تعالى آلقدرة آلمطلقة و آلمسلطة على كل شئ و في كل مكان و هو أصل و أساس آلحياة و آلوجود , و عليك قبول هذه آلحقيقة آلمحظة , و تثويرها عمليا في حركة آلحياة و تعاملك مع آلناس .ألمرحلة آلثانية : ألإيمان مع آليقين , بأن آلإنسان , إنما هو صورة للأفكار آلتي يحملها , و جميع مواقفه هي إنعكاس لما آمن به من خلال تجاربه و أسفاره في هذا آلعالم .ألمرحلة آلثالثة : ألتفكر مليا , بعد آلإسترخاء , كل يوم مرتان أو ثلاث , و تركيز آلذهن قبل ساعات آلنوم , على حقائق آلكون و على ما أبديناه من آلكلام و آلمواقف خلال تعاملنا مع آلأحداث . و إليكم بإيجاز ما ورد في آلحلقات آلماضية كمقدمات , للإنتقال إلى أسرار آلعرفان وآلعشق في آلوجود في آلحلقات آلقادمة إنشاء آلله تعالى :أولا : لا يمكننا إدعاء آلوصول إلى آلتكامل آلعاطفي ما لم نبلغ آلتقوى أي:(ألحذر من آلمعصية) , بحيث نسيطر على إنفعالاتنا آلعاطفية ألظاهرة , و على كلامنا و سكناتنا و نظراتنا, و يستلزم ذلك روحا سماويا عاليا و إتصالا دائما بالمعشوق .ثانيا : ألتحرز من آلأحكام و آلقرارات آلخاطئة لأنها تثقل آلروح و تقييد آلإنسان , و إن ما أصاب معظم آلبشر إنما بسسب آلضغوط آلتي تعرض إليها من قبل آلمربين و آلأجهزة آلحاكمة , و للخلاص من ذلك يتطلب ملء آلقلب بالهدوء و آلسكينة و آلعشق و (حمل آلآخرين على سبعين محمل) .ثالثا : يمكننا آلتغلب على آلإضطرابات و آلمشاكل , من خلال آلعمل و آلنشاط و حتى آلرياضة و آللعب , أو آلتسلي ببعض آلحاجات كالتحفيات , أو آلصور آلتذكارية , أو آلرسم وآلكتابة , أو قراءة آلقرآن أو آلأدعية , أو ربما زيارة صديق لله و في آلله . رابعا : للسيطرة على آلحياة آلعاطفية , يتطلب آلأمر ألسيطرة على آلأفكار و آلتصورات , و تغذية آلروح بالعشق و آلمحبة و إظهارها أمام آلآخرين خصوصا ألمقربين و آلمحيطين بكم .خامسا : إعلم أن خنق آلعواطف و آلرؤى و إخمادها على آلدوام بسبب آلحياء آلزائد أو آلخوف أو آلقهر و آلظلم خصوصا في آلسنوات آلسبع آلأولى و آلثانية من حياة آلأنسان , و عدم وجود متنفس لها يسبب آلكثير من آلأمراض و آلعوارض آلروحية و آلجسمية , و هذا آلكبت سيجير على صاحبه ,وسيؤدي إلى هيجان داخلي لتستقر كنار تحت آلرماد في ضميره آلباطن متحينة آلفرصة تلو آلأخرى للظهور عاجلا أو آجلا في حياته .سادسا : إستبدل كل فكر سلبي بفكر إيجابي , و بهذا آلإسلوب فقط يمكنك من تطهير آلضمير آلباطن لينعكس آلخير و آلمحبة و آلإبتسامة على سيماك . سابعا : لا تنس أن أي إنسان لا يقدر أن يحؤول بينك و بين آلتفكير آلإيجابي و إتخاذ آلسلوك آلقويم , و آلفكر يتقدم على آلعمل , و يجب آلتوجه إلى آلجوانب آلإيجابية في آلحياة لتتطبع بصيرتنا على آلهدى , لأن تحصيل آلسعادة لا تتم فجأة من غير مقدمات . ثامنا : حضور آلله تعالى في آلقلب يبعث على آلسكينة و آلطمأنينة , و آلقلب مكان آلله تعالى فهو آلمعشوق آلوحيد آلذي يستحق هذا آلموقع , فلا تجعل فيه أحدا غيره ,فتصاب بالشرك (ألإزدواجية في آلتعامل) .تاسعا : لا تفقد آلثقة و آلأمل بالنفس أبدا , لأنه مرتبط بالمعشوق .عاشرا : عند آلتعامل مع آلمحيطين بك , و حتى آلذين تحسبهم أعداءا , عليك آلإنتباه إلى أن هؤلاء هم عباد آلله أيضا , و يمكنهم أن يحملوا صفات إلاهية أو خصوصيات إيجابية , و يمكن أن يتوبوا على آلأقل . فعليك آلتغاضي عن عيوب آلناس , و آلإنشغال بنفسك , و تمنى آلموفقية و آلسعادة لجميع آلخلق , من خلال آلدعاء بتعجيل فرج صاحب آلزمان أرواحنا له آلفداء فهو آلضامن آلأكيد لتحقيق آلسعادة و آلعدل و آلأمان في آلأرض كل آلأرض . ولا حول ولا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .
يتبع
محمد آلبغداديAlma1113@hotmail.com

No comments:

Post a Comment