Sunday, December 14, 2008

آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني 7

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آلعرفان و آلحب في آلفكر آلإنساني ألحلقة آلسابعة
نواصل معكم أيها آلإخوة آلأعزاء حلقاتنا آلتنويرية و أهدافها آلنبيلة بتنبيه آلأجيال إلى آلخطر آلمحدق بهم , بسبب إهمالهم لأنفسهم , لئلا يقعوا أسرى بأيدي أصحاب آلبنوك و آلشركات آلعالمية , و ألتي إستخدمت آلتكنولوجيا و آلمال و أنظمة آلحكم كوسائل لأهدافها , فالمحنة هي : ( أن آلتكنولوجيا و آلمال و آلحكومات بدل أن تصبح في خدمتنا , أصبحنا نحن في خدمتها , إنها أقسى و أمر حقيقة يواجهها آلإنسان آلمعاصر)1 الذي نسى نفسه و أصبح كبرغي في ماكنة آلنظام بلا حول أو قوة.ـمقالتي شمعة متواضعة في نورها تحاول أن تقتحم بجرأة دياجير ليال وليال , هي أضعف من مشكاة في زجاجة , لكنها لا تخبو , لأحاطتها بعناية إلاهية , تقيها لفحات هوائية , ففي ضعفها قوة ما أروعها و أبدعها و أجلها , فما فيها هو لمن يريد أن يفكر و يبحث و يملأ داخله بالنور ليعشق آلوجود.. كل آلوجود , ولا يحق لغير آلعاشق من قراءة هذا آلمقال.ـ فقد أكدنا على آلمعرفة , و معرفة آلنفس بالذات لأنها أم آلمعارف فمنها يتشعب آلخير وآلصالح من آلعلم وآلفن و آلإبداع لتحقيق سعادة آلناس عبر لعب دورنا و موقفنا مع آلطبيعة أولا , ومع آلناس ثانيا , و مع آلله ثالثا . فلا فائدة من معرفة علوم آلدنيا كلها من دون معرفة آلنفس , (لأنها تسبب إهمال آلعلة آلغائية في حركة آلخلق و آلأنسان)2 , فتكون ناقصة و مجزأة , والإجتهاد آلتجزيئي لا يوصلنا عادة إلى آلحقيقة .إن مقالنا هذا هي محاولة لتجديد ليس فقط آلفكر آلأسلامي بل هو نور لكل إنسان , بإنتشاله من آلوحل آلذي تأسن فيه , حتى عجت رائحته في كل آلدنيا .لقد أشار علماء كثيرين إلى ضئالة آلعلم و آلفهم آلذي توصلنا إليه , أمثال آينشتاين و ألكسيس كاريل ووليم جيمس و روجيه غارودي , لكنهم لم يشيروا إلى آلعلاج آلصحيح للمحنة , لعدم قدرتهم , بسبب : آلبعد عن آلمنهج آلرباني , و محدودية عقل آلإنسان , فما كان من آلبعض منهم إلا أن آمن بالإسلام(رغم تعدد إتجاهاته) أو بوجود آلله على آلأقل في نهاية آلمطاففقد آمن روجيه غارودي بالأسلام بعد أن ثبت له إنحراف آلغرب و إنحطاطه و تخلفه خصوصا في مجال آلعلوم آلإنسانية .يقول ألكسيس كاريل: " نحن نؤكد أن جميع آلمتخصصين في عملهم يعتقدون أن ما ظفروا به لحد آلآن ضئيل جدا , و لا أهمية له إزاء آلمسائل آلتي لا بد أن نعرفها فيما بعد , و آلواقع أن آلإنسان مجموعة واحدة معقدة مبهمة ليست قابلة للتفكيك , و لا يمكن معرفتها بسهولة , و لا تتوفر لحد آلآن ألاساليب آلتي يمكن إستخدامها لدراسته جزءا جزءا , كمجموعة واحدة , و دراسة علاقاته بالبينة آلمحيطة به , و على هذا فإن آلإنسان آلذي يعرفة آلمتخصصون في كل فرع من هذه آلعلوم , ليس واقعيا أيضا , و إنما شبح يصفه و يعرضه في ذلك آلعلم ."3و يقول وليم جيمس في كتابه ( إرادة آلإعتقاد ) :"إن علمنا ليس إلا نقطة و لكن جهلنا بحر زاخر ."4و يقول غوستاف لوبون في كتابه (ألآراء و آلمعتقدات):"إن آلعلماء تبدو عليهم آلسذاجة كما تبدو على آلجهلة آلأميين."5و يقول ألكسيس كاريل :"إن علمنا عن ذاتنا لا يزال في حالة بدائية ."6لقد أنتجت تلك آلتقريرات من أؤلئك آلعلماء آلكبار بعض آلبحوث و آلمحاولات , لحل ألغاز آلنفس آلإنسانية , و لكنها لم تتوفق كثيرا, و كان منهم : آلدكتور جوزيف مورفي , دانل كار نيجي , آلبرت آليس , جيرالد جمبالسكي , كوئيلو , آدلر , بافلوف , واطسون , جان بياجه , و لم تغني محاولاتهم في حل مشاكل آلغربيين كثيرا , ففي إحصائيات عام 2005تبين في أميركا وحدها أن هناك 19مليون و ثمنمائة ألف مصاب بالإكتئاب ,و أن مليونا منهم يستعصون عن آلعلاج , فعندما يؤكد مورفي مثلا في كتابه "ألفكر آلإيجابي"7 على ضرورة تسليح انفسنا بالأفكار آلإيجابية فإنه ينسى أهم قاعدة اساسية في ذلك آلبناء و هي:( آلله تعالى) , رغم إنه يشير من بعيد إلى آلتوجه لأصل آلوجود , لكن ذلك لا يكفي , لأن آلموضوع بحاجة إلى أدلاء و مرسلين و قدوات و أساليب , لتحقيق عملية آلتوحد في عالم آلكثرة ألتي نعاني منها آليوم بشدة لتشابكها و تعقيداتها على كل صعيد , إن آلأحداث و آلحروب و آلحكومات , تركت أثرا عميقا و مؤلما في وسط أكثر شعوب آلأرض بشكل قهري لا مفر منه , و كما قلنا سابقا : فإن أي فكر أو صورة أو خبر يدخل رؤسنا يصحبه آلأحساس و آلتأثر و آلتخزين في أعماق آلضمير آلباطن , ثم إن آلمسائل و آلقضايا آلشخصية ألمنعكسة , هي موضوعات تمت تجربتها , و بالتالي فهي إنعكاسات آلروح في حياة آلإنسان و سلوكه نسبة إلى آلمتغيرات آلخارجية و آلداخلية.و مع تحديد وتبين منشأ ومحتوى أفكارنا سنتمكن من:إبدال آلخوف بالعشق
و سوء آلظن بحسن آلظن, و آلهم و آلغم بالسعادة,عدم آلإستقرار بالأستقرار,وكذلك آلقدرة على تغيير مضامين آلتفكير آلسليي إلى مضمون إيجابي , ( حاول أن تجد عذرا حتى للمخطئ في حقك ) تطبيقا للحديث آلشريف:(لا تظن بأخيك سوءا و أنت تجد له في آلخير محملا)أو(حاول ان تخلق عذرا لأخيك لو أخطا في حقك) , كما أن آلدعاء له أثر كبير في بناء آلنفس و طهارته , و تكرار آلأدعية يؤدي إلى آلإنطباع و آلتلقين آلأيجابي . هذا بالاضافة إلى ألحرص على رضا آلمعشوق يجرنا إلى كظم آلغيظ و إظهار آلبشارة على آلوجه . و آلتسامح مع آلأخرين , على (أمل آلحصول)8 إما على :ـ- آلخلاص من آلنار , وتلك عبادة و عشق آلعبيد .- ألحصول على آلجنة , و تلك عبادة و عشق آلتجار .- ألحصول على رضا آلمعشوق عبر آلشكر على مننه و آلائه و ألطافه.و تلك عبادة و عشق آلأحرار و هناك مرحلة أخيرة يكون فيها آلإنسان متصلا به على آلدوام , فلا يخطأ في حياته أبدا . بل يتحول وجوده قاطبة إلى عطاء دائم .و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .
أبو محمد آلبغدادي
Alma1113@hotmail.com_________________________________________________________________________1راجع بحثنا -ألديمقراطية في آلفكر آلإسلامي - للكاتب2راجع بحثنا - ألسياسة في آلفكر آلأسلامي - للكاتب3راجع كتاب - ألإنسان ذلك آلمجهول ص:3 , ألكسيس كاريل4عن كتاب :إرادة آلإعتقاد لوليم جيمس5عن كتاب :ألآراء و آلمعتقدات’لغوستاف لوبون6مصدر سابق ألإنسان ذلك آلمجهول7كتاب (ألفكر آلإيجابي) لجوزيف مورفي8مشتق من آلقرآن آلناطق (نهج آلبلاغة )للأمام علي عليه آلسلام

No comments:

Post a Comment